في السرد تتلاشى الحاجة لشرح الأفكار أو لتلخيص المراد توصيله أو لإعطاء مواعظ، وذلك لأنّ السرد يظهر كل ما هو مطلوب ، وإن حصل غير ذلك فهو زيادة وحشو لا فائدة منه، بل قد يُسبّب ضعفاً لهذا الأسلوب، وله تأثير سلبيّ على بُنية النص وتركيبته. وللسرد صيغ متنوّعة؛ حيث يمكن أن يُروى شفهياً أو كتابةً، أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات، ويكون أيضاً بصيغٍ أخرى. وهنا يصبح السرد الثمرة التي نتجت بعناية الكاتب لفكرته وطرحها للناس ليتلقاها كل منهم بطريقته
وبعيدا عما يحاول الأكاديميين أن يصيغوه بطريقتهم لتحديد أنواع السرد من خلال ملاحظاتهم ومتابعاتهم لما وقع بين أيديهم من إبداعات الكتاب والساردين فوجدوا أنه إما أن يكون من زاوية المخاطب السارد أو من زاوية المخاطب بفتح الطاء أي المتلقي وأخيرا من زاوية الخطاب نفسه نجد أنفسنا محاصرين بتقسيمات لا يمكن الجزم بأن كل كاتب قبل أن يهم بالكتابة قد اختار الشكل أو الزاوية أو نوع ما سيكتب ولكنه بعد أن انصهرت الفكرة في يقينه يبدأ بوضعها علي الورق لتنساب من بين أصابعه لتصبح في نهاية الأمر صنفا أدبيا له مقومات ومواصفات لم يقصدها في أغلب الأحوال وإن كانت محكومة برصيده المعرفي وذخيرته اللغوية والحياتية
وشاء الكاتب أم أبي فهو محكوم أيضا في كتابته بوحدة الزمان والمكان فيتلازمان دوما مع اختلاف مكانة كلا منهما في ترتيب وصياغة الأحداث التي تبقي دوما متلازمة مع الزمن تلازما منطقيا يقنع المتلقي
والسرد في مجموعة دعاء البطراوي ( لم تعد كما كانت ) له مذاق خاص يجمع بين المتناقضات في رشاقة ملحوظة وفي نفس الوقت دون تكلف مصنوع فالكتابة من خلال 14 قصة هي محتوي هذه المجموعة جمعت بين التكثيف الدرامي في الحدث وبين ضخامة التفاصيل التي تصل للمتلقي دون ملل من خلال تصوره الذاتي وليس من خلال النص المكتوب وتجمع بين البساطة اللغوية التي تسلك أقصر الطرق الموصلة إلي القارئ وبين قوة التعبير التي تضعك أمام النص مشدودا دون ملل وتجبرك علي احترام المضمون وتجمع بين تجاهل الشخوص فلا أسماء مطلقا لأبطال الأعمال الأولي في المجموعة ولكنها كانت قادرة علي أن تجعلك مضطرا لاختيار موقعك بين أبطالها وحتي عندما لجأت الكاتبة إلي اطلاق أسماء بعينها علي أبطال قصصها مع قلتها لا تجد أن هذه الأسماء لا تعني شيئا لأنك كما قلت تجد نفسك واحدا منهم فيمكن أن يكون البطل أو البطل هو هذا أو تلك بأعداد وفيرة من المجتمع الذي يضج بنفس الأحداث ونفس المشاعر التي تختلج في حوار كل شخصية مع نفسها من خلال أحداثها وزمانها
وقد استطاعت الكاتبة أن توصل ما أرادت بسرعة شديدة وفي وقت وجيز ومن خلال أقل الكلمات التي يمكن أن يستخدمها كاتب للتعبير عن المضمون المراد بينما تجد نفس المضامين التي صاغتها في صفحة ونصف لكل قصة من قصصها يحتاج كاتب آخر مخضرم إلي أضعاف هذا العدد من الصفحات لتوصيل ذات المضمون
مما يذكر للكاتبة إجمالا أن قصص المجموعة الأربعة عشر كل منها تحمل مضمونا مختلفا عن شقيقاتها الأخرى ولم تتكرر عندها الصور ولا الأفكار بينما نجد كتابا آخرين يكررون أنفسهم ويكررون الصور التي يستخدمونها دون وعي في جل ما يكتبون والعبرة هنا ليست بكثرة ما يكتب السارد أو كثرة ما ينشره فهي قد تكون كثرة مكررة ومعادة ولكن العبرة دائما في التجديد وعدم الوقوع في براثن التكرار الذي مع الزمن يصبح مخلا أو متناقضا في بعض الأحيان
ومن الملاحظ أن الكاتبة قد تأثرت بلا شك بما درست من أدب غربي فهي خريجة تربية قسم اللغة الفرنسية كما ذكرت وبلا شك فقد درست بعضا من الأدب الفرنسي حتي لتكاد تلمح بعضا من خصائص كتابات البعض خاصة موباسان الذى تفرد في قصصه القصيرة وكان سباقا بها لعصره مستشرفا آفاق القص الحديث من خلال الجمل البسيطة سريعة التواصل مع المتلقي في جو مثير من الرشاقة والرومانسية وأيضا مع الاهتمام بالنفس البشرية وسبر أغوارها بحوارات داخلية وهواجس معلنة لا تكتمها في مواجهتها مع نفسها في النص الأول ولا من خلال مراقبتها لأحوال الآخرين وغبطة أقلهم شأنا كما في حذاء نظيف أو من جزعها عندما اكتشفت صديقتها بتشفي شعرة بيضاء تشي بالزمن وتقدمه أو في تصورها لمنزل الزوجية مع عريس غير مرغوب فيه رغم ثرائه أو حتي في معادلة الفساد الخلقي بمعني كما تدين تدان وهكذا وهي لا تفتأ تلقي بمواعظها الخلقية والسلوكية من خلال تناول تلك الأحداث والتي تجسدها في قصتها التي تحمل المجموعة اسمها لم تعد كما كانت عندما يقع في حياة كل منا حدثا مهما يغير بوصلة الحياة ربما في اتجاه مضاد لتوجهها الأول دون تعمد ودون رصد حتي ليتفاجأ المرء ويكتشف هذا التغير الهائل ولا يعي متي ولا كيف حدث لتري في المرآة وجها لا تعرفه ثم تكتشف أنه وجهها القديم
ومن الأشياء اللافتة للنظر أن الكاتبة تمتلك ناصية لغتها بقوة وبلا تردد لدرجة توحي بالثقة فنجد لها مصطلحات جديدة غير مطروقة تقف أمامها متشككا في لغتك ومعلوماتك فقد توقفت كثيرا عن لفظة ( لحظتئذ ) وتشككت في مدي صحتها لغويا وراجعت بعض الأصدقاء من أساتذة اللغة العربية وراجعت القواميس ولكني للأسف لم أتلق ردا شافيا ومؤكدا حتي الآن إلا أنه مع الاجتهاد والقياس وجدت أن حرفي ( ئذ ) يضافا إلي ظرف الزمان أو المكان مثل حينئذ أو عندئذ ولما كانت ( لحظة ) هي بمثابة ظرف زمان فلم لا تضاف لها كما أضيفت لسابقاتها
يتحدث الأدباء كثيرا فيما بينهم عن ماهية المعادل الموضوعي ( OBJECTIVE CORRELATIVE ( ونتيجة لالتباس المعني لهذا المصطلح ومغزاه فقد يساء الفهم وبالتالي يساء التعبير عند محاولة تقييم عمل ما وقد استخدم هذا المصطلح قديما علي يدي تي إس إليوت عند نقده اللاذع لمسرحية شكسبير ( هاملت ) وإليوت يري أن وظيفة المعادل الموضوعي تكمن في التعبير عن عواطف الشخصيات عن طريق العرض أكثر من وصف المشاعر، كما وضحه أفلاطون وأشار إليه بيتر باري في كتابه نظرية البداية وعندما أراد أستاذنا الراحل الدكتور محمد مندور أن يوصل لنا معني المعادل الموضوعي ويبسطه علي أفهامنا ضرب مثلا بمسرحية توفيق الحكيم ( بيجماليون ) حيث أن الكاتب قد اختار شخصية بيجماليون الذي جسد صراعه النفسي مع حبيبته التي كان يحبها وخانته جالاتيا ولكنه هروبا من الصراع الخارجي صنع لها تمثالا وظل يخاطبه وبدلا من أن يهب التمثال الحياة ويعيد إليها الروح في نهاية الموقف يبادر إلي تحطيم التمثال وتدميره ليعادل بين التمثال وبين الحبيبة ويعادل بين تحطيمه له وبين رفضه للعودة إليها
بمعني أن الكاتب يلجأ أحيانا إلي اختيار معادل موضوعي لفكرته يصف من خلاله مشاعره تجاه الحدث ويفسر من خلاله موقفه الذى قد لا يستطيع التصريح به مباشرة وهنا في مجموعة لم تعد كما كانت لا أري أن الكاتبة كانت في حاجة إلي استخدام أي معادل موضوعي لتفسير أحداثها التي فسرتها بشكل مباشر وسريع دون تعقيدات شكلية أو موضوعية .
وبلا شك فهناك بعض المآخذ في تناول تلك المجموعة القصصية التي نحت فيها الكاتبة ناحية الميلودراما في معظم قصصها فالتحول المفاجئ والتغييرات الكبيرة التي تعتري الأحداث في مواجهة أبطال معظم قصصها كانت أشبه بالتحولات الميلودرامية المثيرة للشجن والعواطف بشكل فيه تصنع وقد بدا ذلك واضحا ومتلازما في كثير من قصص المجموعة مع استخدام لفظ ( فجأة ) فهذا اللفظ وشي بكثير من الأحداث منذ الصفحة الأولي في قصة ( مواجهة ) وفي التحول المفاجئ في شعرة وحيدة بيضاء وفي كان هناك وخربشات حتي في آخر قصة بالمجموعة لم تعد كما كانت
برغم كل ذلك أري دون مجاملة أن دعاء البطراوي ككاتبة كانت مفاجئة لي بموهبتها وعلمها وثقافتها وتمكنها من أدواتها بما فيها اللغة وأتوقع أنها في الزمن القريب ستكون من أهم كتاب القصة القصيرة في مصر بل وربما في العالم العربي إذا قدر الله لها الاستمرار
وبعيدا عما يحاول الأكاديميين أن يصيغوه بطريقتهم لتحديد أنواع السرد من خلال ملاحظاتهم ومتابعاتهم لما وقع بين أيديهم من إبداعات الكتاب والساردين فوجدوا أنه إما أن يكون من زاوية المخاطب السارد أو من زاوية المخاطب بفتح الطاء أي المتلقي وأخيرا من زاوية الخطاب نفسه نجد أنفسنا محاصرين بتقسيمات لا يمكن الجزم بأن كل كاتب قبل أن يهم بالكتابة قد اختار الشكل أو الزاوية أو نوع ما سيكتب ولكنه بعد أن انصهرت الفكرة في يقينه يبدأ بوضعها علي الورق لتنساب من بين أصابعه لتصبح في نهاية الأمر صنفا أدبيا له مقومات ومواصفات لم يقصدها في أغلب الأحوال وإن كانت محكومة برصيده المعرفي وذخيرته اللغوية والحياتية
وشاء الكاتب أم أبي فهو محكوم أيضا في كتابته بوحدة الزمان والمكان فيتلازمان دوما مع اختلاف مكانة كلا منهما في ترتيب وصياغة الأحداث التي تبقي دوما متلازمة مع الزمن تلازما منطقيا يقنع المتلقي
والسرد في مجموعة دعاء البطراوي ( لم تعد كما كانت ) له مذاق خاص يجمع بين المتناقضات في رشاقة ملحوظة وفي نفس الوقت دون تكلف مصنوع فالكتابة من خلال 14 قصة هي محتوي هذه المجموعة جمعت بين التكثيف الدرامي في الحدث وبين ضخامة التفاصيل التي تصل للمتلقي دون ملل من خلال تصوره الذاتي وليس من خلال النص المكتوب وتجمع بين البساطة اللغوية التي تسلك أقصر الطرق الموصلة إلي القارئ وبين قوة التعبير التي تضعك أمام النص مشدودا دون ملل وتجبرك علي احترام المضمون وتجمع بين تجاهل الشخوص فلا أسماء مطلقا لأبطال الأعمال الأولي في المجموعة ولكنها كانت قادرة علي أن تجعلك مضطرا لاختيار موقعك بين أبطالها وحتي عندما لجأت الكاتبة إلي اطلاق أسماء بعينها علي أبطال قصصها مع قلتها لا تجد أن هذه الأسماء لا تعني شيئا لأنك كما قلت تجد نفسك واحدا منهم فيمكن أن يكون البطل أو البطل هو هذا أو تلك بأعداد وفيرة من المجتمع الذي يضج بنفس الأحداث ونفس المشاعر التي تختلج في حوار كل شخصية مع نفسها من خلال أحداثها وزمانها
وقد استطاعت الكاتبة أن توصل ما أرادت بسرعة شديدة وفي وقت وجيز ومن خلال أقل الكلمات التي يمكن أن يستخدمها كاتب للتعبير عن المضمون المراد بينما تجد نفس المضامين التي صاغتها في صفحة ونصف لكل قصة من قصصها يحتاج كاتب آخر مخضرم إلي أضعاف هذا العدد من الصفحات لتوصيل ذات المضمون
مما يذكر للكاتبة إجمالا أن قصص المجموعة الأربعة عشر كل منها تحمل مضمونا مختلفا عن شقيقاتها الأخرى ولم تتكرر عندها الصور ولا الأفكار بينما نجد كتابا آخرين يكررون أنفسهم ويكررون الصور التي يستخدمونها دون وعي في جل ما يكتبون والعبرة هنا ليست بكثرة ما يكتب السارد أو كثرة ما ينشره فهي قد تكون كثرة مكررة ومعادة ولكن العبرة دائما في التجديد وعدم الوقوع في براثن التكرار الذي مع الزمن يصبح مخلا أو متناقضا في بعض الأحيان
ومن الملاحظ أن الكاتبة قد تأثرت بلا شك بما درست من أدب غربي فهي خريجة تربية قسم اللغة الفرنسية كما ذكرت وبلا شك فقد درست بعضا من الأدب الفرنسي حتي لتكاد تلمح بعضا من خصائص كتابات البعض خاصة موباسان الذى تفرد في قصصه القصيرة وكان سباقا بها لعصره مستشرفا آفاق القص الحديث من خلال الجمل البسيطة سريعة التواصل مع المتلقي في جو مثير من الرشاقة والرومانسية وأيضا مع الاهتمام بالنفس البشرية وسبر أغوارها بحوارات داخلية وهواجس معلنة لا تكتمها في مواجهتها مع نفسها في النص الأول ولا من خلال مراقبتها لأحوال الآخرين وغبطة أقلهم شأنا كما في حذاء نظيف أو من جزعها عندما اكتشفت صديقتها بتشفي شعرة بيضاء تشي بالزمن وتقدمه أو في تصورها لمنزل الزوجية مع عريس غير مرغوب فيه رغم ثرائه أو حتي في معادلة الفساد الخلقي بمعني كما تدين تدان وهكذا وهي لا تفتأ تلقي بمواعظها الخلقية والسلوكية من خلال تناول تلك الأحداث والتي تجسدها في قصتها التي تحمل المجموعة اسمها لم تعد كما كانت عندما يقع في حياة كل منا حدثا مهما يغير بوصلة الحياة ربما في اتجاه مضاد لتوجهها الأول دون تعمد ودون رصد حتي ليتفاجأ المرء ويكتشف هذا التغير الهائل ولا يعي متي ولا كيف حدث لتري في المرآة وجها لا تعرفه ثم تكتشف أنه وجهها القديم
ومن الأشياء اللافتة للنظر أن الكاتبة تمتلك ناصية لغتها بقوة وبلا تردد لدرجة توحي بالثقة فنجد لها مصطلحات جديدة غير مطروقة تقف أمامها متشككا في لغتك ومعلوماتك فقد توقفت كثيرا عن لفظة ( لحظتئذ ) وتشككت في مدي صحتها لغويا وراجعت بعض الأصدقاء من أساتذة اللغة العربية وراجعت القواميس ولكني للأسف لم أتلق ردا شافيا ومؤكدا حتي الآن إلا أنه مع الاجتهاد والقياس وجدت أن حرفي ( ئذ ) يضافا إلي ظرف الزمان أو المكان مثل حينئذ أو عندئذ ولما كانت ( لحظة ) هي بمثابة ظرف زمان فلم لا تضاف لها كما أضيفت لسابقاتها
يتحدث الأدباء كثيرا فيما بينهم عن ماهية المعادل الموضوعي ( OBJECTIVE CORRELATIVE ( ونتيجة لالتباس المعني لهذا المصطلح ومغزاه فقد يساء الفهم وبالتالي يساء التعبير عند محاولة تقييم عمل ما وقد استخدم هذا المصطلح قديما علي يدي تي إس إليوت عند نقده اللاذع لمسرحية شكسبير ( هاملت ) وإليوت يري أن وظيفة المعادل الموضوعي تكمن في التعبير عن عواطف الشخصيات عن طريق العرض أكثر من وصف المشاعر، كما وضحه أفلاطون وأشار إليه بيتر باري في كتابه نظرية البداية وعندما أراد أستاذنا الراحل الدكتور محمد مندور أن يوصل لنا معني المعادل الموضوعي ويبسطه علي أفهامنا ضرب مثلا بمسرحية توفيق الحكيم ( بيجماليون ) حيث أن الكاتب قد اختار شخصية بيجماليون الذي جسد صراعه النفسي مع حبيبته التي كان يحبها وخانته جالاتيا ولكنه هروبا من الصراع الخارجي صنع لها تمثالا وظل يخاطبه وبدلا من أن يهب التمثال الحياة ويعيد إليها الروح في نهاية الموقف يبادر إلي تحطيم التمثال وتدميره ليعادل بين التمثال وبين الحبيبة ويعادل بين تحطيمه له وبين رفضه للعودة إليها
بمعني أن الكاتب يلجأ أحيانا إلي اختيار معادل موضوعي لفكرته يصف من خلاله مشاعره تجاه الحدث ويفسر من خلاله موقفه الذى قد لا يستطيع التصريح به مباشرة وهنا في مجموعة لم تعد كما كانت لا أري أن الكاتبة كانت في حاجة إلي استخدام أي معادل موضوعي لتفسير أحداثها التي فسرتها بشكل مباشر وسريع دون تعقيدات شكلية أو موضوعية .
وبلا شك فهناك بعض المآخذ في تناول تلك المجموعة القصصية التي نحت فيها الكاتبة ناحية الميلودراما في معظم قصصها فالتحول المفاجئ والتغييرات الكبيرة التي تعتري الأحداث في مواجهة أبطال معظم قصصها كانت أشبه بالتحولات الميلودرامية المثيرة للشجن والعواطف بشكل فيه تصنع وقد بدا ذلك واضحا ومتلازما في كثير من قصص المجموعة مع استخدام لفظ ( فجأة ) فهذا اللفظ وشي بكثير من الأحداث منذ الصفحة الأولي في قصة ( مواجهة ) وفي التحول المفاجئ في شعرة وحيدة بيضاء وفي كان هناك وخربشات حتي في آخر قصة بالمجموعة لم تعد كما كانت
برغم كل ذلك أري دون مجاملة أن دعاء البطراوي ككاتبة كانت مفاجئة لي بموهبتها وعلمها وثقافتها وتمكنها من أدواتها بما فيها اللغة وأتوقع أنها في الزمن القريب ستكون من أهم كتاب القصة القصيرة في مصر بل وربما في العالم العربي إذا قدر الله لها الاستمرار
قراءة في قصص ” لم تعد كما كانت” للكاتبة دعاء البطراوي …بقلم محمد عبدالمنعم
في السرد تتلاشى الحاجة لشرح الأفكار أو لتلخيص المراد توصيله أو لإعطاء مواعظ، وذلك لأنّ السرد يظهر كل ما هو مطلوب ، وإن حصل غير ذلك فهو زيادة وحشو لا فائدة منه، بل قد يُسبّب ضعفاً لهذا الأسلوب، وله …
sadazakera.wordpress.com