"اللائكيّة"، كلمة "مقترضة" من اللاتينية القديمة "Laïkos "و تعني "الشَّعب".
في التعبير المسيحيّ، "اللائكي"، في العصور الأوروبيّة الوسطى، هو شخص "مُعمَّد" لكنّه لا ينتمي إلى "الاكليروس" (رجال الدّين)، و في الوقت الحالي هو شخص "مكلّف" بوظائف كانت، سابقا، منوطة برجال الدّين، في مؤسّسة كاثوليكيّة.
لقد شهدت أوروبّا ما بعد أفول "الآلهة الرّومانية" إلى غاية النّصف الثاني من القرن التّاسع عشر، أبشع و أقسى أشكال "التعسّف" الدّيني ممثلا بالكنيسة (الطائفيّة المذهبيّة)، بإحكام "هيمنتها" على الحياة العامّة، من الحرية الفردية (الوعي و الضّمير و السّلوك) إلى أعلى هرم السّلطة السّياسيّة (تعيين الملك، ممثِّلا "للإرادة الإلهيّة"، وفق المذهب الكنسيّ)، و كان من نتائج ذلك أن شهدت كلّ أوروبا "أبشع الحروب الدينية".
حدثان بارزان غيّرا تاريخ المسيحية (كدين)، أولا، مجمّع أو مؤتمر "الخلقدونية" (451 م) و الذي من أهم نتائجه انقسام الكنيسة على نفسها (كاثوليكيّة و أرثوذوكسية) و منه بداية "الحروب الطائفية"، ثانيا، "ثورة" مارتن لوثر (1555) و هو رجل دين و عالم لاهوت ألماني، كاحتجاج منه على سطو الكنيسة على أحد مظاهر السلطة الإلهية (المغفرة) بتحويل "القيمة الروحية" إلى "سلعة" خاضعة لقواعد السّوق (صكوك الغفران)، و هو احتجاج يعني "المسحوقين" من "الشّعب" بالأساس لكونهم "أهم" ضحايا العنف المادي و الرمزي للكنيسة (أو القراءة الطائفية للرّسالة المسيحيّة)، فكان من أهمّ أتباعه الأوائل الفلّاحون و الشّباب.
و هي الفترة التي شهدت أبشع مظاهر العنف "الجماعي": الحروب و التعذيب. و ذهب ضحيتها الملايين (تضارب حول إحصائيات المجازر) من أتباع الديانة المسيحية ذاتها.
أشكال التّعذيب في أوروبّا "القرون الوسطى":
أهمّ التهم الشائعة في القرون الوسطى و التي كانت تستدعي الحكم "المغلظ":
- الهرطقة، الزندقة، التجديف، الكفر، السحر، اللواط
أشكال و أدوات التعذيب (حتى الموت)
- الحرق على الخازوق: تماما كما يُشوَى أيّ طائر.
- التعذيب في حالة عري تامّ.
- العذراء الحديدية (Iron Maiden): عبارة عن تابوت، في شكل امرأة، على جوانبه سكاكين و مسامير تخترق جسد الـمدان من كل الجهات، فور غلقه بالغطاء.
- "كمّثرى الألم": عبارة عن كريّة حديدية على شكل حبّة كمّثرى على أطرافها مسامير حديدية ، توضع داخل الأعضاء التناسلية أو الشرج أو الفم فتحات قابلة للتمدّد بواسطة.
- "عجلة الموت"، قبل ربطه إلى العجلة، يتمّ كسر أطراف المدان قبل ربطه إلى العجلة، عاريا، و معرّضا للشمس و الحشرات و الإهانات و الإذلال و الجوع و العطش، حتى الموت.
- "ساحقة الرأس"، حيث يمدّد المدان على سرير خشبيّ، ثم يثبت رأسه بين طبقين كبيرين من الحديد أسفل الفكّ و أعلى الرأس، مربوطان بإحكام إلى أسطوانة حلزونية و عند لفّها تضغط الطبقتان بقوة على الرأس و يتم سحقه، و يموت المعذب دون تمكنه من مجرد الصراخ.
- "القضبان الحديدية"، عبارة عن قضبان حديدية حادة يتمّ زرعها عموديّا بمكان منخفض، ثمّ يقذف عليها بجسد المدان مكتوف الأطراف، فتخترقه و يظل ينزف و يتألم حتى الموت.
- "النشر": تعرية المدان و تثبيته من أطرافه، رأسا على عقب، ثم يمسك رجلان بطرفي المنشار الكبير و يقطعان جسده حتى ينفصل أعلاه عن أسفله.
- "الجرذان"، يتمّ بقر بطن المدان، و هو مثبّت، حتى تبرز أحشاؤه و يؤتى بدلو مليء بالجرذان لتمزقها و تلتهمها و يرى، حتى يموت.
- "الإغراق في المياه" بوساطة الحبال.
- "الثور النحاسيّ": و هي وسيلة يونانية، عبارة عن شكل ثور نحاسي به تجويف كبير يتسع لفرد، يوضع داخله المدان، عاريا تمام، ثم تغلق فتحته و يتم إشعال نار ضخمة تحته، حتى يشوى تماما فيتصاعد دخان و رائحة "الشواء" من فتحتين (منخري الثور).
- "لجام المرأة السّليطة"، عبارة عن قفص رأس حديديّ، شبيه باللجام، يثبّت حول رأس المرأة (سليطة اللسان) و فكيها و مزودا بلسان حديدي ينبثق منه و يدخل فم المرأة لتثبيت لسانها و منعها من الكلام، بل أحيانا يتم تزويد اللسان الحديدي بمسامير بحيث يصبح مجرد تحريكه مؤلما.
- "مهد يهوذا": عبارة عن كرسيّ بشكل هرميّ ينتهي بنتوء مدقّ حادّ، يتمّ إنزال المدان من الأعلى، عاريا و مثبتا، ثم أدخال المدق تدريجيا في فرجه أو فتحة شرجه، و اذا لم يعترف، تتواصل العملية حتى يتمزق تماما. و ينتهي إلى الموت.
أشكال التعذيب في غاية العنف و البشاعة و "السّاديّة" (اثرت عدم نشر الصور لفظاعتها).
كان هدف الفظاعة هو بلوغ أقسى الأذى المثير لأقصى مشاعر الألم لدى "المعذّب" وفق "مؤشر الصراخ" و مظاهر الدم و التمزق و التقطيع. فكلما امتدّ الألم و علا الصّراخ، كان شكل التعذيب أفضل و أثره على "المؤمنين" أشدّ و أعظم.
في هذه الأجواء المثقلة بالدّم و الألم و الرّعب (باسم الإرادة الإلهية) "نشأت "اللائكيّة"، كحالة "حقد" على هيمنة و وحشيّة "الكنيسة" ذات الكيالين في تفسيره (قراءتها) للنص "المقدّس" (الأناجيل). بكونها أداة لسحق المسحوق و التغطية على "النبيل".
و لذلك بدت اللائكية "كنُصرة" للشعب المسحوق (Laïkos ) و للعقل السّويّ و الفضيلة و العدالة و الحقّ، و هي قيم "اختطفتها" الكنسية و استحوذت على "تفسيرها و قراءتها و طرق ممارستها" لقرون طويلة. "نُصرة" كانت على حساب الرّسالة المسيحيّة "النقيّة"، بوصفها دعوة إلى الارتقاء "الروحي و الرمزي و الأخلاقي" بالإنسان. "لائكيّة" سرعان ما "تحوّلت" إلى "دين مواز" لكلّ الدّيانات بفعل "الإكراهات التأويليّة" و "الشطط الفكريّ" و "الانتهازية الماديّة" و عنف "إرادة الهيمنة الثقافية" على العالم إضافة إلى إرادة "تعميم" الحالة المسيحيّة على كل مسارات الثقافات الدينية في العالم.
في التعبير المسيحيّ، "اللائكي"، في العصور الأوروبيّة الوسطى، هو شخص "مُعمَّد" لكنّه لا ينتمي إلى "الاكليروس" (رجال الدّين)، و في الوقت الحالي هو شخص "مكلّف" بوظائف كانت، سابقا، منوطة برجال الدّين، في مؤسّسة كاثوليكيّة.
لقد شهدت أوروبّا ما بعد أفول "الآلهة الرّومانية" إلى غاية النّصف الثاني من القرن التّاسع عشر، أبشع و أقسى أشكال "التعسّف" الدّيني ممثلا بالكنيسة (الطائفيّة المذهبيّة)، بإحكام "هيمنتها" على الحياة العامّة، من الحرية الفردية (الوعي و الضّمير و السّلوك) إلى أعلى هرم السّلطة السّياسيّة (تعيين الملك، ممثِّلا "للإرادة الإلهيّة"، وفق المذهب الكنسيّ)، و كان من نتائج ذلك أن شهدت كلّ أوروبا "أبشع الحروب الدينية".
حدثان بارزان غيّرا تاريخ المسيحية (كدين)، أولا، مجمّع أو مؤتمر "الخلقدونية" (451 م) و الذي من أهم نتائجه انقسام الكنيسة على نفسها (كاثوليكيّة و أرثوذوكسية) و منه بداية "الحروب الطائفية"، ثانيا، "ثورة" مارتن لوثر (1555) و هو رجل دين و عالم لاهوت ألماني، كاحتجاج منه على سطو الكنيسة على أحد مظاهر السلطة الإلهية (المغفرة) بتحويل "القيمة الروحية" إلى "سلعة" خاضعة لقواعد السّوق (صكوك الغفران)، و هو احتجاج يعني "المسحوقين" من "الشّعب" بالأساس لكونهم "أهم" ضحايا العنف المادي و الرمزي للكنيسة (أو القراءة الطائفية للرّسالة المسيحيّة)، فكان من أهمّ أتباعه الأوائل الفلّاحون و الشّباب.
و هي الفترة التي شهدت أبشع مظاهر العنف "الجماعي": الحروب و التعذيب. و ذهب ضحيتها الملايين (تضارب حول إحصائيات المجازر) من أتباع الديانة المسيحية ذاتها.
أشكال التّعذيب في أوروبّا "القرون الوسطى":
أهمّ التهم الشائعة في القرون الوسطى و التي كانت تستدعي الحكم "المغلظ":
- الهرطقة، الزندقة، التجديف، الكفر، السحر، اللواط
أشكال و أدوات التعذيب (حتى الموت)
- الحرق على الخازوق: تماما كما يُشوَى أيّ طائر.
- التعذيب في حالة عري تامّ.
- العذراء الحديدية (Iron Maiden): عبارة عن تابوت، في شكل امرأة، على جوانبه سكاكين و مسامير تخترق جسد الـمدان من كل الجهات، فور غلقه بالغطاء.
- "كمّثرى الألم": عبارة عن كريّة حديدية على شكل حبّة كمّثرى على أطرافها مسامير حديدية ، توضع داخل الأعضاء التناسلية أو الشرج أو الفم فتحات قابلة للتمدّد بواسطة.
- "عجلة الموت"، قبل ربطه إلى العجلة، يتمّ كسر أطراف المدان قبل ربطه إلى العجلة، عاريا، و معرّضا للشمس و الحشرات و الإهانات و الإذلال و الجوع و العطش، حتى الموت.
- "ساحقة الرأس"، حيث يمدّد المدان على سرير خشبيّ، ثم يثبت رأسه بين طبقين كبيرين من الحديد أسفل الفكّ و أعلى الرأس، مربوطان بإحكام إلى أسطوانة حلزونية و عند لفّها تضغط الطبقتان بقوة على الرأس و يتم سحقه، و يموت المعذب دون تمكنه من مجرد الصراخ.
- "القضبان الحديدية"، عبارة عن قضبان حديدية حادة يتمّ زرعها عموديّا بمكان منخفض، ثمّ يقذف عليها بجسد المدان مكتوف الأطراف، فتخترقه و يظل ينزف و يتألم حتى الموت.
- "النشر": تعرية المدان و تثبيته من أطرافه، رأسا على عقب، ثم يمسك رجلان بطرفي المنشار الكبير و يقطعان جسده حتى ينفصل أعلاه عن أسفله.
- "الجرذان"، يتمّ بقر بطن المدان، و هو مثبّت، حتى تبرز أحشاؤه و يؤتى بدلو مليء بالجرذان لتمزقها و تلتهمها و يرى، حتى يموت.
- "الإغراق في المياه" بوساطة الحبال.
- "الثور النحاسيّ": و هي وسيلة يونانية، عبارة عن شكل ثور نحاسي به تجويف كبير يتسع لفرد، يوضع داخله المدان، عاريا تمام، ثم تغلق فتحته و يتم إشعال نار ضخمة تحته، حتى يشوى تماما فيتصاعد دخان و رائحة "الشواء" من فتحتين (منخري الثور).
- "لجام المرأة السّليطة"، عبارة عن قفص رأس حديديّ، شبيه باللجام، يثبّت حول رأس المرأة (سليطة اللسان) و فكيها و مزودا بلسان حديدي ينبثق منه و يدخل فم المرأة لتثبيت لسانها و منعها من الكلام، بل أحيانا يتم تزويد اللسان الحديدي بمسامير بحيث يصبح مجرد تحريكه مؤلما.
- "مهد يهوذا": عبارة عن كرسيّ بشكل هرميّ ينتهي بنتوء مدقّ حادّ، يتمّ إنزال المدان من الأعلى، عاريا و مثبتا، ثم أدخال المدق تدريجيا في فرجه أو فتحة شرجه، و اذا لم يعترف، تتواصل العملية حتى يتمزق تماما. و ينتهي إلى الموت.
أشكال التعذيب في غاية العنف و البشاعة و "السّاديّة" (اثرت عدم نشر الصور لفظاعتها).
كان هدف الفظاعة هو بلوغ أقسى الأذى المثير لأقصى مشاعر الألم لدى "المعذّب" وفق "مؤشر الصراخ" و مظاهر الدم و التمزق و التقطيع. فكلما امتدّ الألم و علا الصّراخ، كان شكل التعذيب أفضل و أثره على "المؤمنين" أشدّ و أعظم.
في هذه الأجواء المثقلة بالدّم و الألم و الرّعب (باسم الإرادة الإلهية) "نشأت "اللائكيّة"، كحالة "حقد" على هيمنة و وحشيّة "الكنيسة" ذات الكيالين في تفسيره (قراءتها) للنص "المقدّس" (الأناجيل). بكونها أداة لسحق المسحوق و التغطية على "النبيل".
و لذلك بدت اللائكية "كنُصرة" للشعب المسحوق (Laïkos ) و للعقل السّويّ و الفضيلة و العدالة و الحقّ، و هي قيم "اختطفتها" الكنسية و استحوذت على "تفسيرها و قراءتها و طرق ممارستها" لقرون طويلة. "نُصرة" كانت على حساب الرّسالة المسيحيّة "النقيّة"، بوصفها دعوة إلى الارتقاء "الروحي و الرمزي و الأخلاقي" بالإنسان. "لائكيّة" سرعان ما "تحوّلت" إلى "دين مواز" لكلّ الدّيانات بفعل "الإكراهات التأويليّة" و "الشطط الفكريّ" و "الانتهازية الماديّة" و عنف "إرادة الهيمنة الثقافية" على العالم إضافة إلى إرادة "تعميم" الحالة المسيحيّة على كل مسارات الثقافات الدينية في العالم.
