حسن إبراهيم حسن الافندي - ضمّدْ جراحك

ضـمّد جـراحك واترك ذكر من قذفوا
ومـا يسوءك من حقد لمن سخُفوا
ولست تُرضى البرايا فى مشاربهم
شـتـى مـآربهم , تَـرضى وتـختلف
لـئن أصـبتُ بـقولى كـان ذا شـرف
وإن تـعـثّـر حـظـى خـانـه الـشـرف
يــا ربَّ يــوم ضـمرت الـحب أنـظمه
ومـــا رمـيـت إلــى ذنــب فـأقـترف
بـيـض ضـمـائرنا مــن كــل شـائـبة
وقـد يـؤازر ذو الإخـلاص مـن عـرفوا
أنــام مــلء جـفـونٍ فــى قـنـاعتها
والله أخـشـى إذا أخـطـأت أرتـجـف
ومـــن تــكـون لـــه الـدنـيا مـواتـية
تــأتـى إلــيـه بــيـومٍ كــلـه هـــرف
ومــن يـعمّر فـى مـال وفـى سـعة
لابـــد يـرمـيه فــى أحـوالـه خــرف
الـناس تبلى فهل فى الناس مدكر
ومــا رأيــت كـما الإحـسان أغـترف
إن رام حـاسدنا مـا رام مـن حـسد
أو إن رمــانـا بــمـا يـهـواه مـهـترف
يــا طـالـما قـصّـرت مـنـى مـجاوبة
خـوفـا مــن الله لا جـبـن ولا صـلف
والشعر ملكى وطوع الكف يعرفنى
وقــد رضـعت لـها الأشـعار أحـترف
إن شـئت كنت جحيما فى طبائعه
أو شـئـت كـنت زلالا جـاده الـوطف
لـكـننى بـعـد هـذا الـعمر يـربأ بـى
صــدق الـمقال فـلا أنـفكُّ أرتـشف
أخـــاف يــومـا لـقـاء الله يـسـألنى
عـما فـعلت وعـن ذنـبٍ لـه اقـترف
مــاذا أقــول لـربـى فــى مـسائلة
والـنـار تـلقف شـرَّ الـناس تـختطف
خـوفى من الله عن جرم ليعصمنى
ولا أبــالـى إذا مـــا الـغـير يـجـترف
إثـمـا وشـتـما ومـا أكـديت أنـصحه
إن الـنصيحة لا تـجدى لـمن سرفوا
ضـمّد جـراحك واسـأل عن محاذرة
قـــاوم بـــلاءك إن الـعـمر يـنـصرف
فـالـمثمرات مـن الأشـجار يـحصبها
قــوم لـهـم نـفعها فـى ظـلها ورف
تـغـرى بـهـم حـاجـة أو ربـما عـبث
والله أعــلـم أحـــوالا بـمـن جـنـفوا
إن كـان حـظى مـن الـدنيا مـرارتها
فــمـا أبـــدّل مـــن أمـــر وأعـتـرف


حسن ابراهيم حسن ألأفندي
السودان...
أعلى