إدوارد غاليانو - المــــوت.. ت: أسامة إسبر

تولّى الجنرال سانتا آنا رئاسة المكسيك إحدى عشرة مرة. اشترى ولاء جنرالاته من خلال بيع قطع من البلاد وفرض الجزية على الكلاب والأحصنة والنوافذ، لكنه كان يهرب دائماً من القصر متنكراً في زي متسوّل. ورغم أنه اختص في خسارة الحروب، نصبت له تماثيل كثيرة من البرونز وهو منتصب يعدو على الفرس مشهراً سيفه، وأصدر مرسوماً حوَّل عيد ميلاده إلى عطلة وطنية.

حين عاد من المنفى كان جميع أصدقائه وأعدائه قد ماتوا. دافناً جسده في كرسي عميق ذي ذراعين وواضعاً ديكاً بين ذراعيه، كان سانتا آنا يداعب أوسمة قديمة أو يحك ساقه الفلّينية. كان أعمى، لكنه اعتقد أنه شاهد عربة ملأى بالأمراء والرؤساء تصف أمام باب منزله. كان أصمَّ،
لكنه اعتقد أنه سمع حشوداً متضرعة تتوسل من أجل مقابلة أو رحمة أو وظيفة.
كان سانتا آنا يصرخ: انتظر! اخرس! - بينما كان أحد خدمه يبدل بنطاله المبلّل.
فيما بعد، أخذوه من منزله في شارع فيرجارا، المرهون والفارغ دائماً، إلى المقبرة. سارت الديكة أمام التابوت متحدية البشر وباحثة عن معركة.
*«ذاكرة النار » ترجمة أسامة إسبر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى