...وفيكِ شيءٌ من اللاوندِ أعرفهُ
وفيكِ شيءٌ من الإلحادِ.. يعرِفُني..
وفيكِ نايٌ.. حدودُ الرّوحِ تَثقبُهُوفيكِ شيءٌ من الإلحادِ.. يعرِفُني..
وفيكِ مِئذنةٌ تبكي على مُدُني...
* * *
تقولُ لي امرأةٌ: "نهدايَ معجزةٌ
وحضنُإِمرأةٍ يغني عنِ الوطنِ"
* * *
وفيكِ عاشقةٌ تَهذي على شَفتي
تَضُمُّ نهرَ دخانٍ.. يَشتهي سُفني
وفيكِ.. يا لكنَةَ اللاوندِ ملحمةٌ
عن كفرِ جسرٍ تشظَّى وَهْوَ يَعبُرُني
وفيك من مِشْيَةِ الزّيتونِ في لُغتي
ما يَترُكُ العُرْيُ للمصباحِ من شَجَنِ...
* * *
تَسَاقطي عبرَ صوتي بعضَ عاشِقةٍ
تفجري.. ذِي حدودُ الله في وَثَني
تَبخريفي دمي ضَوءً.. لأَعبُدَ ما
يُلَطِّخُ الرّوحَ.. (إنّي أشْتَهي بَدَني)...
أنا انْدِثارُكِ.. وجهُ الرّيح خارِطَتي
أمْشي أمامي، كأَنّي فيكِ أسْبِقُني..
أمْشي يُبَلِّلُني نايٌ..وراقِصةٌ
تَهتزُّ في الرّوحِ نعشاً خِلتُهُ سَكَني
* * *
لّيْلي جفافٌ لِهذا الضّوءِ في امْرأةٍ
كانتْ تَخُطُّ تَعاويذاً.. وتَلْعَنُني
كانتْ تُغَني.. وتَمشي حولَ مِشْيَتِها
كأنَّها تَعبدُ الأكْشاكَ في مُدُني..
وكنتُ أمْتدُّ في أحلامِ مَنْ وَهَبوا
هذا البَنفْسجَ.. أبْعاداً على كَفَني
وكنتُ أتْبَعُ نَفْسي في جَنازَتِهِ
أسيرُ بَعْدي.. كأنِّي فِيَّ لَمْ أَكُنِ
* * *
تقولُ ثانِيَةٌ: "يَكْفيكَ هرطَقَةً
أتَحْسَبُ امْرأةً تُغْنيكَ عنْ وَطَنِ"...؟
* * *
وفيكِ.. أمشي غَريباً فوقَ أغْنِيَتي...