لماذا نحن هكذا ؟؟؟ الحياة جميلة و رائعة، لكن لسوء تقديرنا و ضعف بصرنا و بصائرنا نعذب أنفسنا و نعذب المحيطين بنا...إننا نعاني من فقر عاطفي أَوْرَثَنا عدم القدرة على إتقان فن العيش، قد أتجرأ إلى حد السطوة لأقول كم نحن أغبياء حيث إننا نضيع العمر في معانقة الأحزان بدل معانقة الآمال، لقد صارت بذلك البيوت مظلمة و علت الآهات و لو بلغة الصمت ليجف نبض البسمة تحت وطأة شلال الدموع الهادر، لم نُعوِّد ألسنتنا على لفظ بذور الزهر حتى تُنبِث علاقات إنسانية تستمر في الزمان و المكان.
يمكن أن نتجاوز كثيرا من المشاكل بكلمة طيبة، و يمكن أن نداوي الجراح بحُلْوِ الكلام.
كم هو رائع أن نُروِّض ألسنتنا على نطق الكلمات الجميلة، و كم هو أروع أن تصير البسمة عنوان وجوهنا، تلك أمور بسيطة ليست مدفوعة الثمن لكن قيمتها تتجاوز كل الأرصدة. كلنا نعرف أن الكلمة الطيبة صدقة و ابتسامتك في وجه أخيك صديقة، لكننا للأسف نقف عند حدود اللفظ دون أن نتجاوزه ليصير فكرا و ثقافة و قناعة، فأسأنا بذلك لأنفسنا و للمحيطين بنا بشكل متهور فَج، فكثير من المواقف لا تستدعي الصراع و التصادم، لكن كلمة تنفلت منا دون تحَسُّب تُدمِّر كل شيء.
لست في موقف إعطاء الدروس، فكلنا معنيون و لا أستثني أحدا، إذ أن العلة قد عمت و شاعت ولم تعد جدران البيوت تسترها، كما لم يعد الواقع ناصع البياض كما كان ينبغي أن يكون. لطالما جادت علينا السيرة النبوية و سيرة الصالحين و محاضرات المفكرين و العلماء بما يؤكد أن العلاقات الإنسانية إكسير حياة لابد من الحفاظ عليه، فبانهيارها ينهار كل شيء و تغيب فرصة الاستمتاع بالحياة.
و أقف هنا لأتساءل، ما الذي يمنع الزوج من قول كلمة جميلة لزوجته؟ ما الذي يمنع الأب ليحضن أبناءه و يقبلهم؟ ما الذي يمنع من استقبال الناس بابتسامة لا تكلِّف شيئا؟ و بالمقابل، لماذا نتصيد أخطاء الناس؟ لماذا نحسن لغة الانتقاد في وقت لا نبادر فيه بتقديم الحلول؟ لماذا نعتبر أن الحياة كالبرِّيَّة و نحن وحوشها دورنا أن نركض دون أن نستمتع بعمرنا؟
لقد انقلبت الموازين، فلما أقرأ عن طريقة تعامل رسول الله صلى الله عليه و سلم مع زوجاته، و لما أتخيل مشهد تقبيله لجبين ابنته فاطمة في مشهد غاية في اللطف و الرقي، أتحسر على حالنا اليوم لدرجة أتساءل فيها، هل نحن فعلا مسلمون؟ و لما يقول الرسول الكريم عن أم المؤمنين عائشة " رُزِقتُ حبها " أ لم يكن يشير بذلك إلى أن البيوت تُبنى على الحب؟
و في العلاقات العامة، لما تبَوَّل رجل في المسجد النبوي و هَمَّ الصحابة بنَهره قال النبي الكريم " لا تَزْرِموه " أي دعوه يُكمل حتى لا يتأثر في بدنه و حتى لا يقطعوا عليه راحته ثم يأتي النصح و التوجيه فيما بعد، لا أستطيع أن أعلِّق، بل أقف مشدوها أمام حياة الرقي التي ارتضاها لنا الإسلام فاخترنا الهمجية و التسرع و القسوة... كم نحن تافهون. إن الإسلام معانقة للحياة و ليس معانقة للجراح فهو دين حب و خير و جمال، و من يفهم غير ذلك فعليه أن يُدرك أنه مسلم بالفطرة، في حين أن الرسائل القرآنية و النبوية تحتاج عقلا وقَّادا و فكرا متنورا ليستقبلها، و ذلك ديْدَنُ العلماء الراسخين فما عرفنا عنهم أنهم أعداء الحياة و محاربو التنوير و دعاة التحجُّر.
لقد كانت دائما الرؤية العاطفية ولغة الأحاسيس و المواجيد حاضرة، و كلما غابت فقدت الحياة بهجتها و تقطعت العلاقات داخل الأسر و خارجها، فلم يعد الزواج سكنا و لا الأب أبا و لا الأم أما و لا الصديق صديقا...إنه منظر مؤلم و مخزٍ و مؤسف.
قد نشتغل ليلا و نهارا لنحارب الفقر المادي، لكن من منا يجتهد ليحارب الفقر العاطفي؟ أظن أن من نجح في ذلك حُقَّ له أن يتباهى بغِناه، فالغنى الحقيقي سكينة الروح و الأمل في الحياة و تحويل البيوت إلى جِنَانٍ يتناغم فيها كل أفراد الأسرة، و رابط ذلك كله كلمة واحدة نطقها النبي صلى الله عليه سلم زمان " الحب " ، و قد فهم ذلك جيدا غيرنا فتمثلوه في حياتهم فتبين أنهم أكثر رقيا و نضجا منا في هذا الجانب، لقد أبدع الألمان حيث نجد حكمة ألمانية تقول " لأن تُحِب و لأن تُحَب لتلك أكبر نعمة في الوجود " ....فمتى نفهم الدرس؟؟؟
يمكن أن نتجاوز كثيرا من المشاكل بكلمة طيبة، و يمكن أن نداوي الجراح بحُلْوِ الكلام.
كم هو رائع أن نُروِّض ألسنتنا على نطق الكلمات الجميلة، و كم هو أروع أن تصير البسمة عنوان وجوهنا، تلك أمور بسيطة ليست مدفوعة الثمن لكن قيمتها تتجاوز كل الأرصدة. كلنا نعرف أن الكلمة الطيبة صدقة و ابتسامتك في وجه أخيك صديقة، لكننا للأسف نقف عند حدود اللفظ دون أن نتجاوزه ليصير فكرا و ثقافة و قناعة، فأسأنا بذلك لأنفسنا و للمحيطين بنا بشكل متهور فَج، فكثير من المواقف لا تستدعي الصراع و التصادم، لكن كلمة تنفلت منا دون تحَسُّب تُدمِّر كل شيء.
لست في موقف إعطاء الدروس، فكلنا معنيون و لا أستثني أحدا، إذ أن العلة قد عمت و شاعت ولم تعد جدران البيوت تسترها، كما لم يعد الواقع ناصع البياض كما كان ينبغي أن يكون. لطالما جادت علينا السيرة النبوية و سيرة الصالحين و محاضرات المفكرين و العلماء بما يؤكد أن العلاقات الإنسانية إكسير حياة لابد من الحفاظ عليه، فبانهيارها ينهار كل شيء و تغيب فرصة الاستمتاع بالحياة.
و أقف هنا لأتساءل، ما الذي يمنع الزوج من قول كلمة جميلة لزوجته؟ ما الذي يمنع الأب ليحضن أبناءه و يقبلهم؟ ما الذي يمنع من استقبال الناس بابتسامة لا تكلِّف شيئا؟ و بالمقابل، لماذا نتصيد أخطاء الناس؟ لماذا نحسن لغة الانتقاد في وقت لا نبادر فيه بتقديم الحلول؟ لماذا نعتبر أن الحياة كالبرِّيَّة و نحن وحوشها دورنا أن نركض دون أن نستمتع بعمرنا؟
لقد انقلبت الموازين، فلما أقرأ عن طريقة تعامل رسول الله صلى الله عليه و سلم مع زوجاته، و لما أتخيل مشهد تقبيله لجبين ابنته فاطمة في مشهد غاية في اللطف و الرقي، أتحسر على حالنا اليوم لدرجة أتساءل فيها، هل نحن فعلا مسلمون؟ و لما يقول الرسول الكريم عن أم المؤمنين عائشة " رُزِقتُ حبها " أ لم يكن يشير بذلك إلى أن البيوت تُبنى على الحب؟
و في العلاقات العامة، لما تبَوَّل رجل في المسجد النبوي و هَمَّ الصحابة بنَهره قال النبي الكريم " لا تَزْرِموه " أي دعوه يُكمل حتى لا يتأثر في بدنه و حتى لا يقطعوا عليه راحته ثم يأتي النصح و التوجيه فيما بعد، لا أستطيع أن أعلِّق، بل أقف مشدوها أمام حياة الرقي التي ارتضاها لنا الإسلام فاخترنا الهمجية و التسرع و القسوة... كم نحن تافهون. إن الإسلام معانقة للحياة و ليس معانقة للجراح فهو دين حب و خير و جمال، و من يفهم غير ذلك فعليه أن يُدرك أنه مسلم بالفطرة، في حين أن الرسائل القرآنية و النبوية تحتاج عقلا وقَّادا و فكرا متنورا ليستقبلها، و ذلك ديْدَنُ العلماء الراسخين فما عرفنا عنهم أنهم أعداء الحياة و محاربو التنوير و دعاة التحجُّر.
لقد كانت دائما الرؤية العاطفية ولغة الأحاسيس و المواجيد حاضرة، و كلما غابت فقدت الحياة بهجتها و تقطعت العلاقات داخل الأسر و خارجها، فلم يعد الزواج سكنا و لا الأب أبا و لا الأم أما و لا الصديق صديقا...إنه منظر مؤلم و مخزٍ و مؤسف.
قد نشتغل ليلا و نهارا لنحارب الفقر المادي، لكن من منا يجتهد ليحارب الفقر العاطفي؟ أظن أن من نجح في ذلك حُقَّ له أن يتباهى بغِناه، فالغنى الحقيقي سكينة الروح و الأمل في الحياة و تحويل البيوت إلى جِنَانٍ يتناغم فيها كل أفراد الأسرة، و رابط ذلك كله كلمة واحدة نطقها النبي صلى الله عليه سلم زمان " الحب " ، و قد فهم ذلك جيدا غيرنا فتمثلوه في حياتهم فتبين أنهم أكثر رقيا و نضجا منا في هذا الجانب، لقد أبدع الألمان حيث نجد حكمة ألمانية تقول " لأن تُحِب و لأن تُحَب لتلك أكبر نعمة في الوجود " ....فمتى نفهم الدرس؟؟؟