أصبح الحديث عن الجماعات الأدبية امر يدعو للدهشة ، فى ظل غياب تام لوجودها فى المشهد الثقافى الراهن ونحن نحتفل باليوم العالمى للشعر ، فقد جاءت أغلب الجماعات الأدبية المصرية الى المشهد الثقافي لحاجة حقيقية للتعبير عن مايخصها من أشكال ابداعية ، ولمواجهة حقيقية لأشكال قديمة وراسخة فى حاضر المشهد ، جاءت باعتبارها احدي الصناعات الثقيلة للتمرد على جيل الأباء والأجيال السابقة .
ظهرت فكرة الجماعات الأدبية في مصر، منذ ما يقرب من مائة عام ، ففي بدايات القرن العشرين ظهرت "جماعة الديوان" التي كونها عباس محمود العقاد ،عبدالرحمن شكري ،عبدالقادر المازني ، ثم ظهرت "جماعة أبوللو" والتي أسسها الشاعر أحمد زكي أبوشادي واستقطبت أبرز شعراء الرومانتيكية في الوطن العربي أبوالقاسم الشابي ،علي محمود طه ،إبراهيم ناجي.
وظهرت جماعة «الفن والحرية» والتي قادها أنور كامل والشاعر جورج حنين،فى الربعينيات، وبعد هزيمة يونيو 1967 تكونت جماعة (جاليري 68) والتي أصدرت مجلة تجت نفس الأسم وشارك في تحريرها كل من أحمد مرسي ،إبراهيم منصور ،إدوار الخراط ،سيد حجاب ،غالب هلسا ،يسري خميس ،جميل عطية إبراهيم ،حسن سليمان ،إبراهيم عبدالعاطي ،سعد عبدالوهاب، وفي السبعينيات ظهرت جماعة (إضاءة 77) والتي تكونت من حلمي سالم ،حسن طلب ،رفعت سلام ،جمال القصاص ، ماجد يوسف ، امجد ريان وفى الوقت ذاته ظهرت جماعة «أصوات» وتكونت من عبدالمنعم رمضان ،عبدالمقصود عبدالكريم ،أحمد طه ،محمد سليمان ،محمود الهندي.
عن أسباب حضور وغياب الجماعات الأدبية فى مصر ،أكد الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم ان حقبة السبعينيات، شهدت حجب جميع المجلاّت الثقافية في مصر، لم يكن أمامنا إلا الحلّ (الأهليّ)، فطفقت كلّ مجموعة متجانسة تنضمّ إلى بعضها البعض، وتُصدر مجلة أو كتاباً على نفقتها الشخصية بجنيهات قليلة، ، وقد أثرَت هذه المنشورات الواقع الثقافيّ بشكل كبير، وكان ثمة تنافس شريف بل تعاون فيما بينها، رغم الاختلافات الثقافية، لكن ظلّ الأمر كله في صالح الشأن الثقافيّ العام، ولا تزال ذكرى هذه المنشورات منيرة حتى الآن.
أضاف أن الدولة تعلمت من هذا التضامن (الأهليّ) كثيراً، ففتحت مجلاّت كثيرة بعد مقتل السادات، حتى لم يعد لأحد إبداعٌ في درجه، بل تساهلت تلك المجلات كثيراً مع جودة النصوص ، وتفاقم الأمر فيما بعد، فصدرت دور نشر تعمل (بالأجر)، أي تأخذ أموالاً من المبدع وتنشر له ما كتب، سواء كان حقاً أو باطلاً، ، مما أشاع بلبلة ضدّ أيّ كاتب حقيقيّ.
وقال: ما زاد الطين بِلّة، الان ظهور مجموعات من الشللية والعصبيات، بل (العصابات) بالشكل المعروف في المناطق المعتمة، وصلت إلى حدّ محاربة ظهور أيّ اسم لا ترغب فيه بشتى السبل، وكلّ مجموعة تتساند معاً لأجل ما تريد من مصالحها، ولو كانت مصالحها هينة، كما زادتهم فُرقة تلك المناوشات والإحن السياسية، فكلّ يغنّي على ليلاه، وليت (ليلى) معنية أصلاً بالأمر، بل هي في شبه غيبوبة، تبكي وحدها ما آل إليه الأمر منا جميعاً، بل ويكاد اليأس يجري منها مجرى الدماء، فلم يعد أمامنا إلا العمل في صمت، لكن ليته يجدي أيضاً، فلن يتركك أحد حتى في هذا!
يلفت الشاعر جمال القصاص الى ان المشهد الثقافي معقد وعشوائي، أصبح تربة خصبة للكثير من الأمراض الثقافية المزمنة، على رأسها الفساد والإهمال . ويحتاج أن يستعيد نفسه أولا، ليس بقوة الماضي، وإنما بقوة واقعه، وإزاحة الغبار عن خصوصيته التي تمنحه استقلالا نسبيا عن بقية الظواهر التي تحكم المجتمع، ومن منطلق أنه القوة الناعمة المنوط بها حراسة الوجدان العام وحتى تصبح الجماعات الأدبية- إن وجدت- قوة دفع له، رغم سعيها لمعارضته والاختلاف معه، وطرح بديل لسياقه الرسمي النمطي الشائع.
ويضيف "القصاص" أن جماعتا إضاءة وأصوات،خرجتا من معطف هزيمة 67، والتي أصابت الوجدان المصري في مقتل ، وكان تأثيرها حادا في الواقع الثقافي ، كما أصابت الخطاب الشعري بحالة من الانسداد والتشرذم واجترار الذات وتبرير الهزيمة، ولاذ الشعراء الكبار بالمنافي ، كما سقط بعضهم فريسة للمرض بالداخل . لذلك كان خروج هاتين الجماعتين ضرورة مجتمعية وشعرية معا. الأمر نفسه بالنسبة لجماعتي أبوللو والديوان، وتمردهما على النمط الكلاسيكي الجامد، الذي ساد متن الشعرية آنذاك ، ما يؤكد أن وجود الجماعات الأدبية والفنية ليس ترفا ثقافيا أو هامشا عارضا ، وإنما هو ضرورة وجود وحياة، خاصة حين تتعرض المجتمعات للخطر ، أو تصاب بحالة من التكلس والجمود .. هكذا نشأت الحداثة، وما بعدها من تيارات أدبية وفنية وأدبية كرد فعل متمرد على كوارث الحرب العالمية الثانية في أوروبا .
ويرى أن حياتنا الثقافية تحتاج إلى العديد من الجماعات الأدبية الجادة الممتلئة بذاتها، بعيدا عن شعارات المؤسسة الثقافية الرسمية وأقنعتها القشرية الضحلة ،اما عن جماعة "غضب " فهى ضمت عددا من شعراء قصيدة النثر فى أعقاب الملتقي الثاني لقضيدة النثر وأقامت عدة فاعليات وأمسيات بنقابة الصحفيين من بينها مساندة الثورة فى سوريا ، وتكريم الشاعر الراحل حلمي سالم ولم تستكمل محاوﻻتها وكانت تضم عاطف عبد العزيز وغادة نبيل ومحمد السيد اسماعيل وجيهان عمر وأحمد المريخي ، وشارك فى بدايتها الشاعر فارس خضر قبل اعتذاره لظروف عمله واستمر فى دعم الجماعة التى سرعان ما انتهت برغم الرغبة فى نشر جماليات قصيدة النثر ومواجهة الإقصاء والتهميش من جانب بعض القائمين على المؤسسات.
يؤكد الشاعر" أسامة حداد " ان الجماعات الأدبية يمثابة جماعات ضغط ﻻ أكثر، وشاركت لأسابيع فى جماعة غضب ولن أكرر هذا الخطأ فالنص الأدبي يظل عملا فردانيا وأن استهدف المجتمع وتفاعل مع النصوص الأدبية وتاريخ الجماعات الأدبية فى مصر مزعج منذ جماعة الديوان إلى الآن ووجود توجهات متقاربة فى الرؤي يوجد لدي الأجيال كافة بحكم المعايشة والتفاعل مع الأحداث والمزاج العام ولكن يظل لكل كاتب خصوصيته واستقلاله.
ويوضح الشاعر أسامة جاد ،ان الساحة الشعرية يحكمها مجموعة من "الشلل"، التي تحولت عن الجمال الثقافي والمعرفي إلى حروبها الصغيرة، وأسئلتها النفعية الصريحة.
و يقول الشاعر سالم الشهبانى احد المؤسسين لجماعة "آدم ": جاءت الجماعة بييان تاسيسي مشغول بمباديء أدبية وفنية بتقديم أدب لا ينقطع عن موروثة التاريخى والادبي ولا ينعزل عن حاضرة ..وحتى أن انقضت الجماعة إلا ان مبادئها الأدبية لم تنقضى
ويلفت الشهبانى الى ان هناك فارق كبير بين الجماعات الأدبية القائمة علي مشترك أدبي وفنى بين أعضاءها ، وبين التجمعات الأدبية التى ليس لديها اى مشترك ويربط أعضاءها فقط المصلحة أو الهوي الشخصى ،فالجماعات الأدبية تقوم علي مباديء مشتركه وأدوات فنية تتشابه بين أعضاءها وأعتقد أن جدواها الفنية كبيرة تتمثل فى انها تعبر عن واقع فنى وتوجه يمثل مرحلة فى تاريخ هذه الأمة .
يعتقد "الشهبانى " إن الجماعة الأدبية التى تقوم علي غرض تتفكك ،وصاحبة المبدأ الفنى تخلق تأثيرا فنيا وتغيرا ..فأن انتهت يظل هذا التأثير موجود..حتى وإن تفككت.
ظهرت فكرة الجماعات الأدبية في مصر، منذ ما يقرب من مائة عام ، ففي بدايات القرن العشرين ظهرت "جماعة الديوان" التي كونها عباس محمود العقاد ،عبدالرحمن شكري ،عبدالقادر المازني ، ثم ظهرت "جماعة أبوللو" والتي أسسها الشاعر أحمد زكي أبوشادي واستقطبت أبرز شعراء الرومانتيكية في الوطن العربي أبوالقاسم الشابي ،علي محمود طه ،إبراهيم ناجي.
وظهرت جماعة «الفن والحرية» والتي قادها أنور كامل والشاعر جورج حنين،فى الربعينيات، وبعد هزيمة يونيو 1967 تكونت جماعة (جاليري 68) والتي أصدرت مجلة تجت نفس الأسم وشارك في تحريرها كل من أحمد مرسي ،إبراهيم منصور ،إدوار الخراط ،سيد حجاب ،غالب هلسا ،يسري خميس ،جميل عطية إبراهيم ،حسن سليمان ،إبراهيم عبدالعاطي ،سعد عبدالوهاب، وفي السبعينيات ظهرت جماعة (إضاءة 77) والتي تكونت من حلمي سالم ،حسن طلب ،رفعت سلام ،جمال القصاص ، ماجد يوسف ، امجد ريان وفى الوقت ذاته ظهرت جماعة «أصوات» وتكونت من عبدالمنعم رمضان ،عبدالمقصود عبدالكريم ،أحمد طه ،محمد سليمان ،محمود الهندي.
عن أسباب حضور وغياب الجماعات الأدبية فى مصر ،أكد الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم ان حقبة السبعينيات، شهدت حجب جميع المجلاّت الثقافية في مصر، لم يكن أمامنا إلا الحلّ (الأهليّ)، فطفقت كلّ مجموعة متجانسة تنضمّ إلى بعضها البعض، وتُصدر مجلة أو كتاباً على نفقتها الشخصية بجنيهات قليلة، ، وقد أثرَت هذه المنشورات الواقع الثقافيّ بشكل كبير، وكان ثمة تنافس شريف بل تعاون فيما بينها، رغم الاختلافات الثقافية، لكن ظلّ الأمر كله في صالح الشأن الثقافيّ العام، ولا تزال ذكرى هذه المنشورات منيرة حتى الآن.
أضاف أن الدولة تعلمت من هذا التضامن (الأهليّ) كثيراً، ففتحت مجلاّت كثيرة بعد مقتل السادات، حتى لم يعد لأحد إبداعٌ في درجه، بل تساهلت تلك المجلات كثيراً مع جودة النصوص ، وتفاقم الأمر فيما بعد، فصدرت دور نشر تعمل (بالأجر)، أي تأخذ أموالاً من المبدع وتنشر له ما كتب، سواء كان حقاً أو باطلاً، ، مما أشاع بلبلة ضدّ أيّ كاتب حقيقيّ.
وقال: ما زاد الطين بِلّة، الان ظهور مجموعات من الشللية والعصبيات، بل (العصابات) بالشكل المعروف في المناطق المعتمة، وصلت إلى حدّ محاربة ظهور أيّ اسم لا ترغب فيه بشتى السبل، وكلّ مجموعة تتساند معاً لأجل ما تريد من مصالحها، ولو كانت مصالحها هينة، كما زادتهم فُرقة تلك المناوشات والإحن السياسية، فكلّ يغنّي على ليلاه، وليت (ليلى) معنية أصلاً بالأمر، بل هي في شبه غيبوبة، تبكي وحدها ما آل إليه الأمر منا جميعاً، بل ويكاد اليأس يجري منها مجرى الدماء، فلم يعد أمامنا إلا العمل في صمت، لكن ليته يجدي أيضاً، فلن يتركك أحد حتى في هذا!
يلفت الشاعر جمال القصاص الى ان المشهد الثقافي معقد وعشوائي، أصبح تربة خصبة للكثير من الأمراض الثقافية المزمنة، على رأسها الفساد والإهمال . ويحتاج أن يستعيد نفسه أولا، ليس بقوة الماضي، وإنما بقوة واقعه، وإزاحة الغبار عن خصوصيته التي تمنحه استقلالا نسبيا عن بقية الظواهر التي تحكم المجتمع، ومن منطلق أنه القوة الناعمة المنوط بها حراسة الوجدان العام وحتى تصبح الجماعات الأدبية- إن وجدت- قوة دفع له، رغم سعيها لمعارضته والاختلاف معه، وطرح بديل لسياقه الرسمي النمطي الشائع.
ويضيف "القصاص" أن جماعتا إضاءة وأصوات،خرجتا من معطف هزيمة 67، والتي أصابت الوجدان المصري في مقتل ، وكان تأثيرها حادا في الواقع الثقافي ، كما أصابت الخطاب الشعري بحالة من الانسداد والتشرذم واجترار الذات وتبرير الهزيمة، ولاذ الشعراء الكبار بالمنافي ، كما سقط بعضهم فريسة للمرض بالداخل . لذلك كان خروج هاتين الجماعتين ضرورة مجتمعية وشعرية معا. الأمر نفسه بالنسبة لجماعتي أبوللو والديوان، وتمردهما على النمط الكلاسيكي الجامد، الذي ساد متن الشعرية آنذاك ، ما يؤكد أن وجود الجماعات الأدبية والفنية ليس ترفا ثقافيا أو هامشا عارضا ، وإنما هو ضرورة وجود وحياة، خاصة حين تتعرض المجتمعات للخطر ، أو تصاب بحالة من التكلس والجمود .. هكذا نشأت الحداثة، وما بعدها من تيارات أدبية وفنية وأدبية كرد فعل متمرد على كوارث الحرب العالمية الثانية في أوروبا .
ويرى أن حياتنا الثقافية تحتاج إلى العديد من الجماعات الأدبية الجادة الممتلئة بذاتها، بعيدا عن شعارات المؤسسة الثقافية الرسمية وأقنعتها القشرية الضحلة ،اما عن جماعة "غضب " فهى ضمت عددا من شعراء قصيدة النثر فى أعقاب الملتقي الثاني لقضيدة النثر وأقامت عدة فاعليات وأمسيات بنقابة الصحفيين من بينها مساندة الثورة فى سوريا ، وتكريم الشاعر الراحل حلمي سالم ولم تستكمل محاوﻻتها وكانت تضم عاطف عبد العزيز وغادة نبيل ومحمد السيد اسماعيل وجيهان عمر وأحمد المريخي ، وشارك فى بدايتها الشاعر فارس خضر قبل اعتذاره لظروف عمله واستمر فى دعم الجماعة التى سرعان ما انتهت برغم الرغبة فى نشر جماليات قصيدة النثر ومواجهة الإقصاء والتهميش من جانب بعض القائمين على المؤسسات.
يؤكد الشاعر" أسامة حداد " ان الجماعات الأدبية يمثابة جماعات ضغط ﻻ أكثر، وشاركت لأسابيع فى جماعة غضب ولن أكرر هذا الخطأ فالنص الأدبي يظل عملا فردانيا وأن استهدف المجتمع وتفاعل مع النصوص الأدبية وتاريخ الجماعات الأدبية فى مصر مزعج منذ جماعة الديوان إلى الآن ووجود توجهات متقاربة فى الرؤي يوجد لدي الأجيال كافة بحكم المعايشة والتفاعل مع الأحداث والمزاج العام ولكن يظل لكل كاتب خصوصيته واستقلاله.
ويوضح الشاعر أسامة جاد ،ان الساحة الشعرية يحكمها مجموعة من "الشلل"، التي تحولت عن الجمال الثقافي والمعرفي إلى حروبها الصغيرة، وأسئلتها النفعية الصريحة.
و يقول الشاعر سالم الشهبانى احد المؤسسين لجماعة "آدم ": جاءت الجماعة بييان تاسيسي مشغول بمباديء أدبية وفنية بتقديم أدب لا ينقطع عن موروثة التاريخى والادبي ولا ينعزل عن حاضرة ..وحتى أن انقضت الجماعة إلا ان مبادئها الأدبية لم تنقضى
ويلفت الشهبانى الى ان هناك فارق كبير بين الجماعات الأدبية القائمة علي مشترك أدبي وفنى بين أعضاءها ، وبين التجمعات الأدبية التى ليس لديها اى مشترك ويربط أعضاءها فقط المصلحة أو الهوي الشخصى ،فالجماعات الأدبية تقوم علي مباديء مشتركه وأدوات فنية تتشابه بين أعضاءها وأعتقد أن جدواها الفنية كبيرة تتمثل فى انها تعبر عن واقع فنى وتوجه يمثل مرحلة فى تاريخ هذه الأمة .
يعتقد "الشهبانى " إن الجماعة الأدبية التى تقوم علي غرض تتفكك ،وصاحبة المبدأ الفنى تخلق تأثيرا فنيا وتغيرا ..فأن انتهت يظل هذا التأثير موجود..حتى وإن تفككت.