«منة موال» هو المؤلف الثالث للكاتبة فتحيّة الهاشمي الصادر في تونس سنة 2007 بعد كتابي «الأقحوان المصلوب على الشفاه» (2002) و«حافية الروح» (2005).
الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس وتونس عامر الحلواني قدّم هذا الأثر تحت عنوان:
«مقاربة سميائية تأويلية لحلم مدهش من خلال رواية »منة موال« لفتحية الهاشمي«
الذي استهله بمدخل إلى الإشكالية والمنهج جاء فيه:
»إن المقاربة السميائية التأويلية التي نجريها على الحلم المدهش في رواية »منة موال« لفتحية الهاشمي تطرح إشكالا مهما مداره على وجوه التعامل النقدي مع النص الروائي التونسي الحديث المعاصر. فهذه الرواية التي تتألف من 254 صفحة والموسومة ب »منة موال« للروائية التونسية فتحيّة الهاشمي تثير جملة من العوائق التي تعقد عمليّة التوصل بينها وبين المتلقي إذ كيف يتسنى لقارئ هذه الرواية أن يقيم وشائج قربي بينه وبينها وهي تحاصره دوما بحلم مدهش يتداخل فيه الواقعي »Le Reel« والفانتاستيكي »Le Fantastique« والعجيب »Le Merveilleux« فكلما اقترب من أفضية الواقع المعيش يستلهم منه قضايا المجتمع ومشكلات أهله ويرصد انفعالاتهم وإزمهم، تتدخل حكاية »منة« مع »موال« لتعتم الحدث وتخرج به على المنطق وعلى علاقات السرد التقليديّة، ولتنفتح على عوالم غامضة تكشف عن مأساة عابثة تلد المفارقة بين الواقعي ونعتقد أن النص الإبداعي المتميز هو ذاك النص المربك بتعدد إحتمالاته وتنوع إمكاناته وكثرة متاهاته. ثم يضيف إن رواية »منة موال« لا تخرج في رأينا على هذا الاختيار القلق في الكتابة وهو اختيار موافق لقلق التحولات الإجتماعية والذهنيّة المتحكمة في سيرورة المجتمعات الإنسانيّة والمعبرة عن إزم مجتمعية ووجوديّة في آن معا.
ويتخذ تأويل الحلم المدهش من جهة التلقي وجهين:
❊ وجها أول تتحكم فيه المخيلة الشعبية من داخل الرواية نفسها، ويمثله سكان المدينة.
❊ ووجها ثانيا مداره على تأويل استلهمنا بعض ملامحه من التأويلية السينمائيّة ل »أمبرتو إيكو« »Umberte Eco«، والتأويلية المعرفية، والتأويلية العرفانية المنفتحة على أحوال العارف الصوفية.
وهذا يعني أن القراءة السميائية التأويلية للحلم المدهش في رواية »منة موال« يتنازعها قطبان: قطب أول هو التأويل الشعبي وقطب ثان هو التأويل السميائي العرفاني الذي فتح مغالق هذا الحلم على »الفانتاستيكس« والعجيب بحيث أصبح الحلم شكلا من أشكال إنشاء الكون »وكتابة العالم« وفهم الفهم.
وتمثل شخصية »منة« قطبا جاذبا ونواة مشعة في هذا الحلم المدهش الذي حمّلنا عناء المعنى وأعباء التأويل. فهي شابة يافعة قادرة على المواجهة متحررة من القيود، متيقظة ثائرة كالبركان، تعيش في مجتمع تحكمه علاقات اجتماعية نفعية وحالات ذهنيّة »مختلفة« وقيم شعبية متدهورة، فكيف تأول أهل المدينة شخصية »منة« وحلمها.
مصدق الشريف
نشر في الشعب يوم 08 - 05 - 2010
الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس وتونس عامر الحلواني قدّم هذا الأثر تحت عنوان:
«مقاربة سميائية تأويلية لحلم مدهش من خلال رواية »منة موال« لفتحية الهاشمي«
الذي استهله بمدخل إلى الإشكالية والمنهج جاء فيه:
»إن المقاربة السميائية التأويلية التي نجريها على الحلم المدهش في رواية »منة موال« لفتحية الهاشمي تطرح إشكالا مهما مداره على وجوه التعامل النقدي مع النص الروائي التونسي الحديث المعاصر. فهذه الرواية التي تتألف من 254 صفحة والموسومة ب »منة موال« للروائية التونسية فتحيّة الهاشمي تثير جملة من العوائق التي تعقد عمليّة التوصل بينها وبين المتلقي إذ كيف يتسنى لقارئ هذه الرواية أن يقيم وشائج قربي بينه وبينها وهي تحاصره دوما بحلم مدهش يتداخل فيه الواقعي »Le Reel« والفانتاستيكي »Le Fantastique« والعجيب »Le Merveilleux« فكلما اقترب من أفضية الواقع المعيش يستلهم منه قضايا المجتمع ومشكلات أهله ويرصد انفعالاتهم وإزمهم، تتدخل حكاية »منة« مع »موال« لتعتم الحدث وتخرج به على المنطق وعلى علاقات السرد التقليديّة، ولتنفتح على عوالم غامضة تكشف عن مأساة عابثة تلد المفارقة بين الواقعي ونعتقد أن النص الإبداعي المتميز هو ذاك النص المربك بتعدد إحتمالاته وتنوع إمكاناته وكثرة متاهاته. ثم يضيف إن رواية »منة موال« لا تخرج في رأينا على هذا الاختيار القلق في الكتابة وهو اختيار موافق لقلق التحولات الإجتماعية والذهنيّة المتحكمة في سيرورة المجتمعات الإنسانيّة والمعبرة عن إزم مجتمعية ووجوديّة في آن معا.
ويتخذ تأويل الحلم المدهش من جهة التلقي وجهين:
❊ وجها أول تتحكم فيه المخيلة الشعبية من داخل الرواية نفسها، ويمثله سكان المدينة.
❊ ووجها ثانيا مداره على تأويل استلهمنا بعض ملامحه من التأويلية السينمائيّة ل »أمبرتو إيكو« »Umberte Eco«، والتأويلية المعرفية، والتأويلية العرفانية المنفتحة على أحوال العارف الصوفية.
وهذا يعني أن القراءة السميائية التأويلية للحلم المدهش في رواية »منة موال« يتنازعها قطبان: قطب أول هو التأويل الشعبي وقطب ثان هو التأويل السميائي العرفاني الذي فتح مغالق هذا الحلم على »الفانتاستيكس« والعجيب بحيث أصبح الحلم شكلا من أشكال إنشاء الكون »وكتابة العالم« وفهم الفهم.
وتمثل شخصية »منة« قطبا جاذبا ونواة مشعة في هذا الحلم المدهش الذي حمّلنا عناء المعنى وأعباء التأويل. فهي شابة يافعة قادرة على المواجهة متحررة من القيود، متيقظة ثائرة كالبركان، تعيش في مجتمع تحكمه علاقات اجتماعية نفعية وحالات ذهنيّة »مختلفة« وقيم شعبية متدهورة، فكيف تأول أهل المدينة شخصية »منة« وحلمها.
مصدق الشريف
نشر في الشعب يوم 08 - 05 - 2010