أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : الشريحة المفترضة والتحكم فينا ( 193 )

مع ازياد عدد الإصابات بالكورونا في المناطق الشمالية من الضفة الغربية لنهر الأردن - أي نابلس وجنين وطولكرم - صار هناك حديث عن احتمال إعادة تجديد إجراءات الإغلاق فالتشديد ، وقد تزامن هذا الحديث مع الحديث عن المنخفض الجوي القطبي الذي سيبدأ - إن لم ينحرف - هذا المساء .
- هل انحرف المنخفض ؟
سأل صديق وأنا في مكتبة الرسالة ، وأضاف :
- منخفض منحرف لأمة - ولفظها " ايما " - منحرفة .
وأما أنا فتذكرت جارتي الطالبة الإنجليزية في مدينة ( بامبرغ ) ( ايما ) . هل كان ثمة تورية في الكلام ، فالشاعرة النابلسية فدوى طوقان تكتب في سيرتها " رحلة صعبة ... رحلة جبلية " أن أهل مدينتها يمتازون بالسخرية الجارحة والتهكم ؟ هل يمتازون بالغمز واللمز أيضا ؟
كل ما سبق " كوم " والشريحة التي ستزرع فينا - إن صح المتداول بشأنها - " كوم " آخر ، بل كوم الأكوام ، ودال " كوم " هنا له معنى يفهمه الناس عامة وقد لا تجد مدلوله الشعبي المتداول في المعاجم .
شخصيا صرت على يقين من أن التحكم فينا عن بعد صار " قاب قوسين أو أدنى " ، فغالبا ما تتحكم جهة ما بجهاز الهاتف خاصتي . أحيانا ينخفض الصوت ، دون أن أفعل ذلك شخصيا ، إلى درجة الصفر ، وصار علي أن أتفقد درجة الصوت باستمرار ، وأحيانا أصحو صباحا فأجد الهاتف مغلقا ، دون أن أكون أغلقته ، أما عن تسرب المعلومات فحدث ولا حرج .
لطالما كررت أسطر الشاعر العراقي مظفر النواب :
" فالعثة في بلد العسكر
تفقس بين الإنسان وثوب النوم وزوجته ، وتقرر صنف المولود "
ولسوف تفقس العثة في قادم الأيام في الإنسان نفسه ، لا بينه وبين ثوب النوم وزوجته . وكما سيتحكمون - إن صح ما يردد عن الشريحة - في نسبة سكر دمنا وفي مستوى ضغطنا وربما أيضا في شهواتنا كلها ؛ من شهوة الطعام إلى شهوة النكاح ، وربما يخترعون للفلسطينيين شهوة كراهية فلسطين . من يدري !!
وأنا أتابع حوار الفصائل وإمكانية اتفاق فتح وحماس على قائمة مشتركة وعلى مرشح الرئاسة ، وهو أبو مازن ، أتذكر قصيدة محمود درويش " سيناريو جاهز " التي يتخيل " أنا المتكلم " فيها أنه هو و " أخوه العدو " وقعا في حفرة وهاجمتهما أفعى ، فماذا سيفعلان أمام عدو قاتل مشترك ؟
هل وجدت فتح وحماس ، الآن ، نفسيهما معا في حفرة أمام عدو مشترك وأن عليهما مواجهته حتى لا يقضي عليهما معا ؟
هل العدو المشترك لهما هو الفايروس ، والفايروس أخطر من الأفعى ؟ وهل تيقنتا من أن دولة إسرائيل جارة مسالمة ووديعة ، فلا خطر منها ؟
سبحان محبب القلوب ! سبحانه ، وسبحان مؤلفها أيضا ( إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ) ، وكما كتبت تحت عنوان " فبركة " فإن ما قيل عن فترة الانقسام كله " فبركة في فبركة " .
الله الباقي !!
صباح الخير
خربشات
١٥ شباط ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى