يوسف الشرفا - تحريض القارئ على التجريب والكتابة،مشروع هيثم حسين عن حكاية

في العاشر من أكتوبر من العام 2015، نشر موقع الرواية (الرواية نت) مقالاً بعنوان (لا ولاء إلا للحقيقة). الموقع، الذي أسسه ويديره الروائيّ والناقد السوريّ هيثم حسين المقيم حالياً في لندن، يمكن أن يوصف بأنه من المواقع المحددة الهدف والواضحة التوجه، فهو يهتم حصراً بالفن الروائي، بما يقدمه من آراء وقراءات وحوارات ومتابعات إخبارية بما يختص هذا الفن الأدبي. أما المقالة فهي للروائية هيفاء البيطار، تمثل شهادة تُفصح فيها عن حكاية روايتها الأولى (يوميات مطلقة) الصادرة في العام 2004. هذه الشهادة كانت بداية نشر سلسلة من الشهادات دأب الموقع على نشرها ضمن باب خصصه لهذا الموضوع تحت عنوان (حكاية الرواية الأولى)، والتي يبدو أن الإعداد لهذه السلسة قد بدأ مبكراً قبل نشر هذه الشهادة الأولى.

(حكاية الرواية الأولى) كتاباً

في العام 2017 صدرت الطبعة الأولى من كتاب (حكاية الرواية الأولى) عن دار قنديل للطباعة والنشر والتوزيع، بغلاف ورقي في (186) صفحة. ضم الكتاب ثلاثين شهادة نشرها موقع الرواية لثلاثين روائية وروائياً من (16) دولة عربية، تصدرته مقدمة للأستاذ هيثم حسين توضح أهمية الكتاب، ويحمله من مضامين، ومما جاء فيها:

“في (حكاية الرواية الأولى) روائيّون وروائيّات حقّقوا نجاحات في عالم الإبداع الروائيّ، وآخرون سائرون على درب الإبداع باحثين عن دروبهم في هذا العالم المفعم بالمفاجآت المدهشة، بالموازاة مع الصدمات والهزائم الصغيرة الرابضة على مفترقات النجاح والإبداع. (حكاية الرواية الأولى) إطلالة على عالم الروائيّين الحميميّ، نافذة يحكي فيها الروائيّون حكايات رواياتهم الأولى، ما صاحبها من مغامرة، شغف، متعة، مشقّة، تحدٍّ، صراع، إرادة، مكابدة، ومصابرة. وكيف أنّها شكّلت عتبة دخولهم إلى عالم الرواية الساحر، ليؤثّثوا معمارهم الروائيّ، ويبلوروا هويّاتهم السرديّة الحكائيّة في هذا العالم الثريّ.”



(حكاية الرواية الأولى) المشروع المستمر

لم يشكل اصدار الكتاب نهاية لهذا المشروع، فقد استمر الموقع في نشر المزيد من الشهادات لعدد من الروائيات والروائيين العرب، بلغ عددها (68) شهادةً حتى شهر نوفمبر 2019. في الوقت الذي يجري فيه العمل على إصدار كتاب ثاني، هناك جزء خاص يعنى بالروائيّين والروائيات من أنحاء العالم كافة، وبالتعاون مع دور نشر عالمية وعربية.



مشروع (حكاية الرواية الأولى) وملف (روايتي الأولى)

حين بدأنا، في سماورد، العمل على ملف (روايتي الأولى)، لم ألتفت لوجود مشروع (حكاية الرواية الأولى)؛ المتفرد وغير المسبوق؛ إلا بعد ووصول عدد من شهادات الكتاب الذين تواصلنا معهم؛ وذلك يعد قصوراً في الإعداد أتحمل تبعاته شخصياً كوني المسؤول عن إعداد الملف.

بالرغم من أن ملف (روايتي الأولى) قد ركز على محاور اختلفت مضامينها، لحدٍ ما، عن تلك المدونة في شهادات موقع الرواية؛ وأقصد بها تجربة ما بعد انجاز مخطوطة العمل (قبل وأثناء وبعد النشر)؛ ويمكن ملاحظة اختلاف زوايا الكتابة في شهادات الروائيين المساهمين في الملف (إسماعيل يبرير، عماد البليك، ودعد ديب) عن شهاداتهم التي سبق نشرها في موقع الرواية ضمن هذا المشروع.

أقول، رغم ذلك، فإننا نجد أنه من اللازم علينا ليس فقط الإشارة إلى ما قدمه الأستاذ هيثم حسين وموقع الرواية من (حيازة قصب السبق) منذ العام 2015، والاستمرار في تقديمه، بل والإشادة أيضاً بالجهد المبذول في هذا المشروع، ودعوة قراء سماورد للولوج إلى الشهادات المدونة هناك؛ لأنها تُحيل القارئ إلى عوالم غير مكشوفة من خلال أبوابٍ غير مطروقة، ولعل من ضمنها ما ذكره الأستاذ هيثم حين قال أنها “تحفّز على الابتكار والإبداع، وتحرّض لدى القرّاء الرغبة والقدرة على التجريب وخوض مغامرة الكتابة.”


تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

أعلى