كثيرة هي المنظومات الفكرية التي تربط بين الاقتصاد والاجتماع، وبعضها يرى أن الاقتصادي هو أساس الاجتماعي، وحياة الناس الاجتماعية والسياسية هي نتاج النظام الاقتصادي الذي يعيشون في ظله، والتحولات التي يشهدها مجتمع معين كثيراً ما تكون أسبابها اقتصادية، فالطفرة الاقتصادية التي شهدها الخليج العربي في النصف الثاني من القرن الماضي أحدثت تحولات مهمة في البنية الاجتماعية في تلك المنطقة، وتركت تداعياتها في حياة المجتمع والأفراد، وأفرزت ظروفاً اجتماعية جعلت من كثيرين كائنات مؤجلة تبحث عن فرصة تحقيق كينونتها وعيش حياتها حتى إذا ما أخفقت تلك الكائنات في الخروج من حالة التأجيل تردّت في مهاوي القلق واليأس والمرض.
ولعل المحظورات الكثيرة التي تحاصر الكائن في بلادنا العربية هي ما يجعل منه كائناً مؤجلاً وانساناً مع وقف التنفيذ، وهي محظورات تنبثق من السلطات على أنواعها، تلك التي تبدأ بالسلطة الأبوية ولا تنتهي بالسلطة السياسية، وتمرّ بالسلطة الاجتماعية وسواها. ويترتب عليها أن المجتمع يبقى في مرحلة انتقالية بين الأصالة والحداثة، وأن الانسان يبقى معلقاً بين وجوده بالقوة ووجوده بالفعل بحسب المصطلح الفلسفي.
هذه المرحلة الانتقالية، وذاك التعليق/ التأجيل هما ما ترصده رواية «كائن مؤجل» (المؤسسة العربية 2005) للروائي السعودي فهد العتيق من خلال شخصياتها وأحداثها. وإذا ما دخلنا الى الرواية من العنوان، نستنتج أن ثمة كائناً لم تتحقق كينونته، وإنما بقيت مؤجلة بانتظار زوال ما يعوق تحققها سواء كان المعيق موضوعياً أو ذاتياً. فهل تعكس الرواية هذا المدخل؟ وهل ان تأجيل الكينونة ناجم عن عوامل موضوعية أم ذاتية؟
تقول الرواية حكاية المرحلة الانتقالية التي عاشها المجتمع السعودي غداة الطفرة الاقتصادية الناجمة عن البترول، وهي مرحلة لا تزال ترخي بظلالها على هذا المجتمع، وتحدث تغييراً في طبيعة الحياة ونمط العيش، وهو تغيير آخذ في التبلور على مستويات عدة، فعلى المستوى الزماني، ثمة انتقال من الماضي الى الحاضر. وعلى المستوى المكاني، ثمة انتقال من بيوت الطين في الحارات القديمة الى بيوت الخرسانة الجديدة والشقق. وعلى مستوى نمط العيش، ثمة انتقال من حياة الفقر والكفاف الى حياة الاستهلاك.
هذه المرحلة الانتقالية التي يبدو فيها الكائن مؤجلاً تقولها الرواية من خلال حكاية خالد بطل الرواية وأسرته، في الانتقال من بيت طيني قديم الى فيلا حديثة، وما يواكب هذا الانتقال من توزع الأسرة بين المكانين نفسياً، حيث الحنين الى القديم يجتاح الأسرة وتعلق رائحته بأجساد أفرادها، وحيث الضيق بالبيت الجديد الذي يفتقر الى الروح. هذا الانتقال المكاني من القديم الى الجديد يقابله انتقال داخلي باتجاه معاكس من الطمأنينة والسكينة الى الغربة والقلق والملل والفراغ وعدم الاستقرار.
فهذه الحالة النفسية المركبة يعيشها خالد بطل الرواية وتتجسد في تغييره الدائم للعمل، وإحساسه برتابة الأيام وتشابهها، والخلل في علاقته بالأب، والخوف من كل شيء، والاقبال على الحياة السفلية، وعدم تحقيق أحلامه.
والرواية على مستوى الأحداث تبدأ من هذه النقطة، ثم يروح الكاتب يسرد المسار الذي اتخذته الأحداث حتى بلوغها هذه النقطة وهو يستعيد البدايات التي أدّت الى هذه النهاية، أي ان الرواية تبدأ من حيث تنتهي أحداثها، وتتخذ مساراً دائرياً. وتعتمد تقنية تداخل الحكايات، فثمة حكاية داخل الحكاية في الشكل غير ان الحكايتين تتكاملان فيما بينهما في المضمون، الكاتب/ الراوي يروي حكاية خالد ثم لا يلبث خالد أن يروي حكايته بدوره، والراوي والبطل كلاهما يستخدم صيغة الغائب وإن تقطعت بصيغة المتكلم أحياناً، في إشارة الى أن مادة الرواية تتشكل من أحداث غائبة ماضية أكثر من أحداث حاضرة معيشة على رغم أن الحاضر لم يكن غائباً عن الرواية.
وعليه، تستعيد الرواية ذكريات طفولة خالد في الحارة والمدرسة والأعياد والمناسبات، وهي ذكريات يختلط فيها الأسود بالأبيض، فمن أسودها: تذكره الروائح الكريهة في الحارة، واضطراره الى النهوض باكراً للانضمام الى المصلِّين، وتسكعه في الحارات الباردة، ومداهمة الأمطار الحارة، وكرهه المدرسة، وخوفه من أبيه. وهي ذكريات صنعتها السلطات الأبوية والاجتماعية والدينية، فحفرت عميقاً في نفس الولد. ومن أبيض الذكريات: التخييم مع رفاق الصبا، ولعبه مع أميرة والخروج مع الرفاق .على أن هذه الذكريات، بمرّها وحلوها، بأسودها وأبيضها، ارتبطت بالبيت الطيني والحارة القديمة مكانياً، وبأيام الصبا زمنياً، وهي في الرواية موضع حنين البطل وصوته، يهرب اليها من حاضره القلق وأحلامه المكسورة وإحساسه بعدم تحقق كينونته وبطغيان الفساد على كل شيء مما يطبع الزمن الحاضر في الرواية. وهذه الحالة يعبّر عنها وليد صديق خالد في الرواية، المتضايق بدوره مما آلت اليه الأوضاع ومن التحولات الاجتماعية، بالقول: «... فسد كل شيء، فسدت علاقات الناس، وفسدت أماكن العمل وفسدت العلاقات الأسرية، وغرقنا وسط تناقضات دينية وسياسية واقتصادية عارمة، ماتت الحارة الحقيقية، ومات المجتمع الحقيقي، ومات الإنسان الحقيقي...» (ص 42). وإذا كان توصيف وليد لواقع الحال لا يخلو من المبالغة والتعميم والاطلاق، فإنه لا يعدم من تصوير نمط الحياة الجديد الناجم عن الطفرة الاقتصادية حيث يطغى الاستهلاك، ويسود الصمت، ويضعف التواصل الاجتماعي، ويغرق الناس في دوامة الحياة، وتنكسر الأحلام الخاصة، ويتفشى القلق...
ولعل مصائر شخصيات الرواية ومساراتها هي نتاج هذه الحياة الجديدة وتحولاتها، من انتحار منصور، الى موت أحمد في أفغانستان، الى تفكير خالد بالانتحار، الى هامشية زوج عفاف، الى انشغال الناس بالفضائيات والهاتف النقال والأسواق المركزية والمقاهي. وبلغ الأمر بخالد أن رأى الحياة سلسلة من الانطفاءات المتتالية، من موت والده، الى انتحار شقيقه، الى زواج شقيقته، الى طلاق أميرة، الى مرض والدته، الى تحوله الى ذاكرة مثقوبة.
ولكن، ألم يكن هو نفسه مساهماً في ذلك؟ وفي بقائه كائناً مؤجلاً من خلال عدم ارتباطه بأميرة فيستكمل عقد صور حياته؟ صحيح ان الظروف الموضوعية أثرت في مصيره غير أن فقدانه القدرة على اتخاذ القرار والخيار المناسب أودى به في تلك الحالة من الكينونة المؤجَّلة.
وإذا كانت التحولات تركت بصماتها السلبية على شخصيات الرواية، فإن الأكبر سناً بينها كان الأكثر تأثراً بها. ومن هنا، يجيء موت الأب بعد الانتقال الى الفيلا ليشكل مؤشِّراً على رفضه نتائج التغيير على رغم اختياره إياه بملء إرادته، وعلى انتهاء مرحلة وبداية أخرى.
وعلى رغم أن بعض الشخصيات تحاول تلمُّس طريق الخروج من الفراغ والقلق واللاجدوى، فإن الرواية تنحي باللائمة على الظروف الخارجية التي تحول دون ذلك، وتبقى هذه الشخصيات في حكم الكائنات المؤجَّلة، فعندما يقرر خالد أن يستكمل حياته ويحقق كينونته يقوم صدام بغزو الكويت ما شكل فاتحة عهد من عدم الاستقرار العام في المنطقة لا تزال تداعياته تتراكم وتترك آثارها السلبية على المجتمعات فتبقيها في مرحلة انتقالية معلَّقة بين ماض تحن اليه ومستقبل تعجز عن بلوغه، وتترك آثارها على الشخصيات فتبقيها كائنات مؤجلة حتى إشعار آخر. وهكذا، إن تأجيل كينونة الأفراد هو حصيلة ظروف خارجية في معظم الأحيان، اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو سياسية أو هذه الظروف مجتمعة. هذا ما تشي به أحداث الرواية. الفردي يتم اختزاله وتأجيله لمصلحة الجماعي.
في «كائن مؤجّل» يقدِّم فهد العتيق صورة مختزلة عن التحولات التي أعقبت الطفرة الاقتصادية، فيحصرها في الإطار السلبي، غاضاً الطرف عن الإيجابيات الكثيرة التي نجمت عن هذه الطفرة، على مستوى المجتمع والأفراد، غير أن ما يشفع له أنه كاتب روائي وليس مؤرِّخاً، فمن حقه أن يختار ما يشاء من الوقائع والأحداث مادة لروايته، غير أن من حقِّنا عليه ألا تتناقض الحقيقة الروائية مع الحقيقة التاريخية.
ولعل المحظورات الكثيرة التي تحاصر الكائن في بلادنا العربية هي ما يجعل منه كائناً مؤجلاً وانساناً مع وقف التنفيذ، وهي محظورات تنبثق من السلطات على أنواعها، تلك التي تبدأ بالسلطة الأبوية ولا تنتهي بالسلطة السياسية، وتمرّ بالسلطة الاجتماعية وسواها. ويترتب عليها أن المجتمع يبقى في مرحلة انتقالية بين الأصالة والحداثة، وأن الانسان يبقى معلقاً بين وجوده بالقوة ووجوده بالفعل بحسب المصطلح الفلسفي.
هذه المرحلة الانتقالية، وذاك التعليق/ التأجيل هما ما ترصده رواية «كائن مؤجل» (المؤسسة العربية 2005) للروائي السعودي فهد العتيق من خلال شخصياتها وأحداثها. وإذا ما دخلنا الى الرواية من العنوان، نستنتج أن ثمة كائناً لم تتحقق كينونته، وإنما بقيت مؤجلة بانتظار زوال ما يعوق تحققها سواء كان المعيق موضوعياً أو ذاتياً. فهل تعكس الرواية هذا المدخل؟ وهل ان تأجيل الكينونة ناجم عن عوامل موضوعية أم ذاتية؟
تقول الرواية حكاية المرحلة الانتقالية التي عاشها المجتمع السعودي غداة الطفرة الاقتصادية الناجمة عن البترول، وهي مرحلة لا تزال ترخي بظلالها على هذا المجتمع، وتحدث تغييراً في طبيعة الحياة ونمط العيش، وهو تغيير آخذ في التبلور على مستويات عدة، فعلى المستوى الزماني، ثمة انتقال من الماضي الى الحاضر. وعلى المستوى المكاني، ثمة انتقال من بيوت الطين في الحارات القديمة الى بيوت الخرسانة الجديدة والشقق. وعلى مستوى نمط العيش، ثمة انتقال من حياة الفقر والكفاف الى حياة الاستهلاك.
هذه المرحلة الانتقالية التي يبدو فيها الكائن مؤجلاً تقولها الرواية من خلال حكاية خالد بطل الرواية وأسرته، في الانتقال من بيت طيني قديم الى فيلا حديثة، وما يواكب هذا الانتقال من توزع الأسرة بين المكانين نفسياً، حيث الحنين الى القديم يجتاح الأسرة وتعلق رائحته بأجساد أفرادها، وحيث الضيق بالبيت الجديد الذي يفتقر الى الروح. هذا الانتقال المكاني من القديم الى الجديد يقابله انتقال داخلي باتجاه معاكس من الطمأنينة والسكينة الى الغربة والقلق والملل والفراغ وعدم الاستقرار.
فهذه الحالة النفسية المركبة يعيشها خالد بطل الرواية وتتجسد في تغييره الدائم للعمل، وإحساسه برتابة الأيام وتشابهها، والخلل في علاقته بالأب، والخوف من كل شيء، والاقبال على الحياة السفلية، وعدم تحقيق أحلامه.
والرواية على مستوى الأحداث تبدأ من هذه النقطة، ثم يروح الكاتب يسرد المسار الذي اتخذته الأحداث حتى بلوغها هذه النقطة وهو يستعيد البدايات التي أدّت الى هذه النهاية، أي ان الرواية تبدأ من حيث تنتهي أحداثها، وتتخذ مساراً دائرياً. وتعتمد تقنية تداخل الحكايات، فثمة حكاية داخل الحكاية في الشكل غير ان الحكايتين تتكاملان فيما بينهما في المضمون، الكاتب/ الراوي يروي حكاية خالد ثم لا يلبث خالد أن يروي حكايته بدوره، والراوي والبطل كلاهما يستخدم صيغة الغائب وإن تقطعت بصيغة المتكلم أحياناً، في إشارة الى أن مادة الرواية تتشكل من أحداث غائبة ماضية أكثر من أحداث حاضرة معيشة على رغم أن الحاضر لم يكن غائباً عن الرواية.
وعليه، تستعيد الرواية ذكريات طفولة خالد في الحارة والمدرسة والأعياد والمناسبات، وهي ذكريات يختلط فيها الأسود بالأبيض، فمن أسودها: تذكره الروائح الكريهة في الحارة، واضطراره الى النهوض باكراً للانضمام الى المصلِّين، وتسكعه في الحارات الباردة، ومداهمة الأمطار الحارة، وكرهه المدرسة، وخوفه من أبيه. وهي ذكريات صنعتها السلطات الأبوية والاجتماعية والدينية، فحفرت عميقاً في نفس الولد. ومن أبيض الذكريات: التخييم مع رفاق الصبا، ولعبه مع أميرة والخروج مع الرفاق .على أن هذه الذكريات، بمرّها وحلوها، بأسودها وأبيضها، ارتبطت بالبيت الطيني والحارة القديمة مكانياً، وبأيام الصبا زمنياً، وهي في الرواية موضع حنين البطل وصوته، يهرب اليها من حاضره القلق وأحلامه المكسورة وإحساسه بعدم تحقق كينونته وبطغيان الفساد على كل شيء مما يطبع الزمن الحاضر في الرواية. وهذه الحالة يعبّر عنها وليد صديق خالد في الرواية، المتضايق بدوره مما آلت اليه الأوضاع ومن التحولات الاجتماعية، بالقول: «... فسد كل شيء، فسدت علاقات الناس، وفسدت أماكن العمل وفسدت العلاقات الأسرية، وغرقنا وسط تناقضات دينية وسياسية واقتصادية عارمة، ماتت الحارة الحقيقية، ومات المجتمع الحقيقي، ومات الإنسان الحقيقي...» (ص 42). وإذا كان توصيف وليد لواقع الحال لا يخلو من المبالغة والتعميم والاطلاق، فإنه لا يعدم من تصوير نمط الحياة الجديد الناجم عن الطفرة الاقتصادية حيث يطغى الاستهلاك، ويسود الصمت، ويضعف التواصل الاجتماعي، ويغرق الناس في دوامة الحياة، وتنكسر الأحلام الخاصة، ويتفشى القلق...
ولعل مصائر شخصيات الرواية ومساراتها هي نتاج هذه الحياة الجديدة وتحولاتها، من انتحار منصور، الى موت أحمد في أفغانستان، الى تفكير خالد بالانتحار، الى هامشية زوج عفاف، الى انشغال الناس بالفضائيات والهاتف النقال والأسواق المركزية والمقاهي. وبلغ الأمر بخالد أن رأى الحياة سلسلة من الانطفاءات المتتالية، من موت والده، الى انتحار شقيقه، الى زواج شقيقته، الى طلاق أميرة، الى مرض والدته، الى تحوله الى ذاكرة مثقوبة.
ولكن، ألم يكن هو نفسه مساهماً في ذلك؟ وفي بقائه كائناً مؤجلاً من خلال عدم ارتباطه بأميرة فيستكمل عقد صور حياته؟ صحيح ان الظروف الموضوعية أثرت في مصيره غير أن فقدانه القدرة على اتخاذ القرار والخيار المناسب أودى به في تلك الحالة من الكينونة المؤجَّلة.
وإذا كانت التحولات تركت بصماتها السلبية على شخصيات الرواية، فإن الأكبر سناً بينها كان الأكثر تأثراً بها. ومن هنا، يجيء موت الأب بعد الانتقال الى الفيلا ليشكل مؤشِّراً على رفضه نتائج التغيير على رغم اختياره إياه بملء إرادته، وعلى انتهاء مرحلة وبداية أخرى.
وعلى رغم أن بعض الشخصيات تحاول تلمُّس طريق الخروج من الفراغ والقلق واللاجدوى، فإن الرواية تنحي باللائمة على الظروف الخارجية التي تحول دون ذلك، وتبقى هذه الشخصيات في حكم الكائنات المؤجَّلة، فعندما يقرر خالد أن يستكمل حياته ويحقق كينونته يقوم صدام بغزو الكويت ما شكل فاتحة عهد من عدم الاستقرار العام في المنطقة لا تزال تداعياته تتراكم وتترك آثارها السلبية على المجتمعات فتبقيها في مرحلة انتقالية معلَّقة بين ماض تحن اليه ومستقبل تعجز عن بلوغه، وتترك آثارها على الشخصيات فتبقيها كائنات مؤجلة حتى إشعار آخر. وهكذا، إن تأجيل كينونة الأفراد هو حصيلة ظروف خارجية في معظم الأحيان، اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو سياسية أو هذه الظروف مجتمعة. هذا ما تشي به أحداث الرواية. الفردي يتم اختزاله وتأجيله لمصلحة الجماعي.
في «كائن مؤجّل» يقدِّم فهد العتيق صورة مختزلة عن التحولات التي أعقبت الطفرة الاقتصادية، فيحصرها في الإطار السلبي، غاضاً الطرف عن الإيجابيات الكثيرة التي نجمت عن هذه الطفرة، على مستوى المجتمع والأفراد، غير أن ما يشفع له أنه كاتب روائي وليس مؤرِّخاً، فمن حقه أن يختار ما يشاء من الوقائع والأحداث مادة لروايته، غير أن من حقِّنا عليه ألا تتناقض الحقيقة الروائية مع الحقيقة التاريخية.