غازي عبد السلام - كراسي ســــــــادت ثم انهارت

كم من حضارات كبري سادت أجيالا تلو أجيال، ثم نخرها السوس وتفكك سلطانها وتبعثرت قصورها ونهبت معابدها وصارت تعرف في كتب التاريخ باسم : الحضارات البائدة ( الفراعنة – الإغريق – الرومان – العرب في الأندلس.. إلخ.. ).

أما في حالة كراسي الحكم فأنه يقال عنها بعد زوالها : ( كراسي سادت ثم انهارت).
بعضها ينهار علي أيدي أفراد من العائلة المالكة ذاتها، وبعضها يتهاوى في جنح الظلام تحت وقع ركلات أقدام الجنود وصغار الضباط ، والبعض من هذه الكراسي يتم تصنيعها علي عجل من قبل الدول الكبرى ، والتي بدورها تتحكم في طول عمر وسيادة ذاك الكرسي أو القضاء عليه متي شاءت، كي تستبدله بكرسي آخر أكثر ولاءًا وطاعة، ووفق مزاجها السياسي وبما يتوافق مع منافعها الاقتصادية والإقليمية.
وثمة كراسي ( في دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ) ، هذه الكراسي لها حظوظ خاصة ومواد دستورية يعاد تعديلها وفق المستجدات الطارئة ، تيسر لأبناء الزعماء وراثة كرسي الرئاسة ولأبناء الملوك والأمراء التربع مدي الحياة علي أرائك العرش.
بواب العمارة هو الآخر، يُهيمن علي كرسي متوارث أبا عن جد منذ عهد شق قناة السويس حتي أيامنا التالية ، صاحب هذا الكرسي في أي عمارة سواء كانت في مصر أو في غيرها ، له سيطرة وسطوة علي جميع السكان بما في ذلك الزوار لهذه العمارة أو تلك .
في هذا العدد وفي زاوية: كراسي سادت ثم انهارت، وقع اختيارنا علي كرسي طغي وتجبر في بلاد الفرس ، كرسي : محمد رضا شاه بهلوي.
غازي عبد السلام
مدير تحرير مجلة : كراسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى