أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : الكورونا والتسامح ( 183 )

الأجواء المتقلبة أمس جعلتتي أفضل أن أبقى وحيدا وفي ذهني حضر بيت الشعر :
" إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "
وتلافيا لتكرار ما حدث مرة في مخيم بلاطة وفي كفر عقب آثرت الوحدة وفي ساعات المغرب أرسل إلي نسيبنا Mustafa Yousef Owaynat
شريط فيديو لخلاف جيران في مدينة شيكاغو أسفر عن قتل الجار جاره وزوجته بسلاح ناري . بدأ الأمر بالصياح :
- فك يو
- فك يو
ولم يحتمل الجار فذهب إلى شقته وأحضر السلاح الناري وقتل بلا رحمة ، والبشر بشر سواء في بلاطة أو كفر عقب أو شيكاجو .
في بداية الجائحة أصيب كثيرون بالرعب وتساءلوا إن كانت نهاية العالم اقتربت ، وهذه الحالة دفعت إحدى السيدات إلى أن تتساءل عن سبب غياب التسامح بيننا ونحن غاربون .
عبارة السيدة المنحدرة من أصول أرستقراطية ظلت تلازمني وغالبا ما آخذ بدعوتها ، فلا شيء يستحق حقا .
أمس أيضا ألح علي قول محمود درويش عما سنحصل عليه في نهاية رحلتنا : متران في أقل من متر ، وهو قول غالبا ما أسمعه لزميل لي يظل يحدثني عن الأراضي التي اشتراها والأرباح التي حققها .
في ساعات المساء أرسل إلي الصديق Samir Alqot
إحصائية عن الموتى أول أمس وأمس في الولايات المتحدة الأمريكية وتضم أيضا عدد المصابين والوفيات منذ بداية الجائحة :
ما يقارب ال ٢٦ مليونا و ٧١٦ ألفا
وما يقارب ال ٤٥٦ ألف وفاة . وأول أمس أصيب ١٢٢ ألفا ومات ٥ آلاف .
وأمس أيضا رد الصديق خليل حمد
على تعقيبي على سؤال اقترحه للنقاس ، حول التوقعات المستقبلية للجائحة في العام ٢٠٢١ ، قائلا إن نسبة الإصابات في بريطانيا بلغ أمس العشرين ألفا على الرغم من تعاطي اللقاحات وان نسبة الوفيات زاد على الألف .
وأنا أتأمل فيما سبق تساءلت :
لماذا لا نلجأ في مقاومة الفايروس إلى النهج الذي يتبعه رئيسنا الفلسطيني في علاقته مع الاحتلال الإسرائيلي ؟ ( المقاومة السلمية ولا بديل عنها )
اي أن نستسلم لقدرنا ونعيش حياتنا بلا لقاحات وبلا كمامات وبلا تباعد جسدي وبلا إغلاقات و ... وليكن ما يكون .
غالبا ما يزعم الفلسطينيون أنهم مبادرون ورواد وأنهم أسهموا في بناء دول ، فلماذا حقا لا ينادون بتعميم سياسة " أبو مازن " على بقية الشعوب في مواجهة الكورونا ؟
" اللي كاتبه ربك بدو يصير " و " المكتوب ما في منه مهروب " ، وفي العام ١٩٤٣ قدم الدكتور الفلسطيني اسحق موسى الحسيني هذا الاقتراح ، على لسان دجاجته الحكيمة ، في مواجهة الصراع على المأوى ؟
هل يتبنى الرئيس أبو مازن سياسة الدجاجة الحكيمة ؟
إذا لم يجد اللقاح فلا بديل أمامنا إلا أن نكون دجاجا حكيما ونسيح في مدننا نواجه قدرنا ، وبلا إغلاق بلا هم ، وما يريده الفايروس نوافق عليه ونصر على أننا موظفون عنده .
صباح الخير
خربشات
٦ شباط ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى