دعاء البطراوي - مكياچ

صُعق حين رآها .. أصبحت أكثر جمالا وبهاء على عكس ما توقع، ثغرها المصطبغ بالحمرة أكسبها مظهرا أنثويا مثيرا،
عيناها المحددتان بالكحل امتلأتا بسحرٍ خاص لم يره فيهما من قبل! بالطبع لم ترتعش يدها وهي تضع ذلك المكياچ المتقن الذي جعلها تضاهي نجمات السـينما إشـراقا... هكذا خمن!
بـدأ المأذون في إجـراءات الطـلاق، لم يفـته أن ينصحـها بالعـدول عن قـرارها الذي سيـهدم الأسـرة لا محـالة.. خاصـة أن زواج الرجـل بأخـرى لا يعـد جـريرة تستـوجب الطلاق،
رفعت رأسها في شموخ، أشارت للمأذون أن يكمل دون إبطاء... فهي لن تتراجع عن قرارها أبدا.
انتهت الإجراءات دون أن يرمش لها جفن، قال لها مودعا:
ــأتمنى لكِ حياة سعيدة..
حدجته مستخفة، قالت:
ــ بالتأكيد ستصبح حياتي سعيدة طالما أنت خارجها.
.
تـركتـه مسـرعة و دقـات كـعبها العـالي تـرن على أسـفلت الطـريق، تـأملهـا متـعجـبا فـكم كـانت تسـتصعب ارتـداء الأحـذية ذات الكـعوب و تفـضل عليـها الأحـذية الرياضية الخـفيـفة!
عرجـت نحـو شارع فرعي حـيث تـوجد سـيارتها، وما أن ركبتها حتى خلـعت حذاءها، وشـرعت في فـرك قـدميها المجهـدتين وعيناها مثقلتان بالعبرات، لبـست نظـارتها السـوداء،
ثم سمـحت لدمـوعها أن تـهطل بـغزارة لتفسـد مكياجها المتـقن.
بقلم/ دعاء البطراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى