* (مَواوِيلنا إرترِيّة، تحَايانا من السُودان - أحمد عمر شيخ_قلمٌ وقافيةٌ وقلب)*
تحت الحائط المنسيِّ مِنْ بَدَنيْ
أمرُّ الآن ياوطني
ألفظُ هدأة التكوين والُّلقيا
أهتفُ ياعذاب البائِس المسّْكون بالحدقاتِ والُّلقيا
على الثكناتِ موجاً غيّْهبي الَّلحنِ
أطوي غفلة التأريخ والكلماتِ والآجال
أزرعُ عشّقَها في العشّْقِ
في الخطواتِ مرثيَّه
فوق طوائِفِ الإسمنت والغاباتِ
والمُدُن النّحاسيَه
على ظلٍّ من النَّوءِ
أيا سُفُني !!
ياشمسي الخرافيَّه
هلْ قيّظٌ ؟؟
ولاوترُ !!
تسكنني
على جسّرٍ من الُّلقيا
شواهدُ عمرنا المأفون يازمنيْ
أمرُّ الآن ياوطنيْ
فهل رؤيا تُباعُدُ هذه الرؤيا
تُباعدنيْ.
هكذا هو يَسرُجُ خيل إبداعِه بِحُبٍ أبجدي و خيالٍ عسجديٍ يَسطعُ بين أضواءِ الثُريّا فيلتمعُ الثّرى _ الإعلامي المُذيع القدير والشاعر الروائي الإرتري المُجيد
" أحمد عمر شيخ " سعِدتُ جداً أن كان في مَعيّتي عبْر حوارٍ صحفي لطيفٌ غنيٌ بالجمالِ والفوائد يُعرّفنا عليه عن كثب
١/ أحمد عُمر شيخ.. قامةٌ من قاماتِ الإعلامِ والشِعرِ والرِوايّة في إرترِيا والعالمُ العربيُّ ، نتُوقُ أن نتعرّف عليه؛
_المِيلاد _النْشأَة _ المراحلُ العِلميّة والعملِيّة _ الحالةُ الإجتماعيّة _ الهِواية والهويّة ؟
الميلاد فيْ " أسمرا " ,,
والنشأة منذ أواخر العام 1966 في " حواريْ مدينة جدَّة العتيقة " وعلى ضفافِ "البحرِ الأحمر" بالـ"مملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة" ,, حيثُ درستُ فيها مراحلي التعليميَّة الإبتدائيَّة والمتوسطة والثانويَّة وتخرجتُ بدرجةِ "البكالوريوسْ" مِنْ كليةِ " الإقتصاد والإدارة" بجامعةِ "الملكِ عبدالعزيز" في " جدَّة " ,,
أما عن الحالة الإجتماعيَّة " منفصلٌ " ,, وأبٌ لـ4 من الأولاد ,,
والهواياتُ عديدة منها الرسم والنَّحت والكتابة بمختلفِ أنواعها ومارستُ ضمن أعماليْ كـ" مذيع " للنشراتٍ الإخبارية وقاريء للتعليقِ السياسي في الفضائيَّة الإرتريَّة ,, ومقدم حفلاتٍ شعبيَّة ورسميَّة على مدى أكثر من عقدينِ من الزمنْ وعضو لجان التقييم الفنيَّة العليا على مدى سنواتٍ عشر وأحد مؤسسيْ لجنة " تصنيف الفيلم الإرتريْ في العام 2007م .
٢/ متىٰ كان أولُ سفرٍ لك نحو الكتابةِ الشعريةِ والروائية؟
ومَن مِنهُما كانت في استقبالك أولاً ؟
أذكرُ أنِّيْ بدأتُ في عمر الصبا بممارسةِ الفنِ التشكيليْ ,, وشاركتُ في معارض تشكيليَّة جماعية عندما كنتُ طالباً ,, ثمَّ بدأتُ في المرحلةِ الثانوية من دراستيْ بـ" الكتابة الشعريَّة ",, وبالتوازيْ معها كنتُ اكتبُ " القصَّة القصيرة " وأنشر وقتها في "منابر مهمَّة" في "الصحافة السعودية " حينها مثل " ملحق الأربعاء " و" اليوم " و" الندوة " و" الرياضْ " و" عكاظ " وغيرها ,, والتيْ كانتْ منارة -وقتها- ينشرُ فيها كبارُ كتاب العربيَّة ( شعراً وسرداً ونقداً أدبيَّاً ) سواء من " السعوديَّة " و"مختلف الدول العربيَّة" ,, وكذا مجلة " إبداع " المصرية الشهيرة في عقد نهاية الثمانينياتْ من القرن الماضيْ.
٣/ تجربةٌ تعتبرُها نقطةُ تحولٍ كبيرةٍ في مسارِك وأحلامِك وقراراتِك _ تجربةٌ أيقظت بداخلك بركانٌ من الإبداع ؟.
أعتقدُ أنَّها قرار العودة إلى " إرتريا " فور تخرجيْ من الجامعة ,, حيثُ أنَّ " إرتريا " في تلك الفترة كانتْ تستعد لفترة " الإستفتاءِ التأريخيْ " على " استقلالها " والذي قام فيه "الشَّعبُ الإرتريْ" وبعد أنّْ حرَّرَتْ " الجبهةُ الشعبيَّةُ لتحريرِ إرتريا / التنظيمُ الحاكم الآنْ " كامل ترابه الوطن بالنضالِ المسلَّح ,, ولكنْ ولإضفاء الطابع القانوني قامتْ بإشراك العالم وبشكلٍ حضاريْ في الإشراف على " إرادة الشعب الإرتريْ ",, حيثُ حضر "الأمين العام للأمم المتحدَّة " وقتها " بطرسْ غاليْ " ,, وصادفْ أنّْ قمتُ بإجراءِ حوارٍ إعلاميٍ معه حول المناسبة ,, وقد انتصر" الشعبُ الإرتري " بنسبة تفوقُ 99% بنعم للاستقلالْ وطوى صفحة استعمارٍ امتدتْ لعقود وبعد حربٍ دامية على مدى 30 عاماً ,, وكنتُ أعملُ مذيعاً وصحفيَّاً في بداياتِ عمليْ في وزارة الإعلام الإرتريَّة ,, وباعتقاديْ تلك نقطة التحوُّل الهامَّة في حياتيْ ,, حينَ امتزج "الحرفُ "بال" معايشة اللصيقة" ,, وبعدها انخرطتُ ضمن " قوات الدفاع الإرتريَّة " في فترة الحرب الإرتريَّة الإثيوبية " في العام 1998م بمشاركتيْ في القتال على الجبهاتِ وبذات " جبهة مَرَبْ – سيتيتْ " التيْ توجدُ بها " بادمِيْ " نقطة اندلاع النزاع ,, والتيْ حكمتْ " محكمة العدل الدوليَّة" بملكيتها لـ " إرتريا " لاحقاً ,, وأنتجتُ فيْ تلك الحقبة قصائد عدّة من بينها ( رقصة الطيور ) وهي تحملُ اسمَ الديوان الصادر عن " الهيئة المصرية العامة للكتابْ " في العام 2003 م ,, وقصائد أخرى مثل " نشيد المعركة " و" مِنْ أغانيْ الجنود " وروايتيْ الثانية " الأشرعة " في العام 1999 التيْ كتب عنها نقاد وروائيون عرب كبار مثل " المصريْ – يوسف القعيد " في " الحياة اللندنية " و" الكويتيْ " طالبْ الرفاعيْ " وغيرهمْ .
وأعماليْ في مجملها " الثلاثْ مجموعاتٍ شعريَّة " و" القصائدُ الغنائيَّة " و" الروايات الخمسْ " هيْ نتاجُ معايشتيْ لتفاصيل الحياة الإرترية عن كثب والتيْ كنتُ جزءاً من مسيرتها وتفاعلاتها طوال الـ29 سنة الماضية ,, ومنذ نشوء الدولة الإرترية.
٤/ الوطن، الأهل، الأصدقاء، المرأة، الكفاح ، الأمل، التضحيات، الحرب، القوة، العشق، الوفاء، الغدر، الإعلام، الشعر…
أيهم كان الأكثر انتصاراً بداخلك وانعكس على رواياتك ؟
أعتقد جملة كلَّ هذه المفردات هيْ الوجدان الذيْ أحيا به ومعه ,, سواء في " قصائديْ " و" رواياتيْ " ,, وأعتقدُ أنَّ " الأدبْ " و" الكتابة " و" الإبداع " بمجمله هو ماذكرتِ ,, وهو " حياتكَ كلَّها " بصدقٍ فنيْ ومعايشة حقيقيَّة تحدَّثَ عنها نقادُ العربيَّة والعالم بدءاً مِنْ " عبدالقاهر الجرجانيْ " وإلى " نجيبْ محفوظ " في عصرنا هذا .
٥/ علاقاتُك بالآخرين في حياتِك العامة وضمن مواقع التواصل الإجتماعي.. كيف تجدها
وأيُّهما كانت خصماً على الأخرى ؟
هيَ ليستْ خصماً على بعضها البعض بلْ هيْ " الشريانُ " الذيْ منحنيْ ويمنحنيْ ديموة " الكلمة " و" الموقفْ " و" نبض الحياة " الإبداعيَّة ومسيرتيْ الإنسانيَّة ,, وقد أضافتْ " مواقع التواصل الإجتماعيْ " ومازالتْ تضيفُ ليَ الكثيرْ ,, ومنها أستمدُّ معرفتيْ وعنفوان المسيرة .
٦/ ما أجملُ المُزن القِرائِية التي كان لها دورٌ رائع في سُقيا حدائق إبداعك وتشكيل رُؤية فلسفِية تميزت بِديمُومَتِها لديك ؟
عديدة هيَ تلكَ " المُزن " التيْ وسمتْ حياتيْ بالهطولِ الجميل ولكن ربما أبرزها في الشِّعر بدءاً من " الأعشى " صناجة العرب ومروراً بـ " إمريءِ القيسْ " و " عمرو ابن كلثومْ " ,, وصولاً إلى " المتنبيْ " و" جرير " و" بشارة الخوريْ " و" جبرانْ " و" إيليا أبوماضيْ " و" خليلْ حاويْ " و" بدر شاكر السيَّابْ " و" نازكْ الملائكة " و" أملْ دنقلْ " و" محمود درويشْ " ,, وفي " الرواية " شتاينبكْ " و" وليمْ فوكنر " وقبلهما " فيكتور هيجو " و" غابريلْ غارسيا ماركيزْ " و" جورجيْ أمادوْ " و" نجيبْ محفوظ " و" يوسفْ القعيد " والقافلة تطولْ .
هذي السفــائنُ ,, لا نوءٌ ولا سفرُ هل أمكنَ الإمكانُ وانداحتْ هُنا الجُزُرُ؟ّ!
رُدُّوا العواصفَ عن أشلاء غيبتنا صـــيدُ الشــــــواردَ ,, لابدوٌ ,, ولاحضرُ
صمتُ الكواكبِ لاخــلٌّ فنرصـــــدهُ هــــــذي النوارسُ والاحــــداقُ تنتظــــرُ
مُدِّي اليدينَ فهذا الكــون مُـــــتكأٌ والعـــــابرون على قــــــوسٍ ,,, وماعبروا. !!!!
٧/ في هذه التُحفةُ الأدبيةُ الرقيقةُ التي خطّتها أنامِلُك.. كيف يغرقُ شاعرٌ تحليقاً في سماواتِ المَشاعر ؟
لاأدريْ ولكنْ اتركُ لكِ وللأخرين والأخريات الحديثُ عنها وغيرها مِنْ محاولاتيْ الشعريَّة والروائيَّة ( ضاحكاً ) ,, فليسَ مِنْ " مهمة " مقدَّم أيَّ عملٍ إبداعيٍ الحديثُ عنه ؟؟! .وربما " يُخجلنيْ " ذلكْ .
٨/ يُقال : ليس للحُبِ ترجُمان، فهل كانَ له حظٌ من ترجَمتِك قلماً و قلباً في واقعِ الحال ؟
وفي أيٍّ من مجموعاتِك الشِعريةِ هذه نجِدُه وافراً يحكِي عنك ! في…
حِين لم يعُد الغريب _ تفاصيلُ امرأةٍ قادمةٌ مِن السُودان _ مِن أغانِي الجُنُود _ رقصةُ الطُيُور ؟
ربما كانَ " الحبُّ " بكلِّ " فوراته " و" جنونه " و" ألمه " و" طعمه العذب " و" خيباته " هو " محور كلَّ ماكتبتُ ,, وإنّْ كانَ الحبُّ لامرأة أو وطن أو للإنسانيَّة وللكون يمتزجُ كلّ ذلك ليصبَّ في معينِ الخالقِ الأعظم ,, الذيْ هو " الإناءُ الجامع " لوجودنا والغاية مِنْ حياتنا على الأرضْ ,, فالــ " حبُّ " أسمى غاية في الكونْ .
٩/ الأدبُ والإعلام _حين يجتمِعان في قلبِ امرِئٍ يُضِيئانِ في صدرِه وسطرِه _ فما أجملُ وأقوّى عملٍ لك جَمع بينهُما وقدّمتَه بِسعادة ؟
ربما العديدُ مِنْ أعماليْ الإعلامية سواء في " التلفزيونْ " أو " الإذاعة " أو الصحافة المكتوبة كانتْ تحملُ " همَّاً " أو " فرحاً " أحببتُ أنّْ أشاركه النَّاسْ معيْ ,, لذا " الأدبُ " و" الإعلام " في قلبيْ " وريدانِ " أستنشقُ منهما الحياة والتفاؤلْ .
١٠/ الشِعر والرِواية _ هل بِإمكانِ أحدُهما أنْ يتَحوّل إلى الآخْر ويُجسِّده ؟
أي أن نُحوِل الشِعر لِروايةٍ أو الروايةُ لِشِعر!.
أعتقد أنَّ الشِّعرَ والرِّواية وجهان يمايزُ بينهما " طبيعة " كلَّ " جنسٍ " عن الآخر ,, ولكنهما يتقاطعان في بعض زواياهما ,, سواء في التعامل مع اللغة بكلِّ بهائها ونصاعتها وفي تمدَّد الشخوص أكثر في " الرِّواية " ,, ولكنْ يطلُّ " الشِّعر " هو الأبُ بحكم أنَّ الرِّواية " هيْ " فنٌ " نتجَ بعد " الثورة الصناعيَّة " في " أوروبا " ,, لذا فالـ" الشِّعرَ " هو " طفولة البشريَّة " ,, لذا من الممكن جداً أنّْ يتبادلا الأدوارْ .
١١/ مَرجُ البَحرَين ( الواقِعُ والخيال) _ يلتَقِيان في بحرِ الأدِيب.. ففِي أيّ شاطئٍ منهُما يرسُو حرفُك بِإتقان ؟
وهل التَقيَا وامتَزجا أكثر في روايةِ نوراي أم الأشرِعة أم أحزانُ المطر أم الريحُ الحمراء أم الهْش ؟
وبماذا تميّزت روايةُ _ الهْش _ لِتحظىٰ بهذا الصّدىٰ الطيّب؟
لاأدريْ تحديداً !! ولكنيْ أتركُ" الرأيْ " لمَنْ قرأ هذه الأعمال ,, ولكنْ حقيقة كلَّ " رواية " مِنْ " رواياتيْ الخمسْ " وجدتُ صدىً كبيراً فور صدورها على اختلاف " الزمنْ " مثلَ أول رواية لي وهيَ بعنوان " نورايْ " والتيْ صدرتْ عام 1997 م ثمَّ أعادتْ طبعها مراراً " الهيئة المصريَّة العامة للكتابْ " منذ العام 2003 م ,, وقد أثارتْ جدلاً على مدى اكثر مِنْ عامين حينها في صحف عدَّة داخل " إرتريا " وخارجها ,, ومن بعدها " الأشرعة " ووصولاً إلى " الهشّْ " ,, وربما " الهشّْ " بسبب صدورها في العام 2015 م مع انتشار " الفيسْ بوكْ " و" التويترْ " بما أدَّى ذلك إلى " تناولها مِنْ قِبل قطاع كبير وتنوُّع الكتابات حولها وعنها ,, وفي غالبِ أعماليْ وبالذات " الروائيَّة " أتناول الموضوعة " السياسيَّة " و" الإجتماعيَّة " بشكلٍ لامواربة فيه ,, وربما " معايشتيْ وخوضيْ لصراعاتٍ " بعض الأحيان " تتجه إلى محاولاتِ " تصفياتٍ " تعرضتُ لها مراراً جعلتنيْ أكثر قرباً مِنْ " مجهر الأحداثِ " في بلاديْ ,, وللقاريءِ معاييره وحكمه على تعدُّدِ مشاربه وتوجهاته ,,
وفي النهاية يظلُّ الوطنُ هو معيار تعامليْ مع الكتابة ,, حتى في مقالاتيْ السياسيَّة والحوارات التيْ أجريتْ معي وهي عديدة بلغاتٍ عدَّة محليَّة و عربية داخل الوطن و خارجه و آخرها في الـBBC و" صوت أمريكا – V O A '.
١٢/ الأدبُ العَربِيُ والغربِي _ كيْف نستطِيعُ المُوازنةُ بينهُما لتنجُو خُطَانا مِن التَعثُّر بين نُتُوءاتِ الإختِلاف؟ ولأيّهما يمِيل أحمد عمر شيخ ؟
أميلُ للمواءمة لو صحَّ القولْ ,, ولكنْ الإنطلاقُ من " الأصالة " يجعلُ هنالكَ أرضيَّة صلبة للتوجُّه نحو " التجريبِ " و" الحداثة " .
١٣/ هل تَمكَّن التُراثُ العربيُ من التَغلْغُل في أعماقِ الأدبِ الإرتري بِشكلٍ أو بِآخَر؟
وهل من بين تُحفِك الأدبيّة ما يَحمِلُ بعضاً مِن ذاك التُراث؟
نعم، وربما كتبتُ ذلك بشكلٍ اكثر عمقاً في قصائد عديدة منها قصيدة " أبوتمَّامْ والموبايلْ " باستحضار " صوت أبوتمام الشعريْ " وكسره لـ " عمود الشعر العربيْ" ,, وقصيدته الشهيرة " السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ " ,, وكذا قصيدة " معلقة الأحباشّْ " والتيْ تستلهمُ " المعلقات العشر " ,, وفيها محاولة لدمج " أوزان المعلقات العشر " مع محاولة " عصرنة " لها و" تطعيمها ببعضِ جوانبٍ من " التراث " الإرتري ,, وهيَ موجودة بصوتيْ على " اليوتيوب " وقد وجدتْ " صدىً كبيراً " على مواقع " التواصل الإجتماعيْ " ,, وهناك محاولات أخر .
١٤/ الشِعرُ يُولدُ علىٰ الفِطرة وأبَواهُ ( الفِكرةُ والحِسُّ) يُشكّلانِه كيفما يَشاءآن ، فكيف تشكَّلتِ الساحةُ الشِعرِيّةُ العربِيّةُ الإفريقيّةُ بِرأيِك ؟
السَّاحة الشعريَّة العربية قديمة قِدم " الشِّعر العربيْ " ,, أما " السَّاحة الشعريَّة العربيَّة الإفريقيَّة " فهيَ في " مخاضٍ متواصل " منذُ " مدرسة الغابة والصَّحراء " في " السُّودانْ " ومحاولات " محمد عبدالمحيّ " و" محمد عثمان كجرايْ " و" صلاح أحمد إبراهيم " و" محمد المكِّيْ إبراهيم " ,, وكلُّ محاولات تثبيت " الهوية الإفريقانيَّة " لدى " محمد عفيفيْ مَطَر " في " مصر " و" الفيتوريْ " في " ليبيا " ,, وهيَ " المشروع الذيْ أجتهدُ بالعمل عليه في " قصائديْ " و" رواياتيْ " طوال ثلاثة عقود ,, وهو حقنُ هذه الأعمال الإبداعيَّة بالخصوصيَّة الإرتريَّة وثقافاتها وبالتاليْ " إفريقيا " كـ "جغرافيا " و" ثقافاتها الضاربة الجذور في الأبد السحيقْ والسَّعيْ لتمثلها " إبداعياً " .
١٥/ إرترِيا والسُودان _ هل يُمكِنُنا القولُ أنهُما وجْهانِ لعُملةٍ واحِدة ؟
و أيّ لوحةٍ تِلك التي ربطتْ بينهُما في قلبِك وعقلِك حين كتبتَ :
مواويلنا إرتريَّه
تحايانا من السُّودانْ
وأنفاس الحلمْ اوطانْ
نعيشْ ليها
نعيشْ بيها
نعيشْ فيها
مِنْ ( باظعْ) ليْ ( نقْفَه)
و( بورتسودانْ)
ليْ (الخرطومْ)
عروسنا اليومْ
سمار رايقْ
قلبْ خافقْ
أهيْ العنوانْ
( أسمرا) العنوانْ
…
مواسم عشقْ
معاني صدقْ
قوافي لونْ
زهور وغصونْ
تظللنا
نقولْ نحنَ
(برْكَة / القاشّْ )
(قضارفْ – كسلا)
نسيمْ ودعاشْ
عناق اخوانْ.
؟.
" إرتريا " بلديْ – الأمّْ ,, وأحبُّ " السُّودانَ " و" إنسانه " بشغفٍ كبير ,, وأحسُّ أننا نتشابه ,, وكتبتُ في هذا مراراً ,, ولديَ لقاءاتٍ وعلاقاتٍ حميمة لوجوهٍ عديدة مرَّتْ بنا هنا ومررتُ بها في " الخرطومْ " ونحنُ على تواصلٍ مع بعضهم ومنهم ,, الكبير / ورديْ رحمه الله سابقاً والكاتب السياسي الفذ / فتحيْ الضو والدتور / تيسير محمد احمد والفنان التشكيلي المبدع / حسان أحمد ,, وقد عقدتُ " امسية شعريَّة " في " متحف أحمد شوقيْ " بالـ" قاهرة " مع كلٍّ مِنْ محمد عفيفي إسماعيل وآخرين ,, وقد كتبَ حول اعماليْ / الشاعر الجميل / الصادق الرضيْ ويحي فضل الله وغيرهم كثر ,, وهناك الأستاذ الفاضل الجميل الذيْ هو وزير الثقافة والإعلام الآن / فيصل محمد صالح ,, وقافلة الوجوه الحبيبة تطولْ في " السُّودان " الرائعْ والشامخ دوماً .
١٦/ ماهو تَقيِّيمُك لِلساحةِ الغِنائِيّة في كلٍ مِن إرترِيا والسُودان ؟ وهل ثَمّة تَطوُّرٍ ملحُوظ فيها ؟
أعتقدُ أنَّ " السُّودان " قطع شأواً كبيراً في الموسيقى والغناء وهناكْ قمم في الغناء السُّودانيْ عبر مختلف الأجيال ,, و" إرتريا " تجتهدُ في موسيقاها وغنائها عبر مجموعاتها العرقيَّة التسع ولازال الدربُ طويلاً .
١٧/ شدْا بقصائِدك بعضٌ من الفنانِين السُودانِيين،
حدِّثْنا عن هذه التجرُبة ؟
وهل نحنُ موعُودُون بأعمالٍ جدِيدةٍ لك تُغنّى في مُقبِل الأيام ؟
البداية كانت بفنانِ إفريقيا والسُّودان الأولْ المرحوم – محمد عثمان ورديْ الذيْ قابلته عند مجيئه أواخر العام 1996م في منزل الصديق / فكريْ محمد الحسنْ بميدانْ " فياتْ " بـ " أسمرا" ,, حيث " كتبتُ له كلماتٍ عن " إرتريا " أراد إهداءها للشعب الإرتري وهيَ بعنوان " ملامحٌ إرتريَّة " ,, وقام بتلحينها وقتها وأدَّاها في بداياتِ العام 1997م في " استاد " العاصمة الإرتريَّة " أسمرا ونقلها التلفزيون الإرتري على الهواء مباشرة وموجودة الآن في موقع " ورديْ – الأغنيات الوطنيَّة " والعديد من المواقع الإرتريّّة والسودانيَّة ,, مماشجعنيْ بعدها أنّْ أواصل كتابة النصوص الغنائيَّة ,, حيثُ كنتُ اكتبُ قبلها قصائد ليس المقصود منها أنّْ " يؤديها " صوتٌ غنائيْ ,, وهذا دفعنيْ أنّْ تتواصل الرِّحلة مع فنانيين " إرتريين " وفي عيد استقلال إرتريا الرسميْ 2015م غنَّى مِنْ كلماتيْ الفنان السودانيْ القدير – الهاديْ ودَّ الجبلْ برفقة الفنان الإرتري القدير وسكرتير إتحاد الموسيقيين الإرتريين / محمد عثمان بعنوان " إرتريْ – سودانيْ " ولحنها الملحن السُّودانيْ القدير / محمد حامد جوارْ ,, ومازال الجهدُ مستمراً إنّْ أسعف الجهدُ والوقتْ فيْ أنّْ يمتدَّ التعاون اكثر مع أصواتٍ " سودانيَّة " و" إرتريَّة " مستقبلاً .
١٨/ ثَمّة إشاراتٍ تحمِلُ بِداخِلِها أكوانٌ و حكايَا سفِرٍ أنِيقةٍ في بعضِ نصُوصِك نرنُو لأن نعرِف كُنهِها..
مِثل قولك :
مِنْ جدَّة حتى كسلا
خيطٌ مِنْ حزنٍ ولجوءٍ واللقيا
أتصفح دفتر قافيتي والأيامْ
انسى كي انسى
هل انسى ؟!
الرِّحلة أقسى
يانساي
مِنْ موتي وعبيركِ ياأنتِ
هل عدتِ ؟!
والأروقة الآن
زقاقٌ وهسيسُ الأقدامْ
أتسلقُ حائطنا المجدورْ
الجامعُ والكاتدرالْ
عراكُ سكارى لايهدأ
مَنْ قال بانكِ راحلةٌ ؟!
مَنْ قالْ ؟!
ينبعثُ دبيبُ غناءكِ في شرفةِ مائدتيْ
جنوني
حين يجنُّ جنوني
يرمقني الظلُّ
طابقكِ السفليُّ يطلُّ
الجسدُ خريرٌ متماديْ
الشفقُ الممتدُّ زناديْ
عشقٌ أول امْ ثاني ؟!
التوبْ إرتري سوداني ؟!
هيَ مِنْ أوائل تجربتيْ العاطفيًّة والشعرية في إرتريا ,, وبعد عامٍ من قدوميْ إلى " أرضِ الوطنْ " وهي قصيدة " تفاصيل إمرأة قادمة من السُّودانْ/ إيقاعٌ هاديءٌ للعشقِ والجنونْ " ,, هيَ قصَّة " حبُّ " و" شجن " عميقة … وأتركُ لكِ " نُهى " تكملة باقيْ " التصورات " حول الحكاية .. ( يبتسمْ ) .
١٩/ الإعلامُ في القارةِ الإفرِيقيّة كَكُل.. هل تَراهُ أدَّىٰ دورَهُ بشكلٍ كاملٍ في الرَبطِ بين شُعوبها ؟
الإعلامُ في " إفريقيا" يحتاج إلى نهضة حقيقيَّة " مثله مثل القطاعات الأخرى في هذه القارة التيْ لَمْ تفقْ بعدُ مِنْ " سباتها " التأريخيْ وانهكتها الصراعات الدمويَّة .. ولكنْ ربما البدايات تبدو مبشرة أحيانا ,, فمِنْ بين الظلام ينبعثُ نورُ الأملْ .
٢٠/ نصائِحٌ تُقدّمُها للمُثقّف العربي والإفريقي بشكلٍ عام ؟
أنّْ يكونَ " نبضَ " شعبه ,, ويحيا معه ولايمارسُ عليه " الفوقيَّة " وهو يحيا في " صقيع أوروبا " وحانات " أمريكا " أو " أستراليا " أو في " صالونات " الفنادق الفارهة في " الدوحة " ,, وأنّْ " يجوع " و" يناضل " معه و" يحيا أيامه بحلوها ومرَّها بين ظهرانيه وبما تتوجبه " المواقف" و" التضحيات " و" العطاء" ,, وهذا هو " الإنسانُ الحقيقيْ " الذيْ يكتبُ " الأدبَ الحقيقيْ " ,, ليَضحيْ " صوت شعبه " ,, فلايوجدُ " أدبٌ " بالمراسلة أو بالـ" ريموتْ كونترولْ " ,, وهذا هو " الصدق الفنِّيْ " والذيْ لا" مصداقيَّة " لـ" كلمةٍ " أو " موقفٍ " بدونه.
٢١/ هل ثمَّة سؤالٍ كُنتَ تتمنّىٰ لو طرحتُهُ عليك ؟
السؤالُ الذيْ كانَ يجبُ عليكِ طرحه يا " نُهى " ؟؟! سأجيبُ عليه دون أنّْ تسأليه ؟! وهو
رأييْ أنَّ " أسئلتكِ " تترقرقُ " شاعريةً " و" حسَّاً " و" عمّْقاً " ,, مما جعلنيْ " أحتارُ " أحياناً !! هلْ تبلغُ إجاباتيْ " روعتها " ,, سلمتِ دوماً .
٢٢/ شُكراً جزيلاً جميلاً لك أستاذ _أحمد عُمر شيخ _ سعدتُ كثيراً بحواري معك و برأيك الغالي..
وخِتاماً _ باقةُ ودٍ و وردٍ لِمن تُقدمها ؟؟
إلى كلِّ " إنسانٍ " أو " إنسانة " يتحرَّى / تتحرَّى " الصدق " و" الشفافيَّة " ويحاولُ/ تحاولُ أنّْ " يهديْ/ تُهديْ " أزهار الحبّ لمن حوله/ حولها وأينما يولِّيْ / تولِّيْ وجهه / وجهها وخطاه / خطاها,, وإلى " أصحابِ النفوس الكبيرة والمواقف النبيلة في حياة البشر ,, وإلى مَنْ يقفُ أمام " الظلم " متحرِّياً " الفعلَ والقولْ ,, ودمتنَّ – دمتمْ بخيرٍ ومحبَّة .
منقول
تحت الحائط المنسيِّ مِنْ بَدَنيْ
أمرُّ الآن ياوطني
ألفظُ هدأة التكوين والُّلقيا
أهتفُ ياعذاب البائِس المسّْكون بالحدقاتِ والُّلقيا
على الثكناتِ موجاً غيّْهبي الَّلحنِ
أطوي غفلة التأريخ والكلماتِ والآجال
أزرعُ عشّقَها في العشّْقِ
في الخطواتِ مرثيَّه
فوق طوائِفِ الإسمنت والغاباتِ
والمُدُن النّحاسيَه
على ظلٍّ من النَّوءِ
أيا سُفُني !!
ياشمسي الخرافيَّه
هلْ قيّظٌ ؟؟
ولاوترُ !!
تسكنني
على جسّرٍ من الُّلقيا
شواهدُ عمرنا المأفون يازمنيْ
أمرُّ الآن ياوطنيْ
فهل رؤيا تُباعُدُ هذه الرؤيا
تُباعدنيْ.
هكذا هو يَسرُجُ خيل إبداعِه بِحُبٍ أبجدي و خيالٍ عسجديٍ يَسطعُ بين أضواءِ الثُريّا فيلتمعُ الثّرى _ الإعلامي المُذيع القدير والشاعر الروائي الإرتري المُجيد
" أحمد عمر شيخ " سعِدتُ جداً أن كان في مَعيّتي عبْر حوارٍ صحفي لطيفٌ غنيٌ بالجمالِ والفوائد يُعرّفنا عليه عن كثب
١/ أحمد عُمر شيخ.. قامةٌ من قاماتِ الإعلامِ والشِعرِ والرِوايّة في إرترِيا والعالمُ العربيُّ ، نتُوقُ أن نتعرّف عليه؛
_المِيلاد _النْشأَة _ المراحلُ العِلميّة والعملِيّة _ الحالةُ الإجتماعيّة _ الهِواية والهويّة ؟
الميلاد فيْ " أسمرا " ,,
والنشأة منذ أواخر العام 1966 في " حواريْ مدينة جدَّة العتيقة " وعلى ضفافِ "البحرِ الأحمر" بالـ"مملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة" ,, حيثُ درستُ فيها مراحلي التعليميَّة الإبتدائيَّة والمتوسطة والثانويَّة وتخرجتُ بدرجةِ "البكالوريوسْ" مِنْ كليةِ " الإقتصاد والإدارة" بجامعةِ "الملكِ عبدالعزيز" في " جدَّة " ,,
أما عن الحالة الإجتماعيَّة " منفصلٌ " ,, وأبٌ لـ4 من الأولاد ,,
والهواياتُ عديدة منها الرسم والنَّحت والكتابة بمختلفِ أنواعها ومارستُ ضمن أعماليْ كـ" مذيع " للنشراتٍ الإخبارية وقاريء للتعليقِ السياسي في الفضائيَّة الإرتريَّة ,, ومقدم حفلاتٍ شعبيَّة ورسميَّة على مدى أكثر من عقدينِ من الزمنْ وعضو لجان التقييم الفنيَّة العليا على مدى سنواتٍ عشر وأحد مؤسسيْ لجنة " تصنيف الفيلم الإرتريْ في العام 2007م .
٢/ متىٰ كان أولُ سفرٍ لك نحو الكتابةِ الشعريةِ والروائية؟
ومَن مِنهُما كانت في استقبالك أولاً ؟
أذكرُ أنِّيْ بدأتُ في عمر الصبا بممارسةِ الفنِ التشكيليْ ,, وشاركتُ في معارض تشكيليَّة جماعية عندما كنتُ طالباً ,, ثمَّ بدأتُ في المرحلةِ الثانوية من دراستيْ بـ" الكتابة الشعريَّة ",, وبالتوازيْ معها كنتُ اكتبُ " القصَّة القصيرة " وأنشر وقتها في "منابر مهمَّة" في "الصحافة السعودية " حينها مثل " ملحق الأربعاء " و" اليوم " و" الندوة " و" الرياضْ " و" عكاظ " وغيرها ,, والتيْ كانتْ منارة -وقتها- ينشرُ فيها كبارُ كتاب العربيَّة ( شعراً وسرداً ونقداً أدبيَّاً ) سواء من " السعوديَّة " و"مختلف الدول العربيَّة" ,, وكذا مجلة " إبداع " المصرية الشهيرة في عقد نهاية الثمانينياتْ من القرن الماضيْ.
٣/ تجربةٌ تعتبرُها نقطةُ تحولٍ كبيرةٍ في مسارِك وأحلامِك وقراراتِك _ تجربةٌ أيقظت بداخلك بركانٌ من الإبداع ؟.
أعتقدُ أنَّها قرار العودة إلى " إرتريا " فور تخرجيْ من الجامعة ,, حيثُ أنَّ " إرتريا " في تلك الفترة كانتْ تستعد لفترة " الإستفتاءِ التأريخيْ " على " استقلالها " والذي قام فيه "الشَّعبُ الإرتريْ" وبعد أنّْ حرَّرَتْ " الجبهةُ الشعبيَّةُ لتحريرِ إرتريا / التنظيمُ الحاكم الآنْ " كامل ترابه الوطن بالنضالِ المسلَّح ,, ولكنْ ولإضفاء الطابع القانوني قامتْ بإشراك العالم وبشكلٍ حضاريْ في الإشراف على " إرادة الشعب الإرتريْ ",, حيثُ حضر "الأمين العام للأمم المتحدَّة " وقتها " بطرسْ غاليْ " ,, وصادفْ أنّْ قمتُ بإجراءِ حوارٍ إعلاميٍ معه حول المناسبة ,, وقد انتصر" الشعبُ الإرتري " بنسبة تفوقُ 99% بنعم للاستقلالْ وطوى صفحة استعمارٍ امتدتْ لعقود وبعد حربٍ دامية على مدى 30 عاماً ,, وكنتُ أعملُ مذيعاً وصحفيَّاً في بداياتِ عمليْ في وزارة الإعلام الإرتريَّة ,, وباعتقاديْ تلك نقطة التحوُّل الهامَّة في حياتيْ ,, حينَ امتزج "الحرفُ "بال" معايشة اللصيقة" ,, وبعدها انخرطتُ ضمن " قوات الدفاع الإرتريَّة " في فترة الحرب الإرتريَّة الإثيوبية " في العام 1998م بمشاركتيْ في القتال على الجبهاتِ وبذات " جبهة مَرَبْ – سيتيتْ " التيْ توجدُ بها " بادمِيْ " نقطة اندلاع النزاع ,, والتيْ حكمتْ " محكمة العدل الدوليَّة" بملكيتها لـ " إرتريا " لاحقاً ,, وأنتجتُ فيْ تلك الحقبة قصائد عدّة من بينها ( رقصة الطيور ) وهي تحملُ اسمَ الديوان الصادر عن " الهيئة المصرية العامة للكتابْ " في العام 2003 م ,, وقصائد أخرى مثل " نشيد المعركة " و" مِنْ أغانيْ الجنود " وروايتيْ الثانية " الأشرعة " في العام 1999 التيْ كتب عنها نقاد وروائيون عرب كبار مثل " المصريْ – يوسف القعيد " في " الحياة اللندنية " و" الكويتيْ " طالبْ الرفاعيْ " وغيرهمْ .
وأعماليْ في مجملها " الثلاثْ مجموعاتٍ شعريَّة " و" القصائدُ الغنائيَّة " و" الروايات الخمسْ " هيْ نتاجُ معايشتيْ لتفاصيل الحياة الإرترية عن كثب والتيْ كنتُ جزءاً من مسيرتها وتفاعلاتها طوال الـ29 سنة الماضية ,, ومنذ نشوء الدولة الإرترية.
٤/ الوطن، الأهل، الأصدقاء، المرأة، الكفاح ، الأمل، التضحيات، الحرب، القوة، العشق، الوفاء، الغدر، الإعلام، الشعر…
أيهم كان الأكثر انتصاراً بداخلك وانعكس على رواياتك ؟
أعتقد جملة كلَّ هذه المفردات هيْ الوجدان الذيْ أحيا به ومعه ,, سواء في " قصائديْ " و" رواياتيْ " ,, وأعتقدُ أنَّ " الأدبْ " و" الكتابة " و" الإبداع " بمجمله هو ماذكرتِ ,, وهو " حياتكَ كلَّها " بصدقٍ فنيْ ومعايشة حقيقيَّة تحدَّثَ عنها نقادُ العربيَّة والعالم بدءاً مِنْ " عبدالقاهر الجرجانيْ " وإلى " نجيبْ محفوظ " في عصرنا هذا .
٥/ علاقاتُك بالآخرين في حياتِك العامة وضمن مواقع التواصل الإجتماعي.. كيف تجدها
وأيُّهما كانت خصماً على الأخرى ؟
هيَ ليستْ خصماً على بعضها البعض بلْ هيْ " الشريانُ " الذيْ منحنيْ ويمنحنيْ ديموة " الكلمة " و" الموقفْ " و" نبض الحياة " الإبداعيَّة ومسيرتيْ الإنسانيَّة ,, وقد أضافتْ " مواقع التواصل الإجتماعيْ " ومازالتْ تضيفُ ليَ الكثيرْ ,, ومنها أستمدُّ معرفتيْ وعنفوان المسيرة .
٦/ ما أجملُ المُزن القِرائِية التي كان لها دورٌ رائع في سُقيا حدائق إبداعك وتشكيل رُؤية فلسفِية تميزت بِديمُومَتِها لديك ؟
عديدة هيَ تلكَ " المُزن " التيْ وسمتْ حياتيْ بالهطولِ الجميل ولكن ربما أبرزها في الشِّعر بدءاً من " الأعشى " صناجة العرب ومروراً بـ " إمريءِ القيسْ " و " عمرو ابن كلثومْ " ,, وصولاً إلى " المتنبيْ " و" جرير " و" بشارة الخوريْ " و" جبرانْ " و" إيليا أبوماضيْ " و" خليلْ حاويْ " و" بدر شاكر السيَّابْ " و" نازكْ الملائكة " و" أملْ دنقلْ " و" محمود درويشْ " ,, وفي " الرواية " شتاينبكْ " و" وليمْ فوكنر " وقبلهما " فيكتور هيجو " و" غابريلْ غارسيا ماركيزْ " و" جورجيْ أمادوْ " و" نجيبْ محفوظ " و" يوسفْ القعيد " والقافلة تطولْ .
هذي السفــائنُ ,, لا نوءٌ ولا سفرُ هل أمكنَ الإمكانُ وانداحتْ هُنا الجُزُرُ؟ّ!
رُدُّوا العواصفَ عن أشلاء غيبتنا صـــيدُ الشــــــواردَ ,, لابدوٌ ,, ولاحضرُ
صمتُ الكواكبِ لاخــلٌّ فنرصـــــدهُ هــــــذي النوارسُ والاحــــداقُ تنتظــــرُ
مُدِّي اليدينَ فهذا الكــون مُـــــتكأٌ والعـــــابرون على قــــــوسٍ ,,, وماعبروا. !!!!
٧/ في هذه التُحفةُ الأدبيةُ الرقيقةُ التي خطّتها أنامِلُك.. كيف يغرقُ شاعرٌ تحليقاً في سماواتِ المَشاعر ؟
لاأدريْ ولكنْ اتركُ لكِ وللأخرين والأخريات الحديثُ عنها وغيرها مِنْ محاولاتيْ الشعريَّة والروائيَّة ( ضاحكاً ) ,, فليسَ مِنْ " مهمة " مقدَّم أيَّ عملٍ إبداعيٍ الحديثُ عنه ؟؟! .وربما " يُخجلنيْ " ذلكْ .
٨/ يُقال : ليس للحُبِ ترجُمان، فهل كانَ له حظٌ من ترجَمتِك قلماً و قلباً في واقعِ الحال ؟
وفي أيٍّ من مجموعاتِك الشِعريةِ هذه نجِدُه وافراً يحكِي عنك ! في…
حِين لم يعُد الغريب _ تفاصيلُ امرأةٍ قادمةٌ مِن السُودان _ مِن أغانِي الجُنُود _ رقصةُ الطُيُور ؟
ربما كانَ " الحبُّ " بكلِّ " فوراته " و" جنونه " و" ألمه " و" طعمه العذب " و" خيباته " هو " محور كلَّ ماكتبتُ ,, وإنّْ كانَ الحبُّ لامرأة أو وطن أو للإنسانيَّة وللكون يمتزجُ كلّ ذلك ليصبَّ في معينِ الخالقِ الأعظم ,, الذيْ هو " الإناءُ الجامع " لوجودنا والغاية مِنْ حياتنا على الأرضْ ,, فالــ " حبُّ " أسمى غاية في الكونْ .
٩/ الأدبُ والإعلام _حين يجتمِعان في قلبِ امرِئٍ يُضِيئانِ في صدرِه وسطرِه _ فما أجملُ وأقوّى عملٍ لك جَمع بينهُما وقدّمتَه بِسعادة ؟
ربما العديدُ مِنْ أعماليْ الإعلامية سواء في " التلفزيونْ " أو " الإذاعة " أو الصحافة المكتوبة كانتْ تحملُ " همَّاً " أو " فرحاً " أحببتُ أنّْ أشاركه النَّاسْ معيْ ,, لذا " الأدبُ " و" الإعلام " في قلبيْ " وريدانِ " أستنشقُ منهما الحياة والتفاؤلْ .
١٠/ الشِعر والرِواية _ هل بِإمكانِ أحدُهما أنْ يتَحوّل إلى الآخْر ويُجسِّده ؟
أي أن نُحوِل الشِعر لِروايةٍ أو الروايةُ لِشِعر!.
أعتقد أنَّ الشِّعرَ والرِّواية وجهان يمايزُ بينهما " طبيعة " كلَّ " جنسٍ " عن الآخر ,, ولكنهما يتقاطعان في بعض زواياهما ,, سواء في التعامل مع اللغة بكلِّ بهائها ونصاعتها وفي تمدَّد الشخوص أكثر في " الرِّواية " ,, ولكنْ يطلُّ " الشِّعر " هو الأبُ بحكم أنَّ الرِّواية " هيْ " فنٌ " نتجَ بعد " الثورة الصناعيَّة " في " أوروبا " ,, لذا فالـ" الشِّعرَ " هو " طفولة البشريَّة " ,, لذا من الممكن جداً أنّْ يتبادلا الأدوارْ .
١١/ مَرجُ البَحرَين ( الواقِعُ والخيال) _ يلتَقِيان في بحرِ الأدِيب.. ففِي أيّ شاطئٍ منهُما يرسُو حرفُك بِإتقان ؟
وهل التَقيَا وامتَزجا أكثر في روايةِ نوراي أم الأشرِعة أم أحزانُ المطر أم الريحُ الحمراء أم الهْش ؟
وبماذا تميّزت روايةُ _ الهْش _ لِتحظىٰ بهذا الصّدىٰ الطيّب؟
لاأدريْ تحديداً !! ولكنيْ أتركُ" الرأيْ " لمَنْ قرأ هذه الأعمال ,, ولكنْ حقيقة كلَّ " رواية " مِنْ " رواياتيْ الخمسْ " وجدتُ صدىً كبيراً فور صدورها على اختلاف " الزمنْ " مثلَ أول رواية لي وهيَ بعنوان " نورايْ " والتيْ صدرتْ عام 1997 م ثمَّ أعادتْ طبعها مراراً " الهيئة المصريَّة العامة للكتابْ " منذ العام 2003 م ,, وقد أثارتْ جدلاً على مدى اكثر مِنْ عامين حينها في صحف عدَّة داخل " إرتريا " وخارجها ,, ومن بعدها " الأشرعة " ووصولاً إلى " الهشّْ " ,, وربما " الهشّْ " بسبب صدورها في العام 2015 م مع انتشار " الفيسْ بوكْ " و" التويترْ " بما أدَّى ذلك إلى " تناولها مِنْ قِبل قطاع كبير وتنوُّع الكتابات حولها وعنها ,, وفي غالبِ أعماليْ وبالذات " الروائيَّة " أتناول الموضوعة " السياسيَّة " و" الإجتماعيَّة " بشكلٍ لامواربة فيه ,, وربما " معايشتيْ وخوضيْ لصراعاتٍ " بعض الأحيان " تتجه إلى محاولاتِ " تصفياتٍ " تعرضتُ لها مراراً جعلتنيْ أكثر قرباً مِنْ " مجهر الأحداثِ " في بلاديْ ,, وللقاريءِ معاييره وحكمه على تعدُّدِ مشاربه وتوجهاته ,,
وفي النهاية يظلُّ الوطنُ هو معيار تعامليْ مع الكتابة ,, حتى في مقالاتيْ السياسيَّة والحوارات التيْ أجريتْ معي وهي عديدة بلغاتٍ عدَّة محليَّة و عربية داخل الوطن و خارجه و آخرها في الـBBC و" صوت أمريكا – V O A '.
١٢/ الأدبُ العَربِيُ والغربِي _ كيْف نستطِيعُ المُوازنةُ بينهُما لتنجُو خُطَانا مِن التَعثُّر بين نُتُوءاتِ الإختِلاف؟ ولأيّهما يمِيل أحمد عمر شيخ ؟
أميلُ للمواءمة لو صحَّ القولْ ,, ولكنْ الإنطلاقُ من " الأصالة " يجعلُ هنالكَ أرضيَّة صلبة للتوجُّه نحو " التجريبِ " و" الحداثة " .
١٣/ هل تَمكَّن التُراثُ العربيُ من التَغلْغُل في أعماقِ الأدبِ الإرتري بِشكلٍ أو بِآخَر؟
وهل من بين تُحفِك الأدبيّة ما يَحمِلُ بعضاً مِن ذاك التُراث؟
نعم، وربما كتبتُ ذلك بشكلٍ اكثر عمقاً في قصائد عديدة منها قصيدة " أبوتمَّامْ والموبايلْ " باستحضار " صوت أبوتمام الشعريْ " وكسره لـ " عمود الشعر العربيْ" ,, وقصيدته الشهيرة " السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ " ,, وكذا قصيدة " معلقة الأحباشّْ " والتيْ تستلهمُ " المعلقات العشر " ,, وفيها محاولة لدمج " أوزان المعلقات العشر " مع محاولة " عصرنة " لها و" تطعيمها ببعضِ جوانبٍ من " التراث " الإرتري ,, وهيَ موجودة بصوتيْ على " اليوتيوب " وقد وجدتْ " صدىً كبيراً " على مواقع " التواصل الإجتماعيْ " ,, وهناك محاولات أخر .
١٤/ الشِعرُ يُولدُ علىٰ الفِطرة وأبَواهُ ( الفِكرةُ والحِسُّ) يُشكّلانِه كيفما يَشاءآن ، فكيف تشكَّلتِ الساحةُ الشِعرِيّةُ العربِيّةُ الإفريقيّةُ بِرأيِك ؟
السَّاحة الشعريَّة العربية قديمة قِدم " الشِّعر العربيْ " ,, أما " السَّاحة الشعريَّة العربيَّة الإفريقيَّة " فهيَ في " مخاضٍ متواصل " منذُ " مدرسة الغابة والصَّحراء " في " السُّودانْ " ومحاولات " محمد عبدالمحيّ " و" محمد عثمان كجرايْ " و" صلاح أحمد إبراهيم " و" محمد المكِّيْ إبراهيم " ,, وكلُّ محاولات تثبيت " الهوية الإفريقانيَّة " لدى " محمد عفيفيْ مَطَر " في " مصر " و" الفيتوريْ " في " ليبيا " ,, وهيَ " المشروع الذيْ أجتهدُ بالعمل عليه في " قصائديْ " و" رواياتيْ " طوال ثلاثة عقود ,, وهو حقنُ هذه الأعمال الإبداعيَّة بالخصوصيَّة الإرتريَّة وثقافاتها وبالتاليْ " إفريقيا " كـ "جغرافيا " و" ثقافاتها الضاربة الجذور في الأبد السحيقْ والسَّعيْ لتمثلها " إبداعياً " .
١٥/ إرترِيا والسُودان _ هل يُمكِنُنا القولُ أنهُما وجْهانِ لعُملةٍ واحِدة ؟
و أيّ لوحةٍ تِلك التي ربطتْ بينهُما في قلبِك وعقلِك حين كتبتَ :
مواويلنا إرتريَّه
تحايانا من السُّودانْ
وأنفاس الحلمْ اوطانْ
نعيشْ ليها
نعيشْ بيها
نعيشْ فيها
مِنْ ( باظعْ) ليْ ( نقْفَه)
و( بورتسودانْ)
ليْ (الخرطومْ)
عروسنا اليومْ
سمار رايقْ
قلبْ خافقْ
أهيْ العنوانْ
( أسمرا) العنوانْ
…
مواسم عشقْ
معاني صدقْ
قوافي لونْ
زهور وغصونْ
تظللنا
نقولْ نحنَ
(برْكَة / القاشّْ )
(قضارفْ – كسلا)
نسيمْ ودعاشْ
عناق اخوانْ.
؟.
" إرتريا " بلديْ – الأمّْ ,, وأحبُّ " السُّودانَ " و" إنسانه " بشغفٍ كبير ,, وأحسُّ أننا نتشابه ,, وكتبتُ في هذا مراراً ,, ولديَ لقاءاتٍ وعلاقاتٍ حميمة لوجوهٍ عديدة مرَّتْ بنا هنا ومررتُ بها في " الخرطومْ " ونحنُ على تواصلٍ مع بعضهم ومنهم ,, الكبير / ورديْ رحمه الله سابقاً والكاتب السياسي الفذ / فتحيْ الضو والدتور / تيسير محمد احمد والفنان التشكيلي المبدع / حسان أحمد ,, وقد عقدتُ " امسية شعريَّة " في " متحف أحمد شوقيْ " بالـ" قاهرة " مع كلٍّ مِنْ محمد عفيفي إسماعيل وآخرين ,, وقد كتبَ حول اعماليْ / الشاعر الجميل / الصادق الرضيْ ويحي فضل الله وغيرهم كثر ,, وهناك الأستاذ الفاضل الجميل الذيْ هو وزير الثقافة والإعلام الآن / فيصل محمد صالح ,, وقافلة الوجوه الحبيبة تطولْ في " السُّودان " الرائعْ والشامخ دوماً .
١٦/ ماهو تَقيِّيمُك لِلساحةِ الغِنائِيّة في كلٍ مِن إرترِيا والسُودان ؟ وهل ثَمّة تَطوُّرٍ ملحُوظ فيها ؟
أعتقدُ أنَّ " السُّودان " قطع شأواً كبيراً في الموسيقى والغناء وهناكْ قمم في الغناء السُّودانيْ عبر مختلف الأجيال ,, و" إرتريا " تجتهدُ في موسيقاها وغنائها عبر مجموعاتها العرقيَّة التسع ولازال الدربُ طويلاً .
١٧/ شدْا بقصائِدك بعضٌ من الفنانِين السُودانِيين،
حدِّثْنا عن هذه التجرُبة ؟
وهل نحنُ موعُودُون بأعمالٍ جدِيدةٍ لك تُغنّى في مُقبِل الأيام ؟
البداية كانت بفنانِ إفريقيا والسُّودان الأولْ المرحوم – محمد عثمان ورديْ الذيْ قابلته عند مجيئه أواخر العام 1996م في منزل الصديق / فكريْ محمد الحسنْ بميدانْ " فياتْ " بـ " أسمرا" ,, حيث " كتبتُ له كلماتٍ عن " إرتريا " أراد إهداءها للشعب الإرتري وهيَ بعنوان " ملامحٌ إرتريَّة " ,, وقام بتلحينها وقتها وأدَّاها في بداياتِ العام 1997م في " استاد " العاصمة الإرتريَّة " أسمرا ونقلها التلفزيون الإرتري على الهواء مباشرة وموجودة الآن في موقع " ورديْ – الأغنيات الوطنيَّة " والعديد من المواقع الإرتريّّة والسودانيَّة ,, مماشجعنيْ بعدها أنّْ أواصل كتابة النصوص الغنائيَّة ,, حيثُ كنتُ اكتبُ قبلها قصائد ليس المقصود منها أنّْ " يؤديها " صوتٌ غنائيْ ,, وهذا دفعنيْ أنّْ تتواصل الرِّحلة مع فنانيين " إرتريين " وفي عيد استقلال إرتريا الرسميْ 2015م غنَّى مِنْ كلماتيْ الفنان السودانيْ القدير – الهاديْ ودَّ الجبلْ برفقة الفنان الإرتري القدير وسكرتير إتحاد الموسيقيين الإرتريين / محمد عثمان بعنوان " إرتريْ – سودانيْ " ولحنها الملحن السُّودانيْ القدير / محمد حامد جوارْ ,, ومازال الجهدُ مستمراً إنّْ أسعف الجهدُ والوقتْ فيْ أنّْ يمتدَّ التعاون اكثر مع أصواتٍ " سودانيَّة " و" إرتريَّة " مستقبلاً .
١٨/ ثَمّة إشاراتٍ تحمِلُ بِداخِلِها أكوانٌ و حكايَا سفِرٍ أنِيقةٍ في بعضِ نصُوصِك نرنُو لأن نعرِف كُنهِها..
مِثل قولك :
مِنْ جدَّة حتى كسلا
خيطٌ مِنْ حزنٍ ولجوءٍ واللقيا
أتصفح دفتر قافيتي والأيامْ
انسى كي انسى
هل انسى ؟!
الرِّحلة أقسى
يانساي
مِنْ موتي وعبيركِ ياأنتِ
هل عدتِ ؟!
والأروقة الآن
زقاقٌ وهسيسُ الأقدامْ
أتسلقُ حائطنا المجدورْ
الجامعُ والكاتدرالْ
عراكُ سكارى لايهدأ
مَنْ قال بانكِ راحلةٌ ؟!
مَنْ قالْ ؟!
ينبعثُ دبيبُ غناءكِ في شرفةِ مائدتيْ
جنوني
حين يجنُّ جنوني
يرمقني الظلُّ
طابقكِ السفليُّ يطلُّ
الجسدُ خريرٌ متماديْ
الشفقُ الممتدُّ زناديْ
عشقٌ أول امْ ثاني ؟!
التوبْ إرتري سوداني ؟!
هيَ مِنْ أوائل تجربتيْ العاطفيًّة والشعرية في إرتريا ,, وبعد عامٍ من قدوميْ إلى " أرضِ الوطنْ " وهي قصيدة " تفاصيل إمرأة قادمة من السُّودانْ/ إيقاعٌ هاديءٌ للعشقِ والجنونْ " ,, هيَ قصَّة " حبُّ " و" شجن " عميقة … وأتركُ لكِ " نُهى " تكملة باقيْ " التصورات " حول الحكاية .. ( يبتسمْ ) .
١٩/ الإعلامُ في القارةِ الإفرِيقيّة كَكُل.. هل تَراهُ أدَّىٰ دورَهُ بشكلٍ كاملٍ في الرَبطِ بين شُعوبها ؟
الإعلامُ في " إفريقيا" يحتاج إلى نهضة حقيقيَّة " مثله مثل القطاعات الأخرى في هذه القارة التيْ لَمْ تفقْ بعدُ مِنْ " سباتها " التأريخيْ وانهكتها الصراعات الدمويَّة .. ولكنْ ربما البدايات تبدو مبشرة أحيانا ,, فمِنْ بين الظلام ينبعثُ نورُ الأملْ .
٢٠/ نصائِحٌ تُقدّمُها للمُثقّف العربي والإفريقي بشكلٍ عام ؟
أنّْ يكونَ " نبضَ " شعبه ,, ويحيا معه ولايمارسُ عليه " الفوقيَّة " وهو يحيا في " صقيع أوروبا " وحانات " أمريكا " أو " أستراليا " أو في " صالونات " الفنادق الفارهة في " الدوحة " ,, وأنّْ " يجوع " و" يناضل " معه و" يحيا أيامه بحلوها ومرَّها بين ظهرانيه وبما تتوجبه " المواقف" و" التضحيات " و" العطاء" ,, وهذا هو " الإنسانُ الحقيقيْ " الذيْ يكتبُ " الأدبَ الحقيقيْ " ,, ليَضحيْ " صوت شعبه " ,, فلايوجدُ " أدبٌ " بالمراسلة أو بالـ" ريموتْ كونترولْ " ,, وهذا هو " الصدق الفنِّيْ " والذيْ لا" مصداقيَّة " لـ" كلمةٍ " أو " موقفٍ " بدونه.
٢١/ هل ثمَّة سؤالٍ كُنتَ تتمنّىٰ لو طرحتُهُ عليك ؟
السؤالُ الذيْ كانَ يجبُ عليكِ طرحه يا " نُهى " ؟؟! سأجيبُ عليه دون أنّْ تسأليه ؟! وهو
رأييْ أنَّ " أسئلتكِ " تترقرقُ " شاعريةً " و" حسَّاً " و" عمّْقاً " ,, مما جعلنيْ " أحتارُ " أحياناً !! هلْ تبلغُ إجاباتيْ " روعتها " ,, سلمتِ دوماً .
٢٢/ شُكراً جزيلاً جميلاً لك أستاذ _أحمد عُمر شيخ _ سعدتُ كثيراً بحواري معك و برأيك الغالي..
وخِتاماً _ باقةُ ودٍ و وردٍ لِمن تُقدمها ؟؟
إلى كلِّ " إنسانٍ " أو " إنسانة " يتحرَّى / تتحرَّى " الصدق " و" الشفافيَّة " ويحاولُ/ تحاولُ أنّْ " يهديْ/ تُهديْ " أزهار الحبّ لمن حوله/ حولها وأينما يولِّيْ / تولِّيْ وجهه / وجهها وخطاه / خطاها,, وإلى " أصحابِ النفوس الكبيرة والمواقف النبيلة في حياة البشر ,, وإلى مَنْ يقفُ أمام " الظلم " متحرِّياً " الفعلَ والقولْ ,, ودمتنَّ – دمتمْ بخيرٍ ومحبَّة .
منقول
حوار الثقافة مع الشاعر الاريتري احمد عمر الشيخ | نوافذ دوت نت
نوافذ دوت نت حوار الثقافة مع الشاعر الاريتري احمد عمر الشيخ |
nawafiz.net