هل صحيح أن الشابة الفرنسية ألينا زارت المغرب صحبة زوجها وطفليها الصغيرين . ثم في قرية سيدي إفني على البحر التقت بالولد المغربي الصياد محمد الذي خرج لها من البحر فجأة مثل فينوس فأحبته . ثم لاحظت فيما بعد أن ما تحسه تجاه محمد له سحر الحب، لكنه مجرد من القوة العمياء للرغبة، وهي ترى أن هذه هي الصداقات التي تعرف كيف لا تبالغ في الحميمية، وأن تحترم الحد الأدنى للمسافة من أجل الاحتماء من الابتذال والتشويش، والحفاظ على الغموض والإعجاب في نفس الوقت، مثلما الحفاظ على نوعية التفاهم المضمر، الدقيق والعميق جدا، أكثر من أي تفسير.
لا تبتعد رواية محمد يحبني للفرنسية ألينا رييس عن أجواء الرواية الفرنسية الحديثة التي تعتمد فن التخييل الذاتي في تقديم حكاياتها الإنسانية والروح المحبة والمتسائلة والمتناقضة وفي رصد المشاعر العميقة في الحكايات الصغيرة الهامشية المؤثرة حين تتحول الى رواية رفيعة الأدب .حكاية الرواية تبدأ من حيث انتهت رحلة البطلة وأسرتها الصغيرة الى المغرب في رحلة سياحية , إذ كتبت عن الشاب محمد المغربي الصياد الذي التقوه مصادفة في قرية سيدي إفني, كتبت عن الرحلة وعن محمد وعن صديقه إسماعيل وعن سيدي إفني بحب وجمال وبساطة , محمد الذي ظل صديقا لهم ومرشدا سياحيا بسيطا في نفس الوقت, ومن خلال أحداث الرواية التي تدور في هذه القرية المغربية الصغيرة النائمة على الشاطئ , تنكشف لنا طبيعة الحياة في القرى السياحية الساحلية المغربية , وتنكشف لنا كيف يمكن أن يكون ضمير المتكلم أنا مؤثرا ومبدعا, ويجعل من القارئ مشاركا في حكايات الرواية حيث الزمان والمكان هما جوهر النص.
القصة داخل القصة أو الحكاية داخل الحكاية هي اللعبة السردية عند ألينا رييس , في هذا العمل الروائي القصير, والمبدع في ترك أثر لا يمحى في القارئ , فطريقة الكتابة التي تركز على الزمن وتفاصيل المكان وتفاصيل أدق المشاعر الإنسانية , تجعل القارئ جزء مهما من هذا العمل الأدبي الذي يشبه مشاهد سينمائية مبدعة ومؤثرة , وقد لاحظت بطلة النص برؤية أدبية رفيعة للمشاعر الإنسانية أن ما تحسه تجاه محمد له سحر الحب , لكنه مجرد من القوة العمياء للرغبة , وهي ترى أن هذه هي الصداقات التي تعرف كيف لا تبالغ في الحميمية , وأن تحترم الحد الأدنى للمسافة من أجل الاحتماء من الابتذال والتشويش , والحفاظ على الغموض والإعجاب في نفس الوقت مثلما الحفاظ على نوعية التفاهم المضمر الدقيق والعميق جدا أكثر من أي تفسير.
من رواية محمد يحبني ..
( بعد أقل من شهر على عودتنا الى فرنسا، اعتدت على أن حسب الزمن بالقمر في الروزنامة، وبعد أن بدأت في الكتابة عن محمد، رأيت هذا الأخير في الحلم، كان في هيئة أميرة رائعة، تلك الشخصية الخرافية، وجدت أن حلمي يقول لي إنني أرى في محمد أناي المثالية، وكل المحاسن التي أريدها ان تكون في : نبل الروح ورشاقة الجسم والغموض والجمال والسعادة ) .
( حدث أن ضحكنا بشكل متواصل ذات ليلة، بعد أن قضينا ما بعد الظهيرة في البحث عن ايجار، وعندما مررنا أمام القصر الملكي ب إفني، قلت له لقد جاءتني فكرة، سأكتب للملك لأطلب منه أن يكتري لنا إقامته الثانية الجميلة، هذا أضحك محمد كثيرا , إن فرحته هي سعادة حقيقية تستحق أن ترى وتسمع , تنتابني الرغبة في تقبيله كلما ضحك بتلك الطريقة , لكننا نكتفي بالمصافحة , بعد وضع اليد على القلب , كما يفعل الرجال والنساء هنا , وبدون شك , ليس صعبا خرق هذه القاعدة , لكنني لم أفعل) .
( ربما تقدمنا في السن قليلا، خصوصا أنا، لاحظت أن محمد يضحك أكثر مع أصدقائه، ربما لأننا لا نتحدث العربية، وهو يتكلم الفرنسية بصعوبة، لكن أحيانا كنا نقضي وقتا ممتعا، في المرة الأولى التي قدمت له كأس شاي بالنعناع هيأته بنفسي، ضحك كثيرا، لقد أعجبه أنني أعرف عمل الشاي ).
صدرت رواية ألينا رييس عن دار أزمنة بعنوان محمد يحبني، ترجمة محمود عبد الغني والكاتبة تعتبر من أهم الروائيات الفرنسيات الآن الى جانب آني إرنو وكاترين مي.
لا تبتعد رواية محمد يحبني للفرنسية ألينا رييس عن أجواء الرواية الفرنسية الحديثة التي تعتمد فن التخييل الذاتي في تقديم حكاياتها الإنسانية والروح المحبة والمتسائلة والمتناقضة وفي رصد المشاعر العميقة في الحكايات الصغيرة الهامشية المؤثرة حين تتحول الى رواية رفيعة الأدب .حكاية الرواية تبدأ من حيث انتهت رحلة البطلة وأسرتها الصغيرة الى المغرب في رحلة سياحية , إذ كتبت عن الشاب محمد المغربي الصياد الذي التقوه مصادفة في قرية سيدي إفني, كتبت عن الرحلة وعن محمد وعن صديقه إسماعيل وعن سيدي إفني بحب وجمال وبساطة , محمد الذي ظل صديقا لهم ومرشدا سياحيا بسيطا في نفس الوقت, ومن خلال أحداث الرواية التي تدور في هذه القرية المغربية الصغيرة النائمة على الشاطئ , تنكشف لنا طبيعة الحياة في القرى السياحية الساحلية المغربية , وتنكشف لنا كيف يمكن أن يكون ضمير المتكلم أنا مؤثرا ومبدعا, ويجعل من القارئ مشاركا في حكايات الرواية حيث الزمان والمكان هما جوهر النص.
القصة داخل القصة أو الحكاية داخل الحكاية هي اللعبة السردية عند ألينا رييس , في هذا العمل الروائي القصير, والمبدع في ترك أثر لا يمحى في القارئ , فطريقة الكتابة التي تركز على الزمن وتفاصيل المكان وتفاصيل أدق المشاعر الإنسانية , تجعل القارئ جزء مهما من هذا العمل الأدبي الذي يشبه مشاهد سينمائية مبدعة ومؤثرة , وقد لاحظت بطلة النص برؤية أدبية رفيعة للمشاعر الإنسانية أن ما تحسه تجاه محمد له سحر الحب , لكنه مجرد من القوة العمياء للرغبة , وهي ترى أن هذه هي الصداقات التي تعرف كيف لا تبالغ في الحميمية , وأن تحترم الحد الأدنى للمسافة من أجل الاحتماء من الابتذال والتشويش , والحفاظ على الغموض والإعجاب في نفس الوقت مثلما الحفاظ على نوعية التفاهم المضمر الدقيق والعميق جدا أكثر من أي تفسير.
من رواية محمد يحبني ..
( بعد أقل من شهر على عودتنا الى فرنسا، اعتدت على أن حسب الزمن بالقمر في الروزنامة، وبعد أن بدأت في الكتابة عن محمد، رأيت هذا الأخير في الحلم، كان في هيئة أميرة رائعة، تلك الشخصية الخرافية، وجدت أن حلمي يقول لي إنني أرى في محمد أناي المثالية، وكل المحاسن التي أريدها ان تكون في : نبل الروح ورشاقة الجسم والغموض والجمال والسعادة ) .
( حدث أن ضحكنا بشكل متواصل ذات ليلة، بعد أن قضينا ما بعد الظهيرة في البحث عن ايجار، وعندما مررنا أمام القصر الملكي ب إفني، قلت له لقد جاءتني فكرة، سأكتب للملك لأطلب منه أن يكتري لنا إقامته الثانية الجميلة، هذا أضحك محمد كثيرا , إن فرحته هي سعادة حقيقية تستحق أن ترى وتسمع , تنتابني الرغبة في تقبيله كلما ضحك بتلك الطريقة , لكننا نكتفي بالمصافحة , بعد وضع اليد على القلب , كما يفعل الرجال والنساء هنا , وبدون شك , ليس صعبا خرق هذه القاعدة , لكنني لم أفعل) .
( ربما تقدمنا في السن قليلا، خصوصا أنا، لاحظت أن محمد يضحك أكثر مع أصدقائه، ربما لأننا لا نتحدث العربية، وهو يتكلم الفرنسية بصعوبة، لكن أحيانا كنا نقضي وقتا ممتعا، في المرة الأولى التي قدمت له كأس شاي بالنعناع هيأته بنفسي، ضحك كثيرا، لقد أعجبه أنني أعرف عمل الشاي ).
صدرت رواية ألينا رييس عن دار أزمنة بعنوان محمد يحبني، ترجمة محمود عبد الغني والكاتبة تعتبر من أهم الروائيات الفرنسيات الآن الى جانب آني إرنو وكاترين مي.