منقول - أقدم نص موجه للأم(*) كان بابليًا لودينغيرّا LOUDINGIRRA.

شاب بابلي يرسل أول رسالة بالتأريخ لأمه، حيث يصفها بأوصافٍ نقف أمامها بذهول ودهشة واحترام حيث يقول فيها:


أنتَ يا حاملَ رسائل الملك.
احملْ معكَ هذه الرسالة إلى مدينة نيبور(**)حيثُ تقطنُ أمي ..
وامضِ، فاقطعْ الطرقَ، فرحلتُك طويلةٌ ..
فإنْ وصلتَ المدينة ..
فامضِ إلى بيتِ، أُمِّي ..
ولا يهمُك، أن تكونَ نائمةً، أو مستيقظةً ..
ولكنْ ..
ولمّا أنّك لا تعرفُ أمّي ..
فإليكَ أوصافُها كي تتعرّفَ عليها حين تلتقي بها ..
أمّي اسمها:
ست عشتار ..
إنَّها تشبهُ، الضياءَ الذي ينوّر ُالأفق ..
وجميلةٌ كغزالٍ شاردٍ في الجبال ..
إنها نجمةُ الصباح التي تتوهّجُ وقتَ الضحى ..
مرجانٌ نادر ٌ
وزبرجد ليسَ لهُ مثيل ..
سحرُها لا يُقاوم ..
كأنّها كنوزُ الملك ..
أو، تمثالٌ ٌ.. نُحِت ٓ من لازورد ..
أُمِّي ..
تشبهُ، مطرَ السماء ..
والماءَ، الذي يسقي الحقول ..
هي ..
بستانٌ حافلٌ بكلِّ ما هو طيبٌ ..
ويملأ .. الفرحُ .. أرجاءَه ..
كأنّها ..
ساقيةٌ، يجري ماؤها ليسقي .. العطشان ..
وشجرةُ، نخيلٍ كلها.. حلاوة ..
هي ..
أميرةٌ، على الأميرات ..
وهي، نشيدٌ أنغامُه، غبطةٌ، ورغد ..
فإذا ..
رأيتَ أمامَك ..
امرأةً فيها هذه الأوصاف ..
والنور، يتألقُ على وجهِها ..
فاعلمْ
أنها أُمِّي ..
فسلِّمها
هذه الرسالةَ..
وقلْ لها:
ابنُك لودينيغررا..
الذي تحبينهُ..
ويُحِبُّكِ..
يُقَبِّلُك ِ ..
ويُبلِغُكِ السلام...
(*)وتعد هذه الرسالة التي تعود إلى 4000 سنة أقدم رسالة معروفة موجهة للأم على مر التاريخ، وهي اليوم موجودة، في متحف اللوفر في باريس. يرجع تاريخها إلى العصر البابلي حيث عثر عليها مكتوبةبالخط المسماري على لوح حجري، وباللغة السومرية. وقد اعتبر العلماء، الذين وجدوا هذه الرسالة، أنها موجهة من ابن إلى أمه وقد أبعدته الغربة عنها.
(*)(عاصمة السومريين تقع الآن في محافظة القادسية في العراق)
(***) ألف شكر لخال زوجتي(ميكائيل) الذي يعيش منذ ستين عاما في المملكة المتحدة الذي أرسل إلي النص وقمت بتحريره من جديد، فهو لا يزال يضع العراق بوجدانه برغم هجرته العراق منذ سنين طوال.




Dheyab Shahin
إبلاغ تحرير السجل حذف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى