هناك ملايين حول العالم يعتبرون أنفسهم فنانين، وبعضهم يريد أن يكون فناناً، وبعضهم يجتهد ليكون فناناً.
إن عالمنا يموت بلا فن..لأن الفن هو أعلى منتجات المخيال الإنساني. رغم أن العلم نفسه الآن أضحى يتماهى ويتداخل مع الفن، بفضل الرأسمالية. فصناعة السينما، وعروض الأزياء، وتصاميم السيارات، والهواتف النقالة، وحتى المسبارات الفضائية، وغير ذلك، تعمل مع الفن، فتتداخل النظرية العقلية، مع الروح الفنانة. لتحقق حزن الدهشة، والإقتراب من مقاومة غموض العالم بابتلاعه. هناك اليوم آلاف المطربين، ومثلهم رسامون، ونحاتون، وشعراء وروائيون. لكن قلة فقط تملك تلك الروح الشيطانية. وهي شيطانية، لأنها تعمل في عمق ظلامها الوجودي، كأفاعي الشتاء.
قلة من يملكون تلك الروح الفنانة، والذين يمكنني إلتقاط حيوية روحهم تلك بسهولة، حتى وهم في أول حبوهم الفني. أستطيع ان اكتشفهم، وهذه نعمة كبيرة. غير أن مشكلة هؤلاء أنهم يفضلون العيش تحت الأرض دوماً. في حين نجد من لا يملكون تلك الروح من المدعين، ضعيفي المخيلة، الأكثر نشاطاً على السطح. والسطح هنا هو نفسه السطح.
من مساوئ الرأسمالية، أنها دائماً في حالة شك، وتخوف وريبة من اقتحام عالم الظلام، إنها لا ترغب في الهبوط تحت الأرض. وأضحت هي نفسها خاضعة لمعاييرها الإعلامية التي توجه ذائقة الجماهير.
وكرواية آلة الزمن، يعيش شياطين الفن تحت الأرض، ويختطفون القليل من عالم السطح ليتمكنوا من الإستمرار في العيش. لذلك يبدون في حالة مزرية، مستوحشون باستمرار. يتشردون داخل عواصف الذات، فينكمشون كثقب أسود.
لذلك، كان من المفترض على تلك القوى الرأسمالية، أو قلة منها أن تحاول خوض المخاطرة للغوص هناك، في عالم السديم، ومحاولة إنتشال ذلك الفن الهائل، المدفون تحت الأرض.
ما نسمعه من موسيقى وأغاني اليوم، هو في الغالب إعادة تدوير للماضي الذهبي بأدوات حديثة، فالأدوات تحدث إبهاراً وصدمة مبدئية، ولكنها في الواقع تسرق الجوهر من التاريخ. تلونه ليتناسب مع الحاضر فحسب. وهنا يكون كل إشتغال عالم السطح، موثثاً بقطع أثاث لم ينتجها.
كنت أبحث عن أدباء مغمورين، فوجدت، موقعاً، يشير للأعمال الرائعة التي دفنها التجاهل، لأن اصحابها لم يملكوا قدرة التسويق. إن اغلب الفنانيين الحقيقيين لا يعرفون تسويق أنفسهم. ولذلك يبدون كشوبنهاور، الذي جعل محاضراته في ذات وقت محاضرات هيجل، ليكتشف أن محاضراته بلا حضور. كانت تلك الحشود تتجه نحو محاضرة هيجل. وحتى موته، لم يعرف الناس شيئاً عن فلسفة شوبنهاور التي صنعت من نيتشه، الفيلسوف الأول فيما بعد. إن فشل شوبنهاور في حياته، كان سببه ضعف قدرته على تسويق نفسه؛ بسبب ما أحدثته أمه فيه من هدم نفسي.
قلة من يملكون روح الفن، وقلة ممن يمتلكون قدر اكتشافهم، وقلة من يمكنهم المخاطرة والدخول إلى عالمهم تحت الأرض. لكنهم موجودون، كأرواح هائمة في قعر الجحيم.
إن عالمنا يموت بلا فن..لأن الفن هو أعلى منتجات المخيال الإنساني. رغم أن العلم نفسه الآن أضحى يتماهى ويتداخل مع الفن، بفضل الرأسمالية. فصناعة السينما، وعروض الأزياء، وتصاميم السيارات، والهواتف النقالة، وحتى المسبارات الفضائية، وغير ذلك، تعمل مع الفن، فتتداخل النظرية العقلية، مع الروح الفنانة. لتحقق حزن الدهشة، والإقتراب من مقاومة غموض العالم بابتلاعه. هناك اليوم آلاف المطربين، ومثلهم رسامون، ونحاتون، وشعراء وروائيون. لكن قلة فقط تملك تلك الروح الشيطانية. وهي شيطانية، لأنها تعمل في عمق ظلامها الوجودي، كأفاعي الشتاء.
قلة من يملكون تلك الروح الفنانة، والذين يمكنني إلتقاط حيوية روحهم تلك بسهولة، حتى وهم في أول حبوهم الفني. أستطيع ان اكتشفهم، وهذه نعمة كبيرة. غير أن مشكلة هؤلاء أنهم يفضلون العيش تحت الأرض دوماً. في حين نجد من لا يملكون تلك الروح من المدعين، ضعيفي المخيلة، الأكثر نشاطاً على السطح. والسطح هنا هو نفسه السطح.
من مساوئ الرأسمالية، أنها دائماً في حالة شك، وتخوف وريبة من اقتحام عالم الظلام، إنها لا ترغب في الهبوط تحت الأرض. وأضحت هي نفسها خاضعة لمعاييرها الإعلامية التي توجه ذائقة الجماهير.
وكرواية آلة الزمن، يعيش شياطين الفن تحت الأرض، ويختطفون القليل من عالم السطح ليتمكنوا من الإستمرار في العيش. لذلك يبدون في حالة مزرية، مستوحشون باستمرار. يتشردون داخل عواصف الذات، فينكمشون كثقب أسود.
لذلك، كان من المفترض على تلك القوى الرأسمالية، أو قلة منها أن تحاول خوض المخاطرة للغوص هناك، في عالم السديم، ومحاولة إنتشال ذلك الفن الهائل، المدفون تحت الأرض.
ما نسمعه من موسيقى وأغاني اليوم، هو في الغالب إعادة تدوير للماضي الذهبي بأدوات حديثة، فالأدوات تحدث إبهاراً وصدمة مبدئية، ولكنها في الواقع تسرق الجوهر من التاريخ. تلونه ليتناسب مع الحاضر فحسب. وهنا يكون كل إشتغال عالم السطح، موثثاً بقطع أثاث لم ينتجها.
كنت أبحث عن أدباء مغمورين، فوجدت، موقعاً، يشير للأعمال الرائعة التي دفنها التجاهل، لأن اصحابها لم يملكوا قدرة التسويق. إن اغلب الفنانيين الحقيقيين لا يعرفون تسويق أنفسهم. ولذلك يبدون كشوبنهاور، الذي جعل محاضراته في ذات وقت محاضرات هيجل، ليكتشف أن محاضراته بلا حضور. كانت تلك الحشود تتجه نحو محاضرة هيجل. وحتى موته، لم يعرف الناس شيئاً عن فلسفة شوبنهاور التي صنعت من نيتشه، الفيلسوف الأول فيما بعد. إن فشل شوبنهاور في حياته، كان سببه ضعف قدرته على تسويق نفسه؛ بسبب ما أحدثته أمه فيه من هدم نفسي.
قلة من يملكون روح الفن، وقلة ممن يمتلكون قدر اكتشافهم، وقلة من يمكنهم المخاطرة والدخول إلى عالمهم تحت الأرض. لكنهم موجودون، كأرواح هائمة في قعر الجحيم.