المكان هو احد العناصر الأساسية في المسرح لأنه شرط لتحقيق العرض المسرحي، وهو - مثل الزمن في المسرح- ذو طبيعة مركبة لكونه يرتبط بالواقع(مكان العرض المسرحي) الذي يمثل تجارب الواقع الحياتي من جهة وبالمتخيل (مكان الحدث الدرامي المعروض على الخشبة ) من جهة أخرى، أي بمعنى ان تصوير المكان ضمن الحدث الدرامي هو تصوير افتراضي وهو محاكاة للواقع الحقيقي، وضمن هذه الطبيعة المركبة للمكان تطلق تسمية المكان المسرحي، أي انه الموضع الذي تقدم فيه العروض المسرحية بمعنى انه المكان الذي يدور فيه العرض وأحداثه وصراعاته، سواء كان بناء شيد خصيصا لهذا العرض كصالات المسرح او مدرجات الهواء الطلق او أي حيز مكاني يستخدم في ظرفٍ ما للعرض المسرحي، كـ(الشارع او ساحات عامة او ملاعب رياضية او حدائق ...الخ) وكل هذه المسميات تندرج تحت طبيعة المكان المسرحي لأنها تحتضن العروض وتُسيّر الأحداث داخلها، فهي تمثل الموقع الرئيسي لمشاهدة هذه الأحداث الدرامية، ومهما اختلف نوع العرض ووضع وطبيعة المكان وشكله وبناءه المعماري ومتغيراته الشكلية والهندسية من تاريخ المسرح ومن حضارة لأخرى فان المكان يشتمل على مكانين مختلفين، أولاهما: مكان اللعب او حيز اللعب(مكان تقديم الأحداث) وهو المكان الذي يتم فيه الأداء وصراع الأحداث، والتي تنتمي الى نظم مختلفة تتكون من عناصر الديكور وأجساد الممثلين وحركتهم على الخشبة وتقلبات الأحوال الدرامية التي تحدث في مكان او فضاء العرض حصرا، وثانيهما: مكان المتفرجين (الجمهور المتلقي) الذي يحوي المتفرجين المتابعين للعرض المسرحي، سواء كانوا مشاركين بالفعل المسرحي كما في عروض المسرح التفاعلي او عروض التعازي الحسينية او المسرح الاحتفالي او غير مشاركين بالحدث الدرامي الذين يصنفون على انهم متلقين للأحداث الدرامية ( ).
وهذين الحيزين او المكانين هو ما يميز العرض المسرحي( احتفالي او طقسي وغيرهما)، كذلك نطلق تسمية المكان على الموضع الذي تجري فيه وقائع الحدث المتخيل، وهو الجانب الثاني في قيمة العرض المسرحي، بوصف المتخيل انه المكان الذي نتصوره في لحظة من لحظات تأمل الأحداث والتي نبتعد فيها من الأشكال الصورية المعروضة أمامنا، والتي دائما ما تثيرنا اللغة الحوارية للشخصيات الدرامية، فنعيش من خلالها في لحظات تأمل نتخيل فيها المكان الذي ينسجم مع ما يقدم أمامنا من أحداث درامية، وكذلك ربما نتخيلها عبر الرؤية الإخراجية التي ندركها من خلال بعض الإشارات الدلالية والرموز المشفرة التي يبثها العرض عبر الإضاءة والسينوغرافية والتي غالبا ما تحددها الإرشادات الإخراجية، وكذلك العنصر السمعي في العرض، فالحوار ربما يسهم في تحديد نوع المكان الذي يتحدد بطبيعة اللغة المستخدمة، كما تكتسب الخشبة من هذا المنطلق وظيفة ارجاعية، أي بمعنى ان المتفرج يتعرف من خلالها على العالم المصور أمامه ويقارنه بما يعرفه في الواقع، لان خشبة المسرح تقدم العالم برؤية افتراضية محاولة من ذلك محاكاة الواقع الطبيعي فالمكان في الواقع يختلف عما في المسرح، فبالأول واقعي معاش ومدرك بكل الحواس وله أبعاد حقيقية، اما الثاني فهو المكان الذي ينشأ على خشبة المسرح فيتحول هذا المكان الى واقع افتراضي له أبعاد ومساحة افتراضية لا حقيقية لان المسرح عالم مصغر بأبعاده وأشكاله، ولغرض تأسيس علاقة بين ما هو واقع (الذي يتمثل بالعالم الواقعي) وبين المكان الافتراضي المتخيل الذي يمثل محاكاة الحياة وإعادة إنتاجها على خشبة العرض المسرحي، فالمكان يصور تعامل العلاقة بين هذين المكونين، وبكيفية التعامل مع الخشبة (مكان العرض) فالخشبة يمكن ان تغيب كعنصر مادي له عناصره الملموسة والمرئية(كواليس، ستائر، ديكور) وتحولها الى عالم ايهامي (غرفة او حديقة او منزل)، وطريقة تصوير المكان في المسرح يمكن ان تأخذ إشكالا متعددة اذ يمكن ان يتم ذلك بوجود الديكور او بغيابه مع الاكتفاء بجسد الممثل بحيث ترسم الحركة أبعاد المكان او الاكتفاء بوصف المكان كلامياً كالحوار النصي او بمؤثر خارجي كالموسيقى التي تعطي الجو العام للمكان المسرحي بيئة مكانية ذو حدود متخيلة كما في المقاطع الموسيقية العسكرية او الطقسية او الرومانسية، والواقع ان شكل المكان وأسلوب تصويره يلعبان دوراً أساسياً وبارزاً في تحديد كيفية استقبال العرض وشكل التلقي . ( )
ان تصوير المكان في الفن يأخذ مفهوم الفضاء المحسوس والمدرك الذي يفرض وجوده في مخيلة المتلقي كصورة افتراضية لم تتجسد على جدار الواقع لانها لازالت تتمحور في ذهن الفنان كنموذج لصورة لم تكتمل بعد ولم ترى الوجود على ارض الواقع الفني المدرك، بالرغم من أنها جاءت من خلال الخبرة الإنسان الحياتية والموضوعية وعلاقتها بمجريات الأحداث والوقائع الطبيعية التي ترافق حياته وبالتالي تكون مصدر للمخيلة التي تنهل منها في لحظات الحاجة الإبداعية عند الفنان وهذه التجارب والأحداث تكون بشكل صور افتراضية لحقائق واقعية، حيث تكون على مستويين أولهما: المستوى الموضوعي المدرك والذي يستمد حقيقته من التجارب الحياتية ويكون المكان فيها صورة خيالية لها وجود واقعي حياتي، كما في تصوير البيئة الحياتية في العرض المسرحي، لان البيئة هي نتاج حياتي واقعي وبالتالي يمكن تصويرها وفهمها والإحساس بها بسهوله من خلال فهم العرض ورؤيته الإخراجية الذي يتمثل في فك رموز وشفرات العرض، وثانيهما: المستوى الافتراضي حيث يكون هذا المستوى كصورة افتراضية لا وجود لها في عالم الواقع بل هي نتاج افتراضات خيالية لم تتمكن الذاكرة البشرية على أي تقارب او تشابه في خزينها المتراكم، وفي حال عدم تمكن الذاكرة او المخيلة من إيجاد صورة مماثلة لهذا المكان، فإنها تعمل على تصفير الذاكرة وإنتاج صورة جديدة افتراضية تقرب المعنى بين المكان وصورته الخيالية.
وهذين الحيزين او المكانين هو ما يميز العرض المسرحي( احتفالي او طقسي وغيرهما)، كذلك نطلق تسمية المكان على الموضع الذي تجري فيه وقائع الحدث المتخيل، وهو الجانب الثاني في قيمة العرض المسرحي، بوصف المتخيل انه المكان الذي نتصوره في لحظة من لحظات تأمل الأحداث والتي نبتعد فيها من الأشكال الصورية المعروضة أمامنا، والتي دائما ما تثيرنا اللغة الحوارية للشخصيات الدرامية، فنعيش من خلالها في لحظات تأمل نتخيل فيها المكان الذي ينسجم مع ما يقدم أمامنا من أحداث درامية، وكذلك ربما نتخيلها عبر الرؤية الإخراجية التي ندركها من خلال بعض الإشارات الدلالية والرموز المشفرة التي يبثها العرض عبر الإضاءة والسينوغرافية والتي غالبا ما تحددها الإرشادات الإخراجية، وكذلك العنصر السمعي في العرض، فالحوار ربما يسهم في تحديد نوع المكان الذي يتحدد بطبيعة اللغة المستخدمة، كما تكتسب الخشبة من هذا المنطلق وظيفة ارجاعية، أي بمعنى ان المتفرج يتعرف من خلالها على العالم المصور أمامه ويقارنه بما يعرفه في الواقع، لان خشبة المسرح تقدم العالم برؤية افتراضية محاولة من ذلك محاكاة الواقع الطبيعي فالمكان في الواقع يختلف عما في المسرح، فبالأول واقعي معاش ومدرك بكل الحواس وله أبعاد حقيقية، اما الثاني فهو المكان الذي ينشأ على خشبة المسرح فيتحول هذا المكان الى واقع افتراضي له أبعاد ومساحة افتراضية لا حقيقية لان المسرح عالم مصغر بأبعاده وأشكاله، ولغرض تأسيس علاقة بين ما هو واقع (الذي يتمثل بالعالم الواقعي) وبين المكان الافتراضي المتخيل الذي يمثل محاكاة الحياة وإعادة إنتاجها على خشبة العرض المسرحي، فالمكان يصور تعامل العلاقة بين هذين المكونين، وبكيفية التعامل مع الخشبة (مكان العرض) فالخشبة يمكن ان تغيب كعنصر مادي له عناصره الملموسة والمرئية(كواليس، ستائر، ديكور) وتحولها الى عالم ايهامي (غرفة او حديقة او منزل)، وطريقة تصوير المكان في المسرح يمكن ان تأخذ إشكالا متعددة اذ يمكن ان يتم ذلك بوجود الديكور او بغيابه مع الاكتفاء بجسد الممثل بحيث ترسم الحركة أبعاد المكان او الاكتفاء بوصف المكان كلامياً كالحوار النصي او بمؤثر خارجي كالموسيقى التي تعطي الجو العام للمكان المسرحي بيئة مكانية ذو حدود متخيلة كما في المقاطع الموسيقية العسكرية او الطقسية او الرومانسية، والواقع ان شكل المكان وأسلوب تصويره يلعبان دوراً أساسياً وبارزاً في تحديد كيفية استقبال العرض وشكل التلقي . ( )
ان تصوير المكان في الفن يأخذ مفهوم الفضاء المحسوس والمدرك الذي يفرض وجوده في مخيلة المتلقي كصورة افتراضية لم تتجسد على جدار الواقع لانها لازالت تتمحور في ذهن الفنان كنموذج لصورة لم تكتمل بعد ولم ترى الوجود على ارض الواقع الفني المدرك، بالرغم من أنها جاءت من خلال الخبرة الإنسان الحياتية والموضوعية وعلاقتها بمجريات الأحداث والوقائع الطبيعية التي ترافق حياته وبالتالي تكون مصدر للمخيلة التي تنهل منها في لحظات الحاجة الإبداعية عند الفنان وهذه التجارب والأحداث تكون بشكل صور افتراضية لحقائق واقعية، حيث تكون على مستويين أولهما: المستوى الموضوعي المدرك والذي يستمد حقيقته من التجارب الحياتية ويكون المكان فيها صورة خيالية لها وجود واقعي حياتي، كما في تصوير البيئة الحياتية في العرض المسرحي، لان البيئة هي نتاج حياتي واقعي وبالتالي يمكن تصويرها وفهمها والإحساس بها بسهوله من خلال فهم العرض ورؤيته الإخراجية الذي يتمثل في فك رموز وشفرات العرض، وثانيهما: المستوى الافتراضي حيث يكون هذا المستوى كصورة افتراضية لا وجود لها في عالم الواقع بل هي نتاج افتراضات خيالية لم تتمكن الذاكرة البشرية على أي تقارب او تشابه في خزينها المتراكم، وفي حال عدم تمكن الذاكرة او المخيلة من إيجاد صورة مماثلة لهذا المكان، فإنها تعمل على تصفير الذاكرة وإنتاج صورة جديدة افتراضية تقرب المعنى بين المكان وصورته الخيالية.