سليمان سبيل - مارياما..

مارياما وأنت تجلسين
في دغل أفريقيا وقت الغروب
صوتك الطروب وأنت تنشدين
يصدح مع موسيقى الطبول
تغنين وأنت تجدفين على طول النهر
وأنت تعملين وتمشين
في الأرض المباركة
ترقص معك أشجار الباوباب والنخيل
في موسم الشتاء تزرعين
مارياما كم كنت في سلام !
في موسم الجفاف
تنتظرين الأعياد كي تمرحين
في الليل تذهبين لجدتك
وهي تجلس القرفصاء
لتحكي لك و تحفظين شيئاً من التاريخ القديم
مارياما كم كنت في سلام في كل المواسم !
تنشئين على الفن
و العزف على الكمان و الجيتار
بعيداً عن نعرات الحروب
مارياما
وأنت تشعلين قنديل زيت
لتسهرين فوق سطح المنزل المبني من القرميد
وددت لو أكون نصفك الثاني
اه لو تعلمين
كم انا شقي وتعيس الحظ
مارياما أفريقيا السعيدة أصبحت سوداء
موشحة بالسواد والدماء
وأصبح الإفريقي يطلق عليه البربري الوحشي
وهل هناك أكثر منه إنسانية !
موسيقاه تحولت إلي صياح وهو يساق بالاغلال
ويضرب بالسياط ألتي لم ينشأ عليها
مارياما أحن لطقسك لو تعلمين
مارياما ذات الجلوس للحكاوي نصتف في شكل مروحة ولكن الأن
من أسطح المنازل إلى أسواق الاسترقاق
نباع ونشترى
لا لنسمع الحكاوي المبهجة
وأفريقيا السعيدة أصبحت مقبرة
تدفن الأجساد
وتقتل الأحلام
مارياما أطفالك الصغار الأن مشردين و جوعى
فهل عدت لتجمعي شملهم وتشبعي جوعهم
بالحكاوي المدهشة وتنشدي الحب والسلام ويرددوا الحب والسلام
مارياما لم تعد أفريقيا تريد المصافحة
ودائما تقول أرحل أرحل
ما عدت صالحه للحياة
أرحل أرحل
ولكن نحن نحبها ولا نستطيع
نسيان الأزمنة القديمة الدافئة
موسيقي الجاز
السهرات الجنائزية
نبيذ التمر
مارياما متى نهرب ؟
ونسكن في هذا الظلام اللانهائي
أخبريني متي ينبلج الصباح ؟
مارياما
متى نتخلص من تلك الضباع التي تسرق الماشية ؟
ونتوقف عن إلقاء أنفسنا في الماء ؟
ونسير في درب التحرر
على خطى أسلافنا الأولين ؟
ونرقص على نغم الكمان ؟
وتتوقف طيور السنونو عن الترحال
لأنها سمعت مارياما أخرى تنشد
فأحست بالأمان !

/سليمان سبيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى