نهد لبكر عن يمينك يصنعه الرمل، وليس ببعيد عنه كثيب آخر لثيب، وستمر مستقيما في الوسط بين المترهلين من صدرها ، و كنت استنفذت قبلا عوالمك بعد أن حل الهواء حيز البنزين في سيارتك ، فتركتها و ما جاوزت بعد الشلال المنحدر على خصر الصخر كخيوط فاتنة تكشف على ردفي راقصة تسكنها لحظة المتعة ، ثم الحافلة بالبشر و بآخر محطات توقفها نزلت ، و البغل الذي استعرت لبعض رحلتك قد نفق، و هاجرة اليوم تلبسك السمرة التي طالما حسدت عليها من ترى فيهم البأس و البداوة.
و أنت الباحث عنك تفغر فمك أمام هذه الأجسام التي تحيط بك الآن دونما سند يرفعها في الهواء.
وكلما اقتربت من جسد تسقط عليه ماهيتك وجدت ما ينفرك فيه.
هذا فاتن كفاية ليكون أنثويا ، فيكون لابسه مخنثا أو مطربا ، و ذاك مفتولة عضلاته بشكل يجعله يليق برجل عصابات أو حاكم بأمره و ربما رياضي في فن الملاكمة أو رمي الجلة ، و الآخر ضخم الردفين يليق بطباخ أو سياسي فاشل ،.. وحاد..وطويل..و بدين..و كلها لاتليق .
تجاوزت لوحة الأجساد بعد لأي و ارهاق ، و في ذروتها الشمس أجبرتك على التعري .
خطواتك متثاقلة متباعدة إلى الأمام ، و خلفك المشهد و أثوابك يفصل بينها الخطوة و الخطوتين و ظلك تحت قدميك متعب.
اللغات الآن ضجيج صاخب ، و بعضها رغم نشازه كإيقاع الرمل و أخرى على البسيط مع ما فيها من هنات ، و بعضها لا يستقيم مع أي ايقاع ، و التي تريدها تتمايل مع التفعيلات بطراوة عصية على الثني و الكسر.
تقترب من بحر ألفاظ إحداها و تعيد تشكيلها بإبهاميك في الهواء فتخالها عويلا ، تغريك الفاغرة دون أصوات و تلهيك بقدرتها على اعطاء المعنى المجرد ، و ما جمعت كلك بعد ، فتستمر و حبات العرق الآن تفتق الجلد لتخرج متكتلة تبتلع بعضها في أعلى جبينك هلاما ينزل ثقيلا ، فيصرفه عن العينين حاجباك بإمتدادهما غير المعهود.
تجرجر بعضك متفاديا المصائر ، فما عاد يهمنك ما تكونه و قد أرهقك بحثك ، و تشيح بوجهك عن الديانات و المذاهب و الملل و النحل حنيفا و قد انقشع السراب الذي أمامك عن نواة البشرية ، بركة لا تفضح عمقها يتصبب إليها صنوان روافد ، ابيض ، اصفر ، باهت ، اسود ..
و لاستعادة بعضك لاحقا لم يكن عليك أن تنزل كلك .
أخذت منك نماذجا وضعتها جانبا ، شعرك ، خدك اليسار ، يدك اليمين ، الساعد ، الزند ، فخذك اليسار و الساق و الرجل ، و كان عليك أن تنزل عميقا في بركة النطاف لتبحث عن نواتك الأولى ، انغمست فيها عن آخرك لتعيد سر الحياة الذي يبيحك إعادة التشكل ، بيد أنك لم تعد ، و كانت بقاياك تذوب تجاه البركة ، و تتماهى مع المني سريعا.
عيسى بن محمود
و أنت الباحث عنك تفغر فمك أمام هذه الأجسام التي تحيط بك الآن دونما سند يرفعها في الهواء.
وكلما اقتربت من جسد تسقط عليه ماهيتك وجدت ما ينفرك فيه.
هذا فاتن كفاية ليكون أنثويا ، فيكون لابسه مخنثا أو مطربا ، و ذاك مفتولة عضلاته بشكل يجعله يليق برجل عصابات أو حاكم بأمره و ربما رياضي في فن الملاكمة أو رمي الجلة ، و الآخر ضخم الردفين يليق بطباخ أو سياسي فاشل ،.. وحاد..وطويل..و بدين..و كلها لاتليق .
تجاوزت لوحة الأجساد بعد لأي و ارهاق ، و في ذروتها الشمس أجبرتك على التعري .
خطواتك متثاقلة متباعدة إلى الأمام ، و خلفك المشهد و أثوابك يفصل بينها الخطوة و الخطوتين و ظلك تحت قدميك متعب.
اللغات الآن ضجيج صاخب ، و بعضها رغم نشازه كإيقاع الرمل و أخرى على البسيط مع ما فيها من هنات ، و بعضها لا يستقيم مع أي ايقاع ، و التي تريدها تتمايل مع التفعيلات بطراوة عصية على الثني و الكسر.
تقترب من بحر ألفاظ إحداها و تعيد تشكيلها بإبهاميك في الهواء فتخالها عويلا ، تغريك الفاغرة دون أصوات و تلهيك بقدرتها على اعطاء المعنى المجرد ، و ما جمعت كلك بعد ، فتستمر و حبات العرق الآن تفتق الجلد لتخرج متكتلة تبتلع بعضها في أعلى جبينك هلاما ينزل ثقيلا ، فيصرفه عن العينين حاجباك بإمتدادهما غير المعهود.
تجرجر بعضك متفاديا المصائر ، فما عاد يهمنك ما تكونه و قد أرهقك بحثك ، و تشيح بوجهك عن الديانات و المذاهب و الملل و النحل حنيفا و قد انقشع السراب الذي أمامك عن نواة البشرية ، بركة لا تفضح عمقها يتصبب إليها صنوان روافد ، ابيض ، اصفر ، باهت ، اسود ..
و لاستعادة بعضك لاحقا لم يكن عليك أن تنزل كلك .
أخذت منك نماذجا وضعتها جانبا ، شعرك ، خدك اليسار ، يدك اليمين ، الساعد ، الزند ، فخذك اليسار و الساق و الرجل ، و كان عليك أن تنزل عميقا في بركة النطاف لتبحث عن نواتك الأولى ، انغمست فيها عن آخرك لتعيد سر الحياة الذي يبيحك إعادة التشكل ، بيد أنك لم تعد ، و كانت بقاياك تذوب تجاه البركة ، و تتماهى مع المني سريعا.
عيسى بن محمود