رسالة استفسار في موضوع النحو من أستاذ اللغة العربية د. حسن عثمان
تحية طيبة أطيب من العسل المصفى في مساقطه، أنثرها بين يديك ورودًا ورياحين،
راجيا أن تصلك عزيزي الأستاذ الدكتور فاروق مواسي وأنت تنعم بالصحة والعافية، وترفل بثياب القوة والعزة، وبعد :
لم أجد من يزيح العبء عن كاهلي إلا أنت؛ لأن فريقا ممّن أثق بعربيتهم أخبروني أنك نسيج وحدك في علم الصرف،
ولا عجب،فكلهم مجمعون على علوّ كعبك في علوم العربية .
...
أما المسألة فهي ما قاله الجوهريّ في صحاحه:
"وإذا أضفت ( فو ) إليك فإنك تقول( فِـيَّ) يستوي ذلك في الرفع والنصب والجر" .
...
أما الرفع والجر فلا إشكال ولا غموض في هذين الموطنين؛ لأن القاعدتين ههنا مطردتان،
ومردّ ذلك كتب الصرف .
ولكن الإشكال في النصب، فقد يقول قائل، ملأت فايَ، ومردّ ذلك علم النحو الذي بثّ في المطوّلات والمبسوطات النحوية.
فما الذي قلب الألف في النصب ياء لتدغم مع أختها؟ نحن نعلم أن الألف لا تقلب ياء إلا في موضعين لا ثالث لهما،
أولهما : في الجمع- كقولنا : سلطان - سلاطين. وثانيهما: في التصغير، كقولنا : كتاب – كتيّب
فما المسوّغ من قلب الألف ياء لتستقرّ الكلمة على صورتها؟
..
لقد استشرت أصحاب أمات الكتب القديمة والحديثة مبتدئا بالمازنيّ ومنتهيا بالغلايينيّ، واستأنست بآراء جهابذة عصرنا وشيوخنا فما نقع أحد غلتي، ولا أطفأ عريب أواري.
..
ولكني واثق أن إجابتك ستكون شافية وافية كافية. والله المستعان.
أرجو الرد .
ودمت للعربية جذوة تتقد!
طالبك الذي يقدرك حق قدرك
دكتوراة - قسم اللغة والنحو في كلية الآداب . جامعة اليرموك
..................
جواب البروفيسور فاروق مواسي
الأستاذ حسن عثمان
ولك تحيتي وحسن الدعاء والثناء!
لا شك أنك تعرف ما يلي :
الأسماء الخمسة (أو الستة) لها شروط في عملها،
ومن هذه الشروط ألا تضاف إلى ياء المتكلم فنقول: سلم أبي على أخي، كما نقول سلم عمي على خالي،
والإعراب هو بالحركات المقدرة.
..
ثانيًا- تعرف أن الاسم من الأسماء الخمسة هو (الفاء) وحدها التي تصبح في حالة عملها: فو، فا، في.
ولأن العرب لا يتركون حرفًا مستقلاً اسمًا إلا في الندرة فقد زادوا على الفاء الميم- كما زادوها في مسكن مثلاً؛
ومنهم من زاد الواو على اعتبار الأصل الثلاثي ( فوه )-الذي اهتدينا إليه عن طريق الجمع أفواه
إذن نقول : امتلأ فمي ، فتحت فمي ، من فمي دانني.
...
وبنفس المدى: نطق فــِــيَّ - أصلها (فوي) وتعرف حكاية الإعلال والإدغام ومجانسة الحركة.
فتحت فِــيَّ ومِن فيَّ... ، فليست الألف موجودة أصلاً هنا مع ياء المتكلم- حتى نتساءل عن إعلالها فلا نقول أبدًا:
فتحت فاي، بل فتحت فِــيَّ، ولكن، فتح هو فاه، وإن فاها لصغير.
واسلم للمحب
تحية طيبة أطيب من العسل المصفى في مساقطه، أنثرها بين يديك ورودًا ورياحين،
راجيا أن تصلك عزيزي الأستاذ الدكتور فاروق مواسي وأنت تنعم بالصحة والعافية، وترفل بثياب القوة والعزة، وبعد :
لم أجد من يزيح العبء عن كاهلي إلا أنت؛ لأن فريقا ممّن أثق بعربيتهم أخبروني أنك نسيج وحدك في علم الصرف،
ولا عجب،فكلهم مجمعون على علوّ كعبك في علوم العربية .
...
أما المسألة فهي ما قاله الجوهريّ في صحاحه:
"وإذا أضفت ( فو ) إليك فإنك تقول( فِـيَّ) يستوي ذلك في الرفع والنصب والجر" .
...
أما الرفع والجر فلا إشكال ولا غموض في هذين الموطنين؛ لأن القاعدتين ههنا مطردتان،
ومردّ ذلك كتب الصرف .
ولكن الإشكال في النصب، فقد يقول قائل، ملأت فايَ، ومردّ ذلك علم النحو الذي بثّ في المطوّلات والمبسوطات النحوية.
فما الذي قلب الألف في النصب ياء لتدغم مع أختها؟ نحن نعلم أن الألف لا تقلب ياء إلا في موضعين لا ثالث لهما،
أولهما : في الجمع- كقولنا : سلطان - سلاطين. وثانيهما: في التصغير، كقولنا : كتاب – كتيّب
فما المسوّغ من قلب الألف ياء لتستقرّ الكلمة على صورتها؟
..
لقد استشرت أصحاب أمات الكتب القديمة والحديثة مبتدئا بالمازنيّ ومنتهيا بالغلايينيّ، واستأنست بآراء جهابذة عصرنا وشيوخنا فما نقع أحد غلتي، ولا أطفأ عريب أواري.
..
ولكني واثق أن إجابتك ستكون شافية وافية كافية. والله المستعان.
أرجو الرد .
ودمت للعربية جذوة تتقد!
طالبك الذي يقدرك حق قدرك
دكتوراة - قسم اللغة والنحو في كلية الآداب . جامعة اليرموك
..................
جواب البروفيسور فاروق مواسي
الأستاذ حسن عثمان
ولك تحيتي وحسن الدعاء والثناء!
لا شك أنك تعرف ما يلي :
الأسماء الخمسة (أو الستة) لها شروط في عملها،
ومن هذه الشروط ألا تضاف إلى ياء المتكلم فنقول: سلم أبي على أخي، كما نقول سلم عمي على خالي،
والإعراب هو بالحركات المقدرة.
..
ثانيًا- تعرف أن الاسم من الأسماء الخمسة هو (الفاء) وحدها التي تصبح في حالة عملها: فو، فا، في.
ولأن العرب لا يتركون حرفًا مستقلاً اسمًا إلا في الندرة فقد زادوا على الفاء الميم- كما زادوها في مسكن مثلاً؛
ومنهم من زاد الواو على اعتبار الأصل الثلاثي ( فوه )-الذي اهتدينا إليه عن طريق الجمع أفواه
إذن نقول : امتلأ فمي ، فتحت فمي ، من فمي دانني.
...
وبنفس المدى: نطق فــِــيَّ - أصلها (فوي) وتعرف حكاية الإعلال والإدغام ومجانسة الحركة.
فتحت فِــيَّ ومِن فيَّ... ، فليست الألف موجودة أصلاً هنا مع ياء المتكلم- حتى نتساءل عن إعلالها فلا نقول أبدًا:
فتحت فاي، بل فتحت فِــيَّ، ولكن، فتح هو فاه، وإن فاها لصغير.
واسلم للمحب