رب سؤال يطرح نفسه ، ولنجعله مفتاحاً للدخول صوب ضفة المرامات التي نبحث ، وهو على ايِّ الطرازات نحيل نتاجنا هذا (ثغرة المنطق)؟ هل نعني به النثر ،،،؟ ام نعني باحالته للشعر ، واذا قلنا الشعر وهو كذلك ، فلابد من التخصيص والتنصيص ضبطاً واستيعاباً في بنيته الطرازية الشكلية وهي الصفة البارزة فيه ، وكان هناك مثله العمود ، والحر ، والومضة ، وقصيدة الترقيم او المرقّمات العددية ، والنثر المرسل او المركّز ، والمدوّر ، والحقت مصافي الكشف والابتكار باحداثيات الحال وطرحت السرد التعبيري ، وكان كايِّ توجّهٍ ، له مؤيّدون وكذلك معارضون ،وهذا جميل ووارد ، سيما وبحثنا بحثٌ نقديُّ
الصفاتِ، ولكوننا نتفرّد بمدارج فكرنا عن غيرنا ، وكما نظن وفق خصوصيات المنهج ، واعلاننا بأنّنا اعتباريون في النظرة والفكرة والحرفة ،، فالنقد عندنا يعتمد العلمية اولا ، ويعتمد المكاشفة المعرفية وفك حلقات التشابك والربط الجدليّيْن في غامض الكونية المُقْفلة، و بما ينسجم مع واقعيتنا ثانياً ، وثالثاً ما يفيض به الحس الشعوري وما تُلقي به الذات السامية ، من ترابط فكري يثير مادة وادوات الوعي المنجز في الموقف التصيّري ، وصولا للغاية المرجوة في الجمالي ،،
فمثلنا لانقف عند مِدْحةٍ ولاعند قَدْحةٍ ،، ولااشادةٍ ،،انما نسأل عن حقيقة توصلنا للعمق الرؤيوي ، لنستطيع هتك استار الخفاء ، واظهار وجه استشعرناه ، وطالما بحثنا عنه ،،
وبحثَ عنه المعنيون كذلك ،، وهو السرد التعبيري وكان عبّروا عن توصلاتهم عنه ،، فاثبتوا من الدلائل ما ينطبق ، والتي تعتبر الى الان في طور المقدمات والكشف ،، طريةً لينةً الى ان تكتمل ،،
وان الذي اثار هذا الاستبيان النقدي في انفسنا هو نتاج الكاتبة المبدعة ( منال هاني )
حين تصفّحْنا كمتلقّين نصَّها الموسوم ،،
وما به من مهمٍّ فيه ، اذاً الان نحصر دائرة النظر باتجاه الصورة العامة في المعمارية ومنطق بناء الطراز والشكل ،
فأيُّ الطرازات نحيل ،،واي التسميات نسمي ،،وهي قد كثرت اليوم ، ونعني بها سبل ومسالك الشعر التي تحمل الطينة ،ومنها العمود العتيد ولازال ، وقد تحدثنا عنه باكثر من بحث ، ووضحنا لماذا سمي العمود ، وباي الخصائص تم الصحيح وحُمِل به ،،وثُبِّتَتْ لنا وجهة نظر عساها تاخذ دورها في النجاح والكشف والقبول ،،وتطرّقنا عن قصيدة التراقيم او العدديات كما في حال ،١،٢،٣،٤،٥،٦،٧، واكثر او اقل حسب المضمون والدافع الادراكي للمعاني ، وكيف ربطنا انها جاءت مسحوبة من زمن الحروب الطويلة التي مرت على واقع امتنا وتاريخنا ،وكان المبدع رمزا فيها ، وفاعلا بمختلف الاتجاهات ، مساهماً مشترِكاً قائداً ،فتم انطباق الشي في الشي وتمَّ ترسيم الطراز وصورته،، رقم واحد مثلا وتاتي سطور المقطع والمعنى الشعريين،،وياتي الرقم الثاني وتاتي بعده سطور المقطع وصوره وهكذا ، وهذا ترهيص حتمي لمجاميع الجند العساكر وكيفية تكتيبهم في الميادين ،عِدّةً وعدداً ، ورقماً رقما ً فهو تشكيل عسكري للكتائب والسرايا والفصائل ، اي تكتيب الافراد ووقفتهم الرسمية ،،انعكس على الواقع الفني التعبيري ، فاصبح حمّالاً له ،، فخرجت قصيدة المرقّمات
كذلك الومضة وكان قد كتبنا عنها ،،وهي مسحوبة على الفن والادب من ومضة الغيم كونياً ، ولكن عندنا من ومضة المدفع الخاطفة او الراجمة ، وكان المبدع هو الرامي والمثير للعصف المضيء الساطع حد خطف البصر ،، آخراً اصبح هذا الناموس الميداني حدودَ طرازٍ معماريٍّ نكتب عليه اشعارنا فثبت قانونا يحمل جنسه الادبي ،،
وما استجابة القدري لنا وتعاطيه بالموجب المقبول والمرن ، الا لاننا على مقدار وافٍ من التصويب والاحقية في استطراد الغاية المتعالية في الاعتبار الوجودي للمرحلة الراهنة ، ولهدفنا الفكري الحضاري العام كذلك ،، اذن مشروعنا بتمامه ذات توجهات صحيحة في النضج والايجاد الكونيين،،
( كيف وهذا الجنون يرتشف احلاميَ عمداً ، كيف ساعرف النهاية ، وانا عالقة في متاهات اللحظة ،
تمارس الخطواتُ على قلبي غواية الاستمرار ، واتسائل،، هل نحن نكتب العشقَ ام العشقُ يكتبنا ،
في فضاءه ذراتٍ من نورٍ ، اذا تلتقي تحترقُ ، واذا تعتزل تخبو ،
كيف تثبتُ حكمتي ، وانا في حضرة نبضك ،)
هنا نقف لنبتصر امرنا فنقول ،، في ايِّ الاشكال واي الهيئات ، والصور المعمارية ، او اي البُنى ، اندفق هذا الفيض الشعوري من كاتبه ،،
ليصمم له عفوياً هيكلاً من المعرفة الدارجة حيث يتصيّر مخلوقَ النص ليكتمل وينهض امام الحياة كالموجودات قبله او في حينه ، فاول المزايا في مثل هذا العمل السردي ، هو الكثرة والترشيد والتحشيد اللفظي والاسلوب ، والرص بالتوالد التاثيري افقياً وعمودياً عمقاً ووجهاً ،هكذا يتحرك السارد ،تلقائياً بين رموزه وعناصره الجمالية المكلفة في استيعاب رهج الحال والمآل في الاتمام ،
نعم انها الارادة تجري وتختار ، وهذا ناموس كوني ومصطلح نعمل به ،فلا اختيار دون ارادة ، ولاارادة دون اختيار ، هما شرطان متلازمان في الشي ايُّما شي ، والارادةُ تسبقُ وتُعْتَمَد ، فاعتمدت هنا السردي من طبيعة عميقة ليس مُفَكّر بها ابدا ،، المبدع الحق، لايستدعي تفكيراً صورَ مخلوقاته وموضوعاته ، انما عليه هو صافرة انذار فقط واحضار المشتركات ،
واتمام نظم الموقف في الصيرورة ،
فالسرد لو اردناه فقهاً و لغةً ، وبالضبط من فحوى المحلي السائد او من القاموسي العام ، هو الشقُّ والطَّوْيُ اي اللفُّ والرزم من اجل تحول آخر في الصورة المطلوبة ، حيث كان نبينا سليمان وكان نبينا داوود عليهما السلام ،يسردانِ الحديدَ بايديهما دون مقص خاص ،، وهذي كرامةٌ وبرهانُ نبوةٍ لهما ،، يشقّانه ويطويانه ويعملان منه ما ينويان ،،
يسردانه كما تُسرد القماش قُطَعاً مقاسةً منه ، وتطويها لغرض ما ،
هذا المادي في الفعل الميكانيكي للحالةالمعنية هذي ، والتي تسمى السردية في الحرفة والفعل والاسلوب ،، يبقى علينا كيف سحبَ الانسانُ هذا الناموس من الطبيعة والكون للتفعيل الادبي وابتكار طراز منه يحمل احاسيس مبدع وطماح شعب وتاريخه،،
نعم السرديات كثيرة ومتنوعة ومنذ القِدَم ،منها السرديات القصصية. والروائية والملحمية ، وسرديات المسرح والبطولة ، وحكاوى الحروب ، والخرافات. والاساطير ،، والسرديات الدينية، والقبلية ، وسرديات الانثربولوجيا ،
وسرديات الماوراء ،، ، حتى غابات النخيل والشجر هي سردية كونية بكينونتها الوجودية وبكثرتها الايقاعية وكيفيات التضامُم والتضايف ،
اذاً ، هو نمطُ اكثريةٍ في زيادات صاخبة ، ليس الجامدة المضمحلة الخرساء ،،حيث حاصل الحركة ابداعي مبهر لابد ، لذلك قطعت الشعوب. والامم هذا بلسان حالها المجتمعي وليس الفردي ،،. عبّرت بما يوائم راهنيات افعالها ، فنستشف من هذا المبنى في /ثغرة المنطق /،عند السيدة منال هاني ،،
ان الشعوب لديها حركة تفترضها السنن والعادات والثقافات ، تفيض باثر جماعي متناسق ،فتسجل لها بطاقةَ دعوةٍ و نضج في العقل والايمان والقيم ، في حالة ان تكون الحركة مرصودة بمعادلات حقيقية ،،فهذي الاوقات وبالتحديد التي ظهر بها طراز او نظرية السرد في مرحلتنا المعاصرة ، اخذت الامم تعبر عن مراميها بشكل جمعي ، كحشد الدفاع عن الوطن باخلاص ، اذ تهب الجماهير لدرأ الخطر ، وحملات العمل الشعبي والمعاونات المشتركة ، في بناءالمدن وكري الانهار العظيمة ، وبناء وتأسيس الطرق والجسور ، ولمّ المحاصيل ،. واطفاء الحرائق وصد الفيضانات ،، وغير. ذلك ، هذا كله سرد سرده شعب وامّة باكملها معاً ، اي شقّوها بجهدهم الجبار قَطْعاً وطوياً على قدر مقاسات ومعادلات الموضوع يوم ذاك ،
ولاننسى تلاميح وخطوط مشية المارثون العراقي العالمي والذي نطلق عليه المشّاية ، من كل صوب وحدب بالتوجه الى ارض كربلاء في كل عام الى رمز الثورة والفداء الحسيني ، بالًآلاف وحتى الملايين معا وعلى ايقاع من السرعة واحد ، يهبّون من نقطة موعد ونقطة مكان ، والى حيث الغاية المقدسة ربطاً مع السماء ربطاً مع الارض ، او احيل النظر بالخصوص من وجهة نظر تفسيرية ساندة تداولياً ،،اننا دخلنا الحروب الطويلة والتي فرضت ايقاعاتها ونواميسها علينا وعلى انماط تفكيرنا ، طوعاً وفرضا وكرهاً ،وكان الذي كان ،فماذا لو قلنا ان هذي الجيوش الجرارة والزحوف الهاجمة والمدافعة هي سرديات ملاحم انعكست على مهاوي ومطاوي تفكيرنا وعقولنا واحاسيسنا مبصومةً من الغيبي ،
وهذا الطقس لو مثلنا عليه نظرة السرد وانطباقها بمثل مانشاء، لوجدنا ان مسيرة الجحافل والفيالق يومها وكما هي الحركات والمسير والاقْدَام تسرد بجسد المسافة سرداً وتطوي بها طيّاً ،
و قد نحسب ان مراماً وغرضاً وراء ذلك المشي السرد ، في الهاجس وفي الجسد ،
والان نعتقد إنّا ، قد اشّرنا مساحب السرديات ومن ايٍّ تأتّيت ، لذا نحيل ذلك ان هذا الايقاع الموسيقي السرد اصبح ناموسا واصبح معياراً لحمل اطروحة تاريخ وعرض فكر امة صالحة ومعهودة،
فمن حقنا نربط هذا النسغ الشعري بحركة مسير سرديات قامت بها جماهير غفيرة، هي ذاتها جماهيرنا وقد تكون مظاهرة كبيرة عظيمة من مظاهرات بغداد والقاهرة الكونيتين يوماً ما ،،
فصفات السرد في الكينونة المادية العامة ، تقانات التكثير، والايقاع الرابط الساخن ، والتحشيد المكتظ للكتل وسلوكياتها ، والتكثيف في معنى الغاية التي من اجلها انشدت الجماهير ، ولاننسى العامل الاخلاقي والصفة الايمانية العقائدية فكرا وديناً معاً اذ يثيران الجدل العميق باللحظة ، فضلاً عن انّ دافعاً عفوياً عصف بالافراد شعورياً فألتحموا وصاروا كتلةً كبيرةً من اولها الى اخيرها ،،باستهلالٍ وبمختتمٍ معروفين ،،
فحين نتحرى نص الشعر اعلاه لمنال هاني نجد انها حشّدت في اللفظ المنتقى ، وكثّفت في الصيغة والمعنى العميق ، ولاحمت حبكاً ونسجاً القطعةَ السردية ، اذ لامناص من التداخل كأنّ سدى ولحمة انجدلا ، فصار النول يرسم وينقش ويضرب توقيعاته كمثل ما ينوي العقل والشعور ،
كانت منال تسرد تشق وتطوي معانيها الاعتبارية من طوعها الجمالي وليس تكلفاً ابدا ، تتمثّل بالسرد حركة الشيئيات الوجودية على الواقع ، وكمثل هطول المطر الغزير ،هو سرد مكاني بحد ذاته ، وعصف الريح ووازع عجالات الزعزع ، هو بحد ذاته سرد من سرديات الكون والطبيعة ومثّل ما شئت من عوالم الكثرة والانساب،،
سُحِبت هذي النواميس واستطاع الانسان ان يحيي وينحت على قراراتها اشياءًجديدة للبهاء ،
فمنها دخل النثر وهو اساس السرد ومنها دخل الشعر وهذا جديد بحثنا حالياً، نعتبره ابتكر الان مع العلم هو مبتكر قديم وموغل بالتاريخ،
ولنظرة تركيزية بحثية نقول ان السرد مبتكر معاصر ،،وماكانت نصوص معلومة شعرية كتبت كما اليوم به ،، ولتعميق المفهوم فلسفة ،نحيل نظرنا الى صبغة ونكهة القرون ، اذ نقول انّ لكل قرن صبغةً وصفةً اتى من اجلها ، دافعاً بها ،فالقرن العشرين مثلا قرن الفلسفات السياسية والفكرية بنت واسست حاكميات اقليمية واممية ،كفلسفة نظرية الفكر الشيوعي الاشتراكي وتنويعاته ،،ونظرية الفكر القومي لدى الامم ،ومنها نجح ومنها فشل لعوامل معروفة لامجال لذكرها هنا ،،
اليوم قرننا الواحد والعشرين هو قرن الجماهير اي قرن السرديات ،، الامة تتحرك تبدع تنشر تجدد تبني
تهدم تستبدل ، تحارب تزحف لمنوال مؤيد بالعقلانية والنظرة الصائبة ، ليس طيش الامبريالية في عنت الشعوب واستعمارها ،،هذي سرديات فساد،
امة العرب قدمت الاسلام سردية صلاح للتاريخ للكون ولازال يشق ويطوي وامامه مرامه السامي في متممات مناهجه الصحيحة العادلة ،
على هذي النمطيات جاء السرد وكثر الان ،هناك غاية لامتنا جماعية مهمة عظيمة حتمية ،لاتستوعبها الطرازات التي ذكرنا قد ، كالعمود والقصيدة الحرة والومضة وقصيدة الترقيم والمدوّرات انما تستوعب بسرديات اعجازية بليغة ، وماهذي التي نكتب ونرسم بها الا مقدمات على طريق المجد والتاريخ والرفعة الاعتبارية ،،
حميد العنبر الخويلدي
www.facebook.com
الصفاتِ، ولكوننا نتفرّد بمدارج فكرنا عن غيرنا ، وكما نظن وفق خصوصيات المنهج ، واعلاننا بأنّنا اعتباريون في النظرة والفكرة والحرفة ،، فالنقد عندنا يعتمد العلمية اولا ، ويعتمد المكاشفة المعرفية وفك حلقات التشابك والربط الجدليّيْن في غامض الكونية المُقْفلة، و بما ينسجم مع واقعيتنا ثانياً ، وثالثاً ما يفيض به الحس الشعوري وما تُلقي به الذات السامية ، من ترابط فكري يثير مادة وادوات الوعي المنجز في الموقف التصيّري ، وصولا للغاية المرجوة في الجمالي ،،
فمثلنا لانقف عند مِدْحةٍ ولاعند قَدْحةٍ ،، ولااشادةٍ ،،انما نسأل عن حقيقة توصلنا للعمق الرؤيوي ، لنستطيع هتك استار الخفاء ، واظهار وجه استشعرناه ، وطالما بحثنا عنه ،،
وبحثَ عنه المعنيون كذلك ،، وهو السرد التعبيري وكان عبّروا عن توصلاتهم عنه ،، فاثبتوا من الدلائل ما ينطبق ، والتي تعتبر الى الان في طور المقدمات والكشف ،، طريةً لينةً الى ان تكتمل ،،
وان الذي اثار هذا الاستبيان النقدي في انفسنا هو نتاج الكاتبة المبدعة ( منال هاني )
حين تصفّحْنا كمتلقّين نصَّها الموسوم ،،
وما به من مهمٍّ فيه ، اذاً الان نحصر دائرة النظر باتجاه الصورة العامة في المعمارية ومنطق بناء الطراز والشكل ،
فأيُّ الطرازات نحيل ،،واي التسميات نسمي ،،وهي قد كثرت اليوم ، ونعني بها سبل ومسالك الشعر التي تحمل الطينة ،ومنها العمود العتيد ولازال ، وقد تحدثنا عنه باكثر من بحث ، ووضحنا لماذا سمي العمود ، وباي الخصائص تم الصحيح وحُمِل به ،،وثُبِّتَتْ لنا وجهة نظر عساها تاخذ دورها في النجاح والكشف والقبول ،،وتطرّقنا عن قصيدة التراقيم او العدديات كما في حال ،١،٢،٣،٤،٥،٦،٧، واكثر او اقل حسب المضمون والدافع الادراكي للمعاني ، وكيف ربطنا انها جاءت مسحوبة من زمن الحروب الطويلة التي مرت على واقع امتنا وتاريخنا ،وكان المبدع رمزا فيها ، وفاعلا بمختلف الاتجاهات ، مساهماً مشترِكاً قائداً ،فتم انطباق الشي في الشي وتمَّ ترسيم الطراز وصورته،، رقم واحد مثلا وتاتي سطور المقطع والمعنى الشعريين،،وياتي الرقم الثاني وتاتي بعده سطور المقطع وصوره وهكذا ، وهذا ترهيص حتمي لمجاميع الجند العساكر وكيفية تكتيبهم في الميادين ،عِدّةً وعدداً ، ورقماً رقما ً فهو تشكيل عسكري للكتائب والسرايا والفصائل ، اي تكتيب الافراد ووقفتهم الرسمية ،،انعكس على الواقع الفني التعبيري ، فاصبح حمّالاً له ،، فخرجت قصيدة المرقّمات
كذلك الومضة وكان قد كتبنا عنها ،،وهي مسحوبة على الفن والادب من ومضة الغيم كونياً ، ولكن عندنا من ومضة المدفع الخاطفة او الراجمة ، وكان المبدع هو الرامي والمثير للعصف المضيء الساطع حد خطف البصر ،، آخراً اصبح هذا الناموس الميداني حدودَ طرازٍ معماريٍّ نكتب عليه اشعارنا فثبت قانونا يحمل جنسه الادبي ،،
وما استجابة القدري لنا وتعاطيه بالموجب المقبول والمرن ، الا لاننا على مقدار وافٍ من التصويب والاحقية في استطراد الغاية المتعالية في الاعتبار الوجودي للمرحلة الراهنة ، ولهدفنا الفكري الحضاري العام كذلك ،، اذن مشروعنا بتمامه ذات توجهات صحيحة في النضج والايجاد الكونيين،،
( كيف وهذا الجنون يرتشف احلاميَ عمداً ، كيف ساعرف النهاية ، وانا عالقة في متاهات اللحظة ،
تمارس الخطواتُ على قلبي غواية الاستمرار ، واتسائل،، هل نحن نكتب العشقَ ام العشقُ يكتبنا ،
في فضاءه ذراتٍ من نورٍ ، اذا تلتقي تحترقُ ، واذا تعتزل تخبو ،
كيف تثبتُ حكمتي ، وانا في حضرة نبضك ،)
هنا نقف لنبتصر امرنا فنقول ،، في ايِّ الاشكال واي الهيئات ، والصور المعمارية ، او اي البُنى ، اندفق هذا الفيض الشعوري من كاتبه ،،
ليصمم له عفوياً هيكلاً من المعرفة الدارجة حيث يتصيّر مخلوقَ النص ليكتمل وينهض امام الحياة كالموجودات قبله او في حينه ، فاول المزايا في مثل هذا العمل السردي ، هو الكثرة والترشيد والتحشيد اللفظي والاسلوب ، والرص بالتوالد التاثيري افقياً وعمودياً عمقاً ووجهاً ،هكذا يتحرك السارد ،تلقائياً بين رموزه وعناصره الجمالية المكلفة في استيعاب رهج الحال والمآل في الاتمام ،
نعم انها الارادة تجري وتختار ، وهذا ناموس كوني ومصطلح نعمل به ،فلا اختيار دون ارادة ، ولاارادة دون اختيار ، هما شرطان متلازمان في الشي ايُّما شي ، والارادةُ تسبقُ وتُعْتَمَد ، فاعتمدت هنا السردي من طبيعة عميقة ليس مُفَكّر بها ابدا ،، المبدع الحق، لايستدعي تفكيراً صورَ مخلوقاته وموضوعاته ، انما عليه هو صافرة انذار فقط واحضار المشتركات ،
واتمام نظم الموقف في الصيرورة ،
فالسرد لو اردناه فقهاً و لغةً ، وبالضبط من فحوى المحلي السائد او من القاموسي العام ، هو الشقُّ والطَّوْيُ اي اللفُّ والرزم من اجل تحول آخر في الصورة المطلوبة ، حيث كان نبينا سليمان وكان نبينا داوود عليهما السلام ،يسردانِ الحديدَ بايديهما دون مقص خاص ،، وهذي كرامةٌ وبرهانُ نبوةٍ لهما ،، يشقّانه ويطويانه ويعملان منه ما ينويان ،،
يسردانه كما تُسرد القماش قُطَعاً مقاسةً منه ، وتطويها لغرض ما ،
هذا المادي في الفعل الميكانيكي للحالةالمعنية هذي ، والتي تسمى السردية في الحرفة والفعل والاسلوب ،، يبقى علينا كيف سحبَ الانسانُ هذا الناموس من الطبيعة والكون للتفعيل الادبي وابتكار طراز منه يحمل احاسيس مبدع وطماح شعب وتاريخه،،
نعم السرديات كثيرة ومتنوعة ومنذ القِدَم ،منها السرديات القصصية. والروائية والملحمية ، وسرديات المسرح والبطولة ، وحكاوى الحروب ، والخرافات. والاساطير ،، والسرديات الدينية، والقبلية ، وسرديات الانثربولوجيا ،
وسرديات الماوراء ،، ، حتى غابات النخيل والشجر هي سردية كونية بكينونتها الوجودية وبكثرتها الايقاعية وكيفيات التضامُم والتضايف ،
اذاً ، هو نمطُ اكثريةٍ في زيادات صاخبة ، ليس الجامدة المضمحلة الخرساء ،،حيث حاصل الحركة ابداعي مبهر لابد ، لذلك قطعت الشعوب. والامم هذا بلسان حالها المجتمعي وليس الفردي ،،. عبّرت بما يوائم راهنيات افعالها ، فنستشف من هذا المبنى في /ثغرة المنطق /،عند السيدة منال هاني ،،
ان الشعوب لديها حركة تفترضها السنن والعادات والثقافات ، تفيض باثر جماعي متناسق ،فتسجل لها بطاقةَ دعوةٍ و نضج في العقل والايمان والقيم ، في حالة ان تكون الحركة مرصودة بمعادلات حقيقية ،،فهذي الاوقات وبالتحديد التي ظهر بها طراز او نظرية السرد في مرحلتنا المعاصرة ، اخذت الامم تعبر عن مراميها بشكل جمعي ، كحشد الدفاع عن الوطن باخلاص ، اذ تهب الجماهير لدرأ الخطر ، وحملات العمل الشعبي والمعاونات المشتركة ، في بناءالمدن وكري الانهار العظيمة ، وبناء وتأسيس الطرق والجسور ، ولمّ المحاصيل ،. واطفاء الحرائق وصد الفيضانات ،، وغير. ذلك ، هذا كله سرد سرده شعب وامّة باكملها معاً ، اي شقّوها بجهدهم الجبار قَطْعاً وطوياً على قدر مقاسات ومعادلات الموضوع يوم ذاك ،
ولاننسى تلاميح وخطوط مشية المارثون العراقي العالمي والذي نطلق عليه المشّاية ، من كل صوب وحدب بالتوجه الى ارض كربلاء في كل عام الى رمز الثورة والفداء الحسيني ، بالًآلاف وحتى الملايين معا وعلى ايقاع من السرعة واحد ، يهبّون من نقطة موعد ونقطة مكان ، والى حيث الغاية المقدسة ربطاً مع السماء ربطاً مع الارض ، او احيل النظر بالخصوص من وجهة نظر تفسيرية ساندة تداولياً ،،اننا دخلنا الحروب الطويلة والتي فرضت ايقاعاتها ونواميسها علينا وعلى انماط تفكيرنا ، طوعاً وفرضا وكرهاً ،وكان الذي كان ،فماذا لو قلنا ان هذي الجيوش الجرارة والزحوف الهاجمة والمدافعة هي سرديات ملاحم انعكست على مهاوي ومطاوي تفكيرنا وعقولنا واحاسيسنا مبصومةً من الغيبي ،
وهذا الطقس لو مثلنا عليه نظرة السرد وانطباقها بمثل مانشاء، لوجدنا ان مسيرة الجحافل والفيالق يومها وكما هي الحركات والمسير والاقْدَام تسرد بجسد المسافة سرداً وتطوي بها طيّاً ،
و قد نحسب ان مراماً وغرضاً وراء ذلك المشي السرد ، في الهاجس وفي الجسد ،
والان نعتقد إنّا ، قد اشّرنا مساحب السرديات ومن ايٍّ تأتّيت ، لذا نحيل ذلك ان هذا الايقاع الموسيقي السرد اصبح ناموسا واصبح معياراً لحمل اطروحة تاريخ وعرض فكر امة صالحة ومعهودة،
فمن حقنا نربط هذا النسغ الشعري بحركة مسير سرديات قامت بها جماهير غفيرة، هي ذاتها جماهيرنا وقد تكون مظاهرة كبيرة عظيمة من مظاهرات بغداد والقاهرة الكونيتين يوماً ما ،،
فصفات السرد في الكينونة المادية العامة ، تقانات التكثير، والايقاع الرابط الساخن ، والتحشيد المكتظ للكتل وسلوكياتها ، والتكثيف في معنى الغاية التي من اجلها انشدت الجماهير ، ولاننسى العامل الاخلاقي والصفة الايمانية العقائدية فكرا وديناً معاً اذ يثيران الجدل العميق باللحظة ، فضلاً عن انّ دافعاً عفوياً عصف بالافراد شعورياً فألتحموا وصاروا كتلةً كبيرةً من اولها الى اخيرها ،،باستهلالٍ وبمختتمٍ معروفين ،،
فحين نتحرى نص الشعر اعلاه لمنال هاني نجد انها حشّدت في اللفظ المنتقى ، وكثّفت في الصيغة والمعنى العميق ، ولاحمت حبكاً ونسجاً القطعةَ السردية ، اذ لامناص من التداخل كأنّ سدى ولحمة انجدلا ، فصار النول يرسم وينقش ويضرب توقيعاته كمثل ما ينوي العقل والشعور ،
كانت منال تسرد تشق وتطوي معانيها الاعتبارية من طوعها الجمالي وليس تكلفاً ابدا ، تتمثّل بالسرد حركة الشيئيات الوجودية على الواقع ، وكمثل هطول المطر الغزير ،هو سرد مكاني بحد ذاته ، وعصف الريح ووازع عجالات الزعزع ، هو بحد ذاته سرد من سرديات الكون والطبيعة ومثّل ما شئت من عوالم الكثرة والانساب،،
سُحِبت هذي النواميس واستطاع الانسان ان يحيي وينحت على قراراتها اشياءًجديدة للبهاء ،
فمنها دخل النثر وهو اساس السرد ومنها دخل الشعر وهذا جديد بحثنا حالياً، نعتبره ابتكر الان مع العلم هو مبتكر قديم وموغل بالتاريخ،
ولنظرة تركيزية بحثية نقول ان السرد مبتكر معاصر ،،وماكانت نصوص معلومة شعرية كتبت كما اليوم به ،، ولتعميق المفهوم فلسفة ،نحيل نظرنا الى صبغة ونكهة القرون ، اذ نقول انّ لكل قرن صبغةً وصفةً اتى من اجلها ، دافعاً بها ،فالقرن العشرين مثلا قرن الفلسفات السياسية والفكرية بنت واسست حاكميات اقليمية واممية ،كفلسفة نظرية الفكر الشيوعي الاشتراكي وتنويعاته ،،ونظرية الفكر القومي لدى الامم ،ومنها نجح ومنها فشل لعوامل معروفة لامجال لذكرها هنا ،،
اليوم قرننا الواحد والعشرين هو قرن الجماهير اي قرن السرديات ،، الامة تتحرك تبدع تنشر تجدد تبني
تهدم تستبدل ، تحارب تزحف لمنوال مؤيد بالعقلانية والنظرة الصائبة ، ليس طيش الامبريالية في عنت الشعوب واستعمارها ،،هذي سرديات فساد،
امة العرب قدمت الاسلام سردية صلاح للتاريخ للكون ولازال يشق ويطوي وامامه مرامه السامي في متممات مناهجه الصحيحة العادلة ،
على هذي النمطيات جاء السرد وكثر الان ،هناك غاية لامتنا جماعية مهمة عظيمة حتمية ،لاتستوعبها الطرازات التي ذكرنا قد ، كالعمود والقصيدة الحرة والومضة وقصيدة الترقيم والمدوّرات انما تستوعب بسرديات اعجازية بليغة ، وماهذي التي نكتب ونرسم بها الا مقدمات على طريق المجد والتاريخ والرفعة الاعتبارية ،،
حميد العنبر الخويلدي