عصري فياض - تصريح البخيتي... تصعيد كبير

بعدما نشر الاعلام الحربي التابع للجيش اليمني واللجان الشعبية " أنصار الله " تصوير لمعركة منطقة جيزان الحدودية وما فيه من معارك طاحنة وصادمة أظهرت انهيار وهروب الجنود السعوديون والمرتزقة من قوات هادي والسودانيون، وما اعلن من نتيجة المعركة من الاستيلاء على نحو اربعين موقعا عسكريا بيد الحوثيون والجيش اليمني، ومقتل نحو ثمانين ضابطا وجنديا سعوديا ومن المرتزقة والسودانيين، وأسر العشرات، خرج السيد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للجان الشعبية (أنصار الله ) للتعليق على هذه المعركة في مقابلة على قناة الميادين الفضائية ، فقال شيئا لافتا غير مسبوق عندما صرح أنه "إذا لم يتوقف العدوان والحصار من قبل دول العدوان السعودي الامريكي على اليمن فإن هدف المعركة سيصبح إسقاط نظام آل سعود،وأن هذه المعركة هي بداية لمرحلة " الوجع الكبير " " كما سماها، هذه المرحلة التي هدتت فيه قيادة الحوثيين والجيش اليمني قبل نحو أشهر ،وقالت مصادرهم أنه إذا لم يتوقف العدوان فإن قيادة الجيش واللجان ستبدأ بمعركة "الوجع الكبير".
إن تصريح البخيتي مهم للغاية، بل غاية في الاهمية بما خص تطورات الحرب في اليمن، خاصة إذا ما اقترن بما قيل ايضا في هذا المجال من تطور المعركة وانتقالها من مرحلة الدفاع التي طالت، إلى مرحلة الهجوم والذي تجسد في العمليات والواسعة مثل عملية " نصر من الله " وغيرها والهجوم الواسع على منطقة مأرب المستمرة بضراوة منذ عدة اشهر وهذه العملية الاخيرة ومواصلة استهداف الاراضي السعودية بالطائرات والصواريخ بشكل شبه يومي، وتبرز أهمية هذا التصريح في كونه تحولاً نوعياً في الاهداف التي تريد اللجان والجيش اليمني السير نحوه وهو إسقاط نظام " آل سعود "، وهو هدف كبير وقد يكون شاقا ولكنه إستراتيجي جدا، وحجر أساس في حدوث تغيرات جمة في المنطقة والعالم، ويأتي هذا التصريح في ظل توافد المبعوث الامريكي والاممي للمنطقة لايجاد حل سياسي للحرب في اليمن ،والذي يتفاءل بسببه الكثيرون في إنهاء هذه المأساة التي يعيش فيها اليمن منذ سبع سنوات، وينتظرون من حكومة صنعاء الليونة في التعامل مع هذه التوجهات،بينما يصعد الحوثيون والجيش اليمني القتال على أكثر من محور في تأكيد على ما رفعوه من شعارات ومطالب محقة،ويصهرون قولهم بالفعل، بينما يبقى الطرف المقابل والمحللون يربطون هذا التصعيد بشأن تكتيكي مردة نية الحوثيين تعزيز موقعهم ومكانتهم في التفاوض القادم،وهذا برأيي غباء مستمر في تشخيص غير حقيقي لمطالب حكومة صنعاء" الجيش واللجان "، والتي رفعت وترفع شعار وقف الحصار ووقف العدوان وإنسحاب القوى الغازية لليمن من سعوديين وإماراتيين، ومن ثم التفاوض مع الاطراف اليمنية بناء على هذه القاعدة، والعودة لمخرجات الحوار الوطني والاستفتاء الشعبي على الحال التي يريدها ويتمناها الشعب ،ويطمح اليها في بناء دولته ولملمة شتات شعبه، والنهوض ببلدة بشكل مستقل وحر بعيدا عن أي هيمنة وتبعية وإنقياد.
أما القول بمفاوضات تحقق مطالب السعودية والامارات وقوات المرتزقة التي تدور في فلكها، التي عجزت الالية العسكرية السعودية والاماراتية واليمنية والعربية المنقادة خلفهما في تحقيقه،فهذا سرب ووهم لا زالت هذه القوى ومن يناصرها من قوى استكبار تحلم به، هذه المطالب التي عجزت الالية العسكرية من تحقيقية ، لا يمكن لاهل اليمن بجيشها ولجانها السماح بتحقيقه،لذلك ما قاله البيخيتي والذي يصعب على الخيال توقع اليات عمله ما هو إلا قفزة كبيرة في التصعيد يتطلب حتما فتح جبهات جديدة وتوسيع أخرى، وتكثيف عمليات موجودة الان، وتعزيز سطوة السلاح على حالة البحث عن حل سياسي، والذهاب لإدخال سلاح جديد في المعركة ربما يكون سيستخدم لاول مرة، ولربما تكون الاهداف الاستراتيجية والحساسة في السعودية أمام التحضير لهجمات واسعة ومدوية عالميا إما ان تدفع السعودية بالضخ بجنودها ومرتزقتها الى الحدود مع اليمن او محاولة التوغل فيه وهذا الامر في الوعي السعودي درب من الخيال بفعل ما أنتجته السنوات السبع الماضية من قتال، لاستنزاف المقدرات السعودية دون تحقيق نتائح لا عسكرية ولا سياسية ولا استراتيجية، أو رفع الراية البيضاء أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية والنزول عند معظم إن لم نقل كل مطالبهم حقنا لما قد تجره تطورات الحرب القادمة من خسائر قد وربما وليس هناك ما يمنع ان تلامس سقوط حكم آل سعود بفعل توسع وتعميق وتعظيم الهجمات الحوثية وجيش حكومة صنعاء ضد اهداف كبيرة وعظيمة في داخل المملكة العربية السعودية.
طبعا قد يعتبر البعض أن تصريح محمد البخيتي مبالغ فيه او هو نوع من الحرب النفسية ، لكن إستراتيجية الحرب التي اعتمدها الجيش اليمني وجماعة أنصار الله في الحرب والتي عرفت بــ"الصبر الاستراتيجي" ،هي إستراتيجية منسجمة مع ذاتها ومسارها،وهي في تصاعد متزايد ومتراكم الانجازات رغم طول المعركة الذي عمل لصالح الحوثيين بشكل ايجابي، وأرهق السعوديون والاماراتين وحلفائهما وأتعبهم،وإستنزف طاقاتهم وقدراتهم مما حداههم لطلب التفاوض أكثر من مرة ،لإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن يحفظ ما تبقى من ماء وجههم الذي جف حتى كاد أن ييبس.
هذا التصريح من البيختي الان وفي ظل هذه المرحلة التي تلت نصر غزة، ونشوة المحور الذي ينتمي له اليمن الحر، هو طرق قوي لأبواب قصر او قصور آل سعود، وهو رسالة يعرف صدقها السعوديون بالخبرة، وهي تقول إما وإما، إما الرضوخ للمطالب المحقة لحكومة واللجان الشعبية في اليمن، وإما أن تصل نار الحرب لمحيط قصوركم وعروشكم،فقبول الهزيمة أقل وقعا على بلعها وفقدان الاسم والمكانة والتاريخ، وتداعي أنظمة من حولها لا تزال تعيش في ظل هذه القصور وحمايتها مما سيشكل نصرا جرافا للعدو اللدود للسعودية وهو إيران، وهذا ما لا تريدة لا السعودية ولا غيرها في كثير من دول المنطقة والعالم,

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى