"كل فضيلة يجب أن تكون ابتداعاً شخصياً، ودفاعاً ذاتياً عميقاً وضرورياً، وفي أي اعتبار آخر، فإنها تمثل خطراً"
نيتشه- عدو المسيح
هل قتل نيتشه نفسه، ذلك لأنه بلغ من الضعف، مبلغاً يحتم عليه أن يحول فلسفته النظرية لأفعال حقيقية:
لقد قال: "الضعفاء والفاشلون يجب أن يهلكوا".
لذلك؛ قد يكون نيتشه قد عمد إلى هدم نفسه ذاتياً ببطء، لكن السؤال؛ من سيعطي إنسانا آخر الحق في قتل نيتشه، إن لم يكن نيتشه نفسه؟.. لا أحد.
هذا الخطاب النيتشوي، يستحق الرد، فكل جملة يكتبها نيتشه يقوض بها مسلمات عديدة. وتقويض المسلمات، خطر، أكثر من ضلال الإنسان في الأرض بلا مسلمات.
أليس سؤاله: ماهي السعادة؟
دخولاً إلى منطقة ألغام يهرب منها الفلاسفة.
ولكنه يرد ببساطة:
"الشعور بأن القوة تتنامي"
What is happiness?
"Feeling that strength is growing"
Nietzsche, The Antichrist.
أي إجابة هذه المستحيلة؟!
يغوص نيتشه في الذات دائماً، نافياً كل العوالق الأجنبية التي تزيف الوعي بالحقيقة.
فالسعادة ليست العطاء، أو حب الآخرين، كما يقول المثاليون، والسعادة ليست "رضى".
السعادة تنولد من رحم الذات.
الراقص الذي يرقص بعنف مجارياً الإيقاعات الصاخبة، إن قوته تتنامى (سواء كان ذلك حقيقة أم توهماً).
الرسام؛ الذي تتنامى قوته، كلما مارس الخداع البصري على الآخرين.
القائد العسكري، الأم، الأب، المصارعون، الأحزاب السياسية، ثورة حشود الغوغاء، مشجعوا كرة القدم،...إن نيتشه يلخص كل ذلك الجنون الشغفي، بجملة صغير، الشعور بأن القوة تتنامى.
ولكن أليست هذه هي العظمة؟
لا، فالعظمة حالة إنغلاق على كتلة شعور مصمتة، لكن نيتشة يستخدم كلمة "نمو"، أي يستخدم لغة المناطقة، عندما يميزون بين الأحياء والأموات، فالحي كائن ينمو، نيتشه ينمو، إذاً فنيتشه، ...حي.
ذلك التنامي، لا علاقة له بالعظمة، بل له علاقة بالسيولة، والفيض، المتدفق بلا نهاية (فحتى لحظة إنطفاء السعادة، يعتقد المرء أنه لا نهاية لهذا التنامي).
ولكن أليس ذلك التنامي هو النشوة؟
لا..
فالسعادة محددة، وقد لا تكون النشوة محددة.
غاية الأمر، أن نيتشه، يعطنا جملاً قصيرة..كانت كل دوالها تحت أبصارنا (شعور، قوة، تنامي). لكنها بلا روابط، بلا ملامح، كمضغة لم تحمل ملامح الجنين الأولى بعد.
ويستمر نيتشه، في تهميش كل مفهوم لا ينطلق من الذات ليعود إليها، ف"كل فضيلة يجب أن تكون ابتداعاً ذاتياً". ولذلك فهو يعيد القيم لتخلق ذات التنامي بالشعور بالقوة، فالفضيلة تبتدع ذاتياً، حتى لا تكون ضعفاً، وخطراً.
إن إنسان نيتشه ليس خارقاً، لكنه صارخٌ، يطلب الحقيقة المحضة التي لا سبيل إلى بلوغ مكمنها. إن نيتشهة يجعل الذات هي الحقيقة، وبالتالي فالذات هي آلهة الآلهة، ولذلك فهي القوة.
لكن نيتشهة أصيب بالجنون، فقد تلك القوة، أضحى ضعيفاً، ذاهلاً، تماماً كما حدث لإنسانه السوبر، حقيقة ومجازاً، لقد انتهى نموذجه اليوم، تحت وطأة سيطرة أقلية تحاصر أغلبية أقل ذكاء وتمنعها من المقاومة، وتدفع بمقولة نيتشه إلى ما ورائها، فليست كل فضيلة يجب أن تكون إبتداعاً شخصياً، لا..بل يجب ألا تكون هناك أي فضيلة. فلتكن الذات خارقة حقاً، بنفي الفضيلة تماماً، وحذف تلك المفردة الفضفاضة من كافة معاجم البشر. وهذا لن يحدث بسبب نيتشه، لأنه لم يرغب في الكفر المطلق بالمسيح. كان المسيح متغلغلاً في كل خلية من خلاياه الدماغية. ولذلك، لم يعد نيتشه يختلف كثيراً عن أفلاطون، فكلاهما، أغرقا العالم في التوهمات العظمى.
نيتشه- عدو المسيح
هل قتل نيتشه نفسه، ذلك لأنه بلغ من الضعف، مبلغاً يحتم عليه أن يحول فلسفته النظرية لأفعال حقيقية:
لقد قال: "الضعفاء والفاشلون يجب أن يهلكوا".
لذلك؛ قد يكون نيتشه قد عمد إلى هدم نفسه ذاتياً ببطء، لكن السؤال؛ من سيعطي إنسانا آخر الحق في قتل نيتشه، إن لم يكن نيتشه نفسه؟.. لا أحد.
هذا الخطاب النيتشوي، يستحق الرد، فكل جملة يكتبها نيتشه يقوض بها مسلمات عديدة. وتقويض المسلمات، خطر، أكثر من ضلال الإنسان في الأرض بلا مسلمات.
أليس سؤاله: ماهي السعادة؟
دخولاً إلى منطقة ألغام يهرب منها الفلاسفة.
ولكنه يرد ببساطة:
"الشعور بأن القوة تتنامي"
What is happiness?
"Feeling that strength is growing"
Nietzsche, The Antichrist.
أي إجابة هذه المستحيلة؟!
يغوص نيتشه في الذات دائماً، نافياً كل العوالق الأجنبية التي تزيف الوعي بالحقيقة.
فالسعادة ليست العطاء، أو حب الآخرين، كما يقول المثاليون، والسعادة ليست "رضى".
السعادة تنولد من رحم الذات.
الراقص الذي يرقص بعنف مجارياً الإيقاعات الصاخبة، إن قوته تتنامى (سواء كان ذلك حقيقة أم توهماً).
الرسام؛ الذي تتنامى قوته، كلما مارس الخداع البصري على الآخرين.
القائد العسكري، الأم، الأب، المصارعون، الأحزاب السياسية، ثورة حشود الغوغاء، مشجعوا كرة القدم،...إن نيتشه يلخص كل ذلك الجنون الشغفي، بجملة صغير، الشعور بأن القوة تتنامى.
ولكن أليست هذه هي العظمة؟
لا، فالعظمة حالة إنغلاق على كتلة شعور مصمتة، لكن نيتشة يستخدم كلمة "نمو"، أي يستخدم لغة المناطقة، عندما يميزون بين الأحياء والأموات، فالحي كائن ينمو، نيتشه ينمو، إذاً فنيتشه، ...حي.
ذلك التنامي، لا علاقة له بالعظمة، بل له علاقة بالسيولة، والفيض، المتدفق بلا نهاية (فحتى لحظة إنطفاء السعادة، يعتقد المرء أنه لا نهاية لهذا التنامي).
ولكن أليس ذلك التنامي هو النشوة؟
لا..
فالسعادة محددة، وقد لا تكون النشوة محددة.
غاية الأمر، أن نيتشه، يعطنا جملاً قصيرة..كانت كل دوالها تحت أبصارنا (شعور، قوة، تنامي). لكنها بلا روابط، بلا ملامح، كمضغة لم تحمل ملامح الجنين الأولى بعد.
ويستمر نيتشه، في تهميش كل مفهوم لا ينطلق من الذات ليعود إليها، ف"كل فضيلة يجب أن تكون ابتداعاً ذاتياً". ولذلك فهو يعيد القيم لتخلق ذات التنامي بالشعور بالقوة، فالفضيلة تبتدع ذاتياً، حتى لا تكون ضعفاً، وخطراً.
إن إنسان نيتشه ليس خارقاً، لكنه صارخٌ، يطلب الحقيقة المحضة التي لا سبيل إلى بلوغ مكمنها. إن نيتشهة يجعل الذات هي الحقيقة، وبالتالي فالذات هي آلهة الآلهة، ولذلك فهي القوة.
لكن نيتشهة أصيب بالجنون، فقد تلك القوة، أضحى ضعيفاً، ذاهلاً، تماماً كما حدث لإنسانه السوبر، حقيقة ومجازاً، لقد انتهى نموذجه اليوم، تحت وطأة سيطرة أقلية تحاصر أغلبية أقل ذكاء وتمنعها من المقاومة، وتدفع بمقولة نيتشه إلى ما ورائها، فليست كل فضيلة يجب أن تكون إبتداعاً شخصياً، لا..بل يجب ألا تكون هناك أي فضيلة. فلتكن الذات خارقة حقاً، بنفي الفضيلة تماماً، وحذف تلك المفردة الفضفاضة من كافة معاجم البشر. وهذا لن يحدث بسبب نيتشه، لأنه لم يرغب في الكفر المطلق بالمسيح. كان المسيح متغلغلاً في كل خلية من خلاياه الدماغية. ولذلك، لم يعد نيتشه يختلف كثيراً عن أفلاطون، فكلاهما، أغرقا العالم في التوهمات العظمى.