فرّق النقد الحديث بين مُصطلحى "الشعر الغنائى" و"شعر الأغانى", فالأول مرتبط بمركزية حضور الذات الشاعرة فى النصّ والتعبير عن مكنونانتها ومشاعرها الخاصة, ومن هذا المنطلق لا ترتبط الغنائية بموسيقى الشعر فالغنائية حاضرة فى قصيدة النثر, وفى كل الأشكال الأدبية طالما هناك حضورا مركزيا للذات فى النصّ, أما شعر الأغانى فيشترط وجود موسيقى وقافية وأن تكون المعانى قريبة نسبيا من المتلقى, ولم يتضمن التفريق السابق الاٍعلاء من شأن النظم والتقريرية على حساب الشعرية فى صياغة الأغنية, ولكن أشار أهمية الموسيقى والقرب النسبي للمعانى وليس المباشرة, وليس ذلك مبررا لاٍطلاق مسمى "مؤلف كلمات أغانى" على الشاعر الذى يكتب الأغنية, وحتى اٍن كان هناك الكثيرين من شعراء الأغنية يرجحون كفّة النظم والمباشرة الشديدة على كفّة الشعر وصوره وجماليته, فالأصل فى الأغنية هى أنها شعر بما تحمله كلمة من دلالات, ومن نافلة القول الاٍشارة اٍلى أن روائع الشعر الكلاسيكى كانت منظومات شعرية توازان بين موسيقى الشعر وأخيلته ومجازاته .
ولأن شعر الأغانى يُكتب أساسا من أجل الغناء ومصاحبة الآلة الموسيقية وليس من أجل القراءة ظن الكثيرين أن الأمر سهلا, ومن هذا الباب دخل متواضعو الموهبة اٍلى ساحة كتابة شعر الأغانى, وخاصة فى أيامنا هذه, ولأن النقد الأدبى مدار اشتغاله هو النصّ الشعرى المقروء أصبحت الدراسات التى تناول شعرية الأغنية قليلة جدا اٍلى حد الندرة, وبذلك ترسَّخت تسمية "كلمات" لتدل على نصّ الأغنية بدلا من تسمية "شعر", وتسمية "مؤلف أغانى" بدلا من تسمية "شاعر أغانى", واختلط الحايل بالنابل وظُلم الكثير من شعراء الأغانى الذين تضمنت نصوص أغانيهم تراكيب شعرية لا تقل فى شعريتها عن النصوص التى كتبها معاصريهم للقراءة, وعلى سبيل المثال أغانى مرسي جميل عزيز وحسين السيد ومجدى نجيب وجمال بخيت وغيرهم, وفى هذا الصدد لا ننسي تجربة سيِّد حجاب الرائدة فى صياغة أغانى المسلسلات الدرامية, وما حملته هذه التجربة من ملامح شعرية متميزة ورغم أنها كُتبت أساسا للتلحين والغناء اٍلاّ أنها بعد ذلك طُبِعت فى كتاب "ديوان الأغانى", ولا تقل هذه الأغانى فى جمالياتها وشعريتها عن دواوين سيد حجاب التى كتبها خصيصا للقراءة .
وفى حدث عالمى منحت لجنة نوبل جائزة نوبل فى الآداب للملحن وشاعر الأغانى الأمريكى "بوب ديلان" سنة 2016م, لأنه أدخل تراكيب شعرية فى الأغنية الأمريكية, ويعد ذلك السبق اعترافا من لجنة نوبل بشعرية الأغنية وأنها يمكن أن تكون نصّا أدبيا وحتى اٍن كان مكتوبا من أجل الغناء, فالأصل فى الأغنية كما أشرت سابقا هى أنها شعر منظوم وليست مُجرّد نظم فقط, وبناءا على ذلك لا بد أن نفرّق بين شاعر الأغانى الحقيقيى الموهوب وبين المدَعِّى لنضع الأمور فى نصابها, فكما أن المسرحية نصّ أدبى يُكتب من أجل التمثيل على خشبة المسرح فاٍن الأغنية هى نصّ أدبى شعرى له قواعده ويُكتب من أجل الغناء .
ولأن شعر الأغانى يُكتب أساسا من أجل الغناء ومصاحبة الآلة الموسيقية وليس من أجل القراءة ظن الكثيرين أن الأمر سهلا, ومن هذا الباب دخل متواضعو الموهبة اٍلى ساحة كتابة شعر الأغانى, وخاصة فى أيامنا هذه, ولأن النقد الأدبى مدار اشتغاله هو النصّ الشعرى المقروء أصبحت الدراسات التى تناول شعرية الأغنية قليلة جدا اٍلى حد الندرة, وبذلك ترسَّخت تسمية "كلمات" لتدل على نصّ الأغنية بدلا من تسمية "شعر", وتسمية "مؤلف أغانى" بدلا من تسمية "شاعر أغانى", واختلط الحايل بالنابل وظُلم الكثير من شعراء الأغانى الذين تضمنت نصوص أغانيهم تراكيب شعرية لا تقل فى شعريتها عن النصوص التى كتبها معاصريهم للقراءة, وعلى سبيل المثال أغانى مرسي جميل عزيز وحسين السيد ومجدى نجيب وجمال بخيت وغيرهم, وفى هذا الصدد لا ننسي تجربة سيِّد حجاب الرائدة فى صياغة أغانى المسلسلات الدرامية, وما حملته هذه التجربة من ملامح شعرية متميزة ورغم أنها كُتبت أساسا للتلحين والغناء اٍلاّ أنها بعد ذلك طُبِعت فى كتاب "ديوان الأغانى", ولا تقل هذه الأغانى فى جمالياتها وشعريتها عن دواوين سيد حجاب التى كتبها خصيصا للقراءة .
وفى حدث عالمى منحت لجنة نوبل جائزة نوبل فى الآداب للملحن وشاعر الأغانى الأمريكى "بوب ديلان" سنة 2016م, لأنه أدخل تراكيب شعرية فى الأغنية الأمريكية, ويعد ذلك السبق اعترافا من لجنة نوبل بشعرية الأغنية وأنها يمكن أن تكون نصّا أدبيا وحتى اٍن كان مكتوبا من أجل الغناء, فالأصل فى الأغنية كما أشرت سابقا هى أنها شعر منظوم وليست مُجرّد نظم فقط, وبناءا على ذلك لا بد أن نفرّق بين شاعر الأغانى الحقيقيى الموهوب وبين المدَعِّى لنضع الأمور فى نصابها, فكما أن المسرحية نصّ أدبى يُكتب من أجل التمثيل على خشبة المسرح فاٍن الأغنية هى نصّ أدبى شعرى له قواعده ويُكتب من أجل الغناء .
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com