أيام قليلة مرت على 17 اكتوبر، اليوم الذي جعلت منه الجمعية العامة بالأمم المتحدة يوما لمحاربة الفقر. الامور بالنسبة للفقر والفقراء في بلدنا خلال هذا اليوم تأخذ نهجا مألوفا كباقي الايام. يستند هذا النهج الثابت عند السلطات المغربية على توصيات خبراء "الفقر والجريمة" الأجانب والمحليين. هذه التوصيات تسمي مدننا القديمة والجديدة وقرانا سجونا فسيحة. يجب أن يحبس فيها أسرى هم المواطنون الفقراء. ولأنها مكتظة بالأحياء والبيوت الفقيرة والفقراء، فاحسن وسيلة هي الرصد و الحذر تحسبا لكل خطر قادم منها. لأنها مرتعا للحسد والاحقاد والامراض والجريمة. هكذا يقول هؤلاء الخبراء. ويشددون في توصياتهم على عدم السهو أو الركون إلى الثقة حسب ظاهر الاشياء. فجموع الفقراء لا يأمن لهم جانب.
السلطات المغربية وكعاداتها في أخذ الامور بالحزم المطلوب و سياسة الاستباق، خاصة في ظروف تفشي الوباء بين الفقراء .قامت بتعميم سياسة تكميم الافواه والافعال والعقول، دون حاجة إلى إعلان عن حالة طوارئ، فالأوضاع العامة في البلد لا تشكل فارقا، والفقراء تعودوا عليها.
سؤال: من هم الفقراء في البلد في هذه المناسبة أو بغير مناسبة؟ .
هم كل الذين لفظتهم المدارس في أول الطريق، أو الذين لم تطأ أقدامهم باب المدرسة. كل الذين لم يتذوقوا في حياتهم طعم العمل لانهم لم يتعلموا مهنة، أو لم يجدوا من يمنحهم فرصة للعمل. القوة العاملة التي تم الاستغناء عنها في كل ازمة طارئة. المتسولون في الطرقات والاسواق وغيرها، أو المتسولون لدروب الهجرة هربا للخارج، المحفوفة بالموت والمخاطر. الذين فقدوا أرضهم في حمى تجارة الاراضي الفلاحية. عاملات البيوت أو المقاهي والمطاعم. العاملات في الضيعات الفلاحية. الارامل بلا معين، المسنين بلا تقاعد، الباعة المتجولين، الاطفال المشردون، المرضى المدمنين على المخدرات، نزلاء السجون ودور العجزة والايتام، المومسات الرخيصات. وبكلمة واحدة كل الاحياء الموتى.
و ماذا بقي في البلد بعد هؤلاء الفقراء؟ بقي من لم يفقد عمله ووظيفته أو حرفته في أزمنة الخوف هذه، هؤلاء الذين أصبحنا نسميهم أسرى الخوف على ضياع مصدر الرزق.
تم من بقي بعدهم ؟ بقي من يقتات على جوع حشود الفقراء، وسرقة أجور ورواتب العمال والموظفين و الحرفيين، وسرقة البلاد برمتها. إنهم بكلمة واحدة مرتكبي الجرائم بدون عقاب.
إذن السؤال الازلي، الاول المطروح بدون مناسبة، هو معرفة السبب في كون الفقراء فقراء؟ الاجابة هي بداية الطريق...
سعيد كنيش/ مراكش في 21/10/2020
السلطات المغربية وكعاداتها في أخذ الامور بالحزم المطلوب و سياسة الاستباق، خاصة في ظروف تفشي الوباء بين الفقراء .قامت بتعميم سياسة تكميم الافواه والافعال والعقول، دون حاجة إلى إعلان عن حالة طوارئ، فالأوضاع العامة في البلد لا تشكل فارقا، والفقراء تعودوا عليها.
سؤال: من هم الفقراء في البلد في هذه المناسبة أو بغير مناسبة؟ .
هم كل الذين لفظتهم المدارس في أول الطريق، أو الذين لم تطأ أقدامهم باب المدرسة. كل الذين لم يتذوقوا في حياتهم طعم العمل لانهم لم يتعلموا مهنة، أو لم يجدوا من يمنحهم فرصة للعمل. القوة العاملة التي تم الاستغناء عنها في كل ازمة طارئة. المتسولون في الطرقات والاسواق وغيرها، أو المتسولون لدروب الهجرة هربا للخارج، المحفوفة بالموت والمخاطر. الذين فقدوا أرضهم في حمى تجارة الاراضي الفلاحية. عاملات البيوت أو المقاهي والمطاعم. العاملات في الضيعات الفلاحية. الارامل بلا معين، المسنين بلا تقاعد، الباعة المتجولين، الاطفال المشردون، المرضى المدمنين على المخدرات، نزلاء السجون ودور العجزة والايتام، المومسات الرخيصات. وبكلمة واحدة كل الاحياء الموتى.
و ماذا بقي في البلد بعد هؤلاء الفقراء؟ بقي من لم يفقد عمله ووظيفته أو حرفته في أزمنة الخوف هذه، هؤلاء الذين أصبحنا نسميهم أسرى الخوف على ضياع مصدر الرزق.
تم من بقي بعدهم ؟ بقي من يقتات على جوع حشود الفقراء، وسرقة أجور ورواتب العمال والموظفين و الحرفيين، وسرقة البلاد برمتها. إنهم بكلمة واحدة مرتكبي الجرائم بدون عقاب.
إذن السؤال الازلي، الاول المطروح بدون مناسبة، هو معرفة السبب في كون الفقراء فقراء؟ الاجابة هي بداية الطريق...
سعيد كنيش/ مراكش في 21/10/2020