تعتبر القصة القصيرة فنا قصير النفس، تعتبر اليوغا رياضة تتميز بطول ساعات التامل فيها والخروج عن الواقع...
ورغم أن القصة القصيرة واليوغا عالمان لكل منهما طقوسه، والتي يمكننا القول أنها تنصب في إراحة الجسد والروح معاً.
ومع تقلبات الحياة أصبحت اليوغا فن التأمل...حيث لم تعد اليوغا حكرا على شعب من الشعوب، ولا ضمن ثقافته وحسب، بل أصبحت رياضة عالمية يمارسها المهتمون والراغبون في الخروج من العوالم المادية إلى العالم الأكثر تحررا... تحريرا للجسد والروح على حد سواء.
وربما لم يكن الهدف الخروج عن المألوف وقانون البشرية على قانون الطبيعة، بالإضافة إلى اعتبارها رياضة مفيدة لمرونة العضلات...حيث تعيد حاسة التوازن الجسدي وتخفف من التوتر الروحي المتزامن مع ظروف الحياة الصعبة كآلية حديثة لتجديد الذات.
وكانت القصة القصيرة فناً أدبياً نعيشه في حياتنا اليومية دون أن يكون لنا شأن في قبوله أو رفضه، لأن ظروف الحياة التي اتسمت بماديتها جعلتنا مجبرين على العيش في أغلب قصصها أو التعايش معها وقبولها.
ومن ذلك فقد أصبحت القصة القصيرة الشغل اليومي الذي نعيشه في حياتا، التي تميزت بخروجها عن ثوب المثالية إلى ثوب المادية، والمظاهر، والتشبث بالقشور، وقد جعلتنا ندور في دوامة من الهم والقلق والتوتر، ونصارع في يومنا الآلاف من القصص والحكايات...ولكننا وجدنا أنفسنا مقيدين فلا نحن أرحنا أنفسنا ولا نحن خرجنا عن النص القدري حولنا.
ولكننا عن جعلنا الكتابة رياضة يومية، فقد استطعنا الخروج عن القيود التي نفرضها على أنفسنا ولكننا لا نستطيع أن نطلق العنان للقلم إن لم نؤمن بأننا قادرين على ذلك..من الضرورة كسر حاجر الخوف وتجاوز حالات الضعف التي تصيبنا والخروج من أسوار الكآبة على الواقع الذي نعبر عنه بين طيات الورق..نرسم ما نريده وننتزع منه ما نبحث عنه.
ولكن كيف نستطيع أن نجعل فن القصة القصيرة كرياضة اليوغا للتخلص من الطاقة السلبية بما يخطه القلم؟!
تحديد الأهداف:
يمكن القول أن أولى خطوات تحقيق ذلك؛ في سؤال أنفسنا: ماذا نريد؟ ولماذا نريده؟ وكيف يمكننا الوصول إليه؟.
التدريب اليومي على كتابة القصة القصيرة يجعنا قادرين على التوسع من حاجز الكلمة والكلمتين إلى عدد من الأسطر ثم إلى قصة متكاملة بكافة عناصرها.
المريح بفن القصة القصيرة أنها لا تلتزم بالحد الأدنى من الكلمات؛ فكانت القصة الومضة والتي تبحث في قدرتنا على عرض ما نريد بكلمة واحدة أو كلمتين ثم القصة القصيرة جدا بعدد محدود أيضا من الكلمات ترصد قصة...ومن ثم القصة القصيرة...
بينما حُدد الحد الأعلى للكلمات في القصة للقصيرة بحيث أنها لا تتجاور 2500 كلمة...
عندما تصبح مهارة الكتابة روتينا نستطيع بذلك كسر الحواجز، ومن هنا تنطلق فكرة الخروج إلى الإبداع لأن المقصود هو التدريب لكل واحدٍ منا على إمساك القلم والاستمتاع بصريره على الورق ....
ولكن في المرحلة الأولى التي نقوم فيها بتحديد الأهداف؛ علينا عدم ترك الأمور بمطلقها، فالالتزام بوقت محدد هو عنصر أساسي من مرحلة تحديد الهدف؛ إذ يجعلنا قادرين على اقتطاع الوقت اللازم للقيام بهذا التدريب، واختياره في أعلى درجات التوتر والتعب؛ حيث يمنحنا رصدا دقيقا لمشاعرنا، ووصفا مثيرا لما نعانيه من الألم، وحالات التمزق الداخلي، ويجعلنا بذلك نتصف بالمصداقية التي تخرج من القلب إلى القلب...
مع تحديد التقنية التي تريد استخدامها في ذلك، بدءا من الورقة البيضاء أو المسطرة بخطوط داكنة أو خطوط فاتحة أو متعددة الألوان...وقلم الحبر الجاف أو قلم الرصاص، والكتابة على ورقة أو دفتر مخصص للكتابة... أو الكتابة بالحاسوب أو الطبشور أو الرسم بأي نوع كان وحتى الغناء...
عندما نستطيع تحديد هذه الأشياء، علينا فتح الأقفال بمفاتيحها؛ لنخرج من نطاق النص لحرية القلم، وعدم تقيده ولكن بالحرية التي تجعلنا فوق النقد المجتمعي أو الانزلاق إلى الفوضى الأخلاقية، والمقصود فيها التحايل على النص باستخدام وصف أو مفردات نشير فيها ولا نصرح مع إيجاد فرامل معينة، تعين الكاتب على إبراز ما يريد...و ما يستلذ به القارئ دون الخروج عن الإطار الأخلاقي ...
بهذه المرحلة نكون قد استطعنا الخروج من حالة القلق والتوتر والكآبة التي نعيشها إلى حالة من الهدوء والرضا النفسي... مما تجعلها مرحلة مهمة لإعادة التوازن للجسد والروح وإزالة ما يثقل كاهلها.
اضبط حالة التنفس:
يمكن القول أنه مع التدريب المستمر على الكتابة؛ نستطيع به زيادة قدرتنا على ضبط حالاتنا الانفعالية، وهذا يأتي نتيجة التطور المستمر الذي يصاحب المداومة على التدريب والالتزام به؛ مما يؤدي إلى الوعي التنفسي، الذي نستطيع فيه ضبط مشاعرنا، أحاسيسنا، والتعبير عنها بسلاسة، ومنطقية، خروجا من حالة القلق والتوتر المصاحب لكل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية.
الإنصات للجسد:
الهدف من القصة القصيرة هو: تفريغ الشحنات الجسدية والروحية على ورق أبيض فلا يترتب على تفريغها آلما آخر...بقدر ما تهدف إلى التخلص منه؛ برصد انفعالات كل عضو من أعضاء جسدنا... حتى نستطيع مع مرور الوقت، رصد معركة الأفكار في أذهاننا وتشخيصها بشكل دقيق، والتخلص من استحضار هذه العوارض...
لأننا ببساطة استطعنا رصدها في المراحل الأولى من التدريب على الكتابة في فن القصة القصيرة، فيصير الواحد منا قادرا على الكتابة بدم بارد، وأعصاب مسترخية قادرة على وصف الحدث، والتنقيب فيه وتطويره في بناء قصصي محكم .
ورغم أن القصة القصيرة واليوغا عالمان لكل منهما طقوسه، والتي يمكننا القول أنها تنصب في إراحة الجسد والروح معاً.
ومع تقلبات الحياة أصبحت اليوغا فن التأمل...حيث لم تعد اليوغا حكرا على شعب من الشعوب، ولا ضمن ثقافته وحسب، بل أصبحت رياضة عالمية يمارسها المهتمون والراغبون في الخروج من العوالم المادية إلى العالم الأكثر تحررا... تحريرا للجسد والروح على حد سواء.
وربما لم يكن الهدف الخروج عن المألوف وقانون البشرية على قانون الطبيعة، بالإضافة إلى اعتبارها رياضة مفيدة لمرونة العضلات...حيث تعيد حاسة التوازن الجسدي وتخفف من التوتر الروحي المتزامن مع ظروف الحياة الصعبة كآلية حديثة لتجديد الذات.
وكانت القصة القصيرة فناً أدبياً نعيشه في حياتنا اليومية دون أن يكون لنا شأن في قبوله أو رفضه، لأن ظروف الحياة التي اتسمت بماديتها جعلتنا مجبرين على العيش في أغلب قصصها أو التعايش معها وقبولها.
ومن ذلك فقد أصبحت القصة القصيرة الشغل اليومي الذي نعيشه في حياتا، التي تميزت بخروجها عن ثوب المثالية إلى ثوب المادية، والمظاهر، والتشبث بالقشور، وقد جعلتنا ندور في دوامة من الهم والقلق والتوتر، ونصارع في يومنا الآلاف من القصص والحكايات...ولكننا وجدنا أنفسنا مقيدين فلا نحن أرحنا أنفسنا ولا نحن خرجنا عن النص القدري حولنا.
ولكننا عن جعلنا الكتابة رياضة يومية، فقد استطعنا الخروج عن القيود التي نفرضها على أنفسنا ولكننا لا نستطيع أن نطلق العنان للقلم إن لم نؤمن بأننا قادرين على ذلك..من الضرورة كسر حاجر الخوف وتجاوز حالات الضعف التي تصيبنا والخروج من أسوار الكآبة على الواقع الذي نعبر عنه بين طيات الورق..نرسم ما نريده وننتزع منه ما نبحث عنه.
ولكن كيف نستطيع أن نجعل فن القصة القصيرة كرياضة اليوغا للتخلص من الطاقة السلبية بما يخطه القلم؟!
تحديد الأهداف:
يمكن القول أن أولى خطوات تحقيق ذلك؛ في سؤال أنفسنا: ماذا نريد؟ ولماذا نريده؟ وكيف يمكننا الوصول إليه؟.
التدريب اليومي على كتابة القصة القصيرة يجعنا قادرين على التوسع من حاجز الكلمة والكلمتين إلى عدد من الأسطر ثم إلى قصة متكاملة بكافة عناصرها.
المريح بفن القصة القصيرة أنها لا تلتزم بالحد الأدنى من الكلمات؛ فكانت القصة الومضة والتي تبحث في قدرتنا على عرض ما نريد بكلمة واحدة أو كلمتين ثم القصة القصيرة جدا بعدد محدود أيضا من الكلمات ترصد قصة...ومن ثم القصة القصيرة...
بينما حُدد الحد الأعلى للكلمات في القصة للقصيرة بحيث أنها لا تتجاور 2500 كلمة...
عندما تصبح مهارة الكتابة روتينا نستطيع بذلك كسر الحواجز، ومن هنا تنطلق فكرة الخروج إلى الإبداع لأن المقصود هو التدريب لكل واحدٍ منا على إمساك القلم والاستمتاع بصريره على الورق ....
ولكن في المرحلة الأولى التي نقوم فيها بتحديد الأهداف؛ علينا عدم ترك الأمور بمطلقها، فالالتزام بوقت محدد هو عنصر أساسي من مرحلة تحديد الهدف؛ إذ يجعلنا قادرين على اقتطاع الوقت اللازم للقيام بهذا التدريب، واختياره في أعلى درجات التوتر والتعب؛ حيث يمنحنا رصدا دقيقا لمشاعرنا، ووصفا مثيرا لما نعانيه من الألم، وحالات التمزق الداخلي، ويجعلنا بذلك نتصف بالمصداقية التي تخرج من القلب إلى القلب...
مع تحديد التقنية التي تريد استخدامها في ذلك، بدءا من الورقة البيضاء أو المسطرة بخطوط داكنة أو خطوط فاتحة أو متعددة الألوان...وقلم الحبر الجاف أو قلم الرصاص، والكتابة على ورقة أو دفتر مخصص للكتابة... أو الكتابة بالحاسوب أو الطبشور أو الرسم بأي نوع كان وحتى الغناء...
عندما نستطيع تحديد هذه الأشياء، علينا فتح الأقفال بمفاتيحها؛ لنخرج من نطاق النص لحرية القلم، وعدم تقيده ولكن بالحرية التي تجعلنا فوق النقد المجتمعي أو الانزلاق إلى الفوضى الأخلاقية، والمقصود فيها التحايل على النص باستخدام وصف أو مفردات نشير فيها ولا نصرح مع إيجاد فرامل معينة، تعين الكاتب على إبراز ما يريد...و ما يستلذ به القارئ دون الخروج عن الإطار الأخلاقي ...
بهذه المرحلة نكون قد استطعنا الخروج من حالة القلق والتوتر والكآبة التي نعيشها إلى حالة من الهدوء والرضا النفسي... مما تجعلها مرحلة مهمة لإعادة التوازن للجسد والروح وإزالة ما يثقل كاهلها.
اضبط حالة التنفس:
يمكن القول أنه مع التدريب المستمر على الكتابة؛ نستطيع به زيادة قدرتنا على ضبط حالاتنا الانفعالية، وهذا يأتي نتيجة التطور المستمر الذي يصاحب المداومة على التدريب والالتزام به؛ مما يؤدي إلى الوعي التنفسي، الذي نستطيع فيه ضبط مشاعرنا، أحاسيسنا، والتعبير عنها بسلاسة، ومنطقية، خروجا من حالة القلق والتوتر المصاحب لكل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية.
الإنصات للجسد:
الهدف من القصة القصيرة هو: تفريغ الشحنات الجسدية والروحية على ورق أبيض فلا يترتب على تفريغها آلما آخر...بقدر ما تهدف إلى التخلص منه؛ برصد انفعالات كل عضو من أعضاء جسدنا... حتى نستطيع مع مرور الوقت، رصد معركة الأفكار في أذهاننا وتشخيصها بشكل دقيق، والتخلص من استحضار هذه العوارض...
لأننا ببساطة استطعنا رصدها في المراحل الأولى من التدريب على الكتابة في فن القصة القصيرة، فيصير الواحد منا قادرا على الكتابة بدم بارد، وأعصاب مسترخية قادرة على وصف الحدث، والتنقيب فيه وتطويره في بناء قصصي محكم .
رولا حسينات - رياضة اليوغا وفن القصة القصيرة
رولا حسينات - رياضة اليوغا وفن القصة القصيرة
www.ahewar.org