( 1 )
التعريف بالكتاب
المؤلف : الأديب والأسير الفلسطيني أسامة الأشقر
اسم الإصدار : (للسجن مذاق آخر) ، صادر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ، يقع في مائة وست وستين صفحة من الحجم العادي . ابتدأ فيه الأشقر بإهداء إصداره لروح والده المناضل الذي كان مدافعا نشطا عن قضايا الأسرى وحقوقهم ، فكان أبا لكل الأسرى . ثم تلاه بتوجيه الشكر إلى زوجته منار الأشقر، قبل زواجه منها ، فقال هي : ـ ( النجمة التي أضاءت سمائي وأدخلت النور إلى زنزانتي وقلبي فكانت منارة تشع في الآفاق وشمسا لا تغيب عن أيامي . ) ، ثم لرفاقه الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال . وللمناضل أحمد أبو غنيم ، وللاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وللشاعر مراد السوداني ، كلمة على الغلاف .
كتب في المقدمات اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، والشاعر المتوكل طه والأديب أحمد غنيم .
يشتمل للسجن مذاق أخر على قسمين ، ففي القسم الأول يشتمل على مقدمة للمؤلف واثنين وعشرين عنوانا ، وفي القسم الثاني تحت اسم حروب الظل ثلاثة عناوين .
ثانيا:
جملة واحدة استوقفتني في الرواية ص 73 ، على لسان أسامة أو أحد رفاقه الأسرى ، حين خاطبته الأم التي تتمزق ألما بسبب أسر ابنها ، وتتمناه أن يخرج من الأسر ويتزوج قبل وفاة الأم ، فكان رد الأسير صاعقا ، وغير متوقع ، فمن المألوف والطبيعي ، أن تأتي مواساة الأسير ممن هو خارج السجن ، أمّأ أن تكون مواساة الأسير لمن هم خارج السجن ، ومنحهم الأمل والتفاءل ، فهو قمة الصمود والإرادة ، والتي يسعى السجّان فيها لتحطيم إرادة المقاومة والصمود عند الأسير الفلسطيني .. ( طولي بالك يا حجة باب السجن عمره ما سكر، توكلي على الله ) . التمني بطول العمر . الصبر والتحمل . إرادة المقاومة ، التفاؤل بالنصر على ترسانة المحتل وأسلحته وكيانه . كسر باب السجن قريبا رمزا للانتصار والحرية ، والمعين هو الله سبحانه ، فأية إرادة هذه وأية قوة ؟
استوقفني العنوان مليا : للسجن مذاق آخر .. حاولت البحث في دلالات بوابة النص كثيرا ، صحيح أن أسامة الأشقر حاول من البداية اعطاء بعض مفاتيح دلالة النص ، في مقدمة كتابه ص ( 25 ) .. (ليس كتابي هذا سوى استعراض لتجربة عاشها آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال ، حياتنا المختلفة، حكاية. الانتصار على القيد والجلاد، حياة لها مذاق آخر، على طريق الانطلاق من جديد إلى فضاء الحرية على أرض وطننا الحبيب فلسطين .. ) .
يأبى أسامة منذ لحظة اعتقاله إلا أن يكون القارئ معتقلا وأسيرا ، يُدخل القارئ معه الزنزانة ورائحتها العفنة ، فتشتم الرائحة مع أسامة ، تتألم من الوقوف لساعات طويلة دون طعام ودون قضاء حاجة بيلوجية ، فتجوع وتشعر بالرغبة في قضاء حاجة نداء الطبيعة . يبكيك حتى تدمع عيناك ، ويضحكك حتى تدمع عيناك حزنا من الضحك ، حين يسمع أسامة الضحك من أحدهم في الممر المؤدي للسجن ، جو شديد الحرارة . كيس أسود له رائحة نتنة تزكم الأنوف . ظلمة شديد . مكبل اليدين والقدمين بطول الخطوة ثلاث سنتمترات . دفعٌ له من الخلف . ركلات . شتائم وكلمات نابية ومؤذية . فجأة يجبرُ أسامة القارئ على الضحك ألما يقول أسامة : (.. سمعت قهقهة ساخرة، بدت مختلفة عن قهقهات َالجنود ، تمتلكني الفضول، صرخت من الذي يضحك، صاح أحدهم، أنا فلان اعتقلني جنود الاحتلال اليوم، أنا ضرير ومع ذلك وضعوا عصابة على عيوني، أليس هذا مبررا كافيا للضحك.) ص (31 )
ثم يعيدك للضحك بأسى مرة أخرى في ص ( 56 ) يقول أسامة أيضا : ( أحد الأسرى أصابه وجع شديد في أذنه لسنوات، وعندما جاء دوره
ليخرج للمشفى وبعد ثلاثة أيام في البوسطة وعذابها ومشقتها تفاجأ الأسير بأن الفحص المسجل له لركبته، وعندما حاول أن يشرح للطبيب أنه لا يعاني من ركبته بل من أذنه، رفض الطبيب بشدة الاستماع له وأجرى الفحص لركبته ) .
تحدّث أسامه عمن خانوا الوطن وخانوا الرفاق في السجن ، وفي خارج السجن أيضا فكانوا في خدمة المحتل . عصافير داخل السجن ، وعصافير خارج السجن وممارساتهم التي يقومون بها للإيقاع بالضحية داخل السجن فيصبح خائنا ، وبالطرق والأساليب التي يتبعها المحتل للإيقاع بالجواسيس أيضا ، للعمل على استشهاد أو أسر المناضلين .
فقد تحدّث أسامة في كتابه للسجن مذاق آخر عن اثني وعشرين عنوانا لمواضيع عديدة وشائكة ، لا يمكن حصرها في أمسية محددة الوقت كهذه
أود أن أنوه أن أسامة الأشقر تحدّث أيضا عن منار خلاوي ، ولربما ظن القارئ ، أن اسم منار دلالة رمزية لامرأة أو حبيبة لا يريد أن يذكر اسمها ، إذ سرعان ما يكتشف القارئ أن منار خلاوي هي الحبيبة التي أحبت أسامة خلف القضبان ، وهي نفسها التي أصرت على عقد قرانها على اسامة وهو خلف القضبان ، رغم ممانعة الأهل وصديقاتها والمجتمع ، وقبل كل هذا تحدّت المحتل لتقول سنتزوج ونُهرب النطف وسننجب ، وبأننا على العهد والوعد والوفاء حتى ينال كل الأسرى والأسيرات حرياتهم من سجون الاحتلال . وتحرير فلسطين والأقصى من سجن المحتل الأكبر .
التعريف بالكتاب
المؤلف : الأديب والأسير الفلسطيني أسامة الأشقر
اسم الإصدار : (للسجن مذاق آخر) ، صادر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ، يقع في مائة وست وستين صفحة من الحجم العادي . ابتدأ فيه الأشقر بإهداء إصداره لروح والده المناضل الذي كان مدافعا نشطا عن قضايا الأسرى وحقوقهم ، فكان أبا لكل الأسرى . ثم تلاه بتوجيه الشكر إلى زوجته منار الأشقر، قبل زواجه منها ، فقال هي : ـ ( النجمة التي أضاءت سمائي وأدخلت النور إلى زنزانتي وقلبي فكانت منارة تشع في الآفاق وشمسا لا تغيب عن أيامي . ) ، ثم لرفاقه الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال . وللمناضل أحمد أبو غنيم ، وللاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وللشاعر مراد السوداني ، كلمة على الغلاف .
كتب في المقدمات اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، والشاعر المتوكل طه والأديب أحمد غنيم .
يشتمل للسجن مذاق أخر على قسمين ، ففي القسم الأول يشتمل على مقدمة للمؤلف واثنين وعشرين عنوانا ، وفي القسم الثاني تحت اسم حروب الظل ثلاثة عناوين .
ثانيا:
جملة واحدة استوقفتني في الرواية ص 73 ، على لسان أسامة أو أحد رفاقه الأسرى ، حين خاطبته الأم التي تتمزق ألما بسبب أسر ابنها ، وتتمناه أن يخرج من الأسر ويتزوج قبل وفاة الأم ، فكان رد الأسير صاعقا ، وغير متوقع ، فمن المألوف والطبيعي ، أن تأتي مواساة الأسير ممن هو خارج السجن ، أمّأ أن تكون مواساة الأسير لمن هم خارج السجن ، ومنحهم الأمل والتفاءل ، فهو قمة الصمود والإرادة ، والتي يسعى السجّان فيها لتحطيم إرادة المقاومة والصمود عند الأسير الفلسطيني .. ( طولي بالك يا حجة باب السجن عمره ما سكر، توكلي على الله ) . التمني بطول العمر . الصبر والتحمل . إرادة المقاومة ، التفاؤل بالنصر على ترسانة المحتل وأسلحته وكيانه . كسر باب السجن قريبا رمزا للانتصار والحرية ، والمعين هو الله سبحانه ، فأية إرادة هذه وأية قوة ؟
استوقفني العنوان مليا : للسجن مذاق آخر .. حاولت البحث في دلالات بوابة النص كثيرا ، صحيح أن أسامة الأشقر حاول من البداية اعطاء بعض مفاتيح دلالة النص ، في مقدمة كتابه ص ( 25 ) .. (ليس كتابي هذا سوى استعراض لتجربة عاشها آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال ، حياتنا المختلفة، حكاية. الانتصار على القيد والجلاد، حياة لها مذاق آخر، على طريق الانطلاق من جديد إلى فضاء الحرية على أرض وطننا الحبيب فلسطين .. ) .
يأبى أسامة منذ لحظة اعتقاله إلا أن يكون القارئ معتقلا وأسيرا ، يُدخل القارئ معه الزنزانة ورائحتها العفنة ، فتشتم الرائحة مع أسامة ، تتألم من الوقوف لساعات طويلة دون طعام ودون قضاء حاجة بيلوجية ، فتجوع وتشعر بالرغبة في قضاء حاجة نداء الطبيعة . يبكيك حتى تدمع عيناك ، ويضحكك حتى تدمع عيناك حزنا من الضحك ، حين يسمع أسامة الضحك من أحدهم في الممر المؤدي للسجن ، جو شديد الحرارة . كيس أسود له رائحة نتنة تزكم الأنوف . ظلمة شديد . مكبل اليدين والقدمين بطول الخطوة ثلاث سنتمترات . دفعٌ له من الخلف . ركلات . شتائم وكلمات نابية ومؤذية . فجأة يجبرُ أسامة القارئ على الضحك ألما يقول أسامة : (.. سمعت قهقهة ساخرة، بدت مختلفة عن قهقهات َالجنود ، تمتلكني الفضول، صرخت من الذي يضحك، صاح أحدهم، أنا فلان اعتقلني جنود الاحتلال اليوم، أنا ضرير ومع ذلك وضعوا عصابة على عيوني، أليس هذا مبررا كافيا للضحك.) ص (31 )
ثم يعيدك للضحك بأسى مرة أخرى في ص ( 56 ) يقول أسامة أيضا : ( أحد الأسرى أصابه وجع شديد في أذنه لسنوات، وعندما جاء دوره
ليخرج للمشفى وبعد ثلاثة أيام في البوسطة وعذابها ومشقتها تفاجأ الأسير بأن الفحص المسجل له لركبته، وعندما حاول أن يشرح للطبيب أنه لا يعاني من ركبته بل من أذنه، رفض الطبيب بشدة الاستماع له وأجرى الفحص لركبته ) .
تحدّث أسامه عمن خانوا الوطن وخانوا الرفاق في السجن ، وفي خارج السجن أيضا فكانوا في خدمة المحتل . عصافير داخل السجن ، وعصافير خارج السجن وممارساتهم التي يقومون بها للإيقاع بالضحية داخل السجن فيصبح خائنا ، وبالطرق والأساليب التي يتبعها المحتل للإيقاع بالجواسيس أيضا ، للعمل على استشهاد أو أسر المناضلين .
فقد تحدّث أسامة في كتابه للسجن مذاق آخر عن اثني وعشرين عنوانا لمواضيع عديدة وشائكة ، لا يمكن حصرها في أمسية محددة الوقت كهذه
أود أن أنوه أن أسامة الأشقر تحدّث أيضا عن منار خلاوي ، ولربما ظن القارئ ، أن اسم منار دلالة رمزية لامرأة أو حبيبة لا يريد أن يذكر اسمها ، إذ سرعان ما يكتشف القارئ أن منار خلاوي هي الحبيبة التي أحبت أسامة خلف القضبان ، وهي نفسها التي أصرت على عقد قرانها على اسامة وهو خلف القضبان ، رغم ممانعة الأهل وصديقاتها والمجتمع ، وقبل كل هذا تحدّت المحتل لتقول سنتزوج ونُهرب النطف وسننجب ، وبأننا على العهد والوعد والوفاء حتى ينال كل الأسرى والأسيرات حرياتهم من سجون الاحتلال . وتحرير فلسطين والأقصى من سجن المحتل الأكبر .