أمس الأول أرسل إلي الصديق Ziad Ameireh شريط فيديو يتحدث فيه مدير مدرسة ثانوية في تل أبيب عن نظرته إلى العرب ويوضح السبب الذي من أجله يقتل الجنود الإسرائيليون الفلسطينيين بلا رحمة ، كما لو أن الأخيرين حشرات . إنهم - أي الجنود الإسرائيليين - حين تضغط أصابعهم على الزناد يصوبون على حشرات وأكوام زبالة لا تساوي شيئا ، ولهذا فهم لا يشعرون بتأنيب ضمير إطلاقا . إن من قتل ليس إلا حشرة ، والحشرات المزعجة يجب التخلص منها .
رام كوهين يقول إن العرب أقل من اليهود ، وهذا شيء لا يشعره بالخجل . إنه يعلم طلابه هذا ، ولهذا فإنهم حين يصبحون جنودا يطلقون النار بخفة متناهية .
هل أخطأ محمود درويش حين نطق باسم الهنود الحمر في قصيدته " خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض " ؟
ألم ينطق في الوقت نفسه باسم الفلسطينيين أمام الرجل الصهيوني ؟
هل نبالغ أو نشتط إذا ما جعلنا العنوان على النحو الآتي :
" خطبة الفلسطيني الحنطي ما قبل الأخيرة أمام اليهودي الأبيض الصهيوني ؟" .
لا أعرف إن كان القراء يعرفون أن اليهود أيضا عدوا أنفسهم ، ذات يوم ، هنود العالم الحمر . لقد قرأت هذا من عقود في مجلة " مفجاش / لقاء " - إن لم تخني الذاكرة - التي كان يشرف على إصدارها المرحوم الشاعر محمد حمزة غنايم .
كم من دراسة نشرت عن صورة الفلسطيني والعربي في المناهج المدرسية الإسرائيلية ؟
حسب ما أعرف فإن هناك كتابا صدر عن مركز " مدار " في رام الله .
الشريط الذي أرسله إلي الصديق ليس الشريط الأول الذي أشاهده وأصغي إلى المتكلم فيه . هناك شريط ثان عمم منذ عام تقريبا ، وأعيد توزيعه خلال الأسبوعين الأخيرين عن مدرسة أطفال يهودية في القدس يوجه إليهم فيه الأسئلة الآتية :
- لمن القدس ؟
- هل سيعاد بناء الهيكل ؟
- كيف تنظرون إلى العرب ؟
- هل التقيتم بعربي ذات يوم ؟
- وإذا التقيتم به فماذا تفعلون به ؟
- ما شكل العلاقة بين اليهود والعرب ؟
ولم يشذ في إجابته عن بقية زملائه إلا طفل واحد أبدى مشاعر شبه إيجابية نحو العرب ، أما بقية الأطفال فرأوا أن العرب يجب ان يكونوا عبيدا لليهود ، وأنه يجب هدم الأقصى وإقامة الهيكل مكانه ، وأن القدس لليهود ويجب طرد العرب منها أو يعيشوا فيها عبيدا . العرب عبيد لليهود وهم أقل مكانة .
في سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته ، عندما كنا نقرأ ونحن يساريون ، ما يشاع عن كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون " كنا نأخذ بالرأي الذي يقول إنه كتاب وضعه أعداء اليهود على لسان اليهود الصهيونيين ليسيئوا إليهم .
الشريطان اللذان شاهدتهما وأصغيت إليهما قالا لي شيئا آخر هو إن كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون " هو من تأليف يهود صهيونيين مثل مدير المدرسة اليهودية في تل أبيب ( رام كوهين ) ومثل المشرفين على روضة الأطفال اليهودية في القدس . طبعا يجب ألا أعمم فأطلق القول في اليهود كلهم ، فثمة ستة ملايين يهودي في العالم لا صلة لهم بما قاله رام كوهين وبما علم به معلمو الحضانة / المدرسة الابتدائية أطفالهم . وأيضا ثمة يهود مثل ( ايلان بابيه ) ويهود مثل يهود ( ناطوري كارتا ) هم أبرياء من كلام كهذا ومن تربية كهذه .
هل يوجد بيننا من ينعت اليهود قاطبة بأنهم حشرات وحثالات بشرية وأقل شعوب الأرض ويجب إبادتهم ؟
للأسف فإن هؤلاء أيضا موجودون ، وثمة أدبيات فلسطينية لا تخلو من هذا ربما تكتب تحت وطأة واقع الفلسطينيين المأساوي الناتج عن طردهم من ديارهم في العام ١٩٤٨ وما نتج عنه من شتات مرعب واحتلالات متواصلة .
سوف أبكي كما بكى صاحب امريء القيس وهما في الطريق إلى بلاد الروم ، سوف أبكي فالطريق طويل طويل . هل تذكرون بيتي امريء القيس :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ،
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا ، أو نموت فنعذرا " ؟ .
الحق كل الحق على بلفور وستالين وهرتسل وبن غوريون و .. و .. و " دبرها يا مستر دل " .
ألسبب السابق ذهب السفير الإماراتي إلى الحاخام ليباركه ويطرد شياطين الفلسطينيين من رأسه ؟
الطريق طويل طويل طويل !!
صباح الخير
خربشات
٣ حزيران ٢٠٢١
رام كوهين يقول إن العرب أقل من اليهود ، وهذا شيء لا يشعره بالخجل . إنه يعلم طلابه هذا ، ولهذا فإنهم حين يصبحون جنودا يطلقون النار بخفة متناهية .
هل أخطأ محمود درويش حين نطق باسم الهنود الحمر في قصيدته " خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض " ؟
ألم ينطق في الوقت نفسه باسم الفلسطينيين أمام الرجل الصهيوني ؟
هل نبالغ أو نشتط إذا ما جعلنا العنوان على النحو الآتي :
" خطبة الفلسطيني الحنطي ما قبل الأخيرة أمام اليهودي الأبيض الصهيوني ؟" .
لا أعرف إن كان القراء يعرفون أن اليهود أيضا عدوا أنفسهم ، ذات يوم ، هنود العالم الحمر . لقد قرأت هذا من عقود في مجلة " مفجاش / لقاء " - إن لم تخني الذاكرة - التي كان يشرف على إصدارها المرحوم الشاعر محمد حمزة غنايم .
كم من دراسة نشرت عن صورة الفلسطيني والعربي في المناهج المدرسية الإسرائيلية ؟
حسب ما أعرف فإن هناك كتابا صدر عن مركز " مدار " في رام الله .
الشريط الذي أرسله إلي الصديق ليس الشريط الأول الذي أشاهده وأصغي إلى المتكلم فيه . هناك شريط ثان عمم منذ عام تقريبا ، وأعيد توزيعه خلال الأسبوعين الأخيرين عن مدرسة أطفال يهودية في القدس يوجه إليهم فيه الأسئلة الآتية :
- لمن القدس ؟
- هل سيعاد بناء الهيكل ؟
- كيف تنظرون إلى العرب ؟
- هل التقيتم بعربي ذات يوم ؟
- وإذا التقيتم به فماذا تفعلون به ؟
- ما شكل العلاقة بين اليهود والعرب ؟
ولم يشذ في إجابته عن بقية زملائه إلا طفل واحد أبدى مشاعر شبه إيجابية نحو العرب ، أما بقية الأطفال فرأوا أن العرب يجب ان يكونوا عبيدا لليهود ، وأنه يجب هدم الأقصى وإقامة الهيكل مكانه ، وأن القدس لليهود ويجب طرد العرب منها أو يعيشوا فيها عبيدا . العرب عبيد لليهود وهم أقل مكانة .
في سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته ، عندما كنا نقرأ ونحن يساريون ، ما يشاع عن كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون " كنا نأخذ بالرأي الذي يقول إنه كتاب وضعه أعداء اليهود على لسان اليهود الصهيونيين ليسيئوا إليهم .
الشريطان اللذان شاهدتهما وأصغيت إليهما قالا لي شيئا آخر هو إن كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون " هو من تأليف يهود صهيونيين مثل مدير المدرسة اليهودية في تل أبيب ( رام كوهين ) ومثل المشرفين على روضة الأطفال اليهودية في القدس . طبعا يجب ألا أعمم فأطلق القول في اليهود كلهم ، فثمة ستة ملايين يهودي في العالم لا صلة لهم بما قاله رام كوهين وبما علم به معلمو الحضانة / المدرسة الابتدائية أطفالهم . وأيضا ثمة يهود مثل ( ايلان بابيه ) ويهود مثل يهود ( ناطوري كارتا ) هم أبرياء من كلام كهذا ومن تربية كهذه .
هل يوجد بيننا من ينعت اليهود قاطبة بأنهم حشرات وحثالات بشرية وأقل شعوب الأرض ويجب إبادتهم ؟
للأسف فإن هؤلاء أيضا موجودون ، وثمة أدبيات فلسطينية لا تخلو من هذا ربما تكتب تحت وطأة واقع الفلسطينيين المأساوي الناتج عن طردهم من ديارهم في العام ١٩٤٨ وما نتج عنه من شتات مرعب واحتلالات متواصلة .
سوف أبكي كما بكى صاحب امريء القيس وهما في الطريق إلى بلاد الروم ، سوف أبكي فالطريق طويل طويل . هل تذكرون بيتي امريء القيس :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ،
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا ، أو نموت فنعذرا " ؟ .
الحق كل الحق على بلفور وستالين وهرتسل وبن غوريون و .. و .. و " دبرها يا مستر دل " .
ألسبب السابق ذهب السفير الإماراتي إلى الحاخام ليباركه ويطرد شياطين الفلسطينيين من رأسه ؟
الطريق طويل طويل طويل !!
صباح الخير
خربشات
٣ حزيران ٢٠٢١