د. دعاء البطراوي خربشات..

الـصـدمـة التـي تـلـقـتـهـا ســلـمـى اليـوم كـانـت قـاسـيـة! فـصـديـق والـدهـا ـالـذي تـنـاديـه عـمـو سـلـطـان_ حـاول أن يـقبـلـهـا عـنـوة
كـان يـوصـلـهـا للـجـامعة كـعـادتـه كـل صـبـاح وهو في طريقه لعمله، فـفـوجـئـت بـه يـنـحرف بسيارته نحو شارع خـاوٍ مـن البـشـر ثـم يـحـاول أن يـفـعـل فـعـلـتـه المـشـيـنـة
لـم تـسـتـفـق مـن ذهـولـهـا إلا وهـي تغرس مخالبها فـي ذراعـه لتـسـفـر عـن خـربـشـات طـولـيـة دامـيـة.

سـلـمـى لا تـعـلـم ماذا عليها أن تفعل؟ هـل حـريٌ بـهـا أن تـخـبـر والـدهـا بـمـا فـعـلـه سـلـطـان فـتـنـتـهـي أواصـر صـداقـة اسـتـمـرت عـهـدا طـويـلا؟! أم عـلـيـهـا أن تـغـض الـطـرف عـمـا حدث ولا توغــــر صدر أبيها بتصرفات صديقه المخزية؟!

أخبرها أبوها أن القطه هجمت على سـلـطـان وأصابته بـخـربـشـات رهيبة، فأطرقت ولم تعقب على تلك الكذبة التي اخترعها سـلـطـان حتـى لا يـنـكـشـف أمـره! وشـعـرت بأسـف عارم نحو أبـيـهـا.. الـرجـل الطـيـب الـذي لـم يـخـالـجـه الشـك فـي كـلام صـديـقـه بـل صـدقـه عـلـى الـفـور وبـكـل بـسـاطـة!
سلمى جنحت نحو الصمت... إلا إنها لم تنفك تفكر، تتأرجح نفسها ما بين البوح و الكتمان، يـؤلـمـهـا أن تخفي عن أبيها سرا عظيما.

لـم يـطـف بـخـاطـرهـا أبـدا أن تـودده الـسـابـق والـذي ظـنـتـه أبـوة مـا هـو إلا نـوع مـن أنـواع جـس الـنـبـض، وأن لـمـسـاتـه المتكررة الـتـي بـدت لـهـا عـفـويـة مـا هـي إلا مـمـارسـات ذكـوريـة فـجـة لـمـراهـق فـي الـخـمـسـيـن
اسـتـشـاطـت غـضـبـا فـمـا الـذي يدفـعـه كـي يـحـاول إغـواء فـتـاة صـغيـرة مـثـلـهـا فـلـديـه زوجـة رائـعـة. جميلة… رشيقة.. ذكية، حتـى أن اباها كـثـيـرا مـا أبـدى إعـجـابـه بـهـا وبـأنـاقـتـهـا المـفـرطـة.

وقـفـت أمـام بـاب الـحـجـرة الـمـوارب، تـقـدم قـدمـا و تـرجـئ الأخـرى، تـخـشـى عـلـى أبـيـهـا مـن هـول الـصـدمـة، لـكـن الـصـورة يـجـب أن تـظـهـر أمـامـه كـامـلـة، ثم يتخذ قراره.
تـنـاهـي لـمـسـامـعـهـا صـوت والـدهـا يـتـحـدث لـزوجـة سـلـطـان عـبـر الـهـاتـف، يـرسـل إلـيـهـا اعـتـذارات هـائـلـة! وُجـمـت سـلـمـى مـمـا سـمـعـت، فـتـحـت الـبـاب عـلـى آخـره، لـمـحـت خـربـشـاتٍ تـعـرفـهـا بـطـول ذراع والـدها! هـزت رأسـهـا مـسـتـنـكـرة، فـتـلك الـخربـشـات تـعيـد عـلـيـها نـفـس الـمـشـهـد! تحاملت على نفسها، سألت عن سبب تلك الخربشات، أجاب والدها متلعـثما:
ـ إنها القطة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى