دعاء البطراوي

الـصـدمـة التـي تـلـقـتـهـا ســلـمـى اليـوم كـانـت قـاسـيـة! فـصـديـق والـدهـا ـالـذي تـنـاديـه عـمـو سـلـطـان_ حـاول أن يـقبـلـهـا عـنـوة كـان يـوصـلـهـا للـجـامعة كـعـادتـه كـل صـبـاح وهو في طريقه لعمله، فـفـوجـئـت بـه يـنـحرف بسيارته نحو شارع خـاوٍ مـن البـشـر ثـم يـحـاول أن يـفـعـل فـعـلـتـه...
أخيرا لمستْ قدماي أرض الوطن، لقد تمنيت تلك اللحظة منذ زمن بعيد، كِدتُ أخر ساجدا لأُقبل ذرات التراب، واختلطت آنذاك رائحة الهواء برائحة طعام أمي الشهي، وخُيل لي أنني أسمع صدى ضحكات أسرتي الدافئة. لكني اكتشفت بعد قليل أن كل شيء قد تغير! الشوارع والبيوت... والوجوه أيضا! أرجحتني مشاعر متضاربة ما بين...
استبد بها الغضب حين رأت أشباحَها مجتمعين! دنت منهم.. جلست بينهم، ولم يرها أحد! انطلقت منها أصواتٌ مفزعة وصيحاتٌ مخيفة، هبّ الأشباح من أماكنهم منتفضين من فرط الرعب، أحدثوا جلبة صاخبة متخبطين بعضهم في البعض، التصقوا بالحائط مذعورين، فضحكت على هيئتهم المزرية. جذبت واحدا منهم، رجته رجا، صرخت في...
صُعق حين رآها .. أصبحت أكثر جمالا وبهاء على عكس ما توقع، ثغرها المصطبغ بالحمرة أكسبها مظهرا أنثويا مثيرا، عيناها المحددتان بالكحل امتلأتا بسحرٍ خاص لم يره فيهما من قبل! بالطبع لم ترتعش يدها وهي تضع ذلك المكياچ المتقن الذي جعلها تضاهي نجمات السـينما إشـراقا... هكذا خمن! بـدأ المأذون في...
أخيرا وافق زوجي أن نتناول العشاء في مطعمٍ فاخر احتفالا بعيد زواجنا السابع عشر، عقدت الأحلام والآمال على ساعات من الرومانسية الخالصة، لكنه انشغل عني بمكالماته التليفونية التي لا تنتهي. وضع النادل الأطباق أمامنا، الطعام يبدو لذيذا، لكنني فقدت شهيتي أمام انتظاري الطويل، ومرت الدقائق وئيدة، وأنا...
كيف سنحتفلُ بعيدِنا .. سيدِ الأعياد؟؟ هل نتعطرُ بأريجِ الشوقِ كالمعتاد؟! ما رأيُكَ أنْ .. نحتضنَ الكوْنْ ... نمنحهُ قبلاتٍ من فنْ ؟؟ نسمو بأشعارٍ ممتازة .. تضاهي مجدَ الإلياذة نرسم بسماتٍ تتأنق ... فتغارُ منها الموناليزا نعزف ألحاناً تتحدى .. بيتهوفن أو حتى موتسارت .. نصنع...
لبثتُ واجما على الفراش، وسلمى بجواري في فستانها الأبيض المنفوش ترمقني بخجلٍ كأنما تتزوج لأول مرة! أحسستُ بغصة متأملا وجهها البريء، وتذكرتُ زميلتنا مدام رجاء الجالسة وسط المعازيم وهي تصفق في حرارة على أنغام ال (دي جي) ثم تحني رأسها لي في امتنانٍ لا أستحقه! حينها شعرتُ أن جسدي يتبخر في الكوشة حتى...
يسير بمحاذاة الشاطئ، يحمل شوالا ثقيلا على ظهره الصغير، تبحث عيناه الذكيتان عن زبون، حين يتوسم في أحدهم الطيبة، يسرع نحوه، يبتسم له في براءة، يخرج بضاعته، يستفيض في ذكر محاسنها التي لا تملكها، لا مانع لديه من استخدام بعض القفشات الضاحكة، أو اللجوء للتوسل والكذب أحيانا، فلا يفاصله في الجنيهات...
تـشاجرا كعادتهما، لكنه لم يتقوقع بحجرته غاضبا كـكل مرة، بل لملم ملابسه في حقيبة، ثم صفق الباب غاضبا. مرت عدة أيام وهي لا تعلم عنه شيئا، اتصلت به مرارا، كان هاتفه لا يكف عن رسالته السخيفة ( هذا الرقم مغلق أوغير متاح ) ترنـحت بيـن أرجـاء المنـزل، بقـايـا عطـره تـعانق ذرات الهـواء، وتخـترق جسـدها...
في السرد تتلاشى الحاجة لشرح الأفكار أو لتلخيص المراد توصيله أو لإعطاء مواعظ، وذلك لأنّ السرد يظهر كل ما هو مطلوب ، وإن حصل غير ذلك فهو زيادة وحشو لا فائدة منه، بل قد يُسبّب ضعفاً لهذا الأسلوب، وله تأثير سلبيّ على بُنية النص وتركيبته. وللسرد صيغ متنوّعة؛ حيث يمكن أن يُروى شفهياً أو كتابةً، أو أن...
صـفـيــة التـي لم تـكن تـفـاصل أبـدا في أي سـعــر تـسـمعـه مهمـا كـان بـاهظـا، أصـبـحـت تـسـاوم البـائـعيـن لتـحصـل علـى ثـمـن مخـفـض! حـدجـها مـحـمـود صـاحـب محل الإيـشـاربات مـشدوهـا أمـام إصـرارهـا علـى خـصـم خـمـسـيـن جـنـيـهـا دفـعـة واحـدة من سـعر وشـاح حـريـري أعـجبـهـا، قـال لـهـا...
في تلك الحجرة متآكلة الأركان، هناك أريكة خشبية ضخمة تقبع دوما خلف الباب المؤصد، في منتصف الحائط ساعة تعلن عن جنوح الليل، وفراش متهالك يحمل امرأة مرتعدة! بالردهة... رجـال تـتـرنح كـمن اصابه المس، تـتقافز بمآقيـهم الضالة نظـرات سـكرى، تنـعـق ضـحكاتـهم الثـمـلة بالأجـواء، ودخان خانق ينتشر في كل...
كان يستند بظهره على جذع شجرة عتيقة , يراقب طفلته بحنان دافق وهي تلهو مع أقرانها , يتعجب كم أصبحت قطعة مصغرة من أمها التي رحلت بجسدها فقط وتركت روحها تعانقه في كل مكان . ترمقه زوجته الجديدة متألمة , تعلم أنه لا يزال عالقا بأحبال الذكرى , تدرك أن الزوجة الراحلة تقف حائلا أمام سعادتها , فتتنهد...
الكل يعلم أنها تفتقر إلى الموهبة التي تؤهلها كي تمسك صفحة كاملة بمجلة مرموقة , رئيس التحرير لديه وجهة نظر أخرى !! سرعان ما يعرفونها حين يستدعيها بمكتبه ، فيبدأ الهمز و اللمز بين الزملاء ! هي .. تترفع عما يقال عنها من حكاياتٍ مشينة , يكفيها أنهم يخرسون فورا بمجرد أن تهل عليهم , يخشون من وشايتها...
"البقاء لله.. شِد حيلك" قالها الطبيب بلهجة آلية و انصرف! تركني مأخوذا من هولِ الصدمة ، أطوي جراحي بين ضلوعي، تستأذنني دمعاتي في الهطول، و أنا أكبح زمامَها بكل ما أوتيت من قوة. لم تكن أشد أزماتِ جدتي الصحية، فاعتقدت أنها ستمر بسلام كسابقاتها، وحدها كانت تعلم أنها الأخيرة لذا قبضت على...

هذا الملف

نصوص
15
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى