عزيزي أشرف البولاقي:
سلامٌ عليك ..
وسلامٌ على كل أصدقائي، مَن عرَفني ومَن لم يعرفني
لن أقولَ لك كما تقول أنت دائمًا، "هالني أن أطالِع"؛ فأنا هنا لا يهولني شيء، لكنني ابتسمتُ فقط عندما قرأتُ ثورتك وغضبتك على هؤلاء الذين اتهموك بالنفاقِ أو المجاملة، حينما تكتب عن أحدهم فيذكر ىمولده، أو فيذكر ىرحيله، أو في أي مناسبة أو في غير مناسبة!
نعم ابتسمتُ ابتسامتي تلك التي تعرفها جيدًا – لا تندهش فنحن قادرون على الابتسام في العالَم الآخر – هل تعرفُ سِر ابتسامتي هذه؟ لأنني كنتُ منتظرًا أن تكتبَ عني ولو كلمةً عابرة فيذكر ىمولدي الثامن عشر مِن أكتوبر، أو حتى في ذكرى رحيلي في العشرين من سبتمبر.
مرت خمس سنوات ياعزيزي، وأنتم جميعا تُظهِرون الحسرةَ والألم على رحيلي المباغِت! وكأنني كنتُ مطالَبًا أن أستأذنكم!
المهم مرت المناسبتان وبكيتم صديقَكم كرم الأبنودي، وتُعِدُّون العُدةَ لبكاء محمد نصر يس، وسَبق لكم أن بكيتم أشرف الجيلاني، وجمال دنقل، ومحمدخير غاطس، وغيرهم كثيرين ... أمّا أنا فلا بواكي لي، كما يقول تراثك العربي الذي أنتم غرمٌ به! لستُ في الحقيقة بحاجةٍ لبكائك، ولا لبكاء أحدٍ من أصدقائك في دنياكم هذه؛ لكنني فقط أردتُ أن أعرف ماذا يمكن أن تكتبوا عني بعد هذه السنوات التي أرحتكم فيها تماماً.
أُعيذها نظراتٍ منك صائبةً أن تحسب أنني كنتُ أعرف جيدًا أنكم تكرهونني، وكنت واثقًا أنني ثقيلٌ عليكم بجرأتي وتمردي؛ لأنني لم أنافق ولم أجامل، وكنتُ بالنسبة لكم جميعًا فظًا غليظ القلب – آه من ذِكْر القلبِ هذا؛فهو الذي أراحني منكم وأراحكم مني – كيف حال الكتابةِ الإبداعية اليوم عندكم؟وما أخبار الثقافة ونادي الأدب؟ لماذا لا أرى السيدة غنية عبدالرحمن بينكم؟ وأين ذهبت هدى عبدالمنعم؟ أسمعُ مِن هنا بأسماءَ جديدةٍ كعبدالشافي، ومحمود حسين، وحسن عامر، وحسين سعيد وآخرين ... لكن لايزال جيلُ القصة القصيرة كما هو!
قصيدتك الجديدة عن الثورة لم تعجبني، ولا تنخدع كثيرًا بإعجاب عبيد عباس بها. علِمتُ أن لك طفلين آخرين غير هند،وسمِعتُ أن محمود مغربي زار الأراضي المقدسة حاجًا أو معتمِرًا، كيف حال "السكسكية وحليب ولَّالبن"؟ هاهاها ... كانت أيامًا جميلة يا أبا هند... وبالمناسبة جلستُ طويلا هنا مع أركون، وخليل عبدالكريم، ونصر حامد أبوزيد، واستمعتُ لهم كثيرًا في هدوءٍ شديد وتناقشنا أكثر من مرةٍ حول أطروحاتهم.
كنتُ أتمنى أن أحدِّثك عن العالم الآخر ياعزيزي، لكنني لن أستطيع؛ حيث إنك لن تفهم جيدًا كيف تسير الأمور هنا ... حسبُك أن تعلم أن الإبداع الحقيقي عند ربِّك، ويومًا ما ستكون رفيقَنا هنا وسترى بنفسك ... أنا فقط مشفِقٌ عليك، بل عليكم جميعًا مِما أنتم فيه من زيفٍ ووهمٍ وخداع!
لعلك تذكر جيدًا أننا كنا – أنت وأنا – متباعديْن قبل رحيلي، ولعلك تذكر أكثر أنني سعيتُ إليك غيرَ مرةٍ، ودعوتَني للشراب، تُرى هل لاتزال حانقًا عليَّ؟ لا يهمني هذا الآن ولا يعنيني.
أريد في نهاية رسالتي هذه أن تكونوا جميعًا أنفسَكم، لا تقلّدوا أحدًا، ولا تتظاهروا بغير ما أنتم فيه أو عليه .... صدِّقني هناك مفاجآت كثيرة في انتظاركم ... والسلام.
أحمد حسين عاشور (أحمد الدقر)
منشوربتاريخ 10/11/2011
* رسالة متخيلة بقلم أشرف البولاقي
سلامٌ عليك ..
وسلامٌ على كل أصدقائي، مَن عرَفني ومَن لم يعرفني
لن أقولَ لك كما تقول أنت دائمًا، "هالني أن أطالِع"؛ فأنا هنا لا يهولني شيء، لكنني ابتسمتُ فقط عندما قرأتُ ثورتك وغضبتك على هؤلاء الذين اتهموك بالنفاقِ أو المجاملة، حينما تكتب عن أحدهم فيذكر ىمولده، أو فيذكر ىرحيله، أو في أي مناسبة أو في غير مناسبة!
نعم ابتسمتُ ابتسامتي تلك التي تعرفها جيدًا – لا تندهش فنحن قادرون على الابتسام في العالَم الآخر – هل تعرفُ سِر ابتسامتي هذه؟ لأنني كنتُ منتظرًا أن تكتبَ عني ولو كلمةً عابرة فيذكر ىمولدي الثامن عشر مِن أكتوبر، أو حتى في ذكرى رحيلي في العشرين من سبتمبر.
مرت خمس سنوات ياعزيزي، وأنتم جميعا تُظهِرون الحسرةَ والألم على رحيلي المباغِت! وكأنني كنتُ مطالَبًا أن أستأذنكم!
المهم مرت المناسبتان وبكيتم صديقَكم كرم الأبنودي، وتُعِدُّون العُدةَ لبكاء محمد نصر يس، وسَبق لكم أن بكيتم أشرف الجيلاني، وجمال دنقل، ومحمدخير غاطس، وغيرهم كثيرين ... أمّا أنا فلا بواكي لي، كما يقول تراثك العربي الذي أنتم غرمٌ به! لستُ في الحقيقة بحاجةٍ لبكائك، ولا لبكاء أحدٍ من أصدقائك في دنياكم هذه؛ لكنني فقط أردتُ أن أعرف ماذا يمكن أن تكتبوا عني بعد هذه السنوات التي أرحتكم فيها تماماً.
أُعيذها نظراتٍ منك صائبةً أن تحسب أنني كنتُ أعرف جيدًا أنكم تكرهونني، وكنت واثقًا أنني ثقيلٌ عليكم بجرأتي وتمردي؛ لأنني لم أنافق ولم أجامل، وكنتُ بالنسبة لكم جميعًا فظًا غليظ القلب – آه من ذِكْر القلبِ هذا؛فهو الذي أراحني منكم وأراحكم مني – كيف حال الكتابةِ الإبداعية اليوم عندكم؟وما أخبار الثقافة ونادي الأدب؟ لماذا لا أرى السيدة غنية عبدالرحمن بينكم؟ وأين ذهبت هدى عبدالمنعم؟ أسمعُ مِن هنا بأسماءَ جديدةٍ كعبدالشافي، ومحمود حسين، وحسن عامر، وحسين سعيد وآخرين ... لكن لايزال جيلُ القصة القصيرة كما هو!
قصيدتك الجديدة عن الثورة لم تعجبني، ولا تنخدع كثيرًا بإعجاب عبيد عباس بها. علِمتُ أن لك طفلين آخرين غير هند،وسمِعتُ أن محمود مغربي زار الأراضي المقدسة حاجًا أو معتمِرًا، كيف حال "السكسكية وحليب ولَّالبن"؟ هاهاها ... كانت أيامًا جميلة يا أبا هند... وبالمناسبة جلستُ طويلا هنا مع أركون، وخليل عبدالكريم، ونصر حامد أبوزيد، واستمعتُ لهم كثيرًا في هدوءٍ شديد وتناقشنا أكثر من مرةٍ حول أطروحاتهم.
كنتُ أتمنى أن أحدِّثك عن العالم الآخر ياعزيزي، لكنني لن أستطيع؛ حيث إنك لن تفهم جيدًا كيف تسير الأمور هنا ... حسبُك أن تعلم أن الإبداع الحقيقي عند ربِّك، ويومًا ما ستكون رفيقَنا هنا وسترى بنفسك ... أنا فقط مشفِقٌ عليك، بل عليكم جميعًا مِما أنتم فيه من زيفٍ ووهمٍ وخداع!
لعلك تذكر جيدًا أننا كنا – أنت وأنا – متباعديْن قبل رحيلي، ولعلك تذكر أكثر أنني سعيتُ إليك غيرَ مرةٍ، ودعوتَني للشراب، تُرى هل لاتزال حانقًا عليَّ؟ لا يهمني هذا الآن ولا يعنيني.
أريد في نهاية رسالتي هذه أن تكونوا جميعًا أنفسَكم، لا تقلّدوا أحدًا، ولا تتظاهروا بغير ما أنتم فيه أو عليه .... صدِّقني هناك مفاجآت كثيرة في انتظاركم ... والسلام.
أحمد حسين عاشور (أحمد الدقر)
منشوربتاريخ 10/11/2011
* رسالة متخيلة بقلم أشرف البولاقي