إن موقف الأردن الثابت ، والواضح من القضية الفلسطينية ، كان موقفا واضحا منذ نشأته بالوقوف الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية ، منذ نشأته الذي سبق نشأت الكيان الصهيوني ، حيث عمد الملك عبد الله المؤسس ، على تخليص شرق الأردن من وعد بلفور ، والعمل على استقلال شرق الأردن ، وتثبيت أركان دولة الأردن بعيدا عن وعد بلفور المشؤوم . وكذلك عمد الأردن باتفاق أريحا عام 1950 ، على الوقوف إلى الجانب الفلسطيني بعد هجرة الشعب الفلسطيني قصريا من أراضيهم ، إلى الضفة الغربية لنهر الأردن .
- توالت الأحداث السياسية على الأردن ، وكان في كل مرّة يقف فيها إلى جانب القضية الفلسطينية ، كان يواجه صعوبات داخلية وخارجية ، سواء الاقتصادية أو السياسية أو في غيرها ، وكثيرا ما كان يواجه التشكيك بمواقفه ، إلى حد التخوين من جهات معادية للأردن ، حسب أجنداتها الخاصة . فما النتائج السلبية المتوقعة على الأردن ، نتيجة موقفه الأخير من العدوان الصهيوني الأخير على غزة ، ومن القدس والمسجد الأقصى والشيخ جراح ، وكان الأردن أول المبادرين بإرسال مساعدات عاجلة لفلسطين في بدء العدوان الصهيوني ؟مواقف كثيرة وقفها الأردن تجاه قضيته المركزية لفلسطين ، وفي كل مرة كان يدفع الثمن باهظا في كثير من الأحيان . فكان ما بعد حزيران عام 67 ، وانطلاق الكفاح المسلح من الأردن ، وبعد معركة الكرامة التي انتصر فيها الأردن ، وقهر أسطورة الجندي الصهيوني الذي يهزم ، كانت فتنة عام 1970 ، بفعل خارجي لضرب المصالح والمواقف الوطنية للأردن تجاه القضية الفلسطينية ، وإيجاد القطيعة بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت . لم تتوانى قوى الضغط الخارجي ، من الضغط على الأردن ، نتيجة موقفه الرافض لصفقة القرن ، فهناك العديد من التسريبات المؤكدة ، لموقف الإدارة الأمريكية ، بإدارة الرئيس الأمريكي السابق ترمب ، ومستشاره كوشنر ، بعيدا عن المؤسسة السياسية الأمريكية ، وبعيدا عن الكونجرس الأمريكي ، لمنع الدعم الاقتصادي لحكومة الأردن ، إضافة إلى تشكيل تغير كبير في المنطقة ، بدعم دولة عربية مجاورة ، لم يعجبها موقف الأردن الرافض لصفقة القرن ، وتمسكه بحق الهاشميين في الدفاع عن المقدسات الدينية في القدس ، وباقي الفلسطينية ، في حالة لو نجح ترمب مرة أخرى في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية . ما أدى كمؤشرات ضغط من جهات كثيرة عالمية وعربية مجاورة ، وغير عربية . فمؤكد أن موقف الأردن لن يعجب الكيان الصهيوني في فلسطين ، برفض الأردن الصفقة ، ووجوبية تخلي الهاشميين عن رعاية المقدسات الدينية ، لدولة عربية أخرى . عمدت إدارة السيد بايدن على إخبار جهاز المخابرات الأردنية ، عما تسميه الأردن بالفتنة ، وما أسمته صحيفة الأمريكية ، بمحاولة انقلابية ، فقط هو محاولة زعزعة الأمن في الأردن ، فكان تماسك الأردنيين أقوى من أية فتنة . أخيرا فإن الأسيرين الأردنيين الدعجة و العنوز ، من قرية ( صما في إربد ) ـ وهذه تعني الكثير للكيان الصهيوني ، خاصة أنهما ليسا من أصول فلسطينية ـ لمنطقة مجابهة طويلة مع الكيان المحتل ، وخوفه العودة لحرب الاستنزاف ، والعودة إلى ما سبق ، أصبح مؤشرا خطيرا ، وكان هذا من أهم الأسباب التي أدت لرفض تسليم الشابين للأردن ، والإصرار على التحقيق معهما ، بظروف شديدة القسوة .مجموعة من الأحداث العصبية ، قد يواجهها الأردن نتيجة موقفه من العدوان الصهيوني الأخير على غزة ، ودعمه صمود الفلسطينيين في غزة ، يضع الأردن في موقف مواجهة حقيقية مع الإدارة الأمريكية ، ومع الكيان المحتل ، وهي إختبار حقيقي لصمود الأردن في وجه التحديات ، والتفاف الشعب الأردني ، حول القيادة الهاشمية ، لدعم صمود الأردن أمام التحديات المستقبلية ، ودعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في الحرية والاستقلال .