دخلت "زهرة"مرحة كعادتها لإعداديتها الصغيرة المتواجدة في أطراف القرية.تجر لعب الطفولة و حب الحياة وراءها . تكسو جسدها الصغير بأجمل الثياب (فهي آخر العنقود في البيت و الكل يحبها و يدللها) . تلفت أنظار أهالي القرية النائمين وسط كوم من التقاليد و الممنوعات . قالوا عنها يوما : "اتركوها حتى تكبر,إنها ما تزال طفلة" .
عاشت "زهرة" تلك الأيام المشبعة بالطفولة، تتنقل في كل اتجاه كفراشة تزهو بألوانها المختلفة أيام فصل الربيع . و تعلن عن تحدي خفي يهدد أركان مؤسسة الشيخ. لا تراها إلا باسمة أو ساخرة من بعض الأقوال المترامية في القدم ."لماذا لا أمارس الرياضة؟"سؤال وجهته بعنف لإحدى صديقاتها الصامتات . و هكذا عرفت "زهرة" بأفكارها الثورية الهاربة من قلعة الشيخ .
جاءها في يوم من الأيام,في غفلة عنها,إنذار رسمي يقول:"زهرة.. احتشمي .لقد صرت امرأة.تصرفاتك كلها عيب." يومها رقصت "زهرة" و رقصت معها كل الأزهار المفقودة بالقرية . و أعلنت عن نجاحها الدراسي مرة أخرى بتفوق . و مزقت بذلك كل الحناجر التي نادت بعجزها عن الدراسة : العنوا هذه الفتاة إنها شيطان صغير..و لن تفلح في الدراسة.
"كانت تحلم بمستقبل باسم. قالت يوما:"إنني أحلم بأن أصبح طبيبة مشهورة." صفقت لها بعض الأيادي البيضاء ، التي أخطأت طريقها في إحدى الأمسيات المظلمة و دلفت أرواحها بين حيطان هذه القرية . و ما تزال حتى الآن تقاوم مد و جزر غياهبها الوعرة و قضبانها الجنائزية .
مرت الأيام تتدفق بسرعة رهيبة . استيقظ الناس في يوم غير معلوم على خبر أسود سواد الليل"لقد اختفت زهرة؟" "أين زهرة؟" استوطنت الأشواك كل البقع الخضراء التي كانت مرتعا لها . زال المرح الطفو لي...صمت كل أهل القرية. سجنوا الفتيات في البيوت . "اللعنة أصابت قريتنا,اللعنة حلت علينا. "هكذا قال لهم شيخهم.
-أين زهرة؟ كل من سيسأل عنها سيبعد عن الأنظار و يسكن دهاليز النار . أطبق الصمت و ظل السؤال مرميا في الفضاء يبحث عن الزهرة الغائبة. لكن روحها لم تمت، جاءت تجوس حول أمكنتها البريئة و تهمس لها حتى تنقل خبرها لكل سكان القرية. "لقد غدروا بي و اختطفوني.. قتلوا أحلامي... منعوني من التفكير و طرح السؤال.. اغتصبوني.. و تركوني في الخلاء.. قالوا لي بأن كل خارج عن النظام ,تصيبه لعنة الشيخ . و أنت خارجة عن نظامنا..."
هكذا سمع كل من في القرية حكايتها الأليمة. و استمرت روحها تزور القرية كلما أسدل الليل عباءته السوداء و تحكي قصتها حتى استحالت لكابوس يقلق راحة الشيخ فأمر في إحدى الليالي , بقطع رؤوس كل الفتيات و وأد كل أنثى خرجت للتو من رحم أمها حتى ترفع اللعنة عن القرية. هكذا خاطبهم شيخهم.
أمينة شرادي
عاشت "زهرة" تلك الأيام المشبعة بالطفولة، تتنقل في كل اتجاه كفراشة تزهو بألوانها المختلفة أيام فصل الربيع . و تعلن عن تحدي خفي يهدد أركان مؤسسة الشيخ. لا تراها إلا باسمة أو ساخرة من بعض الأقوال المترامية في القدم ."لماذا لا أمارس الرياضة؟"سؤال وجهته بعنف لإحدى صديقاتها الصامتات . و هكذا عرفت "زهرة" بأفكارها الثورية الهاربة من قلعة الشيخ .
جاءها في يوم من الأيام,في غفلة عنها,إنذار رسمي يقول:"زهرة.. احتشمي .لقد صرت امرأة.تصرفاتك كلها عيب." يومها رقصت "زهرة" و رقصت معها كل الأزهار المفقودة بالقرية . و أعلنت عن نجاحها الدراسي مرة أخرى بتفوق . و مزقت بذلك كل الحناجر التي نادت بعجزها عن الدراسة : العنوا هذه الفتاة إنها شيطان صغير..و لن تفلح في الدراسة.
"كانت تحلم بمستقبل باسم. قالت يوما:"إنني أحلم بأن أصبح طبيبة مشهورة." صفقت لها بعض الأيادي البيضاء ، التي أخطأت طريقها في إحدى الأمسيات المظلمة و دلفت أرواحها بين حيطان هذه القرية . و ما تزال حتى الآن تقاوم مد و جزر غياهبها الوعرة و قضبانها الجنائزية .
مرت الأيام تتدفق بسرعة رهيبة . استيقظ الناس في يوم غير معلوم على خبر أسود سواد الليل"لقد اختفت زهرة؟" "أين زهرة؟" استوطنت الأشواك كل البقع الخضراء التي كانت مرتعا لها . زال المرح الطفو لي...صمت كل أهل القرية. سجنوا الفتيات في البيوت . "اللعنة أصابت قريتنا,اللعنة حلت علينا. "هكذا قال لهم شيخهم.
-أين زهرة؟ كل من سيسأل عنها سيبعد عن الأنظار و يسكن دهاليز النار . أطبق الصمت و ظل السؤال مرميا في الفضاء يبحث عن الزهرة الغائبة. لكن روحها لم تمت، جاءت تجوس حول أمكنتها البريئة و تهمس لها حتى تنقل خبرها لكل سكان القرية. "لقد غدروا بي و اختطفوني.. قتلوا أحلامي... منعوني من التفكير و طرح السؤال.. اغتصبوني.. و تركوني في الخلاء.. قالوا لي بأن كل خارج عن النظام ,تصيبه لعنة الشيخ . و أنت خارجة عن نظامنا..."
هكذا سمع كل من في القرية حكايتها الأليمة. و استمرت روحها تزور القرية كلما أسدل الليل عباءته السوداء و تحكي قصتها حتى استحالت لكابوس يقلق راحة الشيخ فأمر في إحدى الليالي , بقطع رؤوس كل الفتيات و وأد كل أنثى خرجت للتو من رحم أمها حتى ترفع اللعنة عن القرية. هكذا خاطبهم شيخهم.
أمينة شرادي