لقد مضى وقت طويل وهو مُعلقٌ على سطح العمارة هكذا، قبل عشرون عاماً كان وجوده مُبرراً، أما الآن فلم يَعد إلا جزءاً ثابتاً من هوية البناء، مُفصحاً عن عمره التّقريبي إلى جانب الحِجارة المُتسخة.
لقد شاهدتُه هناك مرات كثيرة بأُلفَة رتيبة تماماً كَمَن اعتاد مُشاهدة عينيه مُحمَرتين بعد بُكاء، وفي ذات مساء التصق بجوارير ذاكرتي البصرية كصورةِ مُهمة، فالعقل له ميزانه المختلف، أحياناً... يُقال إن الذي يُشارف على الموت يمر شريط حياته كاملاً أمام عينيه، كإضاءات! تُرى هل سيكون شريطي مُتضمناً صورة "الأنتِل" البالي؟ وقتئذٍ، سأتذكر أن أضحك كثيراً.
الكُتب لا تساوي عُمراً ولا نُزهة، اللحظة الصامته تُعادل حياةً، حيث يَتنحى الثرثارون عن افراغ أكياسهم في آذان المَلولين صوتاً أو حرفاً، فماذا يعني لو مات تولستوي من دون كتابة الحرب والسلم أو آنا كارنينا؟ هل كان سيختل توازن العالم؟ عملٌ مهم يًجسد حُلم انسان ومسعاه الدؤوب في الموت والإنبعاث من على منصة كلمة، لكن القِطة مُهمة أيضاً بالنسبة إلى التنوع الحيوي في الطبيعة، العصفور الضعيف كذلك، ماذا لو سحقهما طفلٌ شيطاني؟ هل سينهار سقف الطبيعة على رؤوسنا؟ ثم ماذا يعني تراكم التاريخ والسيرورة من ...إلى؟ وكيف تصير الأشياء مهمة؟ ولماذا من الضروري جداً هذا الإبتذال في تصنيف المسائل؟
لقد أضناني البحث يا "فرانشيسكا"! اثنان نحن، يسكبُ الأول في كأس الآخر مزيداً من التيه....مَن مِنا الأول ومَن الآخر؟ سيُنسى اقرار الإعتراف وسيدور في الأذهان كيف لعربيّ أن يعرف امرأة اسمها "فرانشيسكا"، إن الإستدانة جائزة من الأصدقاء أيضاً، وأمانة الإبتكار محفوظة بموجب علامة التنصيص.
ثم تتوالى على ذات الإقرار الإعترافات، لقد صِرتُ شجرة منذ آخر جلسة سَمَرٍ، كائن هجين يكتب، يمحو، يفقد الذاكرة أحياناً كثيرة عن عَمدٍ وغير عمد، تُصيبه الدهشة كطفلٍ يرى انعكاسه الأول في مرآة، ذات الطفل يكبر وبحزم يُقرر أن يكون صوته مسموعاَ في هذا العالم، لماذا هذا الإصرار؟ لأجل ماذا؟ أمّا صوته الآخر فيُبقيه لنفسه، نوتاته الشاذة يدفنها في حنجرته، لا بُد يوماً أن تنفجر!
الصّور حِملٌ ثقيل، كيف لِظَهرٍ واحد -سينحني مع تقدم العمر- حَملها؟ لو نُفلح بالتخلص منها أثناء المسير بغية التخفف، ثم يُهديني أحدهم كتاب "الكائن الذي لا تحتمل خفته" كموعظة أدبية انسانية، أضعه على رف الكتب التي ستُقراً لاحقا، وأنا كُلي ثقة مُغلفة بغرورٍ ما يحلو لي تسميته بالتجربة، أنني سأمرُ عليه سريعاً، من باب الكياسة فقط! ذلك أنه لا حقيقة واحدة والحكايات كُثيرة. ثم يتساءل الآخر داخلي: ما تعريف الحقيقة؟ ما معيارها؟ ومن الذي سيحكم بأنها كذلك؟
هاتِ لي المقص! الشجرة لكي تنمو بعنفوان أكثر تحتاج إلى تقليم أغصانها، أما الورق المُحمّل بالصور يتساقط، يحلو له ذلك في الخريف، علّ صورة "الأنتِل" الذي أمامي لن تُزاحم صوراً أكثر حميمية، ربما، في شريط ذكريات ما قبل الموت. على الأقل... لنجعله موتاً ذا قيمة يا "فرانشيسكا"!
لقد شاهدتُه هناك مرات كثيرة بأُلفَة رتيبة تماماً كَمَن اعتاد مُشاهدة عينيه مُحمَرتين بعد بُكاء، وفي ذات مساء التصق بجوارير ذاكرتي البصرية كصورةِ مُهمة، فالعقل له ميزانه المختلف، أحياناً... يُقال إن الذي يُشارف على الموت يمر شريط حياته كاملاً أمام عينيه، كإضاءات! تُرى هل سيكون شريطي مُتضمناً صورة "الأنتِل" البالي؟ وقتئذٍ، سأتذكر أن أضحك كثيراً.
الكُتب لا تساوي عُمراً ولا نُزهة، اللحظة الصامته تُعادل حياةً، حيث يَتنحى الثرثارون عن افراغ أكياسهم في آذان المَلولين صوتاً أو حرفاً، فماذا يعني لو مات تولستوي من دون كتابة الحرب والسلم أو آنا كارنينا؟ هل كان سيختل توازن العالم؟ عملٌ مهم يًجسد حُلم انسان ومسعاه الدؤوب في الموت والإنبعاث من على منصة كلمة، لكن القِطة مُهمة أيضاً بالنسبة إلى التنوع الحيوي في الطبيعة، العصفور الضعيف كذلك، ماذا لو سحقهما طفلٌ شيطاني؟ هل سينهار سقف الطبيعة على رؤوسنا؟ ثم ماذا يعني تراكم التاريخ والسيرورة من ...إلى؟ وكيف تصير الأشياء مهمة؟ ولماذا من الضروري جداً هذا الإبتذال في تصنيف المسائل؟
لقد أضناني البحث يا "فرانشيسكا"! اثنان نحن، يسكبُ الأول في كأس الآخر مزيداً من التيه....مَن مِنا الأول ومَن الآخر؟ سيُنسى اقرار الإعتراف وسيدور في الأذهان كيف لعربيّ أن يعرف امرأة اسمها "فرانشيسكا"، إن الإستدانة جائزة من الأصدقاء أيضاً، وأمانة الإبتكار محفوظة بموجب علامة التنصيص.
ثم تتوالى على ذات الإقرار الإعترافات، لقد صِرتُ شجرة منذ آخر جلسة سَمَرٍ، كائن هجين يكتب، يمحو، يفقد الذاكرة أحياناً كثيرة عن عَمدٍ وغير عمد، تُصيبه الدهشة كطفلٍ يرى انعكاسه الأول في مرآة، ذات الطفل يكبر وبحزم يُقرر أن يكون صوته مسموعاَ في هذا العالم، لماذا هذا الإصرار؟ لأجل ماذا؟ أمّا صوته الآخر فيُبقيه لنفسه، نوتاته الشاذة يدفنها في حنجرته، لا بُد يوماً أن تنفجر!
الصّور حِملٌ ثقيل، كيف لِظَهرٍ واحد -سينحني مع تقدم العمر- حَملها؟ لو نُفلح بالتخلص منها أثناء المسير بغية التخفف، ثم يُهديني أحدهم كتاب "الكائن الذي لا تحتمل خفته" كموعظة أدبية انسانية، أضعه على رف الكتب التي ستُقراً لاحقا، وأنا كُلي ثقة مُغلفة بغرورٍ ما يحلو لي تسميته بالتجربة، أنني سأمرُ عليه سريعاً، من باب الكياسة فقط! ذلك أنه لا حقيقة واحدة والحكايات كُثيرة. ثم يتساءل الآخر داخلي: ما تعريف الحقيقة؟ ما معيارها؟ ومن الذي سيحكم بأنها كذلك؟
هاتِ لي المقص! الشجرة لكي تنمو بعنفوان أكثر تحتاج إلى تقليم أغصانها، أما الورق المُحمّل بالصور يتساقط، يحلو له ذلك في الخريف، علّ صورة "الأنتِل" الذي أمامي لن تُزاحم صوراً أكثر حميمية، ربما، في شريط ذكريات ما قبل الموت. على الأقل... لنجعله موتاً ذا قيمة يا "فرانشيسكا"!