حدجته بنظرة و قد حملق في النهدين البارزين عمدا ، لما أن انحنت النادلة التي لطخت وجهها بعناية ، واضعة المشروب و ورق الحساب على الطاولة المنخفضة جدا لأجل ذاك.
و كان موعدهما بعد أن التقاها في مكتب الضمان الاجتماعي ذات حزن يعلو هامته ، لما أن قطبت ثم نظرت متفحصة وثائق التعويض :
رحمها الله
مفتعلة حنوا.
و ها اللقاء لاستكمال التعارف .
سألته : منذ متى ترملت ؟
ثم استدركت: نسيت أن الملف عندي ،
هل كان وقتها بصدد البحث عن التي تعيد لجدران قلبه حيوية ، و تبعث في رحابتها بعض الدفء؟
أم تراه لما يتهيأ بعد حين استدرجته؟
تمادت في رفع كتفها مرارا و هي تقترب منه أكثر ليحس بمداعبة رهيفة من نعومة الفرو الذي اختارته لهذا اللقاء ، مع أن الفصل لم يحن بعد ليرسل جام برده ، و إن هي إلا بوادر خفيفة لشتاء قادم قد يتأخر.
الدور دوره و البديهة حاضرة غائبة في تزامن ، و ما يعوزه قط لفظ تتلوه علامات تساؤل حتى و إن كانت مفتعلة ، ليزيل جو الصمت الذي يأتي بعد أن تبرد تلك الجمل الحاملة إستفهامات تسبقها همزة التساؤل، لكنه لم يجزم بعد إن كان بصدد الزواج بهذه السرعة.
بادلها السؤال و قد تخابث بأدب:
في أوج الشباب و النظارة ، ماشاء الله ، تكونين ما سبق لك الزواج قط؟
و قد واصل في سره:
و هن يغرهن الثناء
تمادت في إظهار أناقتها و كما الكهرباء تسري هذه الملاطفة:
الكل يخالني كذلك ، الحقيقة اني تزوجت قبلا.
حقا؟
نعم و ترملت مثلك
حقا؟
لم يدم زواجي طويلا
كيف؟
لا أريد أن أتذكر
أسحب سؤالي
لا، لا ، لا أقصد أني لا أريد الإجابة ، المسألة فقط أني أتضايق من الذكريات أحيانا.
للزمن ترك الرد ، و حملا عشيتهما معا يطوفان بها المدينة الغارقة في صمت الاهتمام.
منحته كل الصباحات الجميلة ، كأن لا ليل يترادف ، و جميل الأماني متواقتة مع مراسيمها التي أعدتها مشدودة بخيوط فضية في غير عنف.
إلى العش الذي أرادت قادته باستعجال جلي ، استطالت الليالي ، استبدت و استلذ، و تطبيق معايير المعاشرة يكتسب طقوسا جديدة كل ليلة و السرير يئن.
أنوي التوجه غدا إلى..
هل ضقت ذرعا بدفء السرير
لا ، لا أقصد..
مللت مني ؟ يمكننا تبادل الأدوار
لا أقصد..
يمكنني أن أقصد المكان الذي لك فيه حاجة ، أنوبك يا حبيبي ، ليس عليك أن تتعب نفسك.
انصاع و أطاع و استلقى ، و ما عادت مخملية تلك الفراش و الأثداء مترهلة بعد نزع حاملها ، و قد برزت في الأصابع أظافر أخرى ، و ارتفعت السيقان متقوسة عن السرير ، و أشواك كما الإبر تخترق الجلد بتأني ،
و امتد رأسها تجاه ملامحه و استطال اللسان ، أشاح بوجهه فأمتد لسان الأرملة السوداء في الشريط الوثائقي الذي كانت تعيد بثه القناة للمرة الرابعة على التوالي ، بعد أن أحكمت شراكها على ذكر الفراش ،
و بلهب رهيب في تلك العينين البارزتين حدقت حيث التفت فتكسرت كل المرايا.
عيسى بن محمود
و كان موعدهما بعد أن التقاها في مكتب الضمان الاجتماعي ذات حزن يعلو هامته ، لما أن قطبت ثم نظرت متفحصة وثائق التعويض :
رحمها الله
مفتعلة حنوا.
و ها اللقاء لاستكمال التعارف .
سألته : منذ متى ترملت ؟
ثم استدركت: نسيت أن الملف عندي ،
هل كان وقتها بصدد البحث عن التي تعيد لجدران قلبه حيوية ، و تبعث في رحابتها بعض الدفء؟
أم تراه لما يتهيأ بعد حين استدرجته؟
تمادت في رفع كتفها مرارا و هي تقترب منه أكثر ليحس بمداعبة رهيفة من نعومة الفرو الذي اختارته لهذا اللقاء ، مع أن الفصل لم يحن بعد ليرسل جام برده ، و إن هي إلا بوادر خفيفة لشتاء قادم قد يتأخر.
الدور دوره و البديهة حاضرة غائبة في تزامن ، و ما يعوزه قط لفظ تتلوه علامات تساؤل حتى و إن كانت مفتعلة ، ليزيل جو الصمت الذي يأتي بعد أن تبرد تلك الجمل الحاملة إستفهامات تسبقها همزة التساؤل، لكنه لم يجزم بعد إن كان بصدد الزواج بهذه السرعة.
بادلها السؤال و قد تخابث بأدب:
في أوج الشباب و النظارة ، ماشاء الله ، تكونين ما سبق لك الزواج قط؟
و قد واصل في سره:
و هن يغرهن الثناء
تمادت في إظهار أناقتها و كما الكهرباء تسري هذه الملاطفة:
الكل يخالني كذلك ، الحقيقة اني تزوجت قبلا.
حقا؟
نعم و ترملت مثلك
حقا؟
لم يدم زواجي طويلا
كيف؟
لا أريد أن أتذكر
أسحب سؤالي
لا، لا ، لا أقصد أني لا أريد الإجابة ، المسألة فقط أني أتضايق من الذكريات أحيانا.
للزمن ترك الرد ، و حملا عشيتهما معا يطوفان بها المدينة الغارقة في صمت الاهتمام.
منحته كل الصباحات الجميلة ، كأن لا ليل يترادف ، و جميل الأماني متواقتة مع مراسيمها التي أعدتها مشدودة بخيوط فضية في غير عنف.
إلى العش الذي أرادت قادته باستعجال جلي ، استطالت الليالي ، استبدت و استلذ، و تطبيق معايير المعاشرة يكتسب طقوسا جديدة كل ليلة و السرير يئن.
أنوي التوجه غدا إلى..
هل ضقت ذرعا بدفء السرير
لا ، لا أقصد..
مللت مني ؟ يمكننا تبادل الأدوار
لا أقصد..
يمكنني أن أقصد المكان الذي لك فيه حاجة ، أنوبك يا حبيبي ، ليس عليك أن تتعب نفسك.
انصاع و أطاع و استلقى ، و ما عادت مخملية تلك الفراش و الأثداء مترهلة بعد نزع حاملها ، و قد برزت في الأصابع أظافر أخرى ، و ارتفعت السيقان متقوسة عن السرير ، و أشواك كما الإبر تخترق الجلد بتأني ،
و امتد رأسها تجاه ملامحه و استطال اللسان ، أشاح بوجهه فأمتد لسان الأرملة السوداء في الشريط الوثائقي الذي كانت تعيد بثه القناة للمرة الرابعة على التوالي ، بعد أن أحكمت شراكها على ذكر الفراش ،
و بلهب رهيب في تلك العينين البارزتين حدقت حيث التفت فتكسرت كل المرايا.
عيسى بن محمود