في وطننا العربي تم تدمير التيارات القومية والليبرالية واليسارية وخنقها، فيما الاحزاب اليسارية والدينية وحتى القومية العنصرية مازالت قائمة في دول اكثر تطورا في الغرب.
خنق الأحزاب القومية واليسارية جاء تحت ذريعة فشلها في ادارة التنمية بعد الاستقلال في بعض الدول. والواقع ان الدول التي حققت نحاحات مهمة - مصر والجزائر والعراق -، وتباطؤ وتيرة التقدم كان بسبب اسرائيل التي زرعت في العمق العربي، وكان ذلك مقدمة للذهاب للسلام.، ان الذهاب لاتفاقيات السلام مع اسرائيل كان بحجة التفرغ للتنمية، فضاعت المكاسب التي تحققت، تمت الخصخصة للقطاع العام دون ان تضخ مواردها في خزينة الدولة.فتراجعت مؤشرات التنمية الى ادنى مستوى، واصبح الفساد مؤسسيا، وازدادت حالات الفقر والبطالة بنسب مخيفة، واحتكر الحاكم وبطانته الثروة والسلطة وتمتع بصلاحيات مطلقة،
شجع الحكام العرب التيارات الاسلامية، أملا في الاحتماء الى "طاعة ولي الأمر"، فإذا بهم يصطدمون بحركة الإخوان التي جعلوا من مشاركتها في ثورات الربيع العربي، مدخلا لاجهاض هذه الثورات ، فدعمت الثورة المضادة للتنكيل ليس بالاخوان فقط، بل بشباب الثورة من كل الشرائح الاجتماعية الذين نزلوا إلى الميادين وضحوا بدمائهم، وإذا بالثورة المضادة تنسبها الى الاخوان، كل ذلك من اجل اعادة تدوير الأنظمة السابقة، بكل فسادها وفشلها.
اريد الوصول من هذا الكلام الذي طال الى فكرة، اعادة الروح الى التيارات القومية واليسارية، الى تجديد فكرها وفق الاوضاع الراهنة، الى جعل الاختلاف حافزا للتطور، ان حركة التطور لاتقوم الا على اساس الاختلاف والتنوع، الاختلاف وليس التعصب والاقصاء.ففي ظل الاختلاف بين مختلف التيارات الفكرية، كان لدينا فلاسفة كبار ومفكرين كان آخرهم محمد عابد الجابري ومحمود العالم وطيب تيزيني وكلهم في ذمة الله.
الفكرة القومية فكرة عظيمة قادت الى الازدهار من نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وانتجت ادباء وفنانين وعلماء وساسة مازالت تتردد اصداءهم الى اليوم، من سعد زغلول حتى جمال عبدالناصر، ومن المنفلوطي وطه حسين حت نجيب محفوظ ومن سيد درويش حتى ام كلثوم، وانتج النظام التعليمي افضل علماء الذرة الذين قتلت معظمهم المخابرات الاسرائيلية.ولم ينتج النظام التعليمي العربي بعد السبعينيات من القرن العشرين نخب ثقافية جديدة.
اعادة بناء الفكر القومي على اساس مشروع حضاري معاصر، واعادة بناء الفكر اليساري على اساس العدالة الاجتماعية في الظروف المعاصرة يمكن ان يشكل املا جديدا لشعوبنا العربية التي تعاني من الحروب والتدمير الممنهج، بينما تمتلك ثروات بشرية وطبيعية تؤهلها لان تكون في طليعة الدول المتقدمة
د. عبدالله عوبل منذوق
خنق الأحزاب القومية واليسارية جاء تحت ذريعة فشلها في ادارة التنمية بعد الاستقلال في بعض الدول. والواقع ان الدول التي حققت نحاحات مهمة - مصر والجزائر والعراق -، وتباطؤ وتيرة التقدم كان بسبب اسرائيل التي زرعت في العمق العربي، وكان ذلك مقدمة للذهاب للسلام.، ان الذهاب لاتفاقيات السلام مع اسرائيل كان بحجة التفرغ للتنمية، فضاعت المكاسب التي تحققت، تمت الخصخصة للقطاع العام دون ان تضخ مواردها في خزينة الدولة.فتراجعت مؤشرات التنمية الى ادنى مستوى، واصبح الفساد مؤسسيا، وازدادت حالات الفقر والبطالة بنسب مخيفة، واحتكر الحاكم وبطانته الثروة والسلطة وتمتع بصلاحيات مطلقة،
شجع الحكام العرب التيارات الاسلامية، أملا في الاحتماء الى "طاعة ولي الأمر"، فإذا بهم يصطدمون بحركة الإخوان التي جعلوا من مشاركتها في ثورات الربيع العربي، مدخلا لاجهاض هذه الثورات ، فدعمت الثورة المضادة للتنكيل ليس بالاخوان فقط، بل بشباب الثورة من كل الشرائح الاجتماعية الذين نزلوا إلى الميادين وضحوا بدمائهم، وإذا بالثورة المضادة تنسبها الى الاخوان، كل ذلك من اجل اعادة تدوير الأنظمة السابقة، بكل فسادها وفشلها.
اريد الوصول من هذا الكلام الذي طال الى فكرة، اعادة الروح الى التيارات القومية واليسارية، الى تجديد فكرها وفق الاوضاع الراهنة، الى جعل الاختلاف حافزا للتطور، ان حركة التطور لاتقوم الا على اساس الاختلاف والتنوع، الاختلاف وليس التعصب والاقصاء.ففي ظل الاختلاف بين مختلف التيارات الفكرية، كان لدينا فلاسفة كبار ومفكرين كان آخرهم محمد عابد الجابري ومحمود العالم وطيب تيزيني وكلهم في ذمة الله.
الفكرة القومية فكرة عظيمة قادت الى الازدهار من نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وانتجت ادباء وفنانين وعلماء وساسة مازالت تتردد اصداءهم الى اليوم، من سعد زغلول حتى جمال عبدالناصر، ومن المنفلوطي وطه حسين حت نجيب محفوظ ومن سيد درويش حتى ام كلثوم، وانتج النظام التعليمي افضل علماء الذرة الذين قتلت معظمهم المخابرات الاسرائيلية.ولم ينتج النظام التعليمي العربي بعد السبعينيات من القرن العشرين نخب ثقافية جديدة.
اعادة بناء الفكر القومي على اساس مشروع حضاري معاصر، واعادة بناء الفكر اليساري على اساس العدالة الاجتماعية في الظروف المعاصرة يمكن ان يشكل املا جديدا لشعوبنا العربية التي تعاني من الحروب والتدمير الممنهج، بينما تمتلك ثروات بشرية وطبيعية تؤهلها لان تكون في طليعة الدول المتقدمة
د. عبدالله عوبل منذوق
Abdullah Awbal
Abdullah Awbal ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit Abdullah Awbal und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die...
www.facebook.com