في كل أمة أعلام يثيرون حراكا في مناحي الحياة؛ رواد في فنهم أو مبرزين في تآليفهم، ومن هؤلاء أ.د الطاهر أحمد مكي؛ كان رجلا يعيش زمنه؛ يحاور ويناقش طلابه، لم يكن ممن يسكنون الأبراج العاجية ومن ثم يعطون نظريات جوفاء، بل كان يعايش الشأن العام ويدلي برأيه غير هياب ما يجره عليه ذلك، يترك رقم هاتفه على الصفحة الأخيرة من أي مؤلف له، يمشي في دار العلوم فتخاله السلطان مهابة؛ ومع هذا يوسع من يقابله ودا وتقديرا، جلست بين يديه أعي ما يقوله في محاضراته؛ القصة القصيرة عالمه النقدي السحري؛ ما يزال صدى صوته يرن في أذني: البرغوث سفيرا؛ الرحلة لزياد مطيع دماج؛ كثيرون أحبوه لصدقه؛ كان نافذة للثقافة العربية في الأندلس؛ تشعر أنك أمام ظاهرة قل أن توجد بعد؛ كنت أستملح لكنته وأحاول أن أستشف ما وراء مفرداته؛ مع المتنبي في الأندلس؛ حكايات قيلت عن عالمه العاطفي؛ نانا إنها تعلم لماذا؛ يظل وفيا لذكراها؛ عاشق ينقل إلينا طوق الحمامة؛ فقيه في شريعة الحب؛ ينتمي لأمته بفكره وقلمه ومواقفه؛ حتى ادعاه كل فريق؛ البعض يراه إسلاميا؛ والآخرون يصرون أنه كان شيوعيا؛ لا هؤلاء ولا هؤلاء رأوه كما أراد هو لعقله ولا لعصره؛ إنه الطاهر مكي وفقط!
سألته مرة في معرض حواري عن منجزي في رسالة الدكتوراة عن الأدب؛ توجهاته وأنماطه فقل لي يا بني : الأدب إنساني أولا وأخيرا؛ يعنى بالإنسان مواقفه واختيارته وطموحاته وأحلامه وآلامه.
أكان الطاهر مكي ساحرا؟
نعم!
يجذبك إليه بروعته وعظمته وسموه ورقيه؛ لا يرد سائلا؛ لايسخر من طلابه ولا يتعالى على أنداده؛ انتمى لأمته عروبة فلم يألوها حبا وصدق مواقف.
ربما جنبوه الأضواء؛ لكنه كان قلعة في الجامعة بل هو الجامعة بعد طه حسين في قيمها ومثلها؛ حين كانت دار العلوم تعيش عصرها الذهبي في جيل الأعلام ؛ أحمد شلبي وعلى الجندي وأمين السيد وعبد الصبور شاهين وأبو همام، ومحمد بتاجي حسن؛ وحسن الشافعي- حفظه الله- وغيرهم؛ تجمعت الثقافة العربية في أرقى مثال؛ امتلك الطاهر مكي من بينهم طبيعة خاصة وتمايزا قل أو ندر أن يوجد؛ الإبداع في التعبير والتأنق في التفكير؛ تشهد بهذا أعماله ومؤلفاته؛ ومن عجب أن تتجاهله مؤسسات الدولة حيا وميتا؛ أما كان أولى أن تنطلق جائزة باسمه أو قاعة بحثية؟
إننا نتغافل عن أعلامنا؛ ويا للأسى يكرم فينا من لا يثيرون غير الرثاء؛ لقد امتلك الطاهر مكي القلوب لصدقه وطيبته؛ وﻷنه كان طرازا فريدا حق لمصر بله العرب أن يفتخروا به.
حتى إذا مضى حميدا إلى ربه أدرك القوم أن قد ترجل فارس!
سألته مرة في معرض حواري عن منجزي في رسالة الدكتوراة عن الأدب؛ توجهاته وأنماطه فقل لي يا بني : الأدب إنساني أولا وأخيرا؛ يعنى بالإنسان مواقفه واختيارته وطموحاته وأحلامه وآلامه.
أكان الطاهر مكي ساحرا؟
نعم!
يجذبك إليه بروعته وعظمته وسموه ورقيه؛ لا يرد سائلا؛ لايسخر من طلابه ولا يتعالى على أنداده؛ انتمى لأمته عروبة فلم يألوها حبا وصدق مواقف.
ربما جنبوه الأضواء؛ لكنه كان قلعة في الجامعة بل هو الجامعة بعد طه حسين في قيمها ومثلها؛ حين كانت دار العلوم تعيش عصرها الذهبي في جيل الأعلام ؛ أحمد شلبي وعلى الجندي وأمين السيد وعبد الصبور شاهين وأبو همام، ومحمد بتاجي حسن؛ وحسن الشافعي- حفظه الله- وغيرهم؛ تجمعت الثقافة العربية في أرقى مثال؛ امتلك الطاهر مكي من بينهم طبيعة خاصة وتمايزا قل أو ندر أن يوجد؛ الإبداع في التعبير والتأنق في التفكير؛ تشهد بهذا أعماله ومؤلفاته؛ ومن عجب أن تتجاهله مؤسسات الدولة حيا وميتا؛ أما كان أولى أن تنطلق جائزة باسمه أو قاعة بحثية؟
إننا نتغافل عن أعلامنا؛ ويا للأسى يكرم فينا من لا يثيرون غير الرثاء؛ لقد امتلك الطاهر مكي القلوب لصدقه وطيبته؛ وﻷنه كان طرازا فريدا حق لمصر بله العرب أن يفتخروا به.
حتى إذا مضى حميدا إلى ربه أدرك القوم أن قد ترجل فارس!