ﻏﻠﺒﺖ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ،
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ﻭﻛﺄﻥ ﺁﻻﻡ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﺳﻴﺎﻃﻬﺎ ﺗﻠﺴﻊ ﻗﻠﺒﻲ
ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﻣﺮﺕ. ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ
ﺣﺒﺎﺕ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺃﻋﻼﻡ. ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺒﻌﺾ
ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ .
ﺃﻫﻤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻗﻠﺐ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ . ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺭﺳﻢ
ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺍﻣﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻳﻮﻣﺎً . ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻗﻔﻞ
ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻣﺸﺮﻋﺔ
ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ . ﻓﻤﺎﺗﺮﻛﻮﺍ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﺑﺪﺍﺀ
ﺍﻟﺤﺐ،
ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺇﻟﻲ . ﻟﻜﻦ ﺻﺪﺍﻗﺘﻲ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﻮﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ .
ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ، ﻭﺗﺤﺴﺲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻟﻔﺖ
ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺑﺸﺪﺓ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺬﻳﻞ ﺑﻬﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً
" ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺪ ﺃﺟﻤﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ
ﺑﻘﺎﺩﻡ . ﺃﺟﻤﻞ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؟؟
ﻓﺒﻠﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﺮﺫﻣﺔ، ﻣﺤﻄﻤﺔ، ﻳﺘﺂﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ،ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﺑﻌﻜﺲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺗﺰﺩﻫﺮ .
ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺬﺭﻱ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺒﺎﻟﻮﻧﺔ
ﻣﻨﻔﻮﺧﺔ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻄﻴﺮ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﻓﻀﺘﻪ ﻟﻘﺬﺍﺭﺗﻪ،
ﻭﺳﻮﺋﻪ.
ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺷﺒﺎﺣﺎ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ. ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺃﻧﺎﺱ ﺃﺛﻘﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻬﻤﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﻣﺂﺳﻴﻬﺎ.
" ﺃﻳﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﺟﻤﻞ؟
ﻭﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺃﺳﺌﻠﺘﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ،ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻘﺒﻞ ﺟﺴﺪﻱ ،ﻭﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺗﺮﻗﺺ ﻋﻈﺎﻣﻲ ،ﻭﻓﺎﺟﺄﻧﻲ
ﺳﻌﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺮﺑﻊ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭﻱ، ﻣﻨﻊ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻫﺎ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﺭﻭﻧﺎ
ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺃﻳﺎﻡ. ﻻﺻﻘﺘﻪ، ﻭﻟﻮﻧﺘﻪ
ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ.ﺃﺣﺒﺘﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﻫﻮ ﻛﺎﺭﻩ ﻟﻬﺎ .
ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ
ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻋﻠﻪ ﻳﻔﻠﺖ
ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﺷﺪ
ﺗﺜﺎﻗﻠﺖ ﺣﺮﻛﺎﺗﻲ، ﻭﻓﻘﺪ ﺩﻣﺎﻏﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺄﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﺪﻱ ﻛﻠﻪ، ﻭﻣﺎﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ
ﺳﻮﻯ ﻋﻴﻨﻲ. ﺃﺭﻯ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﺮﺍﻛﻀﻮﻥ ﺣﻮﻟﻲ، ﻳﻠﺒﻮﻥ
ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻲ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻲ
ﻭﺗﺴﺎﺭﻉ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻣﻊ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻵﻻﻡ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﺴﺎﻧﺪﻧﻲ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺏ . ﺭﺃﻳﺖ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ، ﻭﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ، ﻭﺗﻌﻠﻮ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﻭﺩﺭﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻟﻲ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.
ﻭﻓﺠﺄﺓ، ﻳﻮﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ، ﺻﻮﺕ ﻣﻼﺋﻜﻲ ﺻﻐﻴﺮ
ﻭﻳﻮﻗﻒ ﺁﻻﻣﻲ :" ﺟﺪﺗﻲ ﻋﺒﻮﺭﺓ ﻳﻜﻔﻲ ﻧﻮﻡ، ﻟﻘﺪ ﻧﻤﺖ
ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺒﻲ ﻣﻌﻲ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ. "
ﻧﻈﺮﺕ ﻧﺤﻮ ﺻﻮﺕ ﺣﻔﻴﺪﻱ ﻭﺭﺩ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﺎﻣﺘﺪﺕ . ﻓﺘﺼﺎﻋﺪﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ :" ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻛﺖ
ﻳﺪﻫﺎ !!."
ﻟﻤﺴﺖ ﻭﺟﻪ ﻭﺭﺩ،ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ .
ﻋﺒﻴﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ
ﺳﻠﻤﻴﺔ _ ﺳﻮﺭﻳﺎ
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ﻭﻛﺄﻥ ﺁﻻﻡ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﺳﻴﺎﻃﻬﺎ ﺗﻠﺴﻊ ﻗﻠﺒﻲ
ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﻣﺮﺕ. ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ
ﺣﺒﺎﺕ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺃﻋﻼﻡ. ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺒﻌﺾ
ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ .
ﺃﻫﻤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻗﻠﺐ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ . ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺭﺳﻢ
ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺍﻣﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻳﻮﻣﺎً . ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻗﻔﻞ
ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻣﺸﺮﻋﺔ
ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ . ﻓﻤﺎﺗﺮﻛﻮﺍ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﺑﺪﺍﺀ
ﺍﻟﺤﺐ،
ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺇﻟﻲ . ﻟﻜﻦ ﺻﺪﺍﻗﺘﻲ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﻮﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ .
ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ، ﻭﺗﺤﺴﺲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻟﻔﺖ
ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺑﺸﺪﺓ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺬﻳﻞ ﺑﻬﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً
" ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺪ ﺃﺟﻤﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ
ﺑﻘﺎﺩﻡ . ﺃﺟﻤﻞ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؟؟
ﻓﺒﻠﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﺮﺫﻣﺔ، ﻣﺤﻄﻤﺔ، ﻳﺘﺂﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ،ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﺑﻌﻜﺲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺗﺰﺩﻫﺮ .
ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺬﺭﻱ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺒﺎﻟﻮﻧﺔ
ﻣﻨﻔﻮﺧﺔ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻄﻴﺮ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﻓﻀﺘﻪ ﻟﻘﺬﺍﺭﺗﻪ،
ﻭﺳﻮﺋﻪ.
ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺷﺒﺎﺣﺎ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ. ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺃﻧﺎﺱ ﺃﺛﻘﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻬﻤﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﻣﺂﺳﻴﻬﺎ.
" ﺃﻳﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﺟﻤﻞ؟
ﻭﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺃﺳﺌﻠﺘﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ،ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﺗﻘﺒﻞ ﺟﺴﺪﻱ ،ﻭﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺗﺮﻗﺺ ﻋﻈﺎﻣﻲ ،ﻭﻓﺎﺟﺄﻧﻲ
ﺳﻌﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺮﺑﻊ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﺭﻱ، ﻣﻨﻊ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻫﺎ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﺭﻭﻧﺎ
ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺃﻳﺎﻡ. ﻻﺻﻘﺘﻪ، ﻭﻟﻮﻧﺘﻪ
ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ.ﺃﺣﺒﺘﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﻫﻮ ﻛﺎﺭﻩ ﻟﻬﺎ .
ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ
ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻋﻠﻪ ﻳﻔﻠﺖ
ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﺷﺪ
ﺗﺜﺎﻗﻠﺖ ﺣﺮﻛﺎﺗﻲ، ﻭﻓﻘﺪ ﺩﻣﺎﻏﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺄﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﺪﻱ ﻛﻠﻪ، ﻭﻣﺎﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ
ﺳﻮﻯ ﻋﻴﻨﻲ. ﺃﺭﻯ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﺮﺍﻛﻀﻮﻥ ﺣﻮﻟﻲ، ﻳﻠﺒﻮﻥ
ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻲ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻲ
ﻭﺗﺴﺎﺭﻉ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻣﻊ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻵﻻﻡ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﺴﺎﻧﺪﻧﻲ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺏ . ﺭﺃﻳﺖ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ، ﻭﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ، ﻭﺗﻌﻠﻮ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﻭﺩﺭﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻟﻲ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.
ﻭﻓﺠﺄﺓ، ﻳﻮﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ، ﺻﻮﺕ ﻣﻼﺋﻜﻲ ﺻﻐﻴﺮ
ﻭﻳﻮﻗﻒ ﺁﻻﻣﻲ :" ﺟﺪﺗﻲ ﻋﺒﻮﺭﺓ ﻳﻜﻔﻲ ﻧﻮﻡ، ﻟﻘﺪ ﻧﻤﺖ
ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺒﻲ ﻣﻌﻲ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ. "
ﻧﻈﺮﺕ ﻧﺤﻮ ﺻﻮﺕ ﺣﻔﻴﺪﻱ ﻭﺭﺩ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﺎﻣﺘﺪﺕ . ﻓﺘﺼﺎﻋﺪﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ :" ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻛﺖ
ﻳﺪﻫﺎ !!."
ﻟﻤﺴﺖ ﻭﺟﻪ ﻭﺭﺩ،ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ .
ﻋﺒﻴﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ
ﺳﻠﻤﻴﺔ _ ﺳﻮﺭﻳﺎ