أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٩٦ : ماذا ستكتب لنا يا أستاذ الليلة ؟

وأنا في الحافلة سألتي أحد زملائي في جامعة النجاح الوطنية السؤال الآتي :
- ماذا ستكتب لنا يا أستاذ الليلة ؟
قادنا الحديث إلى جامعة النجاح الوطنية والتعليم الإلكتروني غير الوجاهي والإدارة وعلاقتها بالعاملين فيها وموقفها من المعارضين ، وشارك في الحديث موظف من موظفي أمن الجامعة ، كان في الحافلة بالصدفة ولا أعرف من هو ومن أين هو ، والكلام يطول .
أكثر ما كان يزعج موظف الأمن أن تصدر له الإدارة كتابا تطلب منه فيه أن يمنع عضو هيئة تدريس سابق ، تقاعد أو فصل من عمله ، من دخول الجامعة .
هل منعت إدارة الجامعة بعض موظفيها السابقين من دخول الحرم الجامعي ؟
حسب ما سمعت فإن الإجابة :
- نعم .
وحسب التجربة الشخصية فإن الإجابة :
- لا .
كثيرون يسألونني عما أفعله منذ عامين - أي منذ تقاعدت وإن كنت شعرت بالضجر والملل ، وأحيانا يبدون رأيهم بخطأ ما ارتكبت ، حين رفضت التدريس الإضافي ، فالإنسان حين يتقاعد يمرض ، وأنا لم أمرض وحتى اللحظة أستمتع بوقت فراغي ، عدا إنني متحرر ذهنيا من أي التزام .
وأنا أدرس اقترح علي كثيرون أن أستقيل من الوظيفة لأريح وأستريح ، فمنذ عدت من ألمانيا في العام ١٩٩١ وأنا أعيش حياة لا هدوء فيها ، وازدادت مشاكلي مع كتابتي نص " ليل الضفة الطويل " في ١٩٩٣ ، وكلما كتبت وخربشت تعقدت الأمور أكثر وأكثر ، وزاد الطين بلة تدخل الجامعة والفصائل والسلطة والألمان في الأمر ، وفي ١٩٩٥ كتبت مقالا ساخرا عنوانه " شيطاني الأنثى " ذهبت فيه إلى أن هناك أنثى تكتب لي ما أنشره باسمي ، وما زالت الفصائل وإدارة الجامعة تبحث عنها ، وما أكثر ما نعتني كثيرون ب " حاج " - يعني أشغل كثيرين لإنجاز ما أقوم به ، وحقيقة فإنني أخجل من كتابة ما أفهمه سيميائيا ، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على انحدار أخلاقي رهيب لدى كثيرين أكثرهم من أساتذة الجامعة .
وأنا في الحافلة أمس مثلا تكلم زميلي بلسانه وبيديه فلفت نظره إلى الكورونا وأشياء أخرى ، فخجل واعتذر و ... وقال موظف الأمن ما قال وترحم على زميلي المرحوم الدكتور عبد الستار قاسم .
إحدى أكبر متع الحياة أن تعيش هامشيا لا يلتفت إليك أحد ولا يهتم بأمرك أي شخص ، وأنا أحب العيش في الهامش ، ولكن هيهات أن أحقق ذلك في مجتمعنا وفي نابلس بالتحديد ؟
هل أنا على وشك الإصابة بالزهايمر ؟
لا أعرف ممن سمعت أن ال ( Big Boss ) مصاب بالزهايمر ، والكل يتحدث عن إصابة ال ( Big President ) للإدارة بالرعاش وعدم التركيز ، وماذا عن رئيس السلطة الفلسطينية ؟
هل سلطتنا الفلسطينية الآن مثل الدولة العثمانية في مائة سنتها الأخيرة : " الرجل المريض " .
لا تزعل يا رئيس السلطة ، فكلنا مرضى ، ومن يعش تحت الاحتلال يسأم .
أمس واصلت قراءة الحبيب السايح " الموت في وهران " وتساءلت :
- هل كتب روائيونا عن لصوص وعملاء في زمن الاحتلال صاروا في زمن السلطة يصولون ويجولون ويحكمون ويأمرون وينهون ؟ وتذكرت رواية أحمد حرب " بقايا " ورواية أحمد رفيق عوض " مقامات العشاق والتجار " و ... .
فازت ألمانيا على البرتغال وتعادلت بولندا مع إسبانيا و ... و ...
لا بد من صنعا وإن طال السفر ، إن بقي في صنعا ما يدفع المرء إلى السفر إليها .
صباح الخير
خربشات
٢٠ حزيران ٢٠٢١ .

أ. د. عادل الأسطة



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى