عناية جابر - لحن يعزف بيد واحدة

أنتَ بيديك الفارغتين
خطر جداً عليّ
ملاطفات متعثرة
هكذا أروي أشياء الماضي
ولكن معك أنت،
ذلك المساء!!
تومئ لي
تعالي
أنا صغيرة يا سيّد
ولا أجيد الحب
تعال أنت
متأملين معاً في العتم
اقطعوا هذا الليل
كي نرى الفجر الفضيّ
تبيّض
زهرة الياسمين
ما إن تطلّ
عن آخر الشارع
إنها الأشجار تُمطر الآن
تخيُّل هذا، سهل
ولا يحتاج أن أرفع
رأسي
أنتَ، قل كلمة
لكي أضعها في قصيدة
وحيث إننا لن نتقابل
ثانية، فلا تُقبلني
فلا نعقّد الموضوع
ولا نحمل حنيناً
لا نلتقط الصور
ولا نتذكر
يأتي الصباح
ونتحول إلى حجارة
أجل، عاطفية
وأريد استحالة، أيّ
شيء، وأحب أن
اشعر، أنك تنظر
إليّ، وأنا انظر
بعيداً
في الليل
يكون لونك أفضل
حتى لو أضاءت نجمة
أو
نجمتان
ثم
وأنت تخفق بمرونة
على ركبتين راجفتين
يثقل هواؤك
يصعب تنفسه
تأتي، خيالك منحدر مع انحدار
زاروب بيتنا
مائلاً قليلاً نحو
حائط الكنيسة
صوتك مستقيم
يطلع من الهواء الذي
يغلف منطقتنا
ولكنك حين لم تأتِ
حين غيّرت رأيك
كنت اسمع الكلمات خارجة مع
تيار الهواء، داخلة مع
تيار الهواء
الغياب
ولنا فيه
وجهات نظر
كل ليل، كل نهار
الأنواع الأخرى من الوقت
أيتها السعادة
والبحار التي تستيقظ
إنه هناك أبداً
يدعم انتظاري
يسنده
كنت أرتدي ثوباً خفيفاً
أطفو على الأشياء
ولم يكن بيتي
وإنما بيت آخر
ودائماً، من دون ان أراك
يوقظني بريق معدن
أسود، ثقيل
في الليل
يُعزف لحن بيد واحدة
في الليل
نعم، في الليل
في هبّة ريح صامتة
يُنهب الليلك عن سياجك
هبّة متوحشة
تسرقك، وفي كثافة
الغيوم، تقع
من جديد
الثقل المحدّد الذي يحزّز القلب
بعدئذ الغابة، الجنون
في الغابة
غابة هي التي يهطل فيها
المطر، ثم رائحة الوحل
الباهت، والزعفران
حين تغيب الشمس
تكون السماء
في النور الأحمر
حلمت ثانية برجل
بعيد
حلمتُ إنني في حضرة الرجل البعيد
وكنتُ اشعر بالهّم
من شيء موجود في الليل
يأتي ليرى
إن كنت ميتة
أشجار في السماء
ظلال تملأ النهر
أتمدّد بقلبي الناعم، وأعبر
جبالاً لا تُعبر
الضفة تنحل في البحر، والحجارة التي
تتورد، تحت الشمس
الثابتة
خيط بعيد ينام
بين السماء
والماء
حدَث تمزّق في الهواء
عيناك نظرت
إليّ
لمّا أموت
أفيق من إغمائي
لمّا أموت.

عن (السفير)
28 مايو 2005
أعلى