على استهلالات الحروف الأولى من جملة "كان ياما كان" الشهيرة، انتظرنا كثيراً بداية الحكاية، قُلنا سيأتي من يفتح لنا بابها ولم يظهر أحد!... تخطانا بعض العُمر الذي تسرب بِقَلق ثم وجدنا مدخلاً سرياً جداً، هبطنا منه إلى مدارات حكايتنا التي كُنا نتهيأ فيها للتدرب على الإبتسامة التي سترسمها وجوهنا المشتاقة إلى الفرح، ذاك الذي مَرّ بجانبنا ظهيرة ما وبسبب كبرياءٍ أوقعنا في شِراكه شيطان حاسد، تجمدنا! فما كان من الفرح المَلول إلا أن جرى إلى آخرين.
على الجدران التي رسمنا عليها بوابات بِحار النهار وزُرقة السماء ونحن نبتعد عن الحواجز التي عبرناها خائفين، متسللين ومجتازين تعقيدات المرور من أرضنا إلى أرضنا، التفتنا قبل إكمال الطريق، ندق على ذات الجدران لوائح غير مُتفق عليها بمسامير وعود غير مقطوعة لأجل لقاء مُفترض، حيث يحمل التنكير فيه كل سراب، يكبر دون ميلاد. أغصان الأشجار المُمتدة وراء الجدران، تنغمس أوراقها في تعاقب مُبهج للألوان، تهزأ مِنا خلال سقوطها على جانبي الشوارع المُبللة، وهي على يقين أن دورة أخرى في انتظارها، أما نحن فلم نتدارس أي فرضية للدورات.
لا نحتسي شيئاً خلال هذه الفصول سوى التلكؤ، تحتضن نوافذ السيارات رؤسنا المُفرغة- المُثقلة في آن وهي تعبر بِنا إلى ضِفاف لا نُميزها، متى تَرجلنا؟ كم من الوقت جلسنا على مقاعد الشوارع؟ وإلى أي طريق سِيرَ بنا؟ هذا البُطء الذي يسدل ستاره على أعيننا أثناء قراءة الرسائل ويُعطب حواسنا بأناة لدى إعطاء ردود الأفعال، هل تَبَقى المزيد منه؟ ثم ذلك الهدوء المُنزوي فينا الذي تبرمتَ منه كثيراً في بدايات الشهور وانتهائها وأنت تُفتش بِحيرَةٍ عن باب استجابة لصلوات تهديك البهجة؛ تتساءل في حالك تلك عن ماهيته، أهو فرحٌ مُنتظَر أم أنه اعتياد الرتابة؟ ثم تمضي إلى فصل آخر، تريد بداية بعيدةً عن التاريخ، لا تنسى يدي الغارقة في سُبات الخِدر فتشدني معك إلى مدار جديد.
هنا، في هذا الجديد، أيضاً، لا مهرب! نتسلق سوياً درج التاريخ، حيث يوجد خيطٌ واحد من الشيء الذي لا يُشبهك، قمة هذا الجبل التي تقف عليها تقول "أنها أنت!" بينما لو زَلَّت قدمك قليلاً لمَضغتك صخور الهاوية، ثم قد يُحَلِق عصفور أسود بجناحيه حولك بحثاً عن الماء... في عينيك. عطشٌ يسود في ديسمبر المُغبَر هذا العام وجلدي الناشف صار حراشف، مُقزز! لا يشبهني هذا الكائن الذي أرى. أما أنتَ، فَفيكَ أسماء وأسماء، لو تُعَلِمَني سِر الحاجة إليها، في الأمس لو كنتَ أكثر جدية وأنا أسألك عن تطور اللغة في وثائقنا المُعاصرة، لأََجبَت! بغية التخفيف من حزن ألمَّ بقلبي الذي يتلوى للفِكاك من قِماط جملة تُوحي بمحو الوطن.
لنبقَ طويلاً في ركن حكايتنا، بعيداً عن واقع الخارطة المُمزقة بين النص والسياسة، عن "المارين بين الكلمات العابرة" وبند المسألة الفلسطينية المُدرَج سنوياً دون جدوى على أجندة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومِنة الإعتراف بِنا كشعب بعدما أََحنت ظهورنا الخيمات الثقيلة، دعنا لا نُصفقك كثيراً، أبداً، في قاع هذا (البند) حيث ابتدأت أصل الحكاية.
في مَدارنا المُتفق عليه دون إفصاح، أنشدتَ لجمهورك العريض (أنا) السطر الإفتتاحي من المَلحمة التي تحب "هو الذي رأى" وأسالُ "من رأى؟" تُغيظني بمزحة باردة "جاهلة"
"ظلام دامس وما من شعاع
لا يرى من أمامه ولا من خلفه
... وبعد أن اجتاز اثنتي عشر ساعة مضاعفة عَمّ الضياء"
على الجدران التي رسمنا عليها بوابات بِحار النهار وزُرقة السماء ونحن نبتعد عن الحواجز التي عبرناها خائفين، متسللين ومجتازين تعقيدات المرور من أرضنا إلى أرضنا، التفتنا قبل إكمال الطريق، ندق على ذات الجدران لوائح غير مُتفق عليها بمسامير وعود غير مقطوعة لأجل لقاء مُفترض، حيث يحمل التنكير فيه كل سراب، يكبر دون ميلاد. أغصان الأشجار المُمتدة وراء الجدران، تنغمس أوراقها في تعاقب مُبهج للألوان، تهزأ مِنا خلال سقوطها على جانبي الشوارع المُبللة، وهي على يقين أن دورة أخرى في انتظارها، أما نحن فلم نتدارس أي فرضية للدورات.
لا نحتسي شيئاً خلال هذه الفصول سوى التلكؤ، تحتضن نوافذ السيارات رؤسنا المُفرغة- المُثقلة في آن وهي تعبر بِنا إلى ضِفاف لا نُميزها، متى تَرجلنا؟ كم من الوقت جلسنا على مقاعد الشوارع؟ وإلى أي طريق سِيرَ بنا؟ هذا البُطء الذي يسدل ستاره على أعيننا أثناء قراءة الرسائل ويُعطب حواسنا بأناة لدى إعطاء ردود الأفعال، هل تَبَقى المزيد منه؟ ثم ذلك الهدوء المُنزوي فينا الذي تبرمتَ منه كثيراً في بدايات الشهور وانتهائها وأنت تُفتش بِحيرَةٍ عن باب استجابة لصلوات تهديك البهجة؛ تتساءل في حالك تلك عن ماهيته، أهو فرحٌ مُنتظَر أم أنه اعتياد الرتابة؟ ثم تمضي إلى فصل آخر، تريد بداية بعيدةً عن التاريخ، لا تنسى يدي الغارقة في سُبات الخِدر فتشدني معك إلى مدار جديد.
هنا، في هذا الجديد، أيضاً، لا مهرب! نتسلق سوياً درج التاريخ، حيث يوجد خيطٌ واحد من الشيء الذي لا يُشبهك، قمة هذا الجبل التي تقف عليها تقول "أنها أنت!" بينما لو زَلَّت قدمك قليلاً لمَضغتك صخور الهاوية، ثم قد يُحَلِق عصفور أسود بجناحيه حولك بحثاً عن الماء... في عينيك. عطشٌ يسود في ديسمبر المُغبَر هذا العام وجلدي الناشف صار حراشف، مُقزز! لا يشبهني هذا الكائن الذي أرى. أما أنتَ، فَفيكَ أسماء وأسماء، لو تُعَلِمَني سِر الحاجة إليها، في الأمس لو كنتَ أكثر جدية وأنا أسألك عن تطور اللغة في وثائقنا المُعاصرة، لأََجبَت! بغية التخفيف من حزن ألمَّ بقلبي الذي يتلوى للفِكاك من قِماط جملة تُوحي بمحو الوطن.
لنبقَ طويلاً في ركن حكايتنا، بعيداً عن واقع الخارطة المُمزقة بين النص والسياسة، عن "المارين بين الكلمات العابرة" وبند المسألة الفلسطينية المُدرَج سنوياً دون جدوى على أجندة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومِنة الإعتراف بِنا كشعب بعدما أََحنت ظهورنا الخيمات الثقيلة، دعنا لا نُصفقك كثيراً، أبداً، في قاع هذا (البند) حيث ابتدأت أصل الحكاية.
في مَدارنا المُتفق عليه دون إفصاح، أنشدتَ لجمهورك العريض (أنا) السطر الإفتتاحي من المَلحمة التي تحب "هو الذي رأى" وأسالُ "من رأى؟" تُغيظني بمزحة باردة "جاهلة"
- نعم، لا أُحََبذ الشعر حتى أنني أُفَضِل اقتباسات الحوارات السينمائية عليه.
- مرة أخرى، أنتِ جاهلة
- يمكنك سكبها في فنجان قهوة وتقديمها إلي كحبة بندق عائمة
- وجاهلة في ذائقتك أيضا؟
- البركة فيك! لقد عرفتُ أغلب الأشياء صُدفة، حتى التاريخ والخارطة تخيل!
"ظلام دامس وما من شعاع
لا يرى من أمامه ولا من خلفه
... وبعد أن اجتاز اثنتي عشر ساعة مضاعفة عَمّ الضياء"
- أين الضياء؟
- بعد الإثنتي عشرة ساعة، يجيء
- أنتِ وحدك تبحثين عن وطن
- وأنتَ وحدك تختار بمكر الهدايا...
- الحواوا قُتل في غابات الأرز، هل كنت تعلمين؟ ثم كانت الملحمة.
- وهل أشارت الملحمة إلى وطن أو شيء نشبهه ولا يشبه ذاته.
- من يفتح الباب هذه المرة؟
- لا أحد...ربما، نحن
- بارقة أمل؟
- واقع يريد أن يقنع ذاته بوجود أمل