تعد خاصية الانزياح في الشعر خاصة من أشهر الظواهر التي ارتكزت عليها الأسلوبية، ولن أتوقف كثيرا مع تعريفات الأسلوبيين، فليس هذا هو المقام الأمثل، والذي قصدوه بالانزياح يتمثل في خروج الأديب عن المألوف من تراكيب وأساليب اللغة، وبالطبع تنزاح الدلالة، ومن هنا يتولد الفن وتنتج المتعة، فعمدة الأمر أن ينشأ عنه جمال فني، وكأنه انزياح مقنن، لايبلغ حد الجنون، وفي ذات الوقت يولد الدهشة، وهذا لايعني بحال من الأحوال أن هذا المصطلح قد غفل عنه البلاغيون العرب، فقد ورد عندهم بأسماء أخرى، وربما أساليب مختلفة، فنجده عند عبد القاهر تحت مسمى العدول، وتنوعت مسمياته، ومركب الأديب إليه المجاز والاستعارة وكافة فنون البلاغة، ولا يكون الشاعر شاعرا دونه.
غير أنني قد لاحظت أن الانزياح لدى الأديب المنتج يقابله انزياح لدى المتلقي المبدع الذي يأخذ النص كل وجهة دلالية ممكنة، ولن يتأتى له ذلك إلا بأدوات خاصة، غير أنك تلاحظ نوعا من الانزياح النصي يشمل النص منذ بدايته، قد لايركب مطية البلاغة فهذا شأن الشعر، وذاك شأن القصة، فإن لها مطية أخرى، تكمن في الرمزية، والحبكة السردية، و... غيرها.
وهذا الانزياح هو ما يتميز به قصص الفارس د. سيد شعبان، فهو انزياح نصي منذ البدأ، وهذا نجده في بعض نماذج شعر المتنبي خاصة مدائحه، وقد نجده عند أبي العلاء المعري، والخنساء، وابن الرومي، وقد تلحظه في بعض قصائد الرثاء التي تحولت للتصوف.
والذي يجب أن تنتبه له هو عدم وجود مقياس ثابت، أو ميزان لغوي تقيس به مقدار الانزياح، ومن ثم تحكم على قوة الشاعر أو الأديب وتعطي حكما صادقا على شاعريته، وربما يكون هذا السبب الذي دفع شيخ العربية دكتورنا العالم / سعد مصلوح، Saad Maslouh في قياس ظاهرة الاستعارة، عند البارودي، وشوقي، والشابي؛ في منهجه الإحصائي الرائع.
فأنت تستطيع مقارنة قياس الظاهرة، لدى شاعرين أو أكثر، لكنك لا تمتلك مدى نهائي أو مقياس ثابت.
وضع نصب عينيك أن ثقافة المتلقي، وقدرته على التفسير الدلالي لها قدرها في هذا الانزياح.
نعود لنص ( مولانا أبو البركات)
يتمثل الانزياح النصي في نقل قصة هذا الرجل من حقل الدروشة إلى حقل المتسلط السارق لأقوات العباد، والمتحكم في مصائرهم، ارتكز الدكتور سيد على مفاتيح الضعف التي تمثلت في الجهل والشعوذة والخرافات، وربما التمسح بالدين، تلك المفاتيح التي استخدمها، واستغلها أبو البركات للتسلل إلى الكفر ثم السيطرة عليه.
هى نفسها مفاتيح كل طاغية يبيع الوهم لشعبه، ويستغل خوفه، وجهله؛ ليمتلك قوته ومصيره،
وتعالوا معي نرصد الانزياح الرمز ي... العنوان، ثم وصف الشخصية : هذا الوصف سلك رمزية عالية وكأنه عندما يقول أن أحد عينيه بها عمش يشير إلى المسيح الدجال في قوته وجبروته، وهو يضفي عمقا في التاريخ والدين لكنه في نفس الوقت يشير إلى كل جبار، (لاندري من أى بلد جاء)، فهو دخيل غريب، يعينه شيطان، ثم ينتقل القاص، ويصنع الأسطورة حول شخصيته، ويعطيه كتاب، وكأنه يشير إلى القانون، ويقدم صورة لمصر لكنك تعجب من استخدام لفظ المحروسة، وكأنه يرسل رسالة طمأنة بأن مصر محروسة وباقية.
أوراق كتابه صفراء، ولما لا فهى صحف وقرارات صفراء، تكشف البلل الذي أصابه، ورغم أنه استخدم حيله في هتك أعراض القرية، واستولد أبناء يشبهونه، وكان المتوقع قتله إلا أنهم سلموه مفاتيح خزائنهم، واتبعوا نصائح الشيطان.
ورغم أنه ظهر على أصله كحية تسعى، فقد خافوه، فاستذلهم، حتى أنهم باعوا دينهم
ووعدوه أن يركبهم كالحمير، ثم وقفوا يدعون له.
ولعلك تلحظ أن الدكتور سيد قدم عشرات القراءات الدلالية التي كسرت المألوف، ولم يركب هنا مطية الاستعارة أو المجاز، بل مستخدمًا تكنيكات القصص والسرد الجمالي، وهذا لون تفرد به، وتميز عن غيره فيه، ولقد أثبت شكلا جديدا من الانزياح الذي لم يتطرق إليه كثير من الأسلوبيين.
بقلم / مدحت عبد الجواد
****
نص القصة/ الفارس د.سيد شعبان
.........................
مولانا أبو البركات!
تسامع الناس بكراماته؛ يسكن جوار النيل عند شجرة النبق العتيقة جوار المقام المبارك، يفترش حصيرا ويلتحف السماء تعلوه قطعة من صوف الغنم، بجواره وعاء الماء، تسرح الشياة والأبقار ومن ثم تأتيه واحدة منها صباح مساء، يتعمم بخرقة خضراء، لاندري من أي بلد جاء، لحيته البيضاء وانحناءة ظهره جعلا منه كائنا من وراء التاريخ، يبيت ليالي الشتاء لايصيبه بلل وفي لهيب بؤونة الحجر تظلله شجرة النبق وقد سكنتها بومة عجوز، تنقل إليه أخبار الكفر وما يدب في لياليه المعتمة. يتمتم بأوراد غريبة؛ يمسح على صدور الناهدات بدلائل الخيرات، عينه اليسرى بها عمش، هل تراه حاو من الغجر؟
كثير منهم سكن المحروسة منذ قديم الزمن، تاجروا في المستكة والحبهان والقرفة وأعواد البخور، تعرفهم بثيابهم الحمراء المزركشة؛ بعضهم لاعب القرود وآخرون صبغوا الحمير؛ يختنون الفتيان ونساؤهم تميل على الصبايا برماد الكانون؛ يضربن الودع ويوشوشن الحجر.
حاول ناس كفرنا معرفة سره فعجزوا، يوم العيد تأتيه أرغفة محشوة باللحم فيطعم الجراء والقطط ، تعلوه مسحة من رضا يدعيه، غير أن شيئا غريبا لم يستطع واحد أن يكتشف لغزه: ماذا في الكتاب العتيق الذي يطالعه منتصف الشهر حين يكتمل بدر التمام؟
يرسم خطوطا ومنحنيات على الرمل؛ يمسك بقطعة من الحجر ويخط بها علامات، تخرج من جوف النهر سمكة كبيرة فتنظر تلك الأشكال وتمضى إلى الماء مرة ثانية؛ اتفق الناس أن هذا الرجل لديه كرامات وأحوال؛ لم يفكروا لحظة أنه قد يكون ساحرا، اكتفوا بأن يرقبوه منتصف كل شهر، يتساقط المطر هذا الشتاء فيصاب أبو البركات بالبلل تتناثر أشياؤه وتتبعثر أوراق كتابه، في كل ناحية ورقة صفراء، هل آن له أن يكشف لغزه؟
لقد اقترب زمن الذي دخل السرداب، هل تراه هو؟
كثير من الصغار أبناؤه، في تلك الأوراق غرائب؛ سرى ماؤه في عتمة ليل العجزة؛ يختزن حلوى شعر البنات وثياب قرمزية تصلح لحفلات تنكرية؛ في غفلة من الفحول التي صارت أعضاؤها شلاء يكون مولانا أبو البركات صاحب الدهن!
فوجوه الصغار غريبة لاتشبه من يدعونهم آباءهم؛ تدعي العجائز أن البطن قلابة!
وقع الكفر في محنة؛ أيقتلونه؟
كيف ولديه سمكة ذهبية وحبات مرجان تبرق في عيون وقحة؟
أم يهبونه أجمل فتاة، ترى هل يرضى وقد ترك أثره في كل بيت؟
غير أن الشيطان وقد تمثل لهم في هيئة رجل حكيم يركب حمارا: نصحهم بأن يسكنوه البيت الكبير، يقرون بحكمته وقرابته، يحرقون عصيهم وحرابهم بين يديه، تجمعوا عند شجرة النبق العتيقة؛ لم يجدوا غير حية تسعى استداروا فإذا بسور كبير حال بينهم وبين بيوتهم؛ يقهقه مولانا أبو البركات من فوق مأذنة الجامع الكبير؛ يزيح الهلال النحاسي؛ أصدر أمره أن يبيعوه!
ياله من رجل مبارك!
هكذا ترنموا في ليالي السمر جوار شجرة النبق العتيقة التي تغطي المقام المبارك.
أمام الباب الخشبي تجمعوا يبكون قسوتهم؛ يعترفون بذنبهم؛ ليتهم ما تركوه يبيت تحت شجرة النبق، وعدوه أن يمتلك بئر السمن وكل مياه النهر، ذوات الخد وصاحبات الخصر ملك يديه، سيقطعون ألسنتهم؛ يدعون ذيولهم تكبر وتكبر حتى تكون ظهورهم أكثر طواعية له، الحكيم الذي جاء على حمار نصحهم بأن يعطوه مفاتيح خزائن العسل والقمح؛ لن يأتي السوس حبة منها، تراقصوا فرحين، رفعوا أصواتهم في استكانة وتذلل ليرض عنا مولانا أبو البركات!
غير أنني قد لاحظت أن الانزياح لدى الأديب المنتج يقابله انزياح لدى المتلقي المبدع الذي يأخذ النص كل وجهة دلالية ممكنة، ولن يتأتى له ذلك إلا بأدوات خاصة، غير أنك تلاحظ نوعا من الانزياح النصي يشمل النص منذ بدايته، قد لايركب مطية البلاغة فهذا شأن الشعر، وذاك شأن القصة، فإن لها مطية أخرى، تكمن في الرمزية، والحبكة السردية، و... غيرها.
وهذا الانزياح هو ما يتميز به قصص الفارس د. سيد شعبان، فهو انزياح نصي منذ البدأ، وهذا نجده في بعض نماذج شعر المتنبي خاصة مدائحه، وقد نجده عند أبي العلاء المعري، والخنساء، وابن الرومي، وقد تلحظه في بعض قصائد الرثاء التي تحولت للتصوف.
والذي يجب أن تنتبه له هو عدم وجود مقياس ثابت، أو ميزان لغوي تقيس به مقدار الانزياح، ومن ثم تحكم على قوة الشاعر أو الأديب وتعطي حكما صادقا على شاعريته، وربما يكون هذا السبب الذي دفع شيخ العربية دكتورنا العالم / سعد مصلوح، Saad Maslouh في قياس ظاهرة الاستعارة، عند البارودي، وشوقي، والشابي؛ في منهجه الإحصائي الرائع.
فأنت تستطيع مقارنة قياس الظاهرة، لدى شاعرين أو أكثر، لكنك لا تمتلك مدى نهائي أو مقياس ثابت.
وضع نصب عينيك أن ثقافة المتلقي، وقدرته على التفسير الدلالي لها قدرها في هذا الانزياح.
نعود لنص ( مولانا أبو البركات)
يتمثل الانزياح النصي في نقل قصة هذا الرجل من حقل الدروشة إلى حقل المتسلط السارق لأقوات العباد، والمتحكم في مصائرهم، ارتكز الدكتور سيد على مفاتيح الضعف التي تمثلت في الجهل والشعوذة والخرافات، وربما التمسح بالدين، تلك المفاتيح التي استخدمها، واستغلها أبو البركات للتسلل إلى الكفر ثم السيطرة عليه.
هى نفسها مفاتيح كل طاغية يبيع الوهم لشعبه، ويستغل خوفه، وجهله؛ ليمتلك قوته ومصيره،
وتعالوا معي نرصد الانزياح الرمز ي... العنوان، ثم وصف الشخصية : هذا الوصف سلك رمزية عالية وكأنه عندما يقول أن أحد عينيه بها عمش يشير إلى المسيح الدجال في قوته وجبروته، وهو يضفي عمقا في التاريخ والدين لكنه في نفس الوقت يشير إلى كل جبار، (لاندري من أى بلد جاء)، فهو دخيل غريب، يعينه شيطان، ثم ينتقل القاص، ويصنع الأسطورة حول شخصيته، ويعطيه كتاب، وكأنه يشير إلى القانون، ويقدم صورة لمصر لكنك تعجب من استخدام لفظ المحروسة، وكأنه يرسل رسالة طمأنة بأن مصر محروسة وباقية.
أوراق كتابه صفراء، ولما لا فهى صحف وقرارات صفراء، تكشف البلل الذي أصابه، ورغم أنه استخدم حيله في هتك أعراض القرية، واستولد أبناء يشبهونه، وكان المتوقع قتله إلا أنهم سلموه مفاتيح خزائنهم، واتبعوا نصائح الشيطان.
ورغم أنه ظهر على أصله كحية تسعى، فقد خافوه، فاستذلهم، حتى أنهم باعوا دينهم
ووعدوه أن يركبهم كالحمير، ثم وقفوا يدعون له.
ولعلك تلحظ أن الدكتور سيد قدم عشرات القراءات الدلالية التي كسرت المألوف، ولم يركب هنا مطية الاستعارة أو المجاز، بل مستخدمًا تكنيكات القصص والسرد الجمالي، وهذا لون تفرد به، وتميز عن غيره فيه، ولقد أثبت شكلا جديدا من الانزياح الذي لم يتطرق إليه كثير من الأسلوبيين.
بقلم / مدحت عبد الجواد
****
نص القصة/ الفارس د.سيد شعبان
.........................
مولانا أبو البركات!
تسامع الناس بكراماته؛ يسكن جوار النيل عند شجرة النبق العتيقة جوار المقام المبارك، يفترش حصيرا ويلتحف السماء تعلوه قطعة من صوف الغنم، بجواره وعاء الماء، تسرح الشياة والأبقار ومن ثم تأتيه واحدة منها صباح مساء، يتعمم بخرقة خضراء، لاندري من أي بلد جاء، لحيته البيضاء وانحناءة ظهره جعلا منه كائنا من وراء التاريخ، يبيت ليالي الشتاء لايصيبه بلل وفي لهيب بؤونة الحجر تظلله شجرة النبق وقد سكنتها بومة عجوز، تنقل إليه أخبار الكفر وما يدب في لياليه المعتمة. يتمتم بأوراد غريبة؛ يمسح على صدور الناهدات بدلائل الخيرات، عينه اليسرى بها عمش، هل تراه حاو من الغجر؟
كثير منهم سكن المحروسة منذ قديم الزمن، تاجروا في المستكة والحبهان والقرفة وأعواد البخور، تعرفهم بثيابهم الحمراء المزركشة؛ بعضهم لاعب القرود وآخرون صبغوا الحمير؛ يختنون الفتيان ونساؤهم تميل على الصبايا برماد الكانون؛ يضربن الودع ويوشوشن الحجر.
حاول ناس كفرنا معرفة سره فعجزوا، يوم العيد تأتيه أرغفة محشوة باللحم فيطعم الجراء والقطط ، تعلوه مسحة من رضا يدعيه، غير أن شيئا غريبا لم يستطع واحد أن يكتشف لغزه: ماذا في الكتاب العتيق الذي يطالعه منتصف الشهر حين يكتمل بدر التمام؟
يرسم خطوطا ومنحنيات على الرمل؛ يمسك بقطعة من الحجر ويخط بها علامات، تخرج من جوف النهر سمكة كبيرة فتنظر تلك الأشكال وتمضى إلى الماء مرة ثانية؛ اتفق الناس أن هذا الرجل لديه كرامات وأحوال؛ لم يفكروا لحظة أنه قد يكون ساحرا، اكتفوا بأن يرقبوه منتصف كل شهر، يتساقط المطر هذا الشتاء فيصاب أبو البركات بالبلل تتناثر أشياؤه وتتبعثر أوراق كتابه، في كل ناحية ورقة صفراء، هل آن له أن يكشف لغزه؟
لقد اقترب زمن الذي دخل السرداب، هل تراه هو؟
كثير من الصغار أبناؤه، في تلك الأوراق غرائب؛ سرى ماؤه في عتمة ليل العجزة؛ يختزن حلوى شعر البنات وثياب قرمزية تصلح لحفلات تنكرية؛ في غفلة من الفحول التي صارت أعضاؤها شلاء يكون مولانا أبو البركات صاحب الدهن!
فوجوه الصغار غريبة لاتشبه من يدعونهم آباءهم؛ تدعي العجائز أن البطن قلابة!
وقع الكفر في محنة؛ أيقتلونه؟
كيف ولديه سمكة ذهبية وحبات مرجان تبرق في عيون وقحة؟
أم يهبونه أجمل فتاة، ترى هل يرضى وقد ترك أثره في كل بيت؟
غير أن الشيطان وقد تمثل لهم في هيئة رجل حكيم يركب حمارا: نصحهم بأن يسكنوه البيت الكبير، يقرون بحكمته وقرابته، يحرقون عصيهم وحرابهم بين يديه، تجمعوا عند شجرة النبق العتيقة؛ لم يجدوا غير حية تسعى استداروا فإذا بسور كبير حال بينهم وبين بيوتهم؛ يقهقه مولانا أبو البركات من فوق مأذنة الجامع الكبير؛ يزيح الهلال النحاسي؛ أصدر أمره أن يبيعوه!
ياله من رجل مبارك!
هكذا ترنموا في ليالي السمر جوار شجرة النبق العتيقة التي تغطي المقام المبارك.
أمام الباب الخشبي تجمعوا يبكون قسوتهم؛ يعترفون بذنبهم؛ ليتهم ما تركوه يبيت تحت شجرة النبق، وعدوه أن يمتلك بئر السمن وكل مياه النهر، ذوات الخد وصاحبات الخصر ملك يديه، سيقطعون ألسنتهم؛ يدعون ذيولهم تكبر وتكبر حتى تكون ظهورهم أكثر طواعية له، الحكيم الذي جاء على حمار نصحهم بأن يعطوه مفاتيح خزائن العسل والقمح؛ لن يأتي السوس حبة منها، تراقصوا فرحين، رفعوا أصواتهم في استكانة وتذلل ليرض عنا مولانا أبو البركات!