عندما نسألُ ، ونعتبر السؤالَ مفتاحاً وهذا يأخذ بك نحو مغلق عماء غير معلوم ، والغاية منه كشف وتعيين الباب المعرفي بل ما بعد الباب من مستترٍ سابتٍ في عشِّ رقادته ، اذ جاء دوره اذاً ، ليخرج للعرض حيث المساهمة والترابط الاعتباري هنا في الوجود في مصير الكون الجامع ،
وعند افتراضنا للباب هنا ، في البحث ،اكيد عيّنّا حكماً انَّ هناك بناءً واركاناً لهذا البناء ، ولايكتمل البناء الا باركانه الاربعة، وهو واركانه في وحدة قائمة من المعلوم، فلعل الباب سردٌ في جداريات العماء ولعله نقطة بداية في البنية النصية المحدثة ، حتى ولو كانت حجارة، فاول خلية في الكتلة ،أيُّ كتلةٍ ، هي اول السرد بل مقدمة بكارته ويجري حتى اكتمال الدورة الحياتية للنص ،
وللباب فضلٌ على ركنه الذي هو فيه ،ولولا الباب ما يتمَّ المنجز ولايتم التعاطي،
وللباب في شيئياته اي للسرد في انشقاقه من غيره او انفطاره وطويه ، كما هو للقلم في السطر في رسم وحفر الكتابة ،وكما للمنجل والآلة في تقانات الشي المخصص وظيفةً لها وبها ،،
هكذا هي الاشياء ،عالقةٌ بين العَدَم المستتر العَدَم العَمَاء ، وبين الوجود السردي المعلن في عرضه ،،
كل صورة لمادة كونية ، نجمة ، موجة ، وردة ، غزالة ، هي سردية بحدود تكوينها وقياساتها ، سيما وكانت مسبوقة بسواء العَدَم العماء ، نعم انسردتْ وانفطرت حتى ظهرت،
والسرد هو الشق المقاس وطَوْيُهُ لانجاز غرض ما يتصوره السارد ، انت تمشي في مسيرك ،نعم انت تسرد خطاك تسرد في جسد المسافة سردا بمثل ما عيّنتَ ، فالسرد تقنية لفنان اي لسارد ، شرط ان يكون مبدعاً ،فلعل كل مسرودة من خط عمائها ابتكرت انشقت (واذا السماء انشقت ، واذنت لربها وحقّت ) ( واذا السماء انفطرت ) اي ربُّها ساردها وفاطرها ، اذنت بانت اتضحت من عماوات الدغش والغطش، او هناك ماينشقُّ لطبيعةٍ من رحم مادةٍ وعناصر ، او ماينشقُّ لتعبير ادب ولفظ ، من كاتب وقلم وحرف حبر ، او لون او نحت او صبغ او ، الخ ،،،من التراتيب الفني بالوجهة الاخرى التعبيرية ،،
فالوجودُ وعَرْضُه الابيضُ هذا ، يسبح بالعماء المظلم انشق منه وطوي عنه ، خرج من عماء العدمية ومُسْفِراتها واقدارِها الغيبية ، ولازال يسبح بالظلمة العماء امامه وحوله وفيه وفوقه وتحته ،،
فلولا الوظيفة والتكليف العملي الذاتي للعنصر ايما عنصر ماكان هناك مركز الق ورونق ،،
فشعْ ايها المبدع فلعلك شاغول وهّاج بين عمائين اسودين ،، انقصْ من ظلمة الماحول ( وأنِرِ الزاويةَ التي انت فيها ) هذا تكليفك ، فانت رسولٌ وكلمةُ حرفٍ وصورةٌ ،بل انجازٌ وتركُ أثر ،،
اذن، الوجود سردية بياض عامة مضيئة وفتح ، تسبقها وتلحقها سردية عماء عدمي لاحدود لها ، قد الوجود يُحَدُّ ولكن العَدَم في اكناهه لا يُحَدُّ ،
الكون والطبيعة و ما نسمي من التكوينات والصيرورات ،مادامت انشقت من خط سوائها العَمي اذاً هي سرديات لاتُلَمُّ،، زحفت ودفعت بها ضروراتها واوقاتها ، وجاء الانسان ليُسخّرها كما يشاء اجراءُ الكوني ومتطلبُ الحاجة والعوضُ باللحظة ،،
هذا تبيان لناموس السرد في ايقونات الوجود ،،كجذر مدرك وملموس وصورة عيان ،،
النجوم سردية ، الغابات سردية ، قطعان الحيوان الكثيرة سردية ، اسراب الطير المهاجر ، سرديات حسب الصنف والجنس ، الجبال سرديات بغوامضها وصعابها وتكوينها ، القبيلة وعالمها الاممي ،وخاصة عند العرب سردية معتبرة بحد ذاتها،
تاريخ الامم لمّهُ الطبري والبغدادي وغيرهم من المؤرخين المجتهدين بعد ان نحته ورَقّمَه قلم الحياة الزمكانية وحسب الاطوار والمراحل ، انشق كذلك سرداً عن عماء اقام به الانسان والحاكميات ،دروساً وغاياتِ عساها خيرا وشراً،فالسرد ليس جديداً على العالم ولا افتراضاً ابدا انما الوجود كله سرد والسرد كله وجود بالمقابل والمعادل ،،،،
لكنما هل نستطيع ان نُعيّنَ باي الاوقات ظهر هذا المصطلح ،،،،؟ فارتكز ناصية الايجاد والنشأة ،نعم ، نثبّتُ حينما ذكر ( القرآن الكريم ) ( ان اعملْ سابغاتٍ وقدّرْ في السرد ) السابغات تفسر على انها الدروع الحديد ، والسرد كما في الاية الكريمة نسبي يقدّره السارد او السرّاد حسب الحاجة والنقص ، وكما في رواية النبي سليمان. والنبي داوود كيف كانا يسردان الحديد ، يشقّانه ويطويانه كرامةً من الله لهما ،، ( وألِنّا له الحديد )
و ذلك يصنعان منه الدروع وماشاءا من الصنعة الكثير ،، اذن هو تقدير ،الماشي يقدر مسافاته التي يقطع ويشق في جسد عماء المسافة، والكاتب يقدر مافي المعنى والسطر والصفحة ،
هنا اثبات المصطلح ابتكاراً وغرضاً وشهرةً
ولكن لماذا العقل التحقيقي والمعرفي استدرك على اظهار هذي الفلسفة وتخريج اسلوبيات السرد منها والتركيز على منصات البحث فيها ، اتساعاً وقصداً في الحقيقة التاريخية او لنؤكد عليها في الآني المعاصر ، وكاشارة من القصد نعتبر السرد فتح في سواء الكتل ومنها توالداً ،
ويتبين لك دائماً انّ عالماً من المكاشفة مستمرا بين الانسان والطبيعة ،، اظهر عظيمات شأن للحياة ،مانقول صدفةً لان اصحابنا لايؤمنون بالصدفة يؤمنون بالمكاشفة حين اللزم والتخارج ، والحياة نمطان عماء ووجود و ما بينهما رابط استشعاري ، الذات تتلقى معضلات الامر ولو خفت ، بعلامة الايحاء ، او بمعاينة العثور على دالة تدلنا حيث رقادة هذا الذي نبحث عنه في الهاجسي كأننا ، او هناك رَويـّات في كنه الانسان عنه ،،
كعالم النبوات وقد وَفَدَ صوب الذات السامية عند الرسل والانبياء ، او مكاشفة العلماء في دالات علومهم ، على مر التاريخ ،وكيف جرت سرديات قصصهم واعتبرت اليوم من الثوابت ، في الايمان والقيم والطريقة ،،
كل هذا انشق عن سواء العماء العدمي الى سرديات وجود مختلفة كل بحالها ودلالاتها ،،
وبعد ان بيّنّا بهذي التقدمة، مصطلح السرد ،،وخط السواء العمي والعدمي وكيفية انفطار الموجودات من سَمْتِهِ اللامتناهي ، واعتبار هذا سرديات كلٌّ في تخصص وظيفته وخانته ،،كالعلم في العلم والتاريخ للتاريخ والحروب والاديان والنبوات و، و، الخ من التعدديات الفكرية والمرجعيات المعرفية ،
نعود الى حيث غاية مهمة نركز عليها وهي مآلنا المُرَجّى،
لماذا السردية التعبيرية ، ولماذا التأكيد عليها الان ، خاصة عندنا نحن العرب بالذات ،
نقول السردية اليوم طراز حامل لارهاص وهاجس تفكيري ابداعي مبتكر ومحدث بالحتمية الفارضة دوافعَها التكوينية ،، ولصنع ماهو ابداعي وماهو حضاري ،،وليُسجل بها خصوصيةَ مرحلة معاصرة ، علماً انّ ازمنتُنا مرّت وماكشفتْ عن السردية ولا استخدمتْها كهذا الاستخدام المركّز ،قد تكون نوّهتْ عنها بالدلالة والاشارة ،انما ما اعطتها اهتماماً كهذه الفترةمن قبل المعنيين واهل الفكر. والنقد ،،ولكن اليوم اسسوا منها ولها نواميس ورؤى باهرةً
ومسالكاً لاحصر لها ، ولم تكن رغبةً طارئةً منهم ، ولكنها حكم صيرورة عظيمة وحكم ضرورة فاعلة نضجت وقطعت تجربتها
، وكان قد فرضت اراداتها على الوقت في راهنيته ،، فضلاً عن صفات للسرد مطلوبة يتصف بها ،وهي التحشيد والكثرة والزخم ، والحضور السريع ، والتفاعل مع الجماعة ظاهرا وبطانةً، والشَّدّ الواقعي ،
ونقول كيف،،،؟ نعم امتُنا امةٌ حيّةٌ ذات هوية حضارية ، لديها مشروع معروف كافحت ونافحت من اجله ولاتزال واقفةً على ارض القلق الحاصل من اجله ومعادلاته ، والعالم يعرف هذا جيداً وذوو المراقبة والتنصّت يعرفون، فلعلهم الساندون للمعادلة وهم كثار ، وهناك الخصوم الاعداء وكذلك هم المتربصون ، وهذا ميدان مفتوح، والى الان لاينتهي ،
نعم نحن في حومة صراع من الجدل الفكري ، ودمار حرب تشتعل وتنطفى ،،
وهذي بحد ذاتها سردية كبرى وعظمى ، سرود وانفطارات حضارة جديدة بإسمنا تقود الحياة ثانيةً نتوقعها ، والغرب يفقه ذلك ،لذلك بقي مذعوراً منا والى الان ، وماكان ترك الجدل الكوني بيننا وبينهم
وقد تعودنا على ذلك وعلى طول ازمنة ، ولكنهم تدخلوا سلباً ، فأتوا بنظرياتٍ اقحموا الساحة بها ،
واربكوا،
ولعلنا نسير بنتايج قطعنا فيها ردوحاً من مستويات البلوغ ومستويات الكفاح ،
قطعنا ووصلنا وحركتنا بطبيعتها الاممية والاقليمية ، لها إراداتها ومآلاتها ومصيرها الجامع ، ولعلنا
العارفون بكثافة وكثرة الوافد ايحائياً من العدم الغيبي لها ، ولولا اننا نرى ونحس ضرب حافات فيوضه المفسّر منها ، ومنها الغامض علينا ريثما يكشف عن نفسه ،
لكثرة تناميه وتفاعله مع الظواهر المؤثرة ذات الشد والترابط المنهجيين في الواقع ، نعم ، افترض معادله الاستيعابي ، الحامل لمادة حداثوية مقترِحُها قوةٌ جبارة ، لايوقفها سدٌّ ولايمنعها حدٌّ ،حتما تنزل وهي الواهبة ضروراتها ،،
فلعل هذه هي التي افترضت على العقل الجمعي مكاشفةً واعتبارا في ان يتيقن بأنَّ الطراز الحمّال لهذا الفيوض المقترحة لابد ان يكون طرازاً خاصاً متسعاً جدا للحال ، فاختارت الطريقة السردية سياقاً وروحاً واختارت ان تنشق عنها وتنفطر منها ولادات كتل مادية ومعانٍ اعتباريةٍ كمثل ما انشق وانفطر
النيل والفرات ودجلة عن عماء وسواء هامد الارض ،فانجبهم السرد اي الشق والفطر،،
كذلك الثورات الخالدة والتي اوصلت المدار الايدلوجي لهذا الحال هي منجزات سرد ، شق وانفطار في عماء المساحة الحياتية ،
وكل له ظروفه وتداعياته، وكما نحن لانوغل بالاسباب ، انما نحن نكتشف ، نحن اعتباريون ندخل على الوجود ويدخل علينا، نكاشفه ويكاشفنا ، ونحن في وحدة حركية معه ،
والحكاية ان السرديات المعاصرة هي نتاج مرحلة وسياق حمل وطرازات ،من صفاتها الزخوم ودفعات الكثرة والتحشيد ، وتيارات العمق الباطني تجري كأنّ لا حركة لها ولا مسار ، حتى تباغت المثابة عنوةً،،
فلايستوعب قدرة الآتي المزاحم من هناك ، الا مساحب تستوعب الكثيف والكثير المنظور حتما ،
وكأنّي اسمع جلبتَه وتصافق حافاته مقبلاً معبّئاً باوعية سرود جاهزة للظاهرة ،
لذلك بشّرَالعقلُ وعبّر عن وجوب نظم السرد وحضورها ، كايٍّ يُهَيّءُ سبلاً لقادم لايقدّر قياسه ولا حصره ،،فلابد من مناظرات تسبق النشاط تعدُّه اعداداً وتستوعب ما اذا كان قابلاً مصيره الموزون،،،
ولقد سبقَ السردَ عند العرب طرازاتٌ مختلفة قدّرها العقلُ وفعّلها في الميدان ،،ونجحت باستيعاب حضارة انتجت الاسلامَ ،،وكان من سرودها التي شغلت وفعلت في مرحلتها ،وهي حاملةٌ النضجَ والوعيَ والفلسفةَ ، سيما وهي سرديات العمود الشعري التي تبنت طاقة الفرد وطموحه ، والبند والمقامات وسرد الخطب الميمونة للنبي ( صلى الله عليه وسلم )والخلفاء ( رض )والصالحين ، وكل ما يمت بصلة لحمل البلوغ والصفات آنذاك ،
واليوم نشير وباحقية المتاكد يقيناً ان الامة هيّأت قدراتها ، واعلنت عن السرد كابلغ وسيلة حمل واجدر ،،السرد مقوّم جماهيري كثيف لايُحَد ، الامة تتحرك به معاً والسرد يعني الفتح المبين ، زمانَ ماكانت تتحرك افراداً ممثلين بلوغها ، اليوم باجمعها لابد تفرض وتشتمل ، وتتداول ،،هي و سككها المستقيمة لابد ،،
فلعل بدر شاكر السيّاب والرواد معه هتكوا ربقة القافية الواحدة والوزن في العمود والتي كما ذكرنا تمثل قامة شاعرها قامة الفرد الذي صعد بالامة ومنطلقاتها الحضارية ،، واطلقوا حرية القوافي جمعا وكأنَّ الحروف تجري جميعها لتؤدي المرام ،وبنظم مدروسة دفع بها واعزٌ قدريٌّ ونشاط واقعي عن طريق ذواتهم السامية
فمَثّلوا قدر الامة ومصيرها وكتبوا لقرن وربع ولازالوا فاعلين نعني نظريات الشعر الحر. وحداثاته، والتطور
التقني في النصوص في معمارياتها و في الروايات وبناؤها وغير ذلك ،هذا تمثيل حصري في داخل البُنى المركباتية التي دفعت بها ضرورات المنطلق الفكري واستراتيجيات الوقت المجيد، تلك التي فعّلها
المبدع معلناً بطاقات العبور العظيم لضفة نعرف اين وصلنا بها واين هي وصلت ،،
فسرديات الرواية العربية واخص المصرية منها ، كنتاج اعم في الوطن العربي ، والقصة وما آلت له ابعادها التطورية ،وكتجربة اتجهت بالامة اتجاهاً حضارياً صحيحاً لا تثريب عليه ، وبالمرحلة الراهنة لقرن مهم من الزمن ، اثرت واثّرت كثيرا حيث سجلت للابداع ماجعله ان يكون هويةً عالميةًللعرب ،،
والذي نريد اثباته هنا في بحثنا ،،
ان المرحلةهذي تختلف عن تلك التي مرت ، وذاك حسب معايير مناهجها في القِدَم ،اذ تحركت ازمنتها وامكنتها بحركة جمعية مستقرة لم تكن بعيدة عن مسارات التاريخ والفكر والموروث ، فبنت قاعدةً لمنطلق نراه جديدَ صفاتٍ وخصوصياتٍ ، يُثْبتُ مآلاتٍ من التأسيسية الاممية التي تؤثر بالعالم ثانية،،،
فكيف ومتى ،،،،؟ سينكشف عن تجليها حتما،، وهذا دليل حضور مسارب نقل حركتها وانموذجات دفعها الناضج والواعي والذي حرك مسيرات الربيع الجماهيري في الشارع العربي يوم ذاك والى الان لم تنتهي المعادلة ومَن الذي قال انتهت ،،كذبَ كلُّ مَنْ كذّبَ هذا الربيع الحقيقي او استخفَّ به ، هذا وعي امة مناضلة تراكم طوال فترات نضالها وحروبها وكفاحها ولازالت يتفاعل جدلا ونضجاً فيها ،،
والذي اجّل الزخم ذاته ان يستكين في جانب ويتفجر في جانب ،،اسباب تخص العالم الاممي في اركان معادلاتها التي لم تكتمل في جدلها
ولكنها قادمة لامحال وبيد العرب ،،،لذا نقول ونتكهن بها ، لقد حضر ستراتيج الاستيعاب وخصائص اسلوبيات المحدث ،،،
فنطقوا واشاروا له بالسردية التعبيرية وهذا تحول جوهري بالدليل وبالبرهان القطعي ،والمبدع العربي ليس سفيهاً ولاعبثياًابداً ،،،فاذا كان الفرد في الامة يوما ما سجّل زمكانيته ووعيها وذاتها واضاف للبناء ، سجّل بعده ذوو جدل تحزّبوا وتنظموا من اجل هدف وغاية عظيمين وكان قد اوْسَعوا وكثروا ، والان الذي ينذر بالبُشْر وهو القادم حتماً ، هو خطاب امة بروحها وهيكلها ولسان حالها ستشتمل اعتبارياً لابد مؤكدا ،، وماهذا الذي تتهيّأ له الا بارق لها يحمل وعداً ،،،،
نقد اعتباري
ا٠الاستاذ حميد العنبر الخويلدي
،،العراق،،
وعند افتراضنا للباب هنا ، في البحث ،اكيد عيّنّا حكماً انَّ هناك بناءً واركاناً لهذا البناء ، ولايكتمل البناء الا باركانه الاربعة، وهو واركانه في وحدة قائمة من المعلوم، فلعل الباب سردٌ في جداريات العماء ولعله نقطة بداية في البنية النصية المحدثة ، حتى ولو كانت حجارة، فاول خلية في الكتلة ،أيُّ كتلةٍ ، هي اول السرد بل مقدمة بكارته ويجري حتى اكتمال الدورة الحياتية للنص ،
وللباب فضلٌ على ركنه الذي هو فيه ،ولولا الباب ما يتمَّ المنجز ولايتم التعاطي،
وللباب في شيئياته اي للسرد في انشقاقه من غيره او انفطاره وطويه ، كما هو للقلم في السطر في رسم وحفر الكتابة ،وكما للمنجل والآلة في تقانات الشي المخصص وظيفةً لها وبها ،،
هكذا هي الاشياء ،عالقةٌ بين العَدَم المستتر العَدَم العَمَاء ، وبين الوجود السردي المعلن في عرضه ،،
كل صورة لمادة كونية ، نجمة ، موجة ، وردة ، غزالة ، هي سردية بحدود تكوينها وقياساتها ، سيما وكانت مسبوقة بسواء العَدَم العماء ، نعم انسردتْ وانفطرت حتى ظهرت،
والسرد هو الشق المقاس وطَوْيُهُ لانجاز غرض ما يتصوره السارد ، انت تمشي في مسيرك ،نعم انت تسرد خطاك تسرد في جسد المسافة سردا بمثل ما عيّنتَ ، فالسرد تقنية لفنان اي لسارد ، شرط ان يكون مبدعاً ،فلعل كل مسرودة من خط عمائها ابتكرت انشقت (واذا السماء انشقت ، واذنت لربها وحقّت ) ( واذا السماء انفطرت ) اي ربُّها ساردها وفاطرها ، اذنت بانت اتضحت من عماوات الدغش والغطش، او هناك ماينشقُّ لطبيعةٍ من رحم مادةٍ وعناصر ، او ماينشقُّ لتعبير ادب ولفظ ، من كاتب وقلم وحرف حبر ، او لون او نحت او صبغ او ، الخ ،،،من التراتيب الفني بالوجهة الاخرى التعبيرية ،،
فالوجودُ وعَرْضُه الابيضُ هذا ، يسبح بالعماء المظلم انشق منه وطوي عنه ، خرج من عماء العدمية ومُسْفِراتها واقدارِها الغيبية ، ولازال يسبح بالظلمة العماء امامه وحوله وفيه وفوقه وتحته ،،
فلولا الوظيفة والتكليف العملي الذاتي للعنصر ايما عنصر ماكان هناك مركز الق ورونق ،،
فشعْ ايها المبدع فلعلك شاغول وهّاج بين عمائين اسودين ،، انقصْ من ظلمة الماحول ( وأنِرِ الزاويةَ التي انت فيها ) هذا تكليفك ، فانت رسولٌ وكلمةُ حرفٍ وصورةٌ ،بل انجازٌ وتركُ أثر ،،
اذن، الوجود سردية بياض عامة مضيئة وفتح ، تسبقها وتلحقها سردية عماء عدمي لاحدود لها ، قد الوجود يُحَدُّ ولكن العَدَم في اكناهه لا يُحَدُّ ،
الكون والطبيعة و ما نسمي من التكوينات والصيرورات ،مادامت انشقت من خط سوائها العَمي اذاً هي سرديات لاتُلَمُّ،، زحفت ودفعت بها ضروراتها واوقاتها ، وجاء الانسان ليُسخّرها كما يشاء اجراءُ الكوني ومتطلبُ الحاجة والعوضُ باللحظة ،،
هذا تبيان لناموس السرد في ايقونات الوجود ،،كجذر مدرك وملموس وصورة عيان ،،
النجوم سردية ، الغابات سردية ، قطعان الحيوان الكثيرة سردية ، اسراب الطير المهاجر ، سرديات حسب الصنف والجنس ، الجبال سرديات بغوامضها وصعابها وتكوينها ، القبيلة وعالمها الاممي ،وخاصة عند العرب سردية معتبرة بحد ذاتها،
تاريخ الامم لمّهُ الطبري والبغدادي وغيرهم من المؤرخين المجتهدين بعد ان نحته ورَقّمَه قلم الحياة الزمكانية وحسب الاطوار والمراحل ، انشق كذلك سرداً عن عماء اقام به الانسان والحاكميات ،دروساً وغاياتِ عساها خيرا وشراً،فالسرد ليس جديداً على العالم ولا افتراضاً ابدا انما الوجود كله سرد والسرد كله وجود بالمقابل والمعادل ،،،،
لكنما هل نستطيع ان نُعيّنَ باي الاوقات ظهر هذا المصطلح ،،،،؟ فارتكز ناصية الايجاد والنشأة ،نعم ، نثبّتُ حينما ذكر ( القرآن الكريم ) ( ان اعملْ سابغاتٍ وقدّرْ في السرد ) السابغات تفسر على انها الدروع الحديد ، والسرد كما في الاية الكريمة نسبي يقدّره السارد او السرّاد حسب الحاجة والنقص ، وكما في رواية النبي سليمان. والنبي داوود كيف كانا يسردان الحديد ، يشقّانه ويطويانه كرامةً من الله لهما ،، ( وألِنّا له الحديد )
و ذلك يصنعان منه الدروع وماشاءا من الصنعة الكثير ،، اذن هو تقدير ،الماشي يقدر مسافاته التي يقطع ويشق في جسد عماء المسافة، والكاتب يقدر مافي المعنى والسطر والصفحة ،
هنا اثبات المصطلح ابتكاراً وغرضاً وشهرةً
ولكن لماذا العقل التحقيقي والمعرفي استدرك على اظهار هذي الفلسفة وتخريج اسلوبيات السرد منها والتركيز على منصات البحث فيها ، اتساعاً وقصداً في الحقيقة التاريخية او لنؤكد عليها في الآني المعاصر ، وكاشارة من القصد نعتبر السرد فتح في سواء الكتل ومنها توالداً ،
ويتبين لك دائماً انّ عالماً من المكاشفة مستمرا بين الانسان والطبيعة ،، اظهر عظيمات شأن للحياة ،مانقول صدفةً لان اصحابنا لايؤمنون بالصدفة يؤمنون بالمكاشفة حين اللزم والتخارج ، والحياة نمطان عماء ووجود و ما بينهما رابط استشعاري ، الذات تتلقى معضلات الامر ولو خفت ، بعلامة الايحاء ، او بمعاينة العثور على دالة تدلنا حيث رقادة هذا الذي نبحث عنه في الهاجسي كأننا ، او هناك رَويـّات في كنه الانسان عنه ،،
كعالم النبوات وقد وَفَدَ صوب الذات السامية عند الرسل والانبياء ، او مكاشفة العلماء في دالات علومهم ، على مر التاريخ ،وكيف جرت سرديات قصصهم واعتبرت اليوم من الثوابت ، في الايمان والقيم والطريقة ،،
كل هذا انشق عن سواء العماء العدمي الى سرديات وجود مختلفة كل بحالها ودلالاتها ،،
وبعد ان بيّنّا بهذي التقدمة، مصطلح السرد ،،وخط السواء العمي والعدمي وكيفية انفطار الموجودات من سَمْتِهِ اللامتناهي ، واعتبار هذا سرديات كلٌّ في تخصص وظيفته وخانته ،،كالعلم في العلم والتاريخ للتاريخ والحروب والاديان والنبوات و، و، الخ من التعدديات الفكرية والمرجعيات المعرفية ،
نعود الى حيث غاية مهمة نركز عليها وهي مآلنا المُرَجّى،
لماذا السردية التعبيرية ، ولماذا التأكيد عليها الان ، خاصة عندنا نحن العرب بالذات ،
نقول السردية اليوم طراز حامل لارهاص وهاجس تفكيري ابداعي مبتكر ومحدث بالحتمية الفارضة دوافعَها التكوينية ،، ولصنع ماهو ابداعي وماهو حضاري ،،وليُسجل بها خصوصيةَ مرحلة معاصرة ، علماً انّ ازمنتُنا مرّت وماكشفتْ عن السردية ولا استخدمتْها كهذا الاستخدام المركّز ،قد تكون نوّهتْ عنها بالدلالة والاشارة ،انما ما اعطتها اهتماماً كهذه الفترةمن قبل المعنيين واهل الفكر. والنقد ،،ولكن اليوم اسسوا منها ولها نواميس ورؤى باهرةً
ومسالكاً لاحصر لها ، ولم تكن رغبةً طارئةً منهم ، ولكنها حكم صيرورة عظيمة وحكم ضرورة فاعلة نضجت وقطعت تجربتها
، وكان قد فرضت اراداتها على الوقت في راهنيته ،، فضلاً عن صفات للسرد مطلوبة يتصف بها ،وهي التحشيد والكثرة والزخم ، والحضور السريع ، والتفاعل مع الجماعة ظاهرا وبطانةً، والشَّدّ الواقعي ،
ونقول كيف،،،؟ نعم امتُنا امةٌ حيّةٌ ذات هوية حضارية ، لديها مشروع معروف كافحت ونافحت من اجله ولاتزال واقفةً على ارض القلق الحاصل من اجله ومعادلاته ، والعالم يعرف هذا جيداً وذوو المراقبة والتنصّت يعرفون، فلعلهم الساندون للمعادلة وهم كثار ، وهناك الخصوم الاعداء وكذلك هم المتربصون ، وهذا ميدان مفتوح، والى الان لاينتهي ،
نعم نحن في حومة صراع من الجدل الفكري ، ودمار حرب تشتعل وتنطفى ،،
وهذي بحد ذاتها سردية كبرى وعظمى ، سرود وانفطارات حضارة جديدة بإسمنا تقود الحياة ثانيةً نتوقعها ، والغرب يفقه ذلك ،لذلك بقي مذعوراً منا والى الان ، وماكان ترك الجدل الكوني بيننا وبينهم
وقد تعودنا على ذلك وعلى طول ازمنة ، ولكنهم تدخلوا سلباً ، فأتوا بنظرياتٍ اقحموا الساحة بها ،
واربكوا،
ولعلنا نسير بنتايج قطعنا فيها ردوحاً من مستويات البلوغ ومستويات الكفاح ،
قطعنا ووصلنا وحركتنا بطبيعتها الاممية والاقليمية ، لها إراداتها ومآلاتها ومصيرها الجامع ، ولعلنا
العارفون بكثافة وكثرة الوافد ايحائياً من العدم الغيبي لها ، ولولا اننا نرى ونحس ضرب حافات فيوضه المفسّر منها ، ومنها الغامض علينا ريثما يكشف عن نفسه ،
لكثرة تناميه وتفاعله مع الظواهر المؤثرة ذات الشد والترابط المنهجيين في الواقع ، نعم ، افترض معادله الاستيعابي ، الحامل لمادة حداثوية مقترِحُها قوةٌ جبارة ، لايوقفها سدٌّ ولايمنعها حدٌّ ،حتما تنزل وهي الواهبة ضروراتها ،،
فلعل هذه هي التي افترضت على العقل الجمعي مكاشفةً واعتبارا في ان يتيقن بأنَّ الطراز الحمّال لهذا الفيوض المقترحة لابد ان يكون طرازاً خاصاً متسعاً جدا للحال ، فاختارت الطريقة السردية سياقاً وروحاً واختارت ان تنشق عنها وتنفطر منها ولادات كتل مادية ومعانٍ اعتباريةٍ كمثل ما انشق وانفطر
النيل والفرات ودجلة عن عماء وسواء هامد الارض ،فانجبهم السرد اي الشق والفطر،،
كذلك الثورات الخالدة والتي اوصلت المدار الايدلوجي لهذا الحال هي منجزات سرد ، شق وانفطار في عماء المساحة الحياتية ،
وكل له ظروفه وتداعياته، وكما نحن لانوغل بالاسباب ، انما نحن نكتشف ، نحن اعتباريون ندخل على الوجود ويدخل علينا، نكاشفه ويكاشفنا ، ونحن في وحدة حركية معه ،
والحكاية ان السرديات المعاصرة هي نتاج مرحلة وسياق حمل وطرازات ،من صفاتها الزخوم ودفعات الكثرة والتحشيد ، وتيارات العمق الباطني تجري كأنّ لا حركة لها ولا مسار ، حتى تباغت المثابة عنوةً،،
فلايستوعب قدرة الآتي المزاحم من هناك ، الا مساحب تستوعب الكثيف والكثير المنظور حتما ،
وكأنّي اسمع جلبتَه وتصافق حافاته مقبلاً معبّئاً باوعية سرود جاهزة للظاهرة ،
لذلك بشّرَالعقلُ وعبّر عن وجوب نظم السرد وحضورها ، كايٍّ يُهَيّءُ سبلاً لقادم لايقدّر قياسه ولا حصره ،،فلابد من مناظرات تسبق النشاط تعدُّه اعداداً وتستوعب ما اذا كان قابلاً مصيره الموزون،،،
ولقد سبقَ السردَ عند العرب طرازاتٌ مختلفة قدّرها العقلُ وفعّلها في الميدان ،،ونجحت باستيعاب حضارة انتجت الاسلامَ ،،وكان من سرودها التي شغلت وفعلت في مرحلتها ،وهي حاملةٌ النضجَ والوعيَ والفلسفةَ ، سيما وهي سرديات العمود الشعري التي تبنت طاقة الفرد وطموحه ، والبند والمقامات وسرد الخطب الميمونة للنبي ( صلى الله عليه وسلم )والخلفاء ( رض )والصالحين ، وكل ما يمت بصلة لحمل البلوغ والصفات آنذاك ،
واليوم نشير وباحقية المتاكد يقيناً ان الامة هيّأت قدراتها ، واعلنت عن السرد كابلغ وسيلة حمل واجدر ،،السرد مقوّم جماهيري كثيف لايُحَد ، الامة تتحرك به معاً والسرد يعني الفتح المبين ، زمانَ ماكانت تتحرك افراداً ممثلين بلوغها ، اليوم باجمعها لابد تفرض وتشتمل ، وتتداول ،،هي و سككها المستقيمة لابد ،،
فلعل بدر شاكر السيّاب والرواد معه هتكوا ربقة القافية الواحدة والوزن في العمود والتي كما ذكرنا تمثل قامة شاعرها قامة الفرد الذي صعد بالامة ومنطلقاتها الحضارية ،، واطلقوا حرية القوافي جمعا وكأنَّ الحروف تجري جميعها لتؤدي المرام ،وبنظم مدروسة دفع بها واعزٌ قدريٌّ ونشاط واقعي عن طريق ذواتهم السامية
فمَثّلوا قدر الامة ومصيرها وكتبوا لقرن وربع ولازالوا فاعلين نعني نظريات الشعر الحر. وحداثاته، والتطور
التقني في النصوص في معمارياتها و في الروايات وبناؤها وغير ذلك ،هذا تمثيل حصري في داخل البُنى المركباتية التي دفعت بها ضرورات المنطلق الفكري واستراتيجيات الوقت المجيد، تلك التي فعّلها
المبدع معلناً بطاقات العبور العظيم لضفة نعرف اين وصلنا بها واين هي وصلت ،،
فسرديات الرواية العربية واخص المصرية منها ، كنتاج اعم في الوطن العربي ، والقصة وما آلت له ابعادها التطورية ،وكتجربة اتجهت بالامة اتجاهاً حضارياً صحيحاً لا تثريب عليه ، وبالمرحلة الراهنة لقرن مهم من الزمن ، اثرت واثّرت كثيرا حيث سجلت للابداع ماجعله ان يكون هويةً عالميةًللعرب ،،
والذي نريد اثباته هنا في بحثنا ،،
ان المرحلةهذي تختلف عن تلك التي مرت ، وذاك حسب معايير مناهجها في القِدَم ،اذ تحركت ازمنتها وامكنتها بحركة جمعية مستقرة لم تكن بعيدة عن مسارات التاريخ والفكر والموروث ، فبنت قاعدةً لمنطلق نراه جديدَ صفاتٍ وخصوصياتٍ ، يُثْبتُ مآلاتٍ من التأسيسية الاممية التي تؤثر بالعالم ثانية،،،
فكيف ومتى ،،،،؟ سينكشف عن تجليها حتما،، وهذا دليل حضور مسارب نقل حركتها وانموذجات دفعها الناضج والواعي والذي حرك مسيرات الربيع الجماهيري في الشارع العربي يوم ذاك والى الان لم تنتهي المعادلة ومَن الذي قال انتهت ،،كذبَ كلُّ مَنْ كذّبَ هذا الربيع الحقيقي او استخفَّ به ، هذا وعي امة مناضلة تراكم طوال فترات نضالها وحروبها وكفاحها ولازالت يتفاعل جدلا ونضجاً فيها ،،
والذي اجّل الزخم ذاته ان يستكين في جانب ويتفجر في جانب ،،اسباب تخص العالم الاممي في اركان معادلاتها التي لم تكتمل في جدلها
ولكنها قادمة لامحال وبيد العرب ،،،لذا نقول ونتكهن بها ، لقد حضر ستراتيج الاستيعاب وخصائص اسلوبيات المحدث ،،،
فنطقوا واشاروا له بالسردية التعبيرية وهذا تحول جوهري بالدليل وبالبرهان القطعي ،والمبدع العربي ليس سفيهاً ولاعبثياًابداً ،،،فاذا كان الفرد في الامة يوما ما سجّل زمكانيته ووعيها وذاتها واضاف للبناء ، سجّل بعده ذوو جدل تحزّبوا وتنظموا من اجل هدف وغاية عظيمين وكان قد اوْسَعوا وكثروا ، والان الذي ينذر بالبُشْر وهو القادم حتماً ، هو خطاب امة بروحها وهيكلها ولسان حالها ستشتمل اعتبارياً لابد مؤكدا ،، وماهذا الذي تتهيّأ له الا بارق لها يحمل وعداً ،،،،
نقد اعتباري
ا٠الاستاذ حميد العنبر الخويلدي
،،العراق،،