حين أخبرها الطبيب بعطب قلبها لم أكن برفقتها، أظنني تعللت حينها بأمر تافه لتقوم بمقابلة الطبيب وحدها، شغلني أمري التافه أيضا عن الإتصال بها والسؤال عن حالتها وقررات الطبيب.
في المساء وحين عودتي كانت كل الأشياء في المنزل تبدو على نحو جيد بذات الترتيب والنظام الدقيق الذي تتبعه لمحاصرة فوضاي، كانت متألقة كعادتها في إستقبالي بكامل اللطافة والإناقة وشميم معمول الصندل الذي لا يفارقها.
توسلتني أن أستحم بسرعة ريثما تعد هي الطعام، كانت أشيائي كما هي مجهزة بذات حرصها القديم:
زي القطن الرياضي الخاص بالتواجد في المنزل
المنشفة
غسول الإستحمام
نعل المنزل
مرطب البشرة
وعطر المنزل الذي تعتبره لها وحدها و تبتاعه كلما نفد.
في دورة المياه أيضا نسيت أمر الطبيب، ربما جالت في خاطري أشياء تافهة كثيرة لكني لم أتذكر شأنها والطبيب، لا أذكر إني تأخرت كثيرا كعادتي أم أنني انصعت لأمرها.
حين خروجي كان العشاء جاهزاً، معظم أطباقي التي أحب إلتهامها:
حساء الخضار
البازيلا الخضراء مع اللحم المفروم
السمك المقلب على الجمر
كوكتيل الخضروات
سلة الفاكهة
وعصير التبلدي
إنكفات على المائدة بنهم جائع، لم أفكر أيضا في شأنها والطبيب، ولم أسائل نفسي متى أعدت كل هذه الأطباق وهي المريضة التي تركتها هذا الصباح متعبة وفي طريقها لمقابلة الطبيب.
كعادتها لا تحب تيبس الطعام على الأطباق، لملمتها وبواقي الطعام ودخلت مطبخها لتغسلها ولتعد أيضا ما تراه مناسبا من شراب ساخن يبدد برودة هذا الشتاء.
حين عادت كنت متمداً أدير محرك بحث التلفاز لأرسو على شيء يمكنني متابعته، داهمتني بنظرة أعرفها جيدا، تنظر نحوي بشكل محفوظ كلما أرادت المعاتبة، فهمت نظرتها ونسيت شأنها والطبيب!!!
قالت: أخبرني الطبيب بأني بحاجة لعملية قلب مفتوح لأن إنغلاقي على حبك وحدك أحدث في قلبي شيئا لا يستهان به من الأعطاب، قالت مقولتها وهي بذات نظرة المعاتبة وإبتسامتها الجميلة التي أحب.
شعرت حينها بوقاحتي ووضاعتي ومدى إهمالي لها، كنت في دائرة مغلقة تحكم قبضتها علي، كنت على بعد خطوة من الإختناق، لم ينبس لساني ببنت شفاه، لم تسعفني ذاكرتي المشوهة حينها بإذابة المسافة التي تفصلنا واحتضانها، كنت غالبا ما أطايب نظرات عتبها بالإحتضان، فكأن الذاكرة أرادت أن تخبرني بمسافة إبتعادي عنها، عن حرصها وإهمالي، كلما تفعله لأجلي وما أفعله حيال شؤونها.
شعرت بها في صدري تقول:
لا تقلق سأكون بخير، فقلب أعطبه حبك سيصلحه ذات الحب، كانت الدموع حينها تنهمر من عيني وكأنها تحاول أن تكفر عني، وكانت بدورها تمسحها بحب وتقول:
لا تخف انا بخير هي مخاوف الطبيب فقط، لكني اواجه كل سوء العالم بحبك.
انا أحبك فقط ضع يدك على قلبي وسيخبرك بنفسه أنه بخير وأنك ما زلت فيه.
لم أنم تلك الليلة قضيتها أراقبها وكأنها كائن جديد يشاركني الفراش، أعرفها وأفهم كيف تحبني ولأي درجة أعشقها، لكن كيف لقلبها المعطوب أن يحتملني هكذا بكامل سخفي؟
كيف لها أن تجازي إهمالي بكل هذا السخاء؟ أكملت ليلتي تلك أتحسس قلبها المعطوب وأبدد سوء تلك الليلة بمتابعة تقلبها.
كان قرار الطبيب حين عاودناه سويا أن تجرى العملية بأسرع ما يكون، بعد أيام معدودة كان ما أراد الطبيب.
لا زلت أذكر نظرتها الأخيرة وهمستها الأخيرة:
لا تخف لم أخبر الطبيب أنك من أعللت قلبي بحبك.
ساقها حبي إلى نهايتها المحتومة كانت موشومة بي، محترقة الفؤاد، متلهفة لعودتي دوما، حانقة على فوضويتي، تعيد ترتيب ما أتلف.
وبقيت انا أسير عبارتها الأخيرة:
"لا تخف لم أخبر الطبيب أنك من أعللت قلبي بحبك".
#كانوري
في المساء وحين عودتي كانت كل الأشياء في المنزل تبدو على نحو جيد بذات الترتيب والنظام الدقيق الذي تتبعه لمحاصرة فوضاي، كانت متألقة كعادتها في إستقبالي بكامل اللطافة والإناقة وشميم معمول الصندل الذي لا يفارقها.
توسلتني أن أستحم بسرعة ريثما تعد هي الطعام، كانت أشيائي كما هي مجهزة بذات حرصها القديم:
زي القطن الرياضي الخاص بالتواجد في المنزل
المنشفة
غسول الإستحمام
نعل المنزل
مرطب البشرة
وعطر المنزل الذي تعتبره لها وحدها و تبتاعه كلما نفد.
في دورة المياه أيضا نسيت أمر الطبيب، ربما جالت في خاطري أشياء تافهة كثيرة لكني لم أتذكر شأنها والطبيب، لا أذكر إني تأخرت كثيرا كعادتي أم أنني انصعت لأمرها.
حين خروجي كان العشاء جاهزاً، معظم أطباقي التي أحب إلتهامها:
حساء الخضار
البازيلا الخضراء مع اللحم المفروم
السمك المقلب على الجمر
كوكتيل الخضروات
سلة الفاكهة
وعصير التبلدي
إنكفات على المائدة بنهم جائع، لم أفكر أيضا في شأنها والطبيب، ولم أسائل نفسي متى أعدت كل هذه الأطباق وهي المريضة التي تركتها هذا الصباح متعبة وفي طريقها لمقابلة الطبيب.
كعادتها لا تحب تيبس الطعام على الأطباق، لملمتها وبواقي الطعام ودخلت مطبخها لتغسلها ولتعد أيضا ما تراه مناسبا من شراب ساخن يبدد برودة هذا الشتاء.
حين عادت كنت متمداً أدير محرك بحث التلفاز لأرسو على شيء يمكنني متابعته، داهمتني بنظرة أعرفها جيدا، تنظر نحوي بشكل محفوظ كلما أرادت المعاتبة، فهمت نظرتها ونسيت شأنها والطبيب!!!
قالت: أخبرني الطبيب بأني بحاجة لعملية قلب مفتوح لأن إنغلاقي على حبك وحدك أحدث في قلبي شيئا لا يستهان به من الأعطاب، قالت مقولتها وهي بذات نظرة المعاتبة وإبتسامتها الجميلة التي أحب.
شعرت حينها بوقاحتي ووضاعتي ومدى إهمالي لها، كنت في دائرة مغلقة تحكم قبضتها علي، كنت على بعد خطوة من الإختناق، لم ينبس لساني ببنت شفاه، لم تسعفني ذاكرتي المشوهة حينها بإذابة المسافة التي تفصلنا واحتضانها، كنت غالبا ما أطايب نظرات عتبها بالإحتضان، فكأن الذاكرة أرادت أن تخبرني بمسافة إبتعادي عنها، عن حرصها وإهمالي، كلما تفعله لأجلي وما أفعله حيال شؤونها.
شعرت بها في صدري تقول:
لا تقلق سأكون بخير، فقلب أعطبه حبك سيصلحه ذات الحب، كانت الدموع حينها تنهمر من عيني وكأنها تحاول أن تكفر عني، وكانت بدورها تمسحها بحب وتقول:
لا تخف انا بخير هي مخاوف الطبيب فقط، لكني اواجه كل سوء العالم بحبك.
انا أحبك فقط ضع يدك على قلبي وسيخبرك بنفسه أنه بخير وأنك ما زلت فيه.
لم أنم تلك الليلة قضيتها أراقبها وكأنها كائن جديد يشاركني الفراش، أعرفها وأفهم كيف تحبني ولأي درجة أعشقها، لكن كيف لقلبها المعطوب أن يحتملني هكذا بكامل سخفي؟
كيف لها أن تجازي إهمالي بكل هذا السخاء؟ أكملت ليلتي تلك أتحسس قلبها المعطوب وأبدد سوء تلك الليلة بمتابعة تقلبها.
كان قرار الطبيب حين عاودناه سويا أن تجرى العملية بأسرع ما يكون، بعد أيام معدودة كان ما أراد الطبيب.
لا زلت أذكر نظرتها الأخيرة وهمستها الأخيرة:
لا تخف لم أخبر الطبيب أنك من أعللت قلبي بحبك.
ساقها حبي إلى نهايتها المحتومة كانت موشومة بي، محترقة الفؤاد، متلهفة لعودتي دوما، حانقة على فوضويتي، تعيد ترتيب ما أتلف.
وبقيت انا أسير عبارتها الأخيرة:
"لا تخف لم أخبر الطبيب أنك من أعللت قلبي بحبك".
#كانوري