أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. هل يمكن اكتشاف كنز بالمصادفة ؟!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : هل يمكن اكتشاف كنز بالمصادفة؟!
" وقعت بالمصادفة في طبعة نقدية جميلة لرواية "أندريه جيد" (السيمفونية الريفية) على إشارة إلى مقالة لطه حسين بالفرنسية عن (جيد) عنوانها – كما ترجمته – هو : "هبة الحديث والصداقة" ... إننا نجهل – أو نكاد نجهل أن لطه حسين كتابات يعتد بها بالفرنسية، وتلك ظاهرة غريبة ، لأن الإشارات إلى هذه الكتابات تتكاثر فيما ألف طه حسين، وفيما كُتب عنه بالعربية، فلكأننا نتجاهلها، ولا نجد ما يدفعنا للتعرف عليها.."

2- المحــارة :
- هذا الاقتباس من مقدمة الدكتور عبد الرشيد الصادق محمودي لكتاب بعنوان : "طه حسين .. من الشاطئ الآخر: كتابات طه حسين الفرنسية " وقد أثارت الإشارة السابقة قلق الدكتور عبد الرشيد، فوجه جهده مشكوراً إلى تجميع مقالات ومحاضرات طه حسين ، التي كتبها ، أو ارتجلها في بعض المؤتمرات بالفرنسية، ولم يتح لها أن تجد من يعنى بترجمتها إلى لغة طه حسين الأم .. اللغة العربية.
- هذا الكتاب (طه حسين من الشاطئ الآخر) عمل علمي جليل ، يستحق أن يجدد نشره ، وأن يُدرس لذاته، وللكشف عن جوانب مهمة من فكر طه حسين، ودخائل حساباته من خلال نوعية المتلقي ، وهذا أمر يفكر فيه ويحسب حسابه كل من يتعرض لمخاطبة الرأي العام، أو – حتى – الرأي العام الثقافي.
- هناك فوائد وإضافات علمية جليلة ، يجتنيها قارئ هذا الكتاب الذي اختُص بإنتاج طه حسين المكتوب بالفرنسية ، فمن وجه تمكن طه حسين عبر مراجعه الفرنسية من تصويب تحريفات ومغالطات في مؤلفات عربية ، سببها قصور المعرفة، أو الاعتبارات الجماهيرية، أو الخوف.
- مما ذكر في هذا السياق أن طه حسين قدم لمؤتمر العلوم التاريخية المنعقد في بروكسل سنة 1923 تصويبا لنص معاهدة عقدت سنة 692 هـ ، 1292 م بين الملك الأرشف خليل قلاوون ، وابن جايم الثاني ملك أراجون ، وأخويه وصهريه، وكلهم ملوك لأسبانيا المسيحية ، وقد وجد طه حسين النص العربي لهذه المعاهدة في كتاب "صبح الأعشى " للقلقشندي (الجزء 14) وفيه أخطاء وتحريف صوبهما طه حسين ، إذ اكتشف النص الاسباني واللاتيني لهذه المعاهدة واستطاع بالاستناد إلى هذا النص أن يزيل ما في نص القلقشندي من اضطراب وتحريف، وأن يثبت صحته من الوجهة التاريخية.
- لقد أشار الدكتور عبد الرشيد – فيما أشار – إلى قدرة طه حسين في الحديث بالفرنسية على مستويات : اللغة العلمية، واللغة المتداولة بين المثقفين، بل كان يصطنع في بعض مواقف الارتجال (لغة العامة) ، أو لغة الشارع الفرنسي – على سبيل مداعبة المتلقيين ، ومقاربة انفعالاتهم . وهذا أمر نادر يستحق الكثير من العناية.

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : " طه حسين .. من الشاطئ الآخر : كتابات طه حسين الفرنسية" – جمعها وترجمها وعلق عليها : عبد الرشيد الصادق محمود – دار الهلال – القاهرة – 1997 – ص 7 وما بعدها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى