يونس عتيق الله

وُلِدنا حيث كُتب لنا ان نولد، وسنموت حيث كُتب لنا أن نموت...لكن بين البداية والنهاية مسار طويل لنا فيه خيارات متعددة لنحيا كما نريد، إلا أنه كثيرا ما تنزلق البوصلة من يدنا فنُضِيع الطريق، إما خطأ أو جهلا ، أو ربما اختيارا لما نَجْعَلُنَا آخر ما نفكر فيه. إن قمة البذل والعطاء، أن تمنح نفسك حقها،...
لم يكن أحد من العقلاء يتوقع قبل عقد من الزمن، أن الإنسان سيصل إلى درجة من الاندحار النفسي والأخلاقي تجعله يعتنق التفاهة دينا إلى درجة أنه لا يستبيح خصوصياته أمام الآخر. لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي معرضا لصور شخصية وجلسات حميمية لا علاقة لها بالشأن العام حتى يجعلها أصحابها حدثا مهما من...
كثيرا ما نشغل أنفسنا بإرضاء الأخرين...لست متيقنا أهو لطف منا، أو تأدب مصطنع جُبلنا عليه، أو ربما يكون غباء لا متناهيا؟ و إن كنت أرجح الرأي الأخير من باب مداواة الجراح. فلما تصير البيئة بيئة تزن الأخلاق بموازين الدهاء المشبع بأننية تغذت على الانتهازية، و سقت جذورها بماء نتن، ينبئ بأن دينا جديدا...
لماذا نحن هكذا ؟؟؟ الحياة جميلة و رائعة، لكن لسوء تقديرنا و ضعف بصرنا و بصائرنا نعذب أنفسنا و نعذب المحيطين بنا...إننا نعاني من فقر عاطفي أَوْرَثَنا عدم القدرة على إتقان فن العيش، قد أتجرأ إلى حد السطوة لأقول كم نحن أغبياء حيث إننا نضيع العمر في معانقة الأحزان بدل معانقة الآمال، لقد صارت بذلك...
لما نقف على جبل عال لنطل على السفح بامتداده الرائع، لما تمر نسائم الصباح ناعمة لتطرز خدودنا بقبَل السلام، لما تلفُّنا أشعة الشمس تدفئ الأضلع و ترخي القِوام، و لما نتملَّى في وجه السماء ليلا نَعُد النجوم و نعانق القمر، يتبدى لنا جمال ملكوت الله و ندرك أن الحياة جميلة و أن الله خلق هذا الجمال كله...
عبر تسارع الزمن و تلاحق العصور، تتضح كثير من هفوات الإنسان و سقطاته. لقد خُلقنا لنعيش بسلام و لنؤسس لحياة الوفاق بين كل البشر، فسنة التدافع التي هي أصل في الوجود لا تعني بالمرة التصادم أو الصراع بقدر ما تعني التكامل، لكن ليس دائما يكون الجو صحوا فبين الفينة و الأخرى تحجب الغيوم ضوء الشمس، لعله...
كثيرا ما يكون هم الأنظمة و الحكومات تطوير الاقتصاد، و ضمان استقرار سياسي، عبر منظومة من القوانين الصارمة الملزمة للجميع بالانضباط، فبناء الدولة يقتضي آليات لا محيد عنها، حيث يتم الحديث عن نظام الحكم و ماهيته، أو عن الأحزاب السياسية و البرلمان، أو عن إدارة الشركات و المؤسسات المالية. و كلها أمور...
و يبقى المعلم كبيرا أيها الصغار " العلم نور"... عبارة لطالما رددناها و لطالما زينا بها صفحات كراساتنا و جدران مدارسنا، لكن كعادتنا نحن المتخلفون نقف عند حدود الألفاظ دون أن نتجاوزها لنبعث فيها الحياة. لقد مر العمر مسرعا فاتضح الظلام، لعلهم نسوا أن يشحنوا بطارية العلم فما شع النور في بلداننا...
كثيرا ما يمر الإنسان بلحظات ضعف تجعله يسترخص حياته لدرجه تهوي به في غياهب التيه، قد يتساءل عن دوره في الحياه، قد يتساءل عن جدوى وجوده، وقد يتساءل في أحلك الحظات عن قيمته بين الناس، وتلك أصعب الأمور و أخطرها لما يدخل في مجال المقارنة، إنها أولى الخطوات المؤسِّسة لتحقيره لذاته، بل إنها بدايه...
لطالما تغنت دول كبيرة بإنجازاتها، ولطالما صالت وجالت تحت مظلة المال و جبروت السلاح، سعيا منها إلى تملك زمام العالم و رسم سياساته و لو بالإكراه، أما عن الشركات العملاقة و مختبرات البحث العلمي و شعارات الديمقراطية و حقوق الإنسان، كلها كانت توحي بأن أسس التمكين و ركائز الوثوق الضامنة للأمان، باتت...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى