بات يبدو واضحاً أنّ هناك عالَماً دعائياً "مزيّفاً"، وهناك عالَم آخر "حقيقي". وأنّنا نتصوّر خطأً أنّ العالم "المزيّف" هو العالم الذي يجب أن نتوحّد معه.
لذا علينا أن نتمهّل قليلاً وننسحب إلى داخلنا، إلى العُزلة، عُزلة المفكّر طبعاً وليس عزلة الزاهد أو الناسك، لكي ننسى كل الأحكام والمعارف المسبقة والتسميات المفاهيمية مثل: الجنس والعِرق والجنسية والانتماء الديني أو القومي، إلى آخره، وأن نقف في وسط حقل السكينة للكينونة البسيطة العارية والمجرّدة من أي مفاهيم أو عقائد أو أفكار مسبقة.
ستجد أنه من الأسهل لك الإقلاع عن التدخين وعدم العودة إليه أبداً طالما تعتقد أنّ السجائر ضارّة بصحّتك ومميتة (شريرة). أمّا إذا كانت لديك نظرة إيجابية عن السجائر بأي شكل من الأشكال، فمن المحتمل أنّك ستصبح مدخّناً مرّةً أخرى.
لذا من المهمّ التمرّد على كل شيء، والتغلّب على كل شيء وتجاوزه، التّعب من كل شيء، وإعادة النظر في كل شيء والتشكيك فيه، والاستعداد للتواجد في الهاوية المظلمة والوحيدة التي هي مكان رفض كل شيء.
عند هذه النقطة، هناك أقصى درجات العُزلة التي تنسّك فيها الرهبان في الكهوف منذ آلاف السنين. لا حاجة للموافقة. وليست هناك حاجة للتحدّث مع أحد.
الآن يمكن للحقيقة، الحقيقة الخالية من أي مفاهيم، والمنعتقة من العالم المفاهيمي الدعائي، أن تعبّر عن نفسها بوضوح كما هي، ووحدة الواقع هنا كما هو الحال دائماً.
هذه الخطوات والعمليات موجودة ضمن معظم المسارات الروحية. لكنّ نيتشه كان يقوم بإعادة النظر وإعادة التقييم، والتأكيد، كما كان يفعل إيمرسون. إنه ببساطة جزء من الفلسفة المستمرّة، التي تربط كل أنواع الحقائق والحكمة المتعالية من جميع أنحاء العالم. إنّ معرفة جميع هذه الحقائق يعتبر هدفنا الأساسي كذوات تتوق للمعرفة، وهذا ما عبّر عنه رامانا ماهاراشي عندما قال: ((المعرفة كينونة)).
إذن الخطوات صحيحة:
١] الرفض/السؤال/ التشكيك/والتخلّي عن كل شيء. (الخطوة الأولى لأي بطل في أي أسطورة/ قصة، كما غادر نيو بطل الماتريكس عالمه، أو كما ارتحل يسوع في الصحراء.
٢] كُنْ "أنت" كل ما يتبقّى عندما يتمّ التخلّي عن كل شيء.
٣] لتلاحظ أنّ ما تبقّى منك "أنت" هو كينونتك المجردة كما هي بكامل برائتها وصفائها. وأنّ العالّم المفاهيمي الدعائي هو كلّ ما تخلّيتَ عنه حقاً. ذلك كل مايمكنك التخلّي عنه، طالما أنّ كلّ ما هو في الكون الفعلي هو كينونتك الأشبه بالطفل الصغير المتسائل عن كل شيء.
إبراهيم قيس جركس ٢٠٢٠
لذا علينا أن نتمهّل قليلاً وننسحب إلى داخلنا، إلى العُزلة، عُزلة المفكّر طبعاً وليس عزلة الزاهد أو الناسك، لكي ننسى كل الأحكام والمعارف المسبقة والتسميات المفاهيمية مثل: الجنس والعِرق والجنسية والانتماء الديني أو القومي، إلى آخره، وأن نقف في وسط حقل السكينة للكينونة البسيطة العارية والمجرّدة من أي مفاهيم أو عقائد أو أفكار مسبقة.
ستجد أنه من الأسهل لك الإقلاع عن التدخين وعدم العودة إليه أبداً طالما تعتقد أنّ السجائر ضارّة بصحّتك ومميتة (شريرة). أمّا إذا كانت لديك نظرة إيجابية عن السجائر بأي شكل من الأشكال، فمن المحتمل أنّك ستصبح مدخّناً مرّةً أخرى.
لذا من المهمّ التمرّد على كل شيء، والتغلّب على كل شيء وتجاوزه، التّعب من كل شيء، وإعادة النظر في كل شيء والتشكيك فيه، والاستعداد للتواجد في الهاوية المظلمة والوحيدة التي هي مكان رفض كل شيء.
عند هذه النقطة، هناك أقصى درجات العُزلة التي تنسّك فيها الرهبان في الكهوف منذ آلاف السنين. لا حاجة للموافقة. وليست هناك حاجة للتحدّث مع أحد.
الآن يمكن للحقيقة، الحقيقة الخالية من أي مفاهيم، والمنعتقة من العالم المفاهيمي الدعائي، أن تعبّر عن نفسها بوضوح كما هي، ووحدة الواقع هنا كما هو الحال دائماً.
هذه الخطوات والعمليات موجودة ضمن معظم المسارات الروحية. لكنّ نيتشه كان يقوم بإعادة النظر وإعادة التقييم، والتأكيد، كما كان يفعل إيمرسون. إنه ببساطة جزء من الفلسفة المستمرّة، التي تربط كل أنواع الحقائق والحكمة المتعالية من جميع أنحاء العالم. إنّ معرفة جميع هذه الحقائق يعتبر هدفنا الأساسي كذوات تتوق للمعرفة، وهذا ما عبّر عنه رامانا ماهاراشي عندما قال: ((المعرفة كينونة)).
إذن الخطوات صحيحة:
١] الرفض/السؤال/ التشكيك/والتخلّي عن كل شيء. (الخطوة الأولى لأي بطل في أي أسطورة/ قصة، كما غادر نيو بطل الماتريكس عالمه، أو كما ارتحل يسوع في الصحراء.
٢] كُنْ "أنت" كل ما يتبقّى عندما يتمّ التخلّي عن كل شيء.
٣] لتلاحظ أنّ ما تبقّى منك "أنت" هو كينونتك المجردة كما هي بكامل برائتها وصفائها. وأنّ العالّم المفاهيمي الدعائي هو كلّ ما تخلّيتَ عنه حقاً. ذلك كل مايمكنك التخلّي عنه، طالما أنّ كلّ ما هو في الكون الفعلي هو كينونتك الأشبه بالطفل الصغير المتسائل عن كل شيء.
إبراهيم قيس جركس ٢٠٢٠