فى الثانية والنصف صباحا فرحت بصداقته , تأملت صورته على الفيس , خصلته المتهدلة على جبينه , وملامح وجهه الممتلىء , خضار ذقنه الذى يشبه تينة بشوكها , أهدابه وهى تطاول شواشى البلح الأحمر والأصفر فى البر الثانى وقد دنت لعينيها من بعيد , أمامها هو الآن على الشاشة الضوئية بضغطة زر ! , كانت دائما تود أن تعبر عليه بمركب ذى مجدافين , تجدف حتى تكل ذراعاها , تقترب من نخلاته ببطء .. تماما
كما تقترب من مقام سيدى على الصياد .. تهتز مركبها ولكنها تصر على الوصول , تشعر بالماء يتسرب رويدا .. رويدا تحت قدميها من مركبها المثقوب ولكنها تصر على الوصول .. ستقفز سابحة فى اتجاه نخلاته وفى اتجاه المقام .. ستضىء شمعتها وتتمنى .. ستقسم الرغيف نصفين على رأسها وعينيها وتتمناه من أعماق قلبها , ستهمس : والنبى ياسيدى على .. ألق بمحبتى فى قلبه كبذرة فى أرض قاسية وبث فيها والروح .. والنبى ياسيدى على .. وحياة هذه النعمة المباركة والخبزة المشبعة والشربة الهنيئة .. اجعله لى خبزة وشربة وطعمة .
الثانية والنصف صباحا وهو أمامها على الشاشة المضيئة لاتحتاج أن تعبر إليه بمركب .. لاتحتاج بالفعل إلى مجدافين , لن يمتلىء مركبها وبالثقوب
لن تقفز فى الماء على أمل السباحة والنجاة والعبور إلى البر الثانى .. كل ماعليها أن ترسل إليه برسالة ” شكرا على قبولك طلب الصداقة ” , كانت تريد أن تشفعها برسمة لقلب أحمر صغير أو وجه باسم أو فتاة تضحك ثم تطلق زغرودة فرح ولكنها لم تستطع إرسال أى إشارة .. فاجأها .. يقظا كان ( أون لاين ) , التقط صداقتها وحتى إشاراتها التى لم ترسلها ! .. يكتب إليها ماتراءى له ساعتها من كلمات .. لم ينمقها ولم يفتعلها .. فرح بصداقتها , بدأ يستخدم الشات ينتظر إجابتها .
تغيم عيناها بالقلق .. تتوتر .. تنظر فى ساعة الحائط .. الثانية والنصف صباحا .. أتحدثه ؟ .. يطلب منها موعدا..
بضغطة زر ينقلب كيانها .. ترتعش .. تلتمس طرحتها السوداء القديمة فلا تجدها على رأسها , قرطها المخرطة لاتجده فى أذنيها , فى حضن جلبابها الملس الأسود المنسدل على كعبيها لاتجد سوى منامتها الشفافة .. تتفقد خفيها فلاتجد سوى قدميها عاريتين لم تنعما بوخز شوك الطريق إليه . لم تنغرسا فى عرض البحر ولا فى ماء النيل , فى الثانية والنصف صباحا اكتشفت عريها أمامه بمنامتها ونعومة قدميها ورائحتها التى ملأت الغرفة شغفا وشوقا .
يطلب موعدا .. تضرج وجهها .. طارت يمامتان
وحطتا على الشاشة المضيئة , وقفت إحداهما على زر الشات فأغلقته برجليها .. قالت لها :
– عندك حق !
طارت الثانية فأغلقت صفحتها على الفيس فهمست :
– عندك حق !
نهضت وتفقدت طرحتها فأحكمتها على جيبها , دست قرطها المخرطة فى شحمة أذنيها .. انتعلت خفيها .. أمعنت فى إخفاء قدميها بجورب ثقيل
وقفت على البر تهمس لشواشى النخل فى البعيد .. لوجهه الممتلىء .. لخضار ذقنه كتينة بشوكها , قدماها على أول المركب , اطمأنت لوجود الثقوب , على كتفيها اليمامتان , عيناها غارقتان فى الدمع , ناظرة إلى السماء الخالية من أى قمر ومن أى نجم ومن أى غمام ومن أى سحب قد تنذر بمطر حقيقى ذى ماء !
كيف تبدأ رحلتها معه بضغطة زر ؟
تريد أن تغنى له عندما تعبر إليه البر الثانى , وتهمس له أن يترك يدها فى حالها سرب عصافير تنتفض , تمس ماء شوقه على مهل .. وينبعث صوتها رائقا وهى تميل برأسها على كتفه :
” غاب القمر ياابن عمى
يا للا روحنى
دى النسمة آخر الليل
بتفوت وتجرحنى . “..
[SIZE=26px]د. عزة بدر
[/SIZE]
كما تقترب من مقام سيدى على الصياد .. تهتز مركبها ولكنها تصر على الوصول , تشعر بالماء يتسرب رويدا .. رويدا تحت قدميها من مركبها المثقوب ولكنها تصر على الوصول .. ستقفز سابحة فى اتجاه نخلاته وفى اتجاه المقام .. ستضىء شمعتها وتتمنى .. ستقسم الرغيف نصفين على رأسها وعينيها وتتمناه من أعماق قلبها , ستهمس : والنبى ياسيدى على .. ألق بمحبتى فى قلبه كبذرة فى أرض قاسية وبث فيها والروح .. والنبى ياسيدى على .. وحياة هذه النعمة المباركة والخبزة المشبعة والشربة الهنيئة .. اجعله لى خبزة وشربة وطعمة .
الثانية والنصف صباحا وهو أمامها على الشاشة المضيئة لاتحتاج أن تعبر إليه بمركب .. لاتحتاج بالفعل إلى مجدافين , لن يمتلىء مركبها وبالثقوب
لن تقفز فى الماء على أمل السباحة والنجاة والعبور إلى البر الثانى .. كل ماعليها أن ترسل إليه برسالة ” شكرا على قبولك طلب الصداقة ” , كانت تريد أن تشفعها برسمة لقلب أحمر صغير أو وجه باسم أو فتاة تضحك ثم تطلق زغرودة فرح ولكنها لم تستطع إرسال أى إشارة .. فاجأها .. يقظا كان ( أون لاين ) , التقط صداقتها وحتى إشاراتها التى لم ترسلها ! .. يكتب إليها ماتراءى له ساعتها من كلمات .. لم ينمقها ولم يفتعلها .. فرح بصداقتها , بدأ يستخدم الشات ينتظر إجابتها .
تغيم عيناها بالقلق .. تتوتر .. تنظر فى ساعة الحائط .. الثانية والنصف صباحا .. أتحدثه ؟ .. يطلب منها موعدا..
بضغطة زر ينقلب كيانها .. ترتعش .. تلتمس طرحتها السوداء القديمة فلا تجدها على رأسها , قرطها المخرطة لاتجده فى أذنيها , فى حضن جلبابها الملس الأسود المنسدل على كعبيها لاتجد سوى منامتها الشفافة .. تتفقد خفيها فلاتجد سوى قدميها عاريتين لم تنعما بوخز شوك الطريق إليه . لم تنغرسا فى عرض البحر ولا فى ماء النيل , فى الثانية والنصف صباحا اكتشفت عريها أمامه بمنامتها ونعومة قدميها ورائحتها التى ملأت الغرفة شغفا وشوقا .
يطلب موعدا .. تضرج وجهها .. طارت يمامتان
وحطتا على الشاشة المضيئة , وقفت إحداهما على زر الشات فأغلقته برجليها .. قالت لها :
– عندك حق !
طارت الثانية فأغلقت صفحتها على الفيس فهمست :
– عندك حق !
نهضت وتفقدت طرحتها فأحكمتها على جيبها , دست قرطها المخرطة فى شحمة أذنيها .. انتعلت خفيها .. أمعنت فى إخفاء قدميها بجورب ثقيل
وقفت على البر تهمس لشواشى النخل فى البعيد .. لوجهه الممتلىء .. لخضار ذقنه كتينة بشوكها , قدماها على أول المركب , اطمأنت لوجود الثقوب , على كتفيها اليمامتان , عيناها غارقتان فى الدمع , ناظرة إلى السماء الخالية من أى قمر ومن أى نجم ومن أى غمام ومن أى سحب قد تنذر بمطر حقيقى ذى ماء !
كيف تبدأ رحلتها معه بضغطة زر ؟
تريد أن تغنى له عندما تعبر إليه البر الثانى , وتهمس له أن يترك يدها فى حالها سرب عصافير تنتفض , تمس ماء شوقه على مهل .. وينبعث صوتها رائقا وهى تميل برأسها على كتفه :
” غاب القمر ياابن عمى
يا للا روحنى
دى النسمة آخر الليل
بتفوت وتجرحنى . “..
[SIZE=26px]د. عزة بدر
البر الثانى….قصة: د.عزة بدر
فى الثانية والنصف صباحا فرحت بصداقته , تأملت صورته على الفيس , خصلته المتهدلة على جبينه , وملامح وجهه الممتلىء , خضار ذقنه الذى يشبه تينة بشوكها , أهدابه وهى تطاول شواشى البلح الأحمر والأصفر فى الب…
sadazakera.wordpress.com